أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):















المزيد.....



عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 01:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الآن نواصل ردودنا على تعليقات البعض والتي بدأناها في الموضوعين السابقين تحت عنوان(عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ)، وهدفنا من هذه الردود كما قلنا هو الرد على الأفكار والمفاهيم المغلوطة التي وردت بتلك التعليقات لتكون الحقائق والمفاهيم كلها أمام المتابع من القراء ليستطيع تكوين رأيه على بينة مستعرضاً أمامه مداخلات كل الأطراف.


فلنستمع الآن إلى كنعان شماس,, ماذا قال في تعليقه؟؟؟

عجبت لقول كنعان للأخ عبد الله: ((... يا اخ خلف للمسيحية قانون للايمان نقول في اول جملة فيه نومـن باله واحد... وبرب واحد هو يسوع المسيح. بالمناسبة رب تعني معلم وليس سـيد كما ذكرت ...)).

أولاً: الإيمان وباقي المشاعر susceptibilities هي قيم غير مادية ملموسة، intangible، وبالتالي لا يمكن أن تدركها الحواس لذاتها وإنما يلاحظ أثرها "ظناً وترجيحاً"، والإيمان لا يعرفه ويقيمه ويعتمده أحد سوى الله تعالى, فهو معاملة "سامية علوية" تقرب العبد من ربه ويسطع نورها في فؤاده أحاسيس ومشاعر ويقين، وبالتالي لا يمكن أن يضع البشر لها قانوناً كما تقول.

على أية حال، إن كان لكم في المسيحية قانون كما تَدَّعِي،، تقولون بأول جملة فيه "نؤمن بإله واحد وبرب واحد هو يسوع المسيح",, فلماذا تناقضون أنفسكم إذاً وتجعلون منه إلهاً مجمعاً من ثلاث كيانات antities، بحيث لا يمكن أن يكون إلهاكم مكتملاً إلَّا بها مجتمعة لتكمل بعضها بعضاً،، فعلى ذلك،،، أنتم تكذبون أنفسكم بأنفسكم، هذا الذي تدَّعيه أنت الآن إنما يتناقض "قلباً وقالباً" مع كل ما جاء بكتابكم المقدس لديكم،، فهل أنت الذي محق وعلى صواب أم كتبة الإصحاحات أم أن جميعكم تغردون خارج السرب؟؟؟ ....

حسناً،، حتى لا ندخل في دائرة الجدل والمغالطات دعنا نناقش معكم فيما يلي بعض التناقضات المريعة في إدعاءاتكم التي يصعب حصرها، فنقول عن بعضها، وبالله التوفيق:

1) تقولون إن إلهكم يسوع إلهاً كاملاً،، أليس كذلك؟؟؟ فهل هذا الكامل "ناسوتاً" أو "لاهوتاً" أم "الروح القدس"؟؟؟.

2) إن كان "ناسوت" يسوع إلهاً كاملاً، فلماذا "حل" فيه غيره، وما الداعي لذلك أساساً؟

3) وإن كان "ناسوت" يسوع يكتمل بإحلال غيره فيه، إذاً فهو عنصر ناقص لا يكتمل إلَّا مع غيره وبه، فمعنى هذا أن يسوع قبل الإحلال كان ناقصاً فإكتمل "جزئياً" بإحلال "اللهوت" فيه، ومن هذا يلح علينا سؤال منطقي يقول: (هل الناقص الذي يحتاج لأن يكمله غيره يصلح لأن يكون إلهاً وهو مؤلف من ناقصين يكمل بعضهما بعضاً؟؟؟).

4) وبالمثل، إذا كان "اللاهوت" كاملاً ولا ينقصه شيء، فلماذا يحل الكامل في الناقص ليكمله، وكيف يمكن إقناع عاقل أو حتى معتوه بأن (1 + 0.001 =1)،، وإذا كانت النتيجة المطلوبة هي (1) فقط ولا يقبل التعدد، إذاً لماذا تضاف إليها كسور؟؟؟ ومن هذا يلح علينا سؤال آخر منطقي يقول: (هل الذي يقبل إضافة عنصر آخر إليه يمكن القول بأنه كان كاملاً في مرحلة سابقة لهذه الإضافة؟؟؟).

5) فإذا كان "الناسوت" كاملاً، و "اللهوت" كاملاً، وسلمنا جدلاً بعملية الدمج النووي أو الإحلال الأقانيمي، فما هو موقف "الروح القدس"، أولاً ثم دوره الأساسي، في معادلة آلوهية يسوع المزعومة التي تحتاج لضمِّه إليها لتكتمل المجموعة المفتراة وتصير إلهاً كاملاً إسمه يسوع؟؟؟ هل "الروح القدس" لذاته هو أيضاً كاملٌ، أم ناقص يحتاج دعماً من غيره كالناسوت، أو اللاهوت مثلاً؟؟؟

فبمعادلة رياضية بيسطة نجد أنفسنا أمام أحد معادلتين منطقتين على فرض أن "الناسوت =1" و "اللاهوت =1" و "الروح القدس =1" إذاً يسوع المكون من الأقانيم الثلاثة هو (1+1+1 ≠-;---;-- 1) وإنما يساوي 3، فكيف تجعون بأن 3=1؟؟؟، أليس من حق كل من يستمع إلى هذا الإدعاء "الخارق" أن يطالب بنص صريح "فوقي، علوي" من ذي العرش يؤكد صراحةً هذا الإدعاء الذي يستحيل أن يقبله العقل الراجح والفطرة السليمة، بل ويبرر هذا التركيب المستحيل بين عناصر ليس بينها روابط أو قواسم مشتركة، أو حتى وجود منطق وداع وتبرير لهذه التركيب الخرافي الساذج.

أما إذا كان "الناسوت = س" و "اللاهوت = س" و "الروح القدس = س" إذاً يسوع المكون من الأقانيم الثلاثة هو (س + س + س = 1)، فهذا يعني أن أي من الأقانيم الثلاثة يساوي الآخر، ولكنه أقل من 1 لأن (<1س)، ورقمياً فإن س = ⅓-;---;--.

أما إذا تفاوتوا في القيمة ولكن مجموعهم = 1،، بأن كان "الناسوت = س" و "اللاهوت = ص" و "الروح القدس = ع" إذاً يسوع المكون من الأقانيم الثلاثة هو (س + ص + ع = 1)، فهذا يعني أن أي من الأقانيم (#<1) أيضاً، وعليه فلا يمكن لأي من الأقانيم الثلاثة في كل هذه الإحتمالات، و"منطقياً" وعملياً وجوهرياً أن يكون إلهاً كاملاً،

أما إذا لم يقبل كنعان شمان كل هذه الإحتمالات فما عليه سوى أن يتقدم للقراء بكل شجاعة وثقة ويعرض عليهم الخلطة السرية التي تمت بها هذه التركيبة العجيبة، ويكون بذلك قد صدق في إدعائه،، فإن لم يستطع،،،،، ولن يستطع، يصبح الأمر محسوم وأن يسوع ذو الأقانوم الثلاثة لا وجود له على الإطلاق.

فتنسخ رواية القرآن روايتهم لأنها حينئذ تكون قد أعجزتهم بالبرهان والحجة والمنطق بأن الله أحد, الله الصمد, لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد. أما المسيح عيسي ابن مريم هو عبد الله ونبيه ورسوله وهو بشر ممن خلق لا أكثر من ذلك ولا أقل.

