أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحمد عمر - ما أرى لكم من إله غيرى















المزيد.....

ما أرى لكم من إله غيرى


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 07:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تأملنا فى تاريخ مصر السياسى والدينى سنكتشف أن الشعب المصرى الطيب المسالم الذى يعشق حياة الحب والسلام هو الذى صنع بهذه الطيبة وتلك المسكنة والغلبنة اعتى عتاة الديكتاتورية على مر التاريخ ولنا ان نتذكر ونتدبر حكاية ذلك الفرعون الذى عاصر النبيين موسى وأخاه هارون وفى قصته عبرة لمن يريد ان يعتبر أو يتذكر أو يتعظ , فلقد وصل بهذا الرجل وحاشيته أنهم قد استعبدوا الناس فى مصر وتملكوا الإنسان والأرض والعرض وجعلوا من هذا الفرعون إلهأ معبودأ بل لقد كانت سنة متبعة أن يقوم كهنة المعبد بتنصيب أى فرعون إلهأ للبلاد والعباد ومن يرفض الإنصياع أو يتأخر عن القيام بطقوس العبادة يلقى حتفه حرقا بالنار أو صلبأ على جذوع الأشجار أو تعذيبأ فى سجون بشعة ليس لها قرار أو تقطع أيديهم وارجلهم من خلاف بل ويتم تقتيل أبنائهم والإعتداء الجنسى على نسائهم ولا يسمحون لهم حتى بالهروب بجلدهم من البلاد تاركين أملاكهم وبيوتهم ولكنهم لا بد وحتما أن يواجهوا المصير الرهيب الذى يرتضيه الفرعون الفاجر وكهنته المجرمون القتلة السفاحون0
كان المصريون لا يختارون الملك الذى سيحكمهم وسيفرض عليهم بل كانوا يفا جؤن به سلطانأ عليهم وبعد أيام قليلة يفرض سطوته وسيطرته ثم يعلن عن برنامجه الإلهى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومن هذا الذى يحب العذاب والموت حتى يتجرأ وينبس بحرف أو حركة أو إيماءة توحى برفضه لشىء معين فيا ويله مما سيلاقيه على أيادى زبانية الفرعون اللعين من عذابات تشيب من هولها الولدان0
كل الغزاة والطغاة حكموا مصر وشعبها بالحديد والنار من هكسوس إلى إغريق إلى رومان حتى الأتراك العثمانيون حكموها بالحديد والنار لمئات السنين حتى العبيد الذين تم شراؤهم للخدمة فى مصر وهم المماليك حكموا مصر وأذلوا شعبها ودمروه ونشروا الفساد فى طول البلاد وعرضها ضاربين عرض الحائط بجميع القيم والمبادىء الإنسانية والمثل العليا التى يتحلى بها هذا الشعب المسكين المعطاء النائم فى العسل نومأ عميقأ مسلمأ أمره للحالكم أى حاكم وللوالى أى والى يلطش فيهم كيفما شاء وحيثما أراد حتى يرسل الله رجلأ شهمأ شجاعأ مصريأ أصيلأ يجمع الناس حوله ويهب فى وجه الطغيان لتحيا مصر ويحيا المصريون من جديد بعد طول العذاب المر الذى قد يصل إلى قرون أو أقل او أكثر ولكن هذا المصرى الحر يأتى فى كل عصر ويزيح الغمة وينصر الأمة بشجاعته وإيمانه بالله تعالى وحرية الوطن العظيم
على مر التاريخ يرضخ المصريون ويرضون ويسكتون فيتفرعن الفرعون ويركب الكرسى ويمسك بزمام كل شىء فى يديه فيسن القوانين ويخترع الدساتير واللوائح التى تحرص فقط على المحافظة على مصالح الحاكم وحاشيته وزبانيته الذين ينهبون فى خيرات البلاد والعباد نهبأ لا يعلم مداه غير الله وحده 0
فى عصورنا الحديثة إعتاد أى حاكم مصرى وهو بالطبع ديكتاتور بلا منازع إعتاد أن يوظف كل شىء فى الدولة ليصبح ممثلأ عن جزء معين من جسم الحاكم فالإعلام مثلأ هو لسانه الناطق المعبر عن رأيه وإرادته وأهوائه التى لا تلبث أن تتحول إلى عقيدة ودين عن طريق رجال للدين يحسنون القيام بهذا الدور وهو دور تحويل افكار وأحلام الحاكم إلى عقائد وشرائع يجب أن يعتنقها الشعب ويرضخ لها مهما كانت ضد مصالحه وهو نفس دور كهنة المعابد فى عصور الفراعنة القدامى0
أما أذن الحاكم الصاغية لكل حركة وكل همسة وكل كلمة ينطق بها المواطن المصرى فتقوم بها مباحث أمن الدولة ولا تقصر ابدا فى إستدعاء المتاعيس الذين حكم عليهم حظهم الأسود ان يتكلموا كلمة واحدة فى حق الحاكم والحكومة أما الجزء الأكبر من الداخلية فهو يقوم بدور القميص الواقى الذى يقى الحاكم ويحميه من أى غدر أو حقد او بطش قد يقوم به مجنون أو مظلوم او مقهور0
