أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - الستارة السوداء














المزيد.....

الستارة السوداء


باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 10:50
المحور: الادب والفن
    


سألته : من أين تجيء العصافير ؟
قال لها : من جهة الشمس .. حيث تتراكض أشعتها الملونة عبر الشرفة الحالمة .
أزاح الستارة السوداء عن النافذة .. لتعبر الشمس .. قرأ رسالتها .. أحسها تتقدم نحو الجفاف المر .. تتسرب في شقوق شرايينه .. تحول البقعة الجافة إلى جنة عائمة بالخصب .. صاح بها .. تقدمي يا صغيرتي الحالمة .. أيقظي عصافير النهار .. لتغني على الأشجار المرتفعة .. أناشيد الثورة والوطن .
كتبت له في لحظة انتصار :
" أعلنتك وطناً من جرح لا ينزف ألما .. بل ولعاً بزهور الحنون المشتعلة برحيق الشهداء " .
تنفسها .. أزاح الستارة .. عبرت الشمس .. تراكضت غزلان البراري إلى أريكته .. أزهر الحنون .. أيقظ الشهداء من غفوة الموت .. إلى صحوة الحياة .. صاح ملء صوته :
ـ أعلنتك فرحاً للأخضر القادم في عيون الأطفال .
* * *
حدَّقت في سقف الغرفة الواسعة .. رأت النجوم تلملم أشعتها وتركض في مساحة الأفق .. كتبت بعينيها على المساحات الفارغة :
ـ سنكسر الأبواب المقفلة .
انفجر " سارتر " باكياً .. صرخ ملء صوته :
ـ افتحي النافذة .. لتعبر الشمس .. لتصبغ الستائر السوداء بلونها الأرجواني .
ابتسمت .. ضحكت .. انتصرت .. كتبت على الجهة الخامسة :
ـ " يا بعضي الذي بكله يلونني .. أنا لا يخجلني انتمائي إليك .. فأنا منذ تعلمت هجاء حروف اسمي .. عاما فعاما .. انتظر جيوش الحنون القادم مع آذار .. لأسأل عنك " .
صاحت العصافير التي طارت إليها :
ـ متى تعزف الوردة رائحتها المشتهاة ؟
* * *
أزاح الستارة عن النافذة .. نظر إلى البلاد المتسعة في غفوة الناس والشوارع .. ركض العابرون إلى حيث لا ينتهون في الفضاء البعيد .. حيث تسكن الذاكرة .. كتب على نافذة الفجر :
ـ تورَّدي يا عصافير الندى .. واذهبي إليها .. طارت .. وعادت إليه قبل غفوة المساء .. حطت على نافذته حيث تمزَّقت الستارة السوداء .. ألقت من أجنحتها قصائد حب وشعر وخبز .. كتب على الورقة الأخيرة :
ـ أحبك .
أشعل سيجارته .. وخرج للشوارع .



#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجمل الأمهات
- حديقة الزقاق القديم
- غزالة الوسواس
- سدنة الاحتفال الأخير
- حكاية مخيم اسمه جنين
- حين تبكي فاطمة
- من مذكرات عاطل عن الفرح 1
- عصفورة الجليل


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - الستارة السوداء