6) عبارة "اللاهوت حل في الناسوت", غريبة للغاية ومحيرة، بل ومستحيلة,,, الأمر الذي يجعلنا نستاءل (أيهما الأكبر؟؟؟)، أهو "الناسوت" الذي هو يسوع (الإبن)، أم هو "اللاهوت" (الاب)؟ فإن كان الأخير هو الأكبر "منطقياً"،، فكيف يحل الأكبر في الأصغر منه؟؟؟ .... ثم ما هو دور "الروح القدس" في هذا الإحلال الذي (جعلتموه بين إثنين فقط ناسوت ولاهوت) متجاهلين تماماً المكون الثالث، من إدعائكم،، مع انه أحد الأقانيم الثلاثة التي يتكون منها إلهكم المزعوم يسوع؟؟؟

فهل إقنيم "الروح القدس" كان مسبقاً قد حل بأحد الإقنيمين الآخرين، خارج نطاق علمكم وتدبيركم، أم سقط سهواً، فإن كان قد حل بأحد الإقنيمين السابقين، فهل هذا الإحلال كان بالناسوت أم باللاهوت؟ أم آثرتم أن يكون خارج المعادلة تماماً لعدم وجود صيغة مناسبة يمكن أن يقبلها عقلكم ثم إيهام العامة بها،، أم لعله أسقط بسهوٍ مقصود متعمد، ليت شماس يجيب على هذه التساؤلات، إذ أن الكتاب المقدس قد عجز تماماً عن حل هذه المعضلة المادية والكارثة الحقيقية؟؟؟

7) الأهم من كل ذلك هو قوله: ((نومن باله واحد ... وبرب واحد هو يسوع المسـيح)), فأنهى بذلك الوضوح المغالطات والمراوغات واللف والدورات السخيف الذي خبرناه عنهم وبكل تناقضاتهم فيما بينهم،،، إذاً عليكم أن تفسروا لنا معنى قولكم المأثور: (باسم الآب, والأبن, والروح القدس)؟ فالاب لمن؟ إن كان هو إله كامل؟ والإبن لمن؟ إن كان هو إله كامل، وما الحاجة إلى الروح القدس إن كان هو إله كامل.

فما دمت تذكر ثلاث أسماء في صلاتك (أب وإبن وروح قدس) فأنت لك ثلاث آلهة وليس إله واحد. لأنك لو كنت مقتنع حقاً بأن يسوع هو رب واحد وإله واحد لما دعوته متعدداً وبمنتهى الإفصاح واليقين.

أو على الأقل إعتمدته إلهاً واحداً (بعد عملية الإحلال والإبدال والدمج)، وبعد إكتمال التركيبة التي إدعيتم بأنها إله واحد،، فكان يكفي مثلاً ذكر يسوع لأنه يرمز إلى ذلك الكيان المركب،، ما لم تكن الأقانيم الثلاثة تمثل (إتحاداً بين ثلاثة ذوات كل منها مستقلة عن الأخرى). أفتنا يا شماس إن كنت صادقاً، وإلَّا تكون قد ورطت غيرك معك.

8) على أية حال,, كان بودنا أن نشكرك على مساعدتك لنا بأن وُضِعَتِ الأمورُ في مسارها الصحيح وكُشف الغطاء وبان المستور، فكانت النتيجة إعترافاً كاملاً بأنكم تتحدثون عن إله ورب لكم لا علاقة له "بالله خالق كل شي" و لا "برب العالمين". فقولك (نؤمن برب واحد)، فالأرباب الإفك كثيرون ومتنوعون ولكن "رب العالمين ليس واحداً منهم لأنه الرب الحق، رب العرش العظيم.

وقولك (نؤمن بإله واحد هو يسوع)، فالآلهة الإفك كثيرون ولكن "الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" ليس من بينهم أو معهم،، لأنه (هو الله الخالق الباريء المصور، له الأسماء الحسنى). فعبادتك ليسوع إلها من دون الله تعالى يدخلك في زمرة المشركين من أوسع الأبواب، وليس لك علاقة بالله سبحانه وتعالى الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم رب إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم.

قال تعالى في سورة المائدة: (« لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ » وَقَالَ الْمَسِيحُ «« يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ »» - إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ - «« فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ»» ←-;---;-- وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 72),

(« لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ-;---;-- وَمَا مِنْ إِلَٰ-;---;--هٍ إِلَّا إِلَٰ-;---;--هٌ وَاحِدٌ » - وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ «« لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ »» 73)، (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 74), («« مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ »» - كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ - انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ-;---;-- يُؤْفَكُونَ 75)،

(قُلْ « أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا » ←-;---;-- وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 76)، (قُلْ «« يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ »» وَ « لَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ » وَ « أَضَلُّوا كَثِيرًا » وَ « ضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ » 77)، (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ «« عَلَىٰ-;---;-- لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ »» ←-;---;-- ذَٰ-;---;--لِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ 78)، (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ « لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ » 79)، (تَرَىٰ-;---;-- كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا «« لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ »» وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ 80).

ثانياً: قوله للأخ عبد الله (... بالمناسبة رب تعني معلم وليس سيد كما ذكرت ...), هذه أيضاً مغالطات لا يستقيم لها عقل، لأن كلمة "رب"، كل معانيها خالية من عبارة "معلم"، كما تدعي، لأن المعلم هو "Learner,instructor, teacher,´-or-tutor", ولا واحدة من هذه الكلمات يمكن أن تطلقها في مفهوم "رب lord"،، لسبب بسيط، لأن معانيها كلها تدل على معنى "السيد"، مثال ذلك
1. الشخص الذي لديه السلطة والقوة (one having power and authority over others)، أليس هذا هو السيد؟
2. الشخص الذي يملك أرضاً أو عقاراً ... (an owner of land´-or-other real property), أليس هو رب هذه الأملاك وسيدها؟
3. رب الدار هو سيدها،، كما يقولون (إن كان ربُ الدارِ بالدُّفِّ ضاربٌ فشيمة أهل الدار الرقص).
4. تقول عن ألوريث، لقد أصبح رباً أو سيداً بعد موت أبيه (He became a lord upon the death of his father), فهل العبارة يمكن أن يفهم منها أنه أصبح "معلماً" بعد موت أبيه؟

فكلمة رب كلمة عامة قد تُطلق على غير الله تعالى أيضاً، ولكنها خاصة عندما يراد بها وجهه سبحانه كمالك لكي شيء. قال تعالى في سورة يوسف: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ-;---;-- قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ « إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ » ←-;---;-- إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ 23). لاحظ هنا أن الضمير في كلمة "إنه" يختلف في المرة الثانية عنه في المرة الأولى:
1. ففي عبارة « إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ »، إنما يقصد بربه "سيده" وهو زوج التي راودته عن نفسه، ذلك الزوج الكريم الذي أحسن مسواه وعاملة معاملة الأبن مع إنه قد إشتراه بثمن بخس، فلعله بإستعصامه، أراد لفت نظرها إلى قبح الخيانة منها, وانه يستحيل أن تصدر عنه بصفة عامة، ومع من يستحق منه الوفاء بصفة خاصة،
2. أما في العبارة الثانية من قوله: « إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ »، عنى يوسف بذلك (الله ربه الذي خقله، وهو الذي يسمع ويرى، لأنه هو الذي (لا يفلح الظالمون)،

ثم أنظر هنا إلى إستخدام كلمة "رب"، في قول يوسف لصاحبيه في السجن: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ « أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ » ←-;---;-- أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ 39)؟؟؟ وهذه يقصد بها آلهة مفتراة تعبد من دون الله تعالى وليست سادة، لذا قال لهم: (مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ « إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ » - إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ - «« أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ »» ذَٰ-;---;--لِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ←-;---;-- وَلَٰ-;---;--كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 40).

ثم قال لهم: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا « فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا » وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ ←-;---;-- قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ 41)، فالمقصود هنا "يسقي سيده خمراً"، بمعنى انه "سيكون ساقياً لسيده" بعد خروجه من السجن،

ثم أنظر لقوله هنا: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا « اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ » ←-;---;-- فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ « ذِكْرَ رَبِّهِ » فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ 42)، ففي العبارة الأولى يقصد "أذكرني عند سيدك"،
وفي العبارة الثانية المقصود أن الناجي "نسي ذكر سيده"، فلم يخبره بفضل وورع وحكمة نبي الله يوسف, فكانت النتيجة أن العزيز لم يعرف شيئاً عن يوسف من ساقيه الذي كان يلازمه في السجن والذي كان قد أوصاه يوسف فلم يتذكر، لأنه قد نسيه تماماً بفعل الشيطان الرجيم,
وعليه فلا يستقيم عقلاً أن تكون كلمة "رب" في جميع هذه الحالات معناها "معلم" يا شماس.

