أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى / تونس - فلسطين : الاحتفال بالأوهام















المزيد.....

فلسطين : الاحتفال بالأوهام


حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى / تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على إثر تطبيق اتفاقية الهدنة المعلنة بين حماس والكيان الصهيوني، عمدت الرجعية الدينية في فلسطين المحتلة وبالتحديد في إلى الإحتفال بهذا الاتفاق ضمن مسرحيّة سيّئة الإخراج طغت عليها الكرنفالات و الاستعراضات العسكريّة مقدّمة إيّاه على أنّه انتصار على العدوّ الصهيوني الذي قبل بمثل هذا الاتفاق. فما هــو محتواه ؟ وهل فعلا يمثّل انتصارا أو هو انكسار جديدا وهزيمة تضاف لمجمل الهزائم التي تكبدتها ومازالت تتكبدها المقاومة الفلسطينيّة بحكم سيطرة الرجعية عليها؟
الاتفاق الذي تمّ بتاريخ 26 أوت 2014 وبرعاية النظام المصري لم ينصّ سوى على وقف إطلاق النار بين الجانبين مع الدعوة لإجراء محادثات خلال شهر بخصوص الترتيبات الحدوديّة مع غزّة وهي المسائل التي شرع في التفاوض بشأنها ثمّ تمّ إرجاء النظر في بقيّة نقاطها الأخرى المتعلقّة برفع الحصار وفتح المعابر ونزع السلاح وسيطرة السلطة الفلسطينيّة على القطاع في إطار حكومة وفاق مع إمكانيّة وضع غزّة تحت الحماية الأمميّة أي استبدال القوّة العسكريّة الصهيونيّة بقوّة أمميّة . هذه مجمل النقاط التي بدأ التفاوض حولها والتي تمّ إرجاء مواصلته إلى شهر نوفمبر 2014 .و ما نلاحظه أن الاتفاق تمّ فقط حول مسألة وحيدة وهي الإيقاف الفوري لإطلاق النار وفتح بعض المعابر بينما بقيت مسألة الهدنة (طويلة الأمد أم قصيرة أم نهائيّة) مطروحة للنقاش .
هذا هو محتوى الاتفاق الذي قدّمه الناطق الرسمي سامي أبو زهري على "أنّه انتصار للفلسطينيين تمّ بسبب تدمير المقاومة أسطورة الجيش الإسرائيلي"، مضيفا "بأنّ قيمة هذا الإنجاز ليس بفتح معبر هنا أو هناك وإنّما لأنّه يمهّد الطريق للمرحلة المقبلة لتحرير القدس وأرض فلسطين".
فهل يمثل إذن مثل هذا الاتفاق انتصارا خاصّة إذا علمنا أنّ الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية كانت جسيمة حسبما أورده التقرير الذي أعدّه المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان والذي تضمّن إحصائيات للخسائر الناتجة عن العدوان الصهيوني على غزّة توزّعت كما يلي :
- الخسائر البشريّة : 2174 شهيدا منهم 1743 مدنيّا (منهم 530 طفلا و 302 إمرأة و 64 جثّة غير معروفة أو متفحّمة) و340 مقاتلا، عشرة آلاف وثمانمائة وسبعون جريحا منهم 2101 إمرأة و3303 طفلا ثلثهم سيعاني من إعاقة دائمة و 145 عائلة فقدت 03 أو أكثر من أفرادها و 11 قتيلا من الأونوروا .
- خسائرالمباني : تدمير 17132 منزلا منها 2465 كليّا و 14667 جزئيّا، تدمير 05 عمارات مرتفعة بالكامل مع تضرّر 39500 مسكن ممّا أدّى إلى هجرة 100.000 فلسطيني. إضافة إلى تدمير 62 مسجدا بالكامل و109 جزئيا، كما تمّ تدمير كنيسة و 10 مقابر إسلامية وواحدة مسيحيّة .
- البنية التحتيّة : استهداف 09 محطات لمعالجة المياه ومنشأة كهربائيّة و 19 مؤسّسة ماليّة ومصرفيّة و 372 مؤسسة صناعيّة وتجاريّة، 10 مستشفيات، 19 مركز صحيّ، 4 مقرّات لجمعيّة، محطّة توليد الكهرباء، 222 مدرسة منها 76 تابعة للأونوروا و 36 سيارة إسعاف.
بينما تمثلت خسائر الصهاينة في 70 قتيلا منهم 64 جندي و6 مدنيين من بينهم امرأة وطفل واحد و720 جريحا اما ما اعلنته حماس عن اسر جندى فقد طواه النسيان و لا وجود لما يؤكد حدوثه .
نلاحظ أن خسائر الفلسطينيين كانت فادحة وانّ أغلب العائلات التي فقدت محلاتها السكنيّة لا تزال إلى حدّ الآن تعيش في العراء في انتظار عملية الإعمار التي تتطلب سنوات طويلة وأموالا طائلة لإرجاع الوضع لما كان عليه قبل العدوان والتي لم تنطلق أشغالها بعد .
