أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف واحد














المزيد.....

جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف واحد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 15:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يقول غارودي (الفرنسي الجنسية والإنساني الثقافة) أبسط الأمور هي التي تحمل أدق المعاني.
أما جويسم بن حسين (العمارتلي المدينة والعراقي الجنسية والهوى) فهو يقول نفس ما قاله غارودي, ولكن باللهجة العمارتلية الموسيقية: الحجاية واضحة وما يرادلها قراية وكتابة. وربما يكون الأمر بين غارودي وجويسم مجرد توارد خواطر ولكن حينما يكون هناك شك بان أحدهما نقل عن الثاني فلا بد وأن يكون غارودي صاحب الثقافة هو اللذي نقل عن جويسم صاحب الفطرة.
الذي وصل إليه (جويسم بن حسين العمايرجي), إن لم يكن كان قد عرفه من قبل, والذي لا يحتاج إلى غارودي ولا إلى سارتر لكي يشرحه ويقنعه به, هو أن الطائفية والوطنية العراقية نقيضان لبعضهما.
جويسم بن حسين يعلم تماما أن الجغرافية قد وضعت العراق بين فكي كماشة : فكها الأول إيران وفكها الثاني تركيا, وهو ليس بحاجة إلى علي الوردي أو جواد علي لكي يشرحا له كيف تناوبت الإمبراطوريتان, العثمانية والإيرانية, على عراقه, وكيف إنهما لن يتخليا عن أطماعهما فيه, أو حساب وضعه بما يتلائم مع أمنهما القومي او بمجمل مقومات الصراع الإقليمي.
جويسم بن حسين هذا يؤمن تماما أن الطائفي الذي يدعي حبه للوطنية العراقية يضيف إلى صفته الطائفية الدنيئة صفتي النفاق والكذب.
هو يؤمن, أي جويسم, أن الطائفي سنيا كان أو شيعيا, سيكون أكثر شجاعة وصدقا وحتى أمانة فيما لو دعا إلى تقسيم العراق إلى دولتين, واحدة شيعية وأخرى سنية. وربما هو سيساهم بهذا الحل في إختصار مجموعة من الحروب القادمة المهلكة بين الطرفين وينقذ ابناءه او أحفاده من الموت في مواجهات على أرض ما يسمى بالمثلث السني, أو المربع أو المخمس أو المسدس الشيعي . أما الطائفي الذي يدعي حبه لعراق موحد, فهو أحد إثنين, أما غبي وأما منتفع من الوضع الطائفي مؤمنا أن العراق ليس اكثر من كعكة يمكن تقاسمها مع (ضده) الطائفي.
ولذا فإن جويسم بن حسين, العمايرجي الأصلي, يؤمن تماما وعلى طريقة (الأعراب اشد كفرا ونفاقا) أن (الطائفي الوطني) هو اشد كفرا من الطائفي الذي يذهب إلى هدفه مباشرة ويوفر على الآخرين كثيرا من الضحايا الذين يسقطون على درب تقاسم الكعكة.
وهو, إيمانا منه بمقولات على وزن: يا دار ما دخلج شر, أو: مثل ما دخلنه بالمعروف نطلع بالمعروف, يؤمن تماما أن الوقت لم يفت بعد على حل كهذا, ليس لأنه لا يهيم عشقا بعراق واحد, ولكن لأنه يؤمن أن أن حكاية الطائفية الوطنية هي محرقة لكل العراقيين. وما عدا السياسيين الطائفيين الذين يحتفظون بمطارات خاصة في حدائقهم الخلفية فإن كل العراقيين الآخرين هم مشروع قبر أو مشروع خيمة وتهجير.