على أية حال، أرجوا أن لا يفهم الأخوة المسيحيون الصادقون في نواياهم وإن أخطئوا في توجههم الذي أبعدهم عن ألله الحق (خالقهم وخالق كل شيء) دون التفكير في شريك له أو ند أو والد أو ولد،، وتمسكهم بعقيدتهم فقط لهذه الغاية ظناً منهم أن الذي لديهم هو الحق من ربهم،،

ولكن علينا جميعاً أن نتحرى الحق ونجهد أنفسنا للوصول إليه بأقصى طاقاتنا،،، لسبب بسيط، نحن لا نتحدث عن مشروع إقتصادي أو عرض دنيوي أو صفقة مغرية مربحة، إن خسرت يمكن تعويضها في مرات أخرى وبصفقات أفضل وأربح،، أو لجاه وسلطان في هذه الدنيا الفانية.. وإنما نتحدث (عن مصير أبدي لا فكاك منه)، نهايته محسومة وذروة سنامها (معرفة رب العرش العظيم، وتوحيده وطاعته)، وما دون ذلك (فأمه هاوية، وما أدراك ما هي؟ نار حامية).

هي حياةً خلقنا خالق الكون كله من سماوات وأرض وما بينهما وما فوقهما وما دونهما،، ليس لنترفه ونتعالى ونتفاخر ونتكاثر ونتجبر ونتسلط فيها،، وإنما لنعرفه من خلال خلقه وبديع صنعه بالتفكر والتدبر، ثم أرسل الأنبياء والرسل ليسهلوا علينا المهمة ويضعوا لنا المعالم التي تساعدنا على المعرفة، ثم أعطانا (الخيار الكامل الحر) في ما دون القضاء والقدر، ووضع الموازين القسط وأوكل لكل نفس ملائكة تلازمه لتكتب حسناته وسيئاته لتوزن له في اليوم الآخر، ثم يتحدد مصيره الأبدي السرمدي بناءاً على ما أعده لنفسه من عمل، فإما سعادة دائمة وإما شقاء وتعاسة دائمة.

هذه الصورة نعرفها جيداً ونعيشها على مدار الساعة لدرجة أنها أصبحت مألوفة لدينا،، فهناك من أدمن الإقتراض من القاصي والداني، فتغدق عليه أموال الآخرين من كل حدب وصوب، فيعيش حياةً مترفة مسرفة ماجنة، دون أن يشغل باله بيوم السداد الذي يقترب كلما خفق قلبه ونبض وريده، وزفر صدره وشهق. ويظن أن سكوت أهل الدين غفلة منهم أو نسيان، فهذه تماماً صورة حقيقية للغافل عن يوم الحساب.

فما أن يبلغ الدين تاريخ السداد maturity، يعرف ذلك الغافل أنه قد باع حريته وأضاع طيباته في السفه، وسيعرف أنه كان خادعاً لنفسه وليس لغيره، وأن هناك قوانين صارمة ستلقي به خلف قضبان من حديد ذات بأس شديد، حيث الشقاء والتعاسة والعذاب الذي ينسيه ما سبق له من ترفُّهٍ وتعيم.

فالله واحد أحد، وعِبَادُهُ كُلُّهُمْ مستوون عنده ومتساوون في الفرص والمصير والوزن القسط. فلماذا إذاً ألمراوغة وتحكيم الهوى وإتباع أهل الزيغ والضلال الذين سيكونون عليه ولن يشفعوا له ولا لأنفسهم يمهدون.

عندما نحاور إخواننا أهل الكتاب، لا نقصد إطلاقاً السخرية منهم أو التعالي عليهم، أو سب أديانهم ومعتقداتهم،، لذا فعندما نحاور بنفس "حَآرٍّ" نسبياً، ليس لأننا نريد زجرهم أو التعالي عليهم، بل نريد لهم الخير "كل الخير"، بأن يحركوا الجوهرة التي أعطاهم إياها الله تعالى وهي "نعمة العقل"، فيفكرا في مصيرهم الأبدي بجدية ومسئولية وقلق شديد وتدقيق مسئول، ونتمنى لهم أن يتصيدوا الفرصة التي لا تزال متاحةً ما دامت الروح داخل الجسد، فالمصير متوقف على كلمة يقين في لحظة صفاء تكون نواةً للنجاة من يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. وهم يعلمون يقيناً أن هذا اليوم آتٍ لا محالة وسيكون فيه الحساب من ثواب وعقاب.

وكما قلنا سابقاً،، ليس كل كتابي شيطان مارد أو خبيث، وقد إنْضَمَّ إلى الإسلام الكثيرون منهم، طائعين مختارين، وعن قناعة وتفكير عميق وتيقن، بل كان بعضهم من قبل قد كرس حياته كلها لمناهضة الإسلام وتحويل كل الناس عنه ظناً منه أن ما كان عليه هو الحق، ليس ذلك بالطبع لأنه شخص خبيث بطبعه، يريد الشر بالآخرين، ولكن ثقافته عن الإسلام والإشاعات التي سمعها من أهل الشر هي التي كانت وراء ذلك الموقف السالب، ولكن شاء الله أن يلفت نظره إلى الحق فتتبع خطاه فأدرك أنه نور من ربه الذي خلقه وخلق كل شيء فلبى نداء ربه.

وما أن وفقه الله تعالى إلى معرفة أن هذا الدين على النقيض مما سمع، ولأن تفكيره حر وإرادته قوية وفطرته سليمة إستطاع أن يحتاز الحواجز المفتعلة التي وضعت في طريقه.

وهذا يعني أن فيهم معادن طيبة نقية تحتاج إلى إرشاد لبعض المعالم الأساسية لترتقي وتتفوق على من كان قبلها على طريق الحق والهداية، وقد رأينا نماذج كثيرة من أمثال هؤلاء من يهود ونصارى ومشركين، كان منهم صحابة أجلاء كرام، وقد بلغ ببعضهم الفوز بالبشارة بالجنة. فالباب مفتوح على مصراعيه لكل طارق ووالج. كما أن الأديان كلها أمامه والإختيار في يده.

وبالمقابل ليس كل مسلم "طيب ومؤمن"، بل هناك كثير من المسلمين لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب مهين. أولئك الذين "نافقوا" بعد إيمان هش زائف صوري أو مغروض،، فخَصَّهُمُ الله تعالى "بالدَّركِ الأسفل من النار"، وصنَّفَهم مع الكافرين والفاسقين والمجرمين. فليس هناك محاباة ولا علاقة نسب مع الله تعالى، وإنما (عمل) بإختيار حر، و (ووزن قِسْطْ).