أما الوزراء فهم من صناعة الحاكم حيث يختارهم على الفرازة لكى يكونوا مخلصين له وليس للشعب وتابعين له ضد كل مصالح الناس ويصبح كل وزير بمثابة لعبة مرتعشة يحركها الحاكم حيثما وكيفما شاء لأنها صنعته ولا يجرؤ وزير ان ياتى بقرار لم يسمعه من الحاكم أو أن يخرج بقانون ضد رغبة أو إرادة الحاكم فالطرد فى الشارع هو المصير الطبيعى المحتوم لذلك الوزير , وهكذا تصبح أى وزارة فى مصر بمثابة الذراع الشمال لأى حاكم أما الذراع اليمين الاهم فهو مجلس الشعب الذى تصنعه الحكومات إياها التى ذكرت صفاتها آنفا وتحت حماية ضباط الداخلية ورعايتهم وبسيطرة الحكومة المذكورة على الموقف يتم تحديد اسماء الأعضاء الذين سينجحون فى الإنتخابات ويتم طبخ مجلس للشعب يعبر دائمأ عن إرادة الحاكم ولا يعبر عن إرادة الشعب وإذا حدثت غلطة وجاء عضو طيب نشيط حريص على مصلحة الناس ضد الحاكم والحكومة كان مصيره الطرد من المجلس بألف حجة والف سبب قانونى وإذا لم يكن قانونيأ يخترعون له قانونأ ليصبح قانونيأ 0
ثم يأتى دور تسييس القضاء وترويضه حتى ينفذ القوانين والدساتير الجديدة ويصبح لقمة سهلة فى يد الحاكم الهمام وحكومته التمام فلا يجرؤ مخلوق ان يتكلم ضدهم او أن يتظاهر سلميا أو ان يوجه نقدا لأخطاء الحاكم المؤله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه والذى يريد من الرعية الذليلة المحرومة من حرية الراى وحرية التعبير ومحرومة من الوظيفة المحترمة التى تعطى فقط لأبناء الأكابر ومحرومة من شربة ماء نظيفة او لقمة عيش سائغة000يريد من هذه الرعية أن تسبح بحمده ليل نهار وتشكره وتذكر إنجازاته قبل طلوع الشمس وقبل غروبها 0
هل سأعيش وارى بعينى الإنسان المصرى حرأ كريما يقول ما يشاء لمن يشاء فى أى وقت يشاء ؟
هل سأعيش حتى ارى الإنسان المصرى الذى يعشق الحرية والكرامة والمحبة والسلام هل سأراه حاصلأ على حقوقه الدستورية والسياسية والإجتماعية ؟
هل سأرى الكفاءات المصرية محترمة داخل مصر وتجد من يقدرها ويعطيها حقها ولا يقهرها ويطردها بحقده القاتل وضغينته الشيطانية؟
هل سأعيش حتى ارى المصرى بختار رئيسأ لمصر بكل حرية دون خوف أو قهر أو إرهاب من ذوى السلطة وأهل الثروة والمناصب؟
هل سأعيش حتى أرى المصرى يتعلم تعليمأ نظيفأ من الإرهاب وهدفه الرقى والتقدم وإحترام الآخر وتكريس التجارب العلمية لخدمة الوطن والمواطنين؟
هل سأعيش حتى أرى المصرى يعالج فى نفس المستشفيات الفخمة التى يعالج فيها المسيطرون على الثروة والسلطة؟
هل سأعيش حتى ارى كل كاتب ومفكر يكتب ما يشاء دون تهديد أو قهر أو إرهاب من الحكومة أو الجماعات الإرهابية ؟
هل ستنتعش الثقافة والحوار الحر المتمدن الهادف لصناعة القيم والمثل العليا ونشرها بين أبناء المجنمع ؟
هل سأعيش حتى أرى المصرى محترمأ فى مراكز البوليس ولا يضرب ولا يعذب ولا يشتم ولا يعامل بحقارة وإشمئزازمن قبل اهل السلطان المسيطرون على القرار والزنازين القبيحة التى لا تليق بكلب؟
هل سأ عيش حتى أرى المصرى يتمتع بحريته االكاملة فى الكلام والنقد الحر البناء القائم على الحقائق دون تجريح أو إهانات لأى مخلوق؟
هل سأعيش حتى ارى المسلم والمسيحى يربطهما الحب والسلام والمودة والصداقة كما ربطتهما على مر التاريخ؟
هل سأعيش حتى ارى الإنسان المصرى يحاسب نفسه على أخطائها ويصحح مساره قبل أن يحاول إصلاح الآخرين ؟
هل سأعيش حتى أحضر إنتخابات حرة لمجلس شعب وطنى حقيقى يمثل الناس ويعبر عن أحلامهم ويحقق أمانيهم ؟



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولا تسرفوا
- إن كيدكن عظيم
- ولو أعجبك حسنهن
- إن يتبعون إلا الظن
- لباس التقوى
- إنهم يكرمون الكلاب
- سبل السلام
- حساب الملكين
- حوار الأصولى مع القرآنى
- ميراث الكتاب
- إنهم يظلمون الحمير
- بشر مثلكم
- ضائعون
- ولكن ليطمئن قلبى
- حوار بين مسلم أصولى ومسلم قرآنى
- الإنسان النموذجى فى عالمنا العربى هو الصامت الخانع
- التدين الجهرى00صناعة بشرية
- من المسئول عن فكر التكفير ؟؟
- أطفال فى النار
- يا عالم يا هوه.. الإنسان فخخوه


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحمد عمر - ما أرى لكم من إله غيرى