أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سعده - عايدة














المزيد.....

عايدة


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 16:55
المحور: حقوق الانسان
    


سألتها: بكـــــام الـمـانـجـة؟
- بـــ15 جنيه بس، والنهاردة آخر يوم ومش هتلاقيها تاني.
قلتلها وأنا مبتسم: على فكرة قولتيلي نفس الكلمتين دول من 3 أيام الساعة 1:30 بالليل.
سكتت في خجل وهي بتوزن كيلو.. غالبا هي تنسى الوجوه وتراهن على أنها في ميدان واسع ومزدحم.
- بابتسامة فيها رضا قالتلي: اللي تدفعه يا أستاذ..
تقريبا هي لم تفهم كلماتي..، أنا لاحظت إن كل اللي بيعدى مش بيشتري منها، وبيشتري من المحلات الكبيرة "أكيد لو كانت حلوة كانوا اشتروا منها!".. رغم إنها بتبيع بنفس السعر، وأكيد كمان لو فيه مصدر دخل تاني عندها مش هتبهدل نفسها في الشارع خصوصا إنها بتبيع في الشارع "ليل نهار".
إديتها 20 جنيه، ومرضيتش آخد باقي..
إسمك ايه..؟
- عايدة ..
وأنا أحمد..، أنا ملاحظ يا عايدة إنك قاعدة في الشارع ليل نهار بتبيعي فاكهة!!
- معنديش حاجة تانية أعملها، ولا عندي مكان أروحه، أنا ببيع وبصرف على نفسي
كان معايا 2 كرواسون بالشيكولاتة، مديت إيدي وقلتلها: ممكن أعزمك على واحدة؟
- إبتسمت في صمت... وقالت: ماااشي . شكرا يا أستاذ.
ساكنة فين يا عايدة؟!
- أنا بنام في المحل بتاع الحاج "حمدي" بعد ما بيقفله.. الله يكرمه، وباخد من عنده الفاكهة اللي ببيعها.
وفين أهلك؟
- ردت في حزن وأسى: أهلي في سوهاج وطردوني بعد ما اتجوزت من وراهم. واخواتي محدش فيهم بيطيقني، ولو استحملوني يوم مبييستحملوش التاني.
طب وفين جوزك؟
- بدأ لون عينيها يتغير: بقاله سنتين معرفش عنه حاجة، ضربني وبهدلني كتير وفي الآخر مشي، وسبت البدروم اللي كنت فيه علشان الإيجار...
مفيش حد خالص من أهلك أو أهل جوزك وقف جنبك؟!
- كلهم سابوني في الشارع زي الشرموطة أو الشحاتة.
.......................
أوضة وصالة....!! تقريبا هي أزمة عايــــدة.
عايدة أكيد مش عارفة إن فيه أكثر من 3.5 مليون وحدة سكنية مغلقة، لأن أصحابها عندهم غيرها "بحسب وزارة الإسكان".. ده غير الفنادق والقرى السياحية والشقق والشاليهات الصيفية المغلقة 9 شهور في السنة تقريبا ومبتتفتحش غير في شهور الصيف، أو في النزوات الشتوية لرجال الأعمال.
أوضة وصالة....!!
ألتفت حولي، وأشعر بعجزي وقلة حيلتي! ... كتل خرسانية وأبراج سكنية، سيارات دفع رباعي بمئات الآلاف، أتخيل أن موبايل واحد سامسونج أو سوني حديث قد يكفي لتأجير شقة لمدة عام كامل لعايدة.
إحنا فعلا في تراجع أخلاقي رهيب، بنداريه دايما بمظهر مخادع من الطقوس والمظاهر، قلوبنا أصبحت كالحجارة أو أشد قساوة. ظلم وقهر وفساد يضرب الوطن من كل إتجاه. معاناة وحسرة يومية على أرواح بناتنا وأبنائنا ضحايا للإهمال سواء في حوادث الطريق أو من الجوع أو من عمليات الإرهاب.
وفي الآخـــــر، بنقول متدينين بطبعنا ومسلمين!!!
رغم أن من يفسدون ويسرقون ويرهبون ويقتلون هم للأسف مصريون مسلمون يقيمون الصلاة!!
نحن لا نحتاج لتدين ظاهري يكون ستارا للفساد والظلم والنهب والأنانية والطمع؛ بل نحتاج لقدر من الإنسانية والتكافل والتراحم والتواد والتضامن والعطف.... وهذا هو جوهر الدين.
"عايدة" وزيها ألوف، من حقها أنها تصحى من نومها تشرب شاي بلبن، وتتفرج على أماني الخياط وهي بتصرخ على الشاشة، وتنزل تتسوق وتعمل غدا.. عايدة من حقها تعيش شبه "البني آدمين".. أحلام عادية من حق أي حد زي عايدة.
مشيت وكلي حزن وخيبة وإحباط، ونسيت إني جريت 20 دقيقة علشان أخس 4 كيلو زيادة عن الوزن الوزن المثالي.
دخلت البيت، وأخدت المانجة على المطبخ علشان أعمل مكعبات مانجة بالعسل الأبيض. المطبخ بالنسبة لي حاجة واوو. بيديني ثقة في نفسي، وبيحسسني بسعادة وإني أقدر أعمل حاجات جميلة ليا وللآخرين.. إعداد الطعام بيبعث فينا البهجة، وبيعلمنا الكرم والعطاء والتراحم وتجاوز الذات.
عملت فطار جميل أوي من المانجة والعسل، ... لكن تظل قصة "عايدة" تؤرقني وتفقدني حلاوة ما صنعت...



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة -محمود ومريم-
- الدولة الإِسلامية .. كابوس لا ينتهي.!
- ضجة حول تصريحات الكاتبة فاطمة ناعوت عن أضحية العيد
- عام من النشاط النقابي
- ما بعد الحرب على غزة.
- حول الموقف المصري من الحرب على غزة.
- الجرف الصامد من غزة إلى سيناء.
- السِيسِي على خُطَى الشيطان.
- هل صليت على النبي اليوم؟!!
- عنف ذكوري بشع في الشارع العام ضد الصحفية سارة سعد
- تحرش
- مصر .. كابوس الانهيار!!
- تعريف موجز بفيلم الخروج للنهار.
- قراءة في مستقبل مصر ما بعد الانتخابات الرئاسية.
- انتبهوا .. مصر على أعتاب جهنم
- أُمي الغالية, أفتقدك جدا .. وسأظل أفتقدك للأبد.
- النساءُ .. الجاريات المعتقات
- المعطف الأحمر (قصة قصيرة)
- مسجد الرحمة
- الديمقراطية .. الكنز المفقود


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سعده - عايدة