قال تعالى في سورة البقرة عن أمثال هؤلاء: (وَمِنَ النَّاسِ مَن « يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ» ←-;---;-- وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ 8)،،، لماذا يفعل ذكلك؟؟؟
قال عنهم إنهم: (« يُخَادِعُونَ اللَّهَ » وَ « الَّذِينَ آمَنُوا » ←-;---;-- وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 9)، ولماذا يخادعون غيرهم ويخدعون أنفسهم؟؟؟
بين الله سبب هذا السلوك الشائن الغبي بقوله عنهم: (« فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا » ←-;---;-- وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 10)، ولكن!! من أين جاءهم هذا المرض، ولماذا زادهم الله مرضاً على مرضهم؟؟؟

وضع الله تعالى ذلك قائلاً عنهم: (« وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ » 11)، ولكن!! هل هم كانوا صادقين في ذلك الزعم بأنهم مصلحون؟؟؟
نفى الله تعالى عنهم ما إدعوه، وأثبت عليهم عكسه تماماً، قال: (أَلَا إِنَّهُمْ « هُمُ الْمُفْسِدُونَ » ←-;---;-- وَلَٰ-;---;--كِن لَّا يَشْعُرُونَ 12)، فهل هذه هي الخصلة الوحيدة التي زادهم الله بها مرضاً على مرضهم؟؟؟

لا، بل أثبت لهم خصال أخرى بشعة، قال: (« وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ » قَالُوا « أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ؟» ←-;---;-- أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰ-;---;--كِن لَّا يَعْلَمُونَ 13)، ليس ذلك فحسب،، بل: (« وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا » وَ « إِذَا خَلَوْا إِلَىٰ-;---;-- شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ » ←-;---;-- إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ 14)، ظناً منهم أن الله تعالى غافلاً عما يقولون ويعملون،

وقد بين الله تعالى عنهم ذلك، قال: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 15)، ثم بين حالهم ومآلهم يوم يلقونه حيث لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم، قال: (أُولَٰ-;---;--ئِكَ الَّذِينَ «« اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ-;---;-- »» ←-;---;-- فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ 16).

ولكن هناك نوع آخر من البشر، حسم أمره وأعلن كفره بالله تعالى صراحةً وتحدياً وكبراً، ذلك موقف ثابت لا يتغير "إلَّا أن يشاء الله", فهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فمثل هؤلاء، مهما دلت الشواهد والآيات على الله الحق، ومهما تأكد لهذا النوع من المخلوقات ورأوا من أدلة وبراهين لوجود الله تعالى، فهو كاره بالفطرة, ومحارب له متكبراً عليه،، فمثل هؤلاء قد إرتضوا عبوديتهم وخنوعهم وخضوعهم للشيطان الرجيم وأوامره وإذلاله لهم.

فقد كرههم وحقد عليهم وأوردهم التهلكة، فأحبوه لأنه لا يُحَرِّمُ عليهم الخبائث من خمور وفجور وجور... تلك الشهوات المتدنية التي أصبحت قيمهم وعبادتهم ومعبدهم، فهو لا يثنيهم وليهم اللعين عن رزيلة ولا يقلقهم في معطن أهوائهم وفجورهم وأنديتهم الليلية ومثليتهم وسحاقهم وإدمانهم،،،، وما فيها من حقارة وإحتقار لمقام الإنسان وكرامته التي كرمه الله بها فخلقه في أحسن تقويم وألهَمَهُ العفَّة والطَّهارة والترفع عن المخازي، فهو لا يسمح بتذكيرهم بخستهم وحقارتهم وقذرتهم بل يزين لهم سوء أعمالهم، فيرون الحق باطلاً والباطل حقاً.

كما أن هؤلاء المنبوذين والمطرودين من رحمة الله وإحترام الناس، قد ختم الله تعالى على قلوبهم، وأغلق الباب دونهم مستغنياً، وعطل لديهم الوجدان الذي أمات البصيرة في داخله فأصبح مربضاً ومعطناً للشيطان الذي يتوسد القلب ويحدث في الفؤاد. فمثل هؤلاء فقدوا الأمل، بل أفقدهم الله التطلع للرجوع والرجاء في الإستيقاظ من ثباتهم العميق فأصبحوا أمواتاً غير أحياء وهم على قيد الحياة (ما بقيوا على ما هم عليه)، لأنه تعالى قد أبغضهم وهجرهم (وقلاهم)، ونسيهم فأنساهم أنفسهم، وأصدر الحكم عليهم.

قال تعالى لنبيه الكريم في سورة البقرة ميئساً له في إمكانية خروج هؤلاء الكفار من وهدتهم التي أدخلوا فيها أنفسهم بإختيارهم وسعيهم، قال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا « سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ » 7)، وقد بين له سبب ذلك فقال: (خَتَمَ اللَّهُ « عَلَىٰ-;---;-- قُلُوبِهِمْ » وَ « عَلَىٰ-;---;-- سَمْعِهِمْ » - وَعَلَىٰ-;---;-- أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ - ←-;---;-- وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 8).

ثم أنظر مثلاً إلى إدعاء ضياء العيسى في تعليقه الذي قال فيه للأخ عبد الله خلف: ((... أنا أحترم وأعتز وأقدر « اللقيط إبن الجندي الروماني بانديرا »، يسوع هذا الإنسان الفيلسوف الجميل؛ « أحترمه وأعتزه وأقدره » مئة مرة ومرة على « الله القرآن وألف مرة ومرة على سيد الكائنات ». ثم يواصل في سفهه قاللاً: « هذا الفيلسوف اللا إله » هو « سبب تقدم الغرب المسيحي »؛ «فلسفيا وليس لاهوتيا! ». ففضح مكنونه وكشف سوأته وضحالة فكره وتفكيره، فذكرني بذلك سفه وضحالة فكر سامي الذيب، الذي أصبح جهله مضرب للأمثال والتندر, فلك أن تستمع إليه وهو يخطرف فيقول: « وألله القرآن وسيد الكائنات هما سبب تخلف المسلمين وهمجيتهم وقساوة قلوبهم! ».
إستمر يا سيد خلف، في آخر المطاف، كتاباتك ليس لها أي تأثير سوى عن زيادة الريالات في جيبك ...)).

فماذا كان رد الأستاذ المحترم عبد اله خلف؟؟؟ قال له قولٌ فصلٌ، مستحضراً فيه إجازته الأكاديمية ولقبه الذي يسبق إسمه "د."، على أمل أن يفهم ويعي، أو على الأقل يعادي بمعايير هذا اللقب كأن يقول شيئاً فيه تقبله عناصر ملته الضالة, بدلاً عن التطاول وسوء الأدب والجهالة التي أصبحت سمة بارزة فيه تحكي الجهل في أعلى مستوياته،، ولكن هيهات.

على أية حال، قال له الخلف: ((ما هذا يا رجل؟... في هذه المقاله؛ لا يهمني حبك, ولا يهمني سبب تقدم الغرب, ولا يهمني إتهامك لي. في هذه المقاله؛ نحن نناقش (ألوهية) و (ربوبية) (يسوع) , هل تستطيع تفنيد المقال؟ الشخص الوحيد المشهود له بـ (الألوهيه) في (الكتاب المقدس) هو (موسى) وليس (يسوع), ما رأيك؟)).

فلو كنت مكان ضياء هذا لما أحرجت نفسي وللزمت الصمت إن حال "الكبر والعزة بالإثم" دون الإنسحاب بإعتذار. ولكن، إنتهزها فرصة ليذكر الله بما لا يليق به، ويقارنه بغيره، بل لسوء طويته يفضله عليه ،،،،،، ولكن كل إناء بما فيه ينضح، لنرى معاً كيف جاء رده ونعجب معاً لمقدار السذاجة والجهالة التي فيه ؟؟؟.

وتحت عنوان (سيد خلف – تسألني ما رايك!)، قال: ((... ردي: أنا لا يهمني إن كان موسى إلها أو ... ، المهم أفعاله! ... أنا لا أؤمن بوجود شيئ إسمه الله. فأنا لا أجادلك حول إلوهية المسيح فكيف لي أن أفعل هذا وأنا لا أؤمن بفكرة الإله أساسا ولكن عند مقارنة الله القرآن مع الذي تدعوه اللقيط يسوع، الله هو الخاسر خلقيا وفلسفيا. وأتباع الله خاسرين امام أتباع (القيط). هذا ملخص تعليقي الذي أغضبك. شغل عقلك شوية! ...)).

