أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عروة خلوف - مكيالين لضرب الإرهاب















المزيد.....

مكيالين لضرب الإرهاب


عروة خلوف

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 20:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يأتي المرء ليبعد تفكيره عن الإنسياق خلف الأخذ بنظرية المؤامرة، فيجد تحليله وكأنه ناتج عن الخوف من انسياقه حول الأخذ بتلك النظرية، وأنا أقول أن على المرء إن لم يكن يرى أن هناك مؤامرة، أن يتأكد من صحة رؤياه ، لأنه متى ماكان هناك جهة ما مستفيدة من نتائج فعل معين ، فمعنى ذلك أن هناك مؤامرة، فالفلاح متآمر على مزروعاته ليحصل على أكبر مردود منها وذلك بقطع كل غصن من أشجاره يراه أنه لايحقق مصلحته بشكل جيد. فما بالك بأمريكا، التي هي الفلاحة الأولى، والتاجرة الأولى ... فلماذا لاتكون المتآمرة الأولى في العالم? وإلا ماذا نسمي مايجري في المنطقة ؟ هل مايجري هو عفوي دون أي راع أو رعاة له ؟ لنسرد الأحداث باختصار ونبين وجهتها ومصبها.
هناك اضطراب على امتداد الساحة العربية ، وهناك صراع في سوريا والعراق ومحيطهما ، وقد ابتدأ في سوريا صراع سياسي سلمي ، ومن ثم بدأ تدريجيا" ينحو منحى العنف ، بينما كان في العراق سباق إلى الطائفية ، وهذا التباين في مسار الأحداث بين البلدين ناتج عن التباين في أسلوب حكم كل من حاكمي ذلك البلدين ، فأسلوب حكم الأسد طائفي في الشكل ، حيث سلم أبناء طائفته الجيش وقوى الأمن ، ومنحهم الصلاحيات الكاملة بفرض رقابتهم على بقية السلطات ، ـــ والدينية على رأسها ـــ وجعلهم رهينة إليه ، وأفقد تلك السلطات شعورها بحرية اتخاذ القرار ، إذ أصبحت إمًعات طيعة لأجهزة الأمن ومرتهنة لها لأن لتلك الأجهزة الفضل في وصولها إلى مواقعها التي هي فيها . أما في المضمون فقد استبدل الأسد شخصه أولا" ثم أسرته وأقاربه بالطائفة العلوية كلها ، أي لم يعد هو وأقاربه تابعين لتلك الطائفة وإنما أصبحت الطائفة هي التابعة لهم ، لذلك فإن اهتمامه بتلك الطائفة كان يتناسب طردا" مع من يدعم نظامه من أبنائها فقط ، أما غيرهم فشأنهم شأن بقية المواطنين في الإضطهاد والتهميش لا بل وأكثر . لذلك ابتدأ التطرف في العراق قبل سوريا حيث كما قال الأخضر الإبراهيمي : ( كانت المدن السنية مدنا" محتلة في عهد المالكي ) الذي كان طائفي في الشكل والمضمون . لقد عمل الأسد كل مافي وسعه في بداية الحراك السلمي ليجعل ذلك الحراك مسلحا" كتعبير عن التطرف وعجز عن ذلك خلال الستة أشهر الأولى على الأقل ، وحتى لاأكرر ماقيل عن كيفية أنتقال الحراك في جزء منه إلى حراك متطرف مسلح ، أذكر بعض المقولات التي كانت تطلقها أمريكا ومن ثم ترددها الدول الغربية من ورائها والتي تعبر كل مقولة عن دخول مرحلة جديدة من التطرف وذلك لشعور المعارضة بالإحباط عندما لاترى للمقولة السابقة أي تجسيد على الأرض ، وشعور النظام أن المقولة ماهي إلا مقولة إعلامية والفرصة متاحة أمامه لزيادة عنفه فيقوم بذلك بدون تأخير، وهذا ، أي الإحباط