أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - احجار الغيم..صهيل النار















المزيد.....

احجار الغيم..صهيل النار


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


1- أسئلة ضابحة
ما الذي كور الأرض ، أوتدها، ورمى بالغبار على رئة الآه فيها؟..
ما الذي كان للأرض فيها؟..
سألت نسمة شاحبه ..
ما الذي شتت البر والبحر،والثلج ،والنهر جفف أحلامه ورؤاه؟..
ما الذي هشم العشب والصخر كسره بسواه؟..
ما الذي شجر السفح / أحرقه؟..
سألت ضفدعه..
ما الذي كتب العمر شهرا، سنينا، ونورا، ظلاما؟..
سأل الطفل في السر وهْو يناجي الصدى..
ما الذي لا يرى ظل هذا النهار على غيمه؟..لا يرى شمسه؟ ..
سألت قدمي وهْي تعبرني في اتجاه القطار..
ما الذي فتح الباب للريح رملا لهذي القفار؟..
سألت سنبله..
ما الذي فتح القبر للموت / هذا المدى؟..
سألت شجره..
كنت أسمعني ذاهلا..
وأردد في الريح وهْي تعانقني دمَ أثدائها ، حزنَها، ونعيقَ البشر..
2- غيم حجري
تدورين بي جهة من ظلام ،وثانية من نهار..
تفتح الأرض أزرارها في النحيب المغرد في..
يتقدم صمتي فلاة ، رياحا جنوبيةً تتهاطل ،رملا/ رغيفا ..
أرى كتفيَّ الصخور التي تتراكمُ..
صدري الصدى..ويداي المدار..
تتقدم رأسي التي ألفت غيمها الحجريَ..
ترج حنيني هناكَ..
أرى عنقي تتلوى ..
ذراعي التي هيأت كفها تترضرض بالصوت ذاك الذي رددته القفار..
وأراني ،أراكم على الشوك دائرة من غبار..
يأكل الذئب أحشاءنا..
والضباع التي في الغروب تشد سواعدنا بالمخالبِ..
تغرسها في العيون التي ستنز دما نازفا يملأ النهر/ هذا المدى اللولبيَ..هناك/ هنا..
في الصهيل الذي جففته الدموع التي عانقت غربتي في الدمار.
3- ماءٌ عماء
يد الطفل تمتدُّ هذا أنا إذ يراودني العشب خضرتهُ..
قدماه اللتان تجران شهوة هذا المكان ترابي الذي جف من ليلهِ..
كتفاه اللتان ترومان زرقة وجه السماء أغاني الصدى في البعيد هناكَ..
أصابعه حين ينتعل الورق المر أسودهَ جهة الليل حافية في الندى..
ساعداه الردى..
وانا..ربما لا انا..
خرقة الجسد المتهيئ للثلجِ ناري هنا..
وتدي حجر السهوِ..
والماء صخر المتاهِ..
وكفي على جرحها ضامئه..
وانا.. لا انا..
الرياح التي حملت شفتي في الظلام اختفتْ..
والنجوم التي كانت البرق لي حملتْ غيمَها ومضتْ ..
والسماء كما الأرض مرت على جثتي..
ورأت كيف سيفي البدائي شق الصدورَ..
وكيف الصواريخ في حملت رأسها البشريَ..
وكيف البحار علت سفن القرش أسلحة للدمارِ..
وكيف النهار رأى دمه في السفوحِ..
وسيزيف كيف انتهى صخرة هائمه..
وانا..هل أنا؟..
لا يزال السؤال على كف حواءْ..
أيضا على وجه آدمَ صمتا / نحيبا..
ما يزال على ركبة الأرض نوحا يوزع من كل زوجين ضلعا غريبا ودائرة من عماء..
4- قبر أبدي
شجر الليل هذا انا اتقدمُ..
حاملة قدمي ثقل الأرضِ ..
والبعد في كف هذي السماء الحجارة ترجمني..
كان حولي الصياحُ..
وكنت أردد في الصمت هذا الحصار الذي غرب الروح في..
كانت النار تلهب ضلعي الذي مات فيَ..
وأيدي الخلائق تنثرني في التراب الحزينْ..
***
كان في العلْو يفتح نافذة ليديهِ..
يمد الرؤى صخرة تتدحرجني..
وكانت لحاه على القرب مني دماءً..
وبسمته في الصهيل اصفرار الحشائشِ..
ذابلة كانت الريح فيهِ..
وكان المدى شرفة مغلقه..
***
كنت وحدي..
ثيابي ممزقةٌ..
ويداي إليه تمدان كفيهما..
لكنه لم ير الأرضَ.. لم يرني..
كان منتعلا غربة تترصد أسماءهُ في البعيد / القريبِ..
وكان كمن نفض الغيم من ريحهِ واستقر على جثث التائهينْ..
كان في شمسه يترنم أغنية من فضاء احتمالاتهِ..
وكانت بحار تمد الكلام الذي ينتهي هاهنا بشرا ضائعين..
***
كنت وحدي السبيلَ..
وكانت قبور الصحاري تمد حجارتها فوق نبضي..
ولا قطرة من دمي شربتها الرياح هنا..
وحده كان ذاك الغراب الذي حفر القبر لي..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في أضحية العيد
- ثلج الحياة..نار الحب
- واقعنا العربي الإسلامي والداعشية
- كيف يكون الدين في الواقع ؟
- عن الثقافي السائد..عن الثقافي البديل ..
- رغم المتاهة..هناك أمل في الحياة
- عميقا في البئر يغوص الحلاج
- يرمى النار على جثته
- في المهب هنا صخرة للصدى
- نار فينيقية
- من المسؤول عما حدث ويحدث في غزة؟
- ما فعلته الغريزة الجنسية وحوريات الجنة في قطعان الذكور العرب ...
- قصائد عربية
- ما وقع لي في مطعم العصر
- أعانق نارالسؤال ..أخيط المدى
- لعمي موسى ..لكرَمه
- هكذا حكم الجن اليهود البلاد
- لماذا يصر العرب على البقاء في الماضي؟.. لماذا يلازمون باب ال ...
- هكذا نحن..هكذا هم
- انتخابات 17 أفريل الرئاسية في الجزائر


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - احجار الغيم..صهيل النار