فذلك الذي لا يكاد يبلغ صحة الإستبراء والإستنجاء, ويجهل تماماً سبب وجوده ومقتضى فناءه، يريد أن يقول برأيه في من ناصيته بيده، ماضٍ فيه حكمه، عدل فيه فضاؤه، ولشدة إستحواذ وليه الشيطان اللعين عليه وسيطرته التامة على وجدانه جعله بوقاً لا يقول إلاَّ كفراً ولا يفعل إلَّا شراً وبواراً، فصدق بذلك فيه ظنه، فأمِنَ مَكْرَ الله تعالى به، وهو لا يدري أنه قد سلطه على نفسه لعلمه بطويته، فأوبقها وهو لا يدري، ظاناً أنَّ الله تعالى غير قادر عليه، لذا فهو لا يرى ذلك التدهور المستمر الذي هو فيه الآن وفق مراد الله تدبيره. فهو كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه.

يقول الله تعالى في سورة آل عمران: (إِنَّمَا ذَٰ-;---;--لِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 175)، (وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ - «« إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا »» ←-;---;-- يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ « وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ » 176).
ويقول سبحانه وتعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا «« أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ »» ←-;---;-- إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ «« لِيَزْدَادُوا إِثْمًا »» وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ 177).

ويقول: (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ-;---;-- مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ « حَتَّىٰ-;---;-- يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ » وَ « مَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ » وَلَٰ-;---;--كِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ←-;---;-- فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ « وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ » 178)، (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم « بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ » - سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ←-;---;-- وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 179).

قال الله تعالى: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ « قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ » - سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا - وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ←-;---;-- وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ 180)، (ذَٰ-;---;--لِكَ « بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ » وَ «« أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ »» 181)، فهم الذين يظلمون أنفسهم ويوردون أنفسهم المهالك.
لذا قال لرسوله الكريم: (فَإِن كَذَّبُوكَ « فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ » ←-;---;-- جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ 184).

قال تعالى: («« كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ »» - وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - «« فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ »» ←-;---;-- وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا « إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ » 185). ثم قال عن أشرار الدنيا وتعسائها وسبب شقاء الناس: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ – «« وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا »» ←-;---;-- وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰ-;---;--لِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ 186).

وعن غباء وغفلة وضآلة فكر أعداء الله وطلاب الشر، قال: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىٰ-;---;-- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 189), (إِنَّ فِي « خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » وَ « اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ » ←-;---;-- لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ 190)، وأولي الألباب بالطبع هم: (الَّذِينَ « يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ-;---;-- جُنُوبِهِمْ » وَ« يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » - رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰ-;---;--ذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ ←-;---;-- فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 191)، (رَبَّنَا «« إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ »» ←-;---;-- وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 192).

لا شك في أن هناك الكثير من الغافلين ينخدعون بمظهر الذين أسرفوا على أنفسهم، ظناً منهم أنهم ذوي حظوة وسعادة وحظ عظيم، ويحسبوا الشحم في من شحمه ورم، وهو لا يدري أن الله قد مكر به وسلطه على نفسه وأدخله في وهدة الغفلة،، فقال تعالى لنبيه الكريم في هذا الوهم: (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ 196)، ليس ذلك لسعادتهم ومتعتهم كما يظنون ويظن من في قلبه مرض، وإنما هو مجرد: («« مَتَاعٌ قَلِيلٌ »» ←-;---;-- ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ 197).

ثم أكد أن أهل الكتاب ليسوا كلهم على ملة واحدة، وإنما فيهم بجانب الطالح صالحاً يحمل في قبله إيماناً بالله وتوحيداً له وتنزيهاً من الند والولد،، قال: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن « يُؤْمِنُ بِاللَّهِ » وَ « مَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ » وَ « مَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ » - خَاشِعِينَ لِلَّهِ - «« لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا »» - أُولَٰ-;---;--ئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ←-;---;-- إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 199).

وحتى يمكنني – على الأقل - فهم هذه الشخصية البالية المتداعية الآثمة، لم يسعني إلَّا أن أستحضر قوله تعالى في سورة المنافقون واصفاً هذه الشريحة من المخلوقات، قال: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ « تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ » ←-;---;-- وَإِن يَقُولُوا «« تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ »» - يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ-;---;-- يُؤْفَكُونَ 4), فعجبت لهذا القرآن وهو يشرِّحُ دواخل الخلق ويبلور كوامنهم وخلجات أنفسهم وسواد فكرهم وضحالته رأيهم.

ومع كل ذلك السفه والغي والتجاوز لحدود اللياقة والأدب مع الله تعالى، وبهذا التدني الفكري الخرب لم يخرج الأخ عبد الله من رباطة جأشه، فرد عليه (مركزاً على جوهر الموضوع) بعيداً عن العاطفة التي أدمت الصدمة قلبه، فقا له ما يلي: ((... المقال لا يتحدث عن أخلاق (يسوع) بل عن (ألوهيته + ربوبيته), ولكن, بما أنك تتحدث عن الأخلاقيات, فسبق أن كتبنا مقال عن أخلاق (يسوع), تابعه على هذا الرابط :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=423838 .

أخيراً: كونك ملحد, فرجاء لا تتحدث عن الأخلاق, فالأخلاق مصدرها الأديان. مثال: العدل باب من أبواب الأخلاق, وهو وضع الشيء في محله, ومحل الأحداث في عالم الإلحاد, هو نفس المحل الذي تحدده القوانين الفيزيائية.

وبما انه لا توجد ذرة تخالف تلك القوانين, إذاً كل حدث في الكون المادي قد وُضِع في محله المادي. ولذلك لا يوجد في الفكر الإلحادي ولا في الكون المادي ظلم. فمن أين جئت بمفهوم العدل أيها الملحد؟ ...)).

لا شك في أن هذا كلام وتحليل يحتاج إلى قيم حقيقية مطمورة في الإنسان ثم قيم مكتسبة بالعلم والتفكير، لفهمها، وإستيعابها والتفاعل معها، ثم تقييمها، لكن أين هذه القيم وسط هذا الحطام؟؟؟ لقد لاحظنا أن هناك مفارقة كبيرة بين المتحاوريين كتلك التي كانت بين النمروذ وإبراهيم الخليل عليه السلام،،

والمفارقة الثانية أن الأستاذ عبد الله كان في ردوده مستحضراً دائما في الطرف الثاني البادئة (دَآلْ، نُقْطَة) التي تتصدر إسمه، بإعتبار أن المنسوب إليها يفترض أن يكون ممتلكاً للمعايير العلمية والأدوات التي تحكم وتضبط تفكيره وتحرك ملكاته ودرجة إستيعابه لما يقرأ ويسمع ويرى من ردود في معظمها مستهدفة للفكر والعقل،، فلم تحرك كل هذه المحاولات الصادقة هذا الوجدان المتحجر وذلك العقل المختوم، فلم يستطع أن يأتي بشيء يحفظ له ماء وجهه حتى لو كانت عبارات مفتراة, ولكن النتيجة كانت مزهلة.

أنظروا إلى رد صاحبنا حين ألقى عليه الأخ عبد الله سؤالاً مباشراً يذكرنا بحوار نبي الله إبراهيم الخليل مع ألدكتور الغبي النمروز، إذ قال الله تعالى لنبيه الكريم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ «« إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ »» - قَالَ « أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ » - قَالَ إِبْرَاهِيمُ «« فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ »» - فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ←-;---;-- وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 258).

لا شك في أن الرد المتوقع "من حامل درجة دكتوراه "، على هذا السؤال - الذي سبق وأن قال بكل سفور، وفي نفس الموضوع: «« أنا لا أؤمن بوجود شيئ إسمه الله »»، فلماذا لم يقل مباشرة مثلاً (لا يوجد إله)، أو حتى يكرر نفس العبارة التي قالها سابقاً,, ولكن شاء الله تعالى أن يضعه في هذه الصوة المخزية من اللجاجة والتخبط ليكشف دوافعه الحقيقية وراء نكران الخالق، بل والإساءة إليه كما يظن ويتمنى ولكن هيهات.

