أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - مات أيوب في القدس وكسر الانتظار














المزيد.....

مات أيوب في القدس وكسر الانتظار


نافذ الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4633 - 2014 / 11 / 14 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


علني اكتب للعاصمة وللقدس وللأقصى، لا لأحمّلها أوجاعي وأحلامي، بل لأكتب غزلًا لفتاة مقدسية تتجول في أزقة القدس العريقة؛ تضج أنوثة صارخة تتحد مع قداسة العاصمة، يتعانق الجمال والتاريخ والروح في ثلاثيةٍ باهرةٍ.
أمسكت بقلمي، ولكن بلغني أن أيوب قد مات. لم أدرِ ماذا أفعل! هل فاجئني الخبر! أم كان متوقعًا؟
موت أيوب لم يكن مفاجئًا، رغم أنه دخل غيبوبةً منذ زمن. يروي البعض أن عتاة المستوطنين قتلوه على أبواب الحرم، وآخر يؤكد أنه مات قهرًا على بوابة الانتظار. كان يؤمن بالشرق وبالعرب وببعض الفلسطينين، استمع لهم مطولا رغم مخالفة الرأي. ولكن اخيرًا فقع، وأعلنت القدس انبلاج النهار دون استئذان من أحد.
بما أننا اليوم نبكي، أو نحتفل، أو نرثي، أو نؤبن موت أيوب، لا أعرف ماذا ورّثَنا بعدما أخذ صبره معه. يقول أحدهم: ورّثنا رخصة قيادة، غير صالحة، للسياقة على صفحات العاصمة.
وآخر يقول: أن أيوب بموته أيقظ الأقلام النائمة؛ لتعود جسورة من جديد بعدما تسلل اليها صبر أيوب، كان عبارة ملحمية لبعض شعراء "الواقع" تزيينا لرؤيا اوسلو، وللوعد الوهم بالسلم والرفاهية.
ويحكي منظرٌ من بقايا عصر الانتفاضات، قد ضج فرحا قائلا: موت أيوب وحّدنا، وكسر سلوك القطيع فينا، وأخذ معه غرائزية الانشطار.
اما الحّمال المقدسي، الذي لم ترهقه لوحة "جمل المحامل"، فما زال متشبثًا بأثقاله ويقاوم آلام ظهره؛ كي لا يلقيها تحت أقدام الغزاة.
رغم موت أيوب المدوي، ما زالت القدس ترسل حبًا منثورا لكل المصلين لله من كل انحاء العالم، ما زالت تقرأ نشيد فيصل الحسيني صباح مساء، معلقة على حبه والوجد الذي قتله في طريق العرب.
رغم موت أيوب، ما زال صوت الأذان يصدح بين ثناياها، وفي جنبات سوق القطانين؛ يُخرس مزوري التاريخ ويحمد الله رب العالمين.
وعلى حافة حارة النصارى جرس مكسور يدق معلنًا الصلاة لله وباللغة العربية، وان رؤيا إيشعيا لله لم تكن سوى وهم.
أيوب مات، وانتشر الخبر في المقاهي ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن حتى الآن لم تنشره الجريدة الرسمية.
أيوب، لقد كنتَ حلمًا جميلا، كما وصفتك شاعرة جليلية، ترسل حبا يوميًا للقدس، أو كابوسًا مرعبًا، كما وصفك فلاح كسر معوله مستوطن حاقد وأحرق حقل زيتونه.
أيوب، تتعدد الآراء فيك ومنك وعليك. غادرتنا، لا تعد لتمكث بيننا؛ لأن العاصمة تولد من جديد.



#نافذ_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على بلاهة الانتظار للقدس
- شغب
- كسرت اليوم انسيابي
- نبيذ عينيها
- معلق على جدار
- الحسناء والمجازفة
- تداعيات حرب غزة 2014 على حركة حماس والسلطة الفلسطينية و الاق ...
- غزة غناء للبلابل وشدو للعنادل ميلاد جديد
- أغنية غريبة: غزة فوق الغمام
- حرب غزة 2014 تفرض معطيات جديدة في الصراع والاستراتيجيا
- لوحة موت الآهات وعواء المدينة المقدسة
- حالة من اللايقين الحزيراني
- سوء الفهم المقدس
- امرأة قادمة من بيت الشمس
- العرب العاربة ولآليء الحكمة
- على تذكرة يونس بيان
- العربي والخليلية الحسناء
- مقدسية تفتدي عروبة القدس بجديلتها
- أيلول: انا لا احتمل صور الاطفال يبكون، أهم مذبوحون؟؟؟
- اصعب الخيارات ان تصبح كاتبا عربيا


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نافذ الرفاعي - مات أيوب في القدس وكسر الانتظار