و هكذا فان الاتفاق الذي أبرمته حركة حماس الاخوانيّة مع الكيان الصهيوني لم يتعد الإيقاف الفوري للعدوان مع فتح بعض المعابر والدخول في مفاوضات مع الكيان الصهيوني برعاية النظام المصري والذي أصدر بيانا في الغرض جاء فيه ما يلي : "إنّه حفاظا على أرواح الأبرياء وحفظا للدماء واستنادا للمبادرة المصريّة وتفاهمات 2012، تدعو مصر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل". وأضاف البيان أنّ ذلك أي وقف إطلاق النار "سيتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزّة وإسرائيل بما يحقّق سرعة إدخال المساعدات الإنسانيّة والاغاثيّة ومستلزمات إعــــادة الاعمار والصيد البحري من 06 ميـل بحري"، كما نصّ البيــان أيضا على "استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من تثبيت وقف إطلاق النار". وهذه المفاوضات المتحدّث عنها لم تتم إلى حدّ الآن بل تمّ تأجيلها. لقد حدّد هذا البيان محتوى الاتفاق الذي أكّدت حركة حماس على أنّها حققت من خلاله معظم مطالبها من "المعركة مع إسرائيل"، بمعنى أن آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال العدوان الصهيوني والدمار الرهيب كان لغاية فتح بعض المعابر والشروع في المفاوضات مع العدو الصهيوني وهو ما يمثل استهانة بالفلسطينيين وبحقوقهم المشروعة من قبل حركة حماس . لقد أكّد خالد مشعل أنّ "معركة غزّة العظيمة ستختصر الزمن وتقرّب شعبنا في التخلص من الاحتلال وحقّ تقرير المصير وقيام دولة فلسطينيّة حرّة على أرضه" مع ترحيبه بأيّ وسيط يستطيع تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة حسب حركة حماس في تمكين قطاع غزّة من مطار وميناء مع رفع الحصار نهائيّا على غزّة والإفراج عن المعتقلين وهي مطالب حسب رأيه بالإمكان تحقيقها عبر التفاوض إذ أكّد على ما يلي : "المفاوضات بين الأعداء معروفة في التاريخ والسياسة وليست محرّمة شرعا ودائما التفاوض له بيئته وله قواعده وله معادلته (وإن جنحوا للسلم فاجنحوا لهم) وبذلك يصبح التفاوض مع الأعداء واقعيّا ومنطقيّا".
تلك هي إذن الانتصارات الوهمية التي تحاول حركة حماس الاخوانيّة التسويق لها عبر مهرجانات خطابية وكرنفالات واستعراضات عسكريّة، هذه الحركة التي ركزت كثيرا على المفاوضات مع الكيان الصهيوني لاستجدائه لغرض السماح لها بإنشاء مطار بغزة وميناء سعيا منها لتكوين إمارة إسلاميّة بالقطاع في إطار تقسيم فلسطين إلى عدّة أجزاء (قطاع غزة تحت سيطرة حماس، الضفة تحت سيطرة حركة فتح وبقية الأرض الفلسطينية تحت الاحتلال الصهيوني).
هذا هو الهدف الحقيقي الذي تسعى حركة حماس لتحقيقه وهو ما يطرح على الكادحين في فلسطين المحتلّة مواجهة كل الحلول الاستسلامية التي من شأنها التفريط في الأرض العربية بأيّ شكل من الأشكال لفائدة المحتل الصهيوني، غير أنّ هذه المواجهة تتطلّب بالأساس تجمّع القوى الوطنية الفلسطينية في إطار جبهة وطنيّة من أولوياتها الانخراط في المقاومة المسلّحة و تطويرها الى حرب شعبية طويلة المدى التى هي الطريق الوحيد لتحرير الأرض العربية، وعندما يتمّ إنجاز هذه المهمّة وتتحرر الأرض يحقّ حينئذ للكادحين الإحتفال بالإنتصارات الحقيقيّة لا الوهميّة التي تسوّق لها الرجعيّة الدينيّة .
طريق الثورة : أكتوبر 2014



#حزب_الكادحين_الوطنى_الديمقراطى_/_تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس :الانتخابات و الصّراع المحموم على الكراسي
- الطّريق إلى القصر تبدأ من القبر
- افتتاحية العدد الجديد من طريق الثورة
- تونس : اعتقالات و محاكمات لعدد من مناضلى ملتقى مقاطعة الانتخ ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى / تونس - فلسطين : الاحتفال بالأوهام