ومع ذلك، لم يشأ أن يضيع الفرصة ليظهر وجدانه المجخي، قال: ((... أهو الله الذي وصفه صاحبك! إنك لا تقرأ ردودي. قلت لك إن هذا اللقيط أعظم من الله القرآن. ودعني أقولها بكلمات قد تصل لك: «« لا أؤمن بأي إله لهذا الكون لإنعدام أي دليل مادي علمي على وجوده »»، ففسر الماء بعد جهد بالماءِ، وهو لا يدري أن هذا ضمن مكر الله به. فزاد طينه بِلَّةً فتطابقت الحالتان في آن معاً إذ إستوى النمروزان في الجهل والسفه: ("نمروز الخليل" مع "نمروز الخلف").

ثم واصل في تخبطه قال: ((... لكن لو كنت مؤمنا بوجود الله، لكنت وصفته – محبة - ولآمنت إن يسوع هو الله. أنا لست لاهوتيا ولا أريد أن أضيع وقتي في – جدال - لا فائدة منه معك أو أيٍ كان. وأخيرا، شكرا لك لإحترامك لي عندما ناديتني ... أيها الملحد ...)).

عجباً هذا القول المخزي غير المسئول،، فإذا كنت حقاً لا تريد أن تضيع وقتك في جدل لا فائدة منه كما تدعي،،، إذاً، لماذا أقحمت نفسك بين متحاورين يؤمنان بوجود إله وخالق ومبدع لهذا الكون ومهيمن عليه وكل منهم يريد أن يتحقق من أنه على الطريق الصحيح الموصل إليه حقاً، ويسعى جاهداً أن يقدم من الأدلة والبراهين ما يؤكد طرحه ومداخلاته؟؟؟ فهل نعتبر هذا تعجل منك أم تطفل، وهو أمر لا يستبعد عن المختومين، أم هو شعور بالوحدة والضياع والعزلة، وإحساس مفزع بالوجدان الفارغ القاحل؟؟
وهل هذا مقام ومقال وفكر ينسجم مع الدرجة العلمية التي تحملها؟؟؟

ثم أن الأخ عبد الله حين وصفك بما إخترته لنفس، من لقب بشع، وغير كريم، من ذلك الذي أوهمك بإنه قالها ليحترمك بها إبتداءاً؟؟؟, فلماذا أنت مصر على أن تلبس الحقائق ثوبك المثقب المهتريء المقلوب؟؟؟ إن حالك ليذكرني بقول الشاعر:
هذا صبي هائم *** تحت الظلام هيام حائر
أبلى الشقاء جديده *** فتقلمت منه الأظافر
وأنظر إلى أسماله *** لم يبق منها ما يظاهر
هو لا يريد فراقها *** خوف القوادس والهواجر
لكنها قد فارقته *** فراق معذور وعاذر

يقول أيضاً: ((... وأنا لا أؤمن بفكرة الإله أساسا ولكن عند مقارنة الله القرآن مع الذي تدعوه اللقيط يسوع، الله هو الخاسر خلقيا وفلسفيا. وأتباع الله خاسرين امام أتباع (القيط). هذا ملخص تعليقي الذي أغضبك. شغل عقلك شوية! ...)).

نقول له،، حسناً:
1) دعني أخاطبك تحت عباءة (دكتور) لضرورة التحليل فقط، بغض النظر عن من الذي بداخلها،، ونطرح على هذه الدرجة العلمية سؤالاً مباشراً،، يا أيتها العباءة المترهلة التي أوهمت كثيراً من الجهلاء الذين يرتدونك بغير وجه حق، يا من أضللت الكثيرين ممن بلغ بهم الصلف والغرور ما لم يبلغه فرعون ذي الأوتاد حتى قال "أنا ربكم الأعلى"، هلا تكرمت بإعانة أحد منتسبيك ليرد على تساؤلنا هذا!!! الذي نقول له فيه:

(ما دام أنَّ "إله القرآن" لا وجود له عندك، و"إله النصارى" لا وجود له عندك، معنى هذا أنك تتحدث عن "عدم" بالنسبة لك، وهذا أمر لن نجادلك فيه حتى لا نضيع وقتنا فيما لا نفع فيه، فقد حسم الله أمرك وبين إستحالة فهمك أو إدراكك للحقائق التي أمامك، وهذا يعطينا بعداً وعمقاً كبيرين لفهم معنى "الران على القلوب الضالة التعسة و الختم عليها"،، إذاً،، كيف يقبل العقل السليم منك مقارنتك بين عدمٍ وعدمٍ آخر مثله؟؟؟ فإذا كان المقارن بالنسبة لك يساوي (صفراً)، والمقارن به كذلك يساوي (صفراً)، فكيف تعقد مقارنتك هذه ثم تفضيل وترجيح أحد العدمين على الآخر ألا ترى أن هذا الإفلاس لا ينسجم مع هذه العباءة التي ترتديها ؟؟؟

2) ثم،، دعنا نفترض أن هذا الخبل ممكن، فما هي المعايير التي إستخدمها العَدَمُ نفسه - في هذه العملية التحليلية المستحيلة - ليُرَجِّحُ فيها (عَدَمَاً) على (عَدَمٍ آخَرَ)؟؟؟ ألا يحق للقراء الكرام مطالبتك بتقديم دليلٍ ماديٍ علميٍ حضاريٍ فلسفيٍ جميلٍ على صحة هذه النظرية البائسة كليلة النظر؟؟؟ .......

فماذا سيكون موقفك إن عجزت عن تقديم هذا الدليل وأنت الذي تملك المعايير التي إستطعت بها إجراء هذه المعادلة الصفرية العجيبة؟؟؟ ويمكنك بلا شك الإستعانة بيسوع وغيره (من دون الله) إن شئت والنتيجة محسومة وأقولها لك أنا متحدياً (بأنك لن تستطيع لذلك سبيلاً) وبالتالي يصدق رأينا فيك.

3) هل حقاً تعرف معايير الخلق وأساليب الفلسفة؟؟؟ فإن كنت تعرفها فعددها لنا لنعرفها ويعرفها القراء الكرام معك، لأننا لا نرى فيما تقول أي شيء من فلسفة ولا جمال ولا علم ولا فكر ... وإن كنت تجهلها فقد دللت على نفسك بأنك تقبع مستكيناً عاجزاً في نفق الإفلاس والجهالة المظلم دون أن تحسب لذلك حساباً، أو لعله مكر الله قد أدخلك في تِيْهِ المعرفة والعلم، ونفق الفكر فسلطك على نفسك بهذه الدرجة التي يقشعر منها البدن ،، إذ أنَّ أتعس موقف يمر بالسَّوِيِّ أن يكتشف جهله بعد فوات الأوان، فيعرف أنه كان يجهل حقيقة جهله وغفلته وظلمه لنفسه.

أما إن كنت تقول بغير ما تعرف، فهذه أبشع وأفظع وأنكى وأخبث الخصال التي يمكن أن يوصف بها كائن،، لأنك بهذا تشهد على نفسك بعدم الأمانة الإنسانية والعلمية، وبلا شك فإن الكذب إعتداءٌ سافرٌ على الغير وتجني عليهم.
وهو خلاصة كل الصفات الهابطة المتدنية التي تبدأ بالجبن والخور، وتنتهي بإنعدام المصداقية والشفافية والثقة والإحترام لحاملها حتى إن كانت درجته العلمية مرموقة.

على أية حال،، كان تعليقنا على فكر ومداخلة هذا الشخص أنقلها للقراء كما وردت فيما سبق، ليس تكراراً وإنما لتمام الفائدة،، فيما يلي:

قلنا له:
أولاً: حقيقةً أنا لا يدهشني أن تكون هناك حوارات وتعليقات بين أناس يؤمنون - من حيث المبدأ - بأن لهذا الكون خالق، ولكل منهم مبرراته ومرجعياته وقناعاته وأدلته وبراهينه،،، الخ وفي نهاية المطاف كلٌ منهم يعرض قناعاته الإيمانية بربه على قدر مفهومه لها ويعرض مصادره وتبريراته،، لأن العقيدة هي أسمى شعور وعمل يحمله الإنسان المؤمن ويقدره ويذب عنه ويفديه بروحه إن دعى الداعي لذلك.

