أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - النجاة بالملح - يوميات عراقية جداً














المزيد.....

النجاة بالملح - يوميات عراقية جداً


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 19:51
المحور: كتابات ساخرة
    


سألت الشرطي الأكبر سنّاً ( مالهؤلاء الشباب من مطلب أراهم يصرخون ومنظرهم مرعب ) أجابني بإمتعاض من النوع التشنّجي الأرعب :
(ألحكَ أستاذ ذولي طلاب متظاهرين بطرانين سرسريه أدبسسزيّه ....ألخ , يردون مدرسة بمنطقتهم , أجوّي من الصباحيات ومسويين إعتصام وميرحون إلا يتحقق المطلب , والمدير ماموجود لأن عنده أفتتاح مدري وين , ومدراء الأقسام طفروا ...)
كلمت نفسي : (ساعةالسوده والمصخمة اللي جابتني للتربية بهاي اللحظة , هو آني أموت من طاريها النوب أجيت للطلايب بنفسي) !
كان الهروب في وقتها مستحيلاً لأن الشارع مغلق بالكتل الكونكريتية بممر واحد فقط , الطلاب أمامكم والعارضات من ورائكم , ترجلت من سيارتي بعد أن أوقفتها في عرض الشارع لأنه محتل بالكامل من (حضرة جنابهم) ولايمكن الدخول للدائرة مطلقاً , تصنّعت الإبتسام فيما العشرات من الطلاب يرمقوني بنظرات مليئة بالأحتجاج والغضب , علت أصواتهم بعد نزولي , أعتقد والله أعلم بأنهم تصوروني مسؤول كبير , لايعلمون بأني موظف موسمي أصغر من نملة أعمل في عشر أماكن مختلفة في الوقت نفسه , أتخذت قراراً فورياً بالتفاوض معهم , فلايوجد في تلك اللحظة خيار غيره , وقفت فتقدموا حتى صاروا حلقات حولي و رجوتهم أن يلزموا الهدوء لكي نفهم بعد أن خدّرتهم بكلمة :( أنتم شباب مثقفين وأولاد عشاير وتعبانين على نفسكم و لازم تكونون قدوه للمجتمع أختاروا من بينكم ثلاثة ليدخلوا معي )
حين دخلت وأنا أتنفس الصعداء ناديت على (أبو عباس) ليجلب لهم الشاي مع بطل ماء عدد ثلاثة , وبعد أن شربوه عرفت أنني نجحت بإمتصاص غضبهم , وبعدها بادرتهم : أهلاً بأبنائنا الطلبه , أزهرت وأنورت ,و بعد سيل ترحيب طويل سألتهم : (شتردون أتفضلوا) !
قال الأول : نريد مدرسة في (المنطقة الفلانية) فالمدرسة المخصصة لنا بعيدة جداً عن بيوتنا والدوام فيها يبدأ في السابعة صباحاً و توجد سيطرة (نقطة تفتيش ) تؤخرنا على الأقل ساعة وبسببها نتأخر
الثاني : نريد مدرسة أستاذ لأن أجور النقل سنوياً تكلف أهلنا ثلاثة ملايين إذا مو أكثر , أحنا ناس فقراء وأبهاتنا ماعدهم
الثالث : نريد مدرسة وتوجد بنايات كثيرة في منطقتنا يمكن تحويلها الى مدرسة , مدرستنا الحالية البعيدة مكتضّة , في كل صف أكثر من خمسين طالب ولذلك لا نستفيد ولانفهم .
كان الطرح الأخير أكثر عقلانية , أتصلت بالمدير فأمر أن يكتبوا طلب , وأحيله الى التخطيط , أخذتهم معي الى دائرة التخطيط فأخرج لنا أحد الزملاء سجلاً ضخماً يحتوي جداول , عرفنا من خلاله أن المدارس (المخطط لها) تنتظر منذ العام ألفين وعشرة !
أتصلت بزملائي في دائرة الأبنية وهل يمكن أجراء مناقلة بين الأبنية الشاغرة في منطقة الطلاب لتستغل كمدارس للتربية , وكان جوابهم بأن الأمر مستحيل مع (طرده بعرف)
وسط هذا الموقف لم يكن في بالي سوى أمر واحد , وهو أن أفرّق الجمع أو على الأقل أبعده بأي طريقة ممكنة , وكما الفكرة التي طاحت على رأس أديسون صحت بصوت مسموع : وجدتها
أخبرت الثلاثة بأن مشكلتهم وزملائهم محلولة وبسيطة جداً , مظاهرة سلمية واحدة تقومون بها أمام (المجلس) كافية لأن تحل مشكلتكم , فهو الجهة التشريعية والتنفيذية ويبده المال والقرار و الحل والربط , أبنائي الأعزاء :
الصباح رباح , أنطلقوا مع الغبش لبناية المجلس وقوموا بمظاهرة ومبروك عليكم المدرسة .. فأقتنعوا و شكروني وبعد أن تأكدت بأنهم رحلوا أنطلقت وأقسمت بأنني لن أدخل للتربية لافاتحاً ولامحرراً وسأنهي أعمالي معها بالهاتف فقط بعد أن كتب لي عمر جديد فلا أصعب من أن تكون بين جماعات غاضبة في بلاد المسلة والقانون المدني الأزلي !
أثناء عودتي شغّلت الراديو فسمعت على محطة البي بي سي خبر مفاده :
الرئيس الصومالي يقول أنه أشد مايخشى أن تكون الصومال مثل العراق , وخبر آخر يقول أن النساء العراقيات هن الأقل إثارة في العالم بسبب السمنة , الخبر الأخير أزعجني , فمقاييس الجمال عند هؤلاء الشذّاذ تعتمد على الرشاقة دون الأخذ بمعيار الإمتلاء و (التلظلظ) ذلك الذي نحسبه أساس الجمال فشتّان مابين مغناج ممتلئة بعيون المها وبين هيكل عضمي كأنه هارب من مقبرة , وبعد أن وصلت بسلام أهديكم حكمة تنجيكم من الدنيا المدلهمّة , أحذروا السموم البيضاء , ولاتستخدموا الملح الا للنجاة فكثيره سوف يقتلنا !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعطوهم كي لاتبتلون
- لقاحات للديماغوجية في البلاد العربيّة
- حكايات أهل العراق
- الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج
- في ذكرى حرب تشرين
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده
- بيتنا وبيت أبونا والغربه فرهدونا
- العراق وحرامي البيت الأخطر من أمريكا
- الهالووين ينقذ بلاد الرافدين
- في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق
- جنّه بالهوسات ما تسوى فلس
- جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ
- بيان نگرة السلمان
- سبايكر وبزونة حلب وين أهل الغيرة
- فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب
- القيمر والتمر يهزمان الشر
- أزمة العراق مشاكل عائلية فحسب
- طار نتن گوگل


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - النجاة بالملح - يوميات عراقية جداً