كان بسبب الكذب الأمريكي والدولي ، وزيادة عنف النظام المفرط والمبالغ أشد المبالغة في الإفراط وذلك بواسطة قوى الأمن والجيش التي تتشكل بغالبيتها العظمى وعلى الأخص قياداتها من الأقلية التي ينتمي إليها الأسد ، كل ذلك أدى إلى زيادة الميول إلى التطرف لدرجة أنه أصبح لداعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة بيئة حاضنة في بعض الأماكن من سوريا ، لأن كل متدين يفضل أن يكون متطرفا" من أن يكون مواطنا" من الدرجة الثانية ومضطهدا" ــ حسب شعوره ــ طائفيا" ، لذا بدا الكثير من أبناء السنة وكأنهم مجبرون على الذهاب إلى التطرف . و بالعودة إلى المقولات التي ابتدأت على ماأعتقد : ب ـ الأسد فقد شرعيته لدى شعبه ، ثم ـ الأسد فقد الشرعية ، سنسلح المعارضة بأسلحة غير فتاكة ، الكيماوي خط أحمر ، لن نوقف الضربة العسكرية إلا إذا تخلا النظام عن أسلحته الكيماوية ، سنسلح المعارضة المعتدلة ، ولما إستكمل داعش بنيته العسكرية واحتل حوالي ثلث العراق وأجزاء من سوريا، أقامت أمريكا التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ، وفورا" بدأت تتفتق معالم القدرة الأمريكية على قراءة المستقبل تلقائيا" ، فعلمت أن الحرب على الإرهاب ستطول ، وقد تستمر سنوات لا بل ربما تستمر ثلاثين سنة وذلك حسب بعض وسائل الإعلام وغير ذلك . بينما كانت ( عاجزة ) عن ذلك سابقا" رغم التنبيهات والإحتجاجات التي كانت تتلقاها والتي مفادها أنه إن لم يتم دعم المعارضة السورية فإن الإرهاب سيزداد في سوريا ، إلا أن أمريكا بقيت على سياستها متجاهلة كل ماقيل ، وقد بدأت ضرباتها العسكرية على الإرهاب في سوريا بضربها لمواقع لداعش إضافة لجبهتي النصرة وأحرار الشام ، ولم تتعرض لحزب الله المصنف إرهابيا" لديها منذ سنين ــ ولا للغزاة الآخرين لسوريا والذين جميعهم ينتمون للمذهب الشيعي ــ ، وهو يمارس إرهابه الآن في سوريا ، هذا ماجعل الطرف الآخرمجبرا" على سلوك التطرف ــ ولو أن قوات التحالف الأمريكية لم تستعمل المكيالين في ضرباتها لقوى الإرهاب ولم تقف مواقف بدت فيها وكأنها مع طرف ضد آخر، ومع الدكتاتورية ضد مطالب الشعوب بالحرية لما ترك الكثير من الناس الإعتدال وذهبوا إلى التطرف وأصبح لهم حاضنة إجتماعية ، لقد ضربت أمريكا ــ إضافة لداعش ــ جبهة النصرة وجبهة أحرار الشام ، وهما جبهتان متطرفتان لكن ملتزمتان إلى حد ما بمقاتلة النظام مع الجيش الحر والتنظيمات الأخرى المعتدلة ، وكانت ردة فعل جبهة النصرة أن أخلت بقوة السلاح ، جبهتي حزم وثوار سوريا المعتدلتين عن معظم مواقعهما في محافظة إدلب وهي مستمرة في أعمالها بمساعدة مجموعات أخرى ، والجيش الحر والتنظيمات الأخرى المعتدلة ينتظرون وصول الأسلحة التي وعدوا بها ، وأمريكا ( تنتظر ) حتى يتم تدريبهم الذى كما تقول أمريكا سيستغرق سنة على الأقل ، فهل أحد يمكن له أن يصدق أن دولة مثل أمريكا تباشر أعمالها العسكرية في الوقت الذي يحتاج ( حلفاؤها ) من المعارضة والذين لايمكن الإستفادة من الضربات الجوية بدونهم ، يحتاجون إلى سنة حتى يكونوا جاهزين ؟ وهل أحد يجهل أن مثل هذا الوضع يضعف المعارضة بانشغالها ببعضها ويقوي النظام بإبقاء حلفائه الإرهابيين إلى جانبه ؟ وفي ظل هذه الأوضاع التي تصب في مصلحة النظام هل تبقى المقولة الأمريكية : ( لادور للأسد في مستقبل سوريا ) سارية المفعول أم يستبدل اسم الأسد في المقولة باسم المعارضة بحيث تصبح المقولة : ( لادور للمعارضة في مستقبل سوريا ) ؟أنا شخصيا" لاأعتقد ذلك وأعتقد أن المقولة ستصبح : ( الدور للإرهاب في مستقبل سوريا وجوار سوريا ) هذا ماستؤدي إليه السياسة الأمريكية إن استمرت على ماهي عليه ، وسواء حصل ذلك نتيجة مؤامرة أو نتيجة لامبالات من قبل أمريكا ، فالنتيجة واحدة ، وهي أن إسرائيل وإيران سيصبحان اللاعبان الرئسيان في المنطقة ريثما يتم ترتيبها ، والموقف التركي برفضه الإنضمام إلى التحالف واشتراطه للإنضمام ضرب قوى النظام ، يؤشر على أن هناك مخطط لايخدم مصالحه بل يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل وإيران.
إن أمريكا وكل دول العالم يعرفون أنه من دون حل سياسي عادل لايساوي بين الضحية والجلاد ويقضي بمحاسبة كل من ارتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية وإقامة نظام حكم ديمقراطي ، فإن التطرف هو المنتصر الوحيد ، وعندها يتجلى زيف ادعاء أمريكا الحرص على الديمقراطية و حقوق الإنسان والأقليات ، والشعب السوري لايهمه تجلي الزيف الأمريكي أو عدم تجليه لأن هذا معلوم لديه ،وإنما يهمه أن لاتقع سوريا فريسة للإرهاب وتتعرض للتقسيم ، لذا يجب على القوى الفاعلة على الأرض أن تعمل مافي إمكانها لمنع حصول ذلك ، وانا أعتقد أن التحالف لايمكن له أن يستمر في مخططه القائم على مكافحة الإرهاب ــ في سوريا ــ دون مساعدة القوى المعتدلة والجيش الحر وذلك ليس من أجل المساعدة العسكرية على الأرض فقط وإنما لإعطاء قوى التحالف الغطاء السني للقيام بأعماله وإلا بدت تلك القوى وكأنها تنفذ المشروع الإيراني في المنطقة وهذا مايساهم مساهمة فعالة في تأليب غالبية الشارع السني عليه والإنقلاب ضده ، لذا على القوى العسكرية في المعارضة أن لاتنساق في التعاون مع قوى التحالف التي اتسمت علاقتها معها بعدم الوفاء بأي من تعهداتها تجاهها وأبسط مايمكن اشتراطه على التحالف هو مساواتها في الضربات العسكرية بين المتطرفين سواء كانوا سنة أو شيعة ــ وهذا مايحاول فعله السنة العراقيون ــ وما حزب الله أفضل من داعش ولا عصائب أهل الحق وأبي فضل العباس هما أفضل من النصرة وأحرار الشام ، وإذا لم يقبل التحالف مثل هذه الشروط بحجة ما ، كالتذرع بتداخل عناصر تلك القوى مع عناصر جيش النظام فهي فرصة لكم بأن تصروا على مواقفكم وحجتكم أن أرواح قوى النظام ليست أغلى من أرواح المدنيين السوريين الذين استشهدوا عندما تم ضرب جبهتي النصرة وأحرار الشام ، ومن غير ذلك تكونوا تساعدون التحالف على تنفيذ مخططه دون أية أثمان .



#عروة_خلوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عروة خلوف - مكيالين لضرب الإرهاب