فهذه ظاهرة صِحِّيَّة سليمة (إن سلمت من الجدل والتعنت)، وهي من أساسيات ومقومات الحوار المعافى (ما لم يفسده الهوى والتعصب) والمهاترات، حيث أن هناك نقاط إلتقاء توجد بين المتحاورين ونقاط إفتراق وتباعد بينهم، بغض النظر عن إختلافنا أو إتفاقنا مع ما يدور بين المتحاورين وطريقة وإسلوب كل منهم. خاصة إذا تتبعنا أصل الحوار متغاضين عن التجاوزات والمهاترات والتطاولات.

كانت التعليقات على موضوع "إلوهية يسوع المدعاة" كثيرة والمعلقين كثر كذلك، ومن ثم،، - في تعليقنا أيضاً في ذلك الموضوع - قلنا:
(لاحظنا أن هناك ثمانية وعشرين تعليقاً كلٌ يحاول الذب عن حوضه، ولكن ما لفت نظرنا وجود ثلاث تعليقات بينها قد شَذَّتْ عن القاعدة لأن صاحبها لا ناقة له فيما يدور ولا جمل،، خاصة وقد حسم أمره مسبقاً، وأعلن إلحاده عن قناعة وإصرار.

هذا على الأقل ما يحاول إظهاره وتأكيده، وبالطبع هذا حقه الذي كفله له الله تعالى خالقه الذي لا يؤمن به ويتنكر له دون مبرر، وخالق الكون كله شاء من شاء وأبى من أبى ... ولا شك في أنه ليس لأحد عليه من سلطان فالله خلق الإنسان مختاراً ولكنه مؤاخذاً على إختياره لنفسه بكامل حريته، إن خيراً فخير وإن شراً كذلك، ولكنه قد جعل ناصيته بيده يفعل به ما يشاء، متى شاء، وكيف شاء وأنى شاء.

ولكن،، الغريب والمدهش في الأمر أن جميع المتحاورين والمعلقين لم يناقشوا هذا الشاذ بينهم في معتقداته، أو ينتقدوه أو يراجعوه في إختياره وقناعاته، بل تجاهلوا ذلك تماماً بإعتبارها حالة شاذة تكاد تكون ميئوساً منها "إلَّا أن يشاء الله تعالى غير ذلك"، فلا يحق لأحد الحكم على شخص ماذال على قيد الحياة ولا تزال الفرصة أمامه ليراجع نفسه إن شاء, ووفقه الله تعالى لذلك. فهذه علاقة خاصة بين العبد وربه لا يرضى الله تعالى أن ينازعه فيها أحد غيره أو معه، أو يصدر حكماً مسبقاً لم يصدره هو سبحانه.

فماذا يعني هذا بالنسبة له؟ هل هم مقتنعون بأنه على حق أم تجاهلوه؟ بعد أن علموا من "أسلوبه الفج، وإصراره على التطاول على الله بدون مبرر ولا حياء"، فعند كل الأديان السماوية الثلاثة أن الشخص الذي يأتي بما أتى به - هذا الظالم لنفسه وموبقها - من تطاوُلٍ بهذا القدر من سوء الأدب مع الخلق، ليس له وصف سوى "زنديق" مارق، لا رجاء فيه ولا أمل، وحتى أتباع فيلسوفه الجميل يسوع يعتبرونه بقوله ذلك "جدف"، والحكم على هذه الجريمة عندهم هي "القتل".
فتركه المتحاورون ومصيبته التي أوقع نفسه فيها بنفسه تجاهلاً وتجاوزاً. ولكن الواضح في هذه الشخصية عدم إحترام إختياره فأقحم نفسه بين أناس لهم ما لهم وعليهم ما عليهم وهو ليس منهم.

فعجبت حقيقةً من ذلك التناقض الصارخ في قوله: ((... لا أؤمن بأي إله لهذا الكون « لإنعدام أي دليل مادي علمي على وجوده »)، فهذه دائماً حجة الغافلين المسرفين على أنفسهم، لأنهم يدركون ضعفهم وعدم مقدرتهم على تغيير حالهم البغيض إليهم في عقلهم الباطن – بعد أن أفسدوه بسلوكهم الشائن وإسرافهم على أنفسهم، فدبَّ اليأس من قلوبهم الخربة، والجهل وفساد المعايير لديهم ياَّستهم من إمكانية العودة إلى الإستقامة مرةً أخرى، وأيقنوا بأنه لم يبق لهم سوى هذه الحياة الدنيا ومتعها ومتاعها القليل.

ثم إنتهز الشيطان الرجيم هذه الغفلة والجهل واليأس الذي هم فيه فلم يضيع هذه الفرصة السانحة فزين لهم بأنَّ الله لن يغفر لهم حتى يُضَيِّع عليهم الفرصة في مجرد التفكير في العودة فجعلهم يعتقدون بأنها مستحيلة خاصة وأنهم لا يعرفون مدى رحمة الله بعباده الذي يقبل التوبة منهم ولا يبالي حتى لو بلغت المعاصي والذنوب عنان السماء فهو يغفرها كلها ولا يبالي،، بل ويحول الذنوب إلى حسنات، ثم يضاعف الحسنة منها إلى عشرة أمثالها، بل ويضاعفها إلى سبعين ضعفاً، بل ويضاعف الله لمن يشاء بما هو فوق السبعين ضعفاً، فيعطيه أجره (بغير حساب).

فاليائس ينظر إلى حال من حولهم من أهل الذكر والإستقرار النفسي واليقيني فيمقتهم وتتضاءل نفسه وقدره أمام طهارتهم ويقينهم وصفاء نفوسهم فيزداد حنقاً، لأنهم موعودون بالنعيم المقيم، وهو متوعد بالجحيم المقيم والعذاب الأليم، فبدلاً من أن يتصالح مع ربه لعله يخرج من الورطة التي هو فيها، يتبع وساوس الشيطان، فيتحول ولاؤه لله إلى عداءٍ لأنه في داخله وفطرته التي فطره الله عليها يعلم يقيناً أن الله لا يخلوف الميعاد،، فيحاول تهدئة جزعه من المصير الذي ينتظره بإنكار وجود الله أو إنكار اليوم الآخر حتى يتناسى هذا المصير البائس "في عملية ساذجة لخداع النفس" فيشعر بشيء من الراحة المفتعلة نتيجةً لتخفيف الضغط النفسي الرهيب الذي قد يوصله إلى الإنتحار من الضيق بالحياة التي (بالنسبة له) لا معنى لها.

تماماً كالذي يعجز عن مواجهة مشاكله والتفكير في حلها فيستعجل الأمور التي يلزمها شيء من صبر وأناة أكبر من قدراته، فيلجأ إلى إدمان الخمر والمخدرات ليغيب عن الوعي حتى لا يرهقه التفكير في تلك المشاكل حتى تذهب به إلى دائرة الضياع الذي ينتهي به إلى الإنتحار المادي، أو إلى دائرة الإنتحار المعنوي بذهاب العقل وما يتبع ذلك من مهانة وحقارة وإحتقار.