جويسم بين حسين لم يقرأ كراسا ماركسيا واحد, لأنه كما تعرفون أميا لا يعرف القراءة والكتابة, لكني سمعته بنفسي يقول ( خوية القضية العراقية بسيطة ولا تحتاج إلى قراءة رأس المال أو الإطلاع على كتاب لعلي الوردي أو الجلوس إلى غارودي) إنها فقط تحتاج إلى قليل من النظر على الطبيعة لرؤية مئات الآلاف من الخيم المنتشرة على أرض العراق ومئات الآلاف من القبور التي إفترشت أرضه مع مقارنة ذلك بالقصور واليخوت وبحجم الأرصدة الهائلة التي بات السياسيون الطائفيون يملكونها ومتابعة ما أفرزه ذلك على صعيد التدهور الأخلاقي الإجتماعي.
وجويسم بن حسين يؤمن أن أشد ما يخيف (الطائفيون الوطنيون) حاليا هو تقسيم العراق, ليس لأنهم يحبون العراق الواحد أو يهيمون عشقا بشعبه وتاريخه, ولكنهم لأنهم يعلمون تماما, أن وجود دولتين, واحدة شيعية واخرى سنية ستفقدهم مبررات وجودهم وتطيح بها دفعة واحدة. هو يقول أن فكر المظلوميات على الطرفين سينتهي مفعوله وستنعدم إمكانيات شحنه في الدولة الأحادية الطائفة, وسوف تواجه الأحزاب الطائفية خطر تحولها إلى شيء عديم الطعم واللون والرائحة, وهو يقول أن البقاء في دولة واحدة مع الضد الطائفي برعاية مفهوم الأكثرية والأقلية الطائفية ورش الملح على الجرح الطائفي هو وحده الكفيل بإدامة الحاجة إلى هذه الأحزاب وإدامتها من ناحية أخرى لعملية تقاسم الكيكة.
وجويسم بن حسين يعرف تماما حجم وعمق المشاكل التي سيجابهها العراقيون نتيجة للتقسيم, مثل نشوء حروب داخلية حول الأحقية في مدن وقرى وشوارع وحتى على صعيد الدار الواحدة, يوم كان العراقيون يعشقون ويتزوجون دون السؤال عن طائفة المعشوق, لكنه أيضا يعلم أن ما من مأساة على الأرض بإمكانها أن تديم أو تؤسس وطنا على هذه الحقيقة القَهْرية, أي إستمرار إقتتالات الوطن الواحد خوفا من إقتتالات ما بعد الدولتين,. فذلك لن يقدم حلا للمشكلة وإنما هو سيفاقمها ويجعلها من النوع الأزلي, ولذلك فهو يؤمن أن الحل لا هو هذا ولا هو ذاك وإنما في بقاء العراق الموحد بدون إسلام سياسي.
آخر ما قاله (جويسم بن حسين) وهو يدلف إلى صريفته الخالدة في هور العمارة : تذكر يا صديقي أن الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف واحد, وإن السياسة والعقائد حقائق لا تخيلات.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي إنتصر .. الفتلاوي أم اللهيبي
- زراعة الأدمغة
- التاريخ بعين بصيرة
- هذا ما حدثني به رسول الله حول إسلام أبي سفيان ونهج الخليفة أ ...
- إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقاف ...
- إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة
- عزرائيل العراقي
- ملالا يوسف .. كل نوبل وأنت بخير
- أدب الشتيمة
- صورة الفقيه وصورة الخليفة
- للتاريخ فم, ولكن أين هي فتحات التصريف
- الحرب الأمريكية ضد داعش ولعبة الإستغماية
- النفاق الدولي والعربي في محاربة داعش
- العثمنة والفرسنة ونحن الذين بينهما
- سامي المظفر .. ليس لأنه إبن عمي, وطاهر البكاء .. ليس لأنه صد ...
- يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين
- ذاكرة الطيور
- الصيد الطائفي الثمين
- وأخيرا سمعت نباحا
- عزت مصطفى .. الموت نظيفا


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - جويسم بن حسين قال لي .. الطائفية والوطنية لا يجتمعان تحت سقف واحد