فماذا لو كان هذا الدليل المادي الذي ينفي وجوده بغير هدى ولا سراط مستقيم موجوداً فعلاً، بل وهو أمام ناظريه وتدركه كل حواسه، ولكنه هو الذي لا يراه لقصور في مداركه وحواسه؟ بمعنى آخر،، دعنا نفترض أنَّ "أكْمَهاً" فقد نعمة البصر قد أقسم على أنَّهُ لا توجد سماءٌ ولا نجومٌ ولا قمرُ،،، وأصرَّ على ذلك القول، فما جدوى مناقشته ومحاولة إقناعه بغير ما يعتقده جازماً أو منكراً متعمداً؟ مادام أنه لن يستطيع أحد أن ما يقنعه بغير ذلك المعتقد الراسخ بأن يقدم له (دليلاً "مادياً" بمعايير ضياء العيسى طبعاً)؟

وحتى لو إستطاع أحد أن يأخذه من يده ويضعها له على قبة السماء نفسها، ويلمس القمر و النجوم والكواكب بيده، ويخترق السحب فإنه لن يصدق أحداً لأنه يريد أن يرى هذا الدليل المادي بكل حواسه والتي أهمها المشاهدة وليس بحاسة اللمس فقط، خاصة إذا كان من الذين لا يفكرون ولا يصدقون لفساد أدواتهم التي أفسدوها بمخادعتهم الله والذين آمنوا، وهم في الواقع ما يخدعون إلَّا أنفسهم وما يشعرون، ولأنهم بإختصار شديد لكفرهم وإختيارهم للضلالة وزهدهم في الهدى قد أصبعوا محسوبين عند الله (من المكذبين الضالين).

علماً بأن إجماع الناس - الذين حوله ومعه - على أن هناك سماء ونجوم وشمس وقمر وكواكب، يعتبر دليلاً مادياً مقبولاً من الدرجة الأولى، إن كان ذلك الأكمه صِدِّيْقَاً سوياً وقلبه خالياً من الأمراض والوساوس والشرور. فإذا كان هذا حال الأكمه الذي لا يرى ببصره،، فما بالك بمطموس البصيرة الذي - على الرغم من أنه يرى السماء والنجوم - ولكنه ينكرها لأنه لم يلمسها بيده أو يتذوقها بلسانه أو يشتمها بأنفه. ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله؟

فتكراره لما يدلل ويؤكد إلحاده، بالطبع هو تحصيل حاصل لا داعي له إن كان متوثقاً من أنه كان إختياراً حراً "وعن قناعة" ويملك الدليل المادي العلمي على ذلك، وإلتزامه لإلحاده وفق دراسة وتمحيص بثوابت ومعايير وخيارات، حتى يبعده من إحتمال اليأس من رحمة الله لبشاعة السلوك وتخريب المسار وتفرق السبل،،، فهل هو يحاول أيجاد تفسير لكلمة "ملحد"، أم لعله – حقيقةً - لا يعرف معاني ومدلولات ولوازم وتبعات هذه الكلمة في الدَّاريْنِ وفي البرزخ بينهما؟

ونرى أنه يحاول إعطاء نفسه أهمية أكبر من حجمه الحقيقي،، بمعنى،، هل إيمانه (كفرد) بالله خالق هذا الكون من عدمه يعتبر معياراً تقاس به حقائق الأشياء؟ أم لعله قد كرس حياته على الظن والوهم، لعجزه عن إيجاد دليل مادي كما يقول؟ فإن كان هو أكثر أهل الأرض تورطاً في إلحاده، وأعظمهم كفراً بالله تعالى، بل وتحولت المخلوقات كلها إلى ملاحدة,,, ما الضرر الذي سيقع على "الله تعالى" أو على سلطانه وعلى عباده المؤمنين الموحدين له؟؟؟ هناك رأس واحدة سترجم بهذا الإلحاد هو الملحد نفسه، فإن أراد الخروج من هذه الورطة التي أدخل نفسه فيها،، لن يجد أمامه سبيلاً سوى العودة إلى ربه مستغفراً تائباً نادماً،، عندها (سيجد الله تواباً رحيماً).

وهل يظن أن إلحاده قد أخرجه من العبودية لله خالقه, - أيبلغ بالإنسان الضلال والغفلة إلى هذا المبلغ ؟؟؟ - ويظن بأنه بكفره وإلحاده وإشراكه قد تحلل من سلطان الله تعالى عليه وتسييره له حيث يشاء؟؟؟ فإن كان يظن ذلك فليعطنا دليلاً مادياً على حقيقة هذا الظن "المسرحي" الساذج السخيف المضحك، وليثبت لنا أن ناصيته ليست بيد الله تعالى، وأنه ليس قادراً على إجراء سنته فيه، وليؤكد لنا انه لن يُنَكَّسَ في الخلق "معمراً" إن أراد الله تعالى أن يذيقه مرارة أرزل العمر ضعفاً وذلاً وهواناً على الناس وعند ذويه أنفسهم.

وليته يعطيها وصفاً وخارطة طريق لحياته هو شخصياً لمدة ثلاث أيام فقط، يرسم لنا مساره فيها على مدار كل ساعة واصفاً لنا "إجمالاً" ما سيحدث له من أحداث وأغيار بعضها سارٌّ وآخر محزن، وثالث مفجعٌ ... وهل سيموت خلالها أم سيصاب بمرض عضال أم سيكتب الله عليه فقدان أحد حواسه أم كلها أم سيُطْرد من عمله بجريمة أم بتهمة مفتراة عليه، أم سيتهم ظلماً بجريمة أخف عقاب لها السجن المؤبد إن لم يكن الإعدام؟

فإن حدث له ذلك (... وهو ليس على الله بعزيز ...)، فكيف إذاً سيقدم دليلاً ماديَّاً بأنه بريء من تلك التهمة التي أدين فيها رغم أنه في حقيقة الأمر بريئاً منها؟؟؟
فما دام أنه كذلك ولم يرتكب هذه الجريمة فعلاً، فلابد أن هناك دليل مادي فعلي موجود ولكنه "غير منظور أو متوفر" في تلك اللحظة لإقناع ألجهات العدلية التي أصدر عليه ذلك الحكم.

وهل غياب الدليل المادي لديه يعني عدم وجوده أصلاً؟ وهل كل شيء في الوجود له دليل مادي ملموس أو محسوس، ومتاح يستطيع الإنسان بقدراته المحدودة كمَّاً وكيْفَاً؟؟؟ فإن كان ذلك كذلك، فما جدوى العلم والعلماء والأبحاث والإكتشافات والتطور وتصحيح المسار على مدار الساعة؟؟؟.

هذا فكر لا ينسجم مع أهل العلم ورواد الأدلة المادية الذين يعلمون تماماً أن بالكون المنظور هناك كمٌّ لا يمكن تقديره وتصوره من الحقائق الجوهرية التي يصعب إيجاد دليل مادي لها ومع ذلك لا يمكن لعاقل أن ينفيها أو يتجاهلها؟ لا أقول بالكون،، بل بنفس المخلوق ذاته، وبما حوله ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

فهذا المنكر لوجود الله مثلاً, والذي يبحث عن دليل مادي علمي لمعرفة ربه الذي خلقه،، هل يعرف حقاً المعايير العلمية لتمييز الدليل المادي عن غيره؟ فوالذي نفسي بيده، لو كان يعرف غبشاً عن كنه وماهية الدليل المادي أو غيره لوجد الله في كل شيء من الوجود، ولعرفه حق المعرفة ومن ثم لإتَّقاهُ ورجاه وإسترضاه, ولكن غلبت عليه شقوته وإستحوذ عليه خليله وسيده فغوى.
فلنسأل عباءة درجته العلمية عن كيفية البحث عن, ومعرفة الأدلة المادية وغير المادية وتمييز بعضها عن بعض، والبراهين والمزاعم والرياء والخبل،،، لعله يستطيع معرفة شيء مما حوله أو عن جرمه هو,, فنقول وبالله التوفيق:

الإختبار الموضوعي، بحثاً عن الدليل Evidence،، هو محاولة للوصول إلى أي شيء يمكنه أن يجعل الباحث يصدق بأي حقيقة، أو مقترح proposition ما، أو زعم معين، ليعرف حقيقةً ما إذا كان صحيحاً أو خطأً.
إذاً،، هو البحث عن أي مادة أو معلومة يستطيع الباحث أن يستخدمها بغرض ألوصول إلى الإستنتاجات conclusions التي سيبني عليها بحثه. فقد يكون الدليل البحثي مقبولاً لدى الباحث بدرجة كبيرة يظن معها أنها تقترب من الكمال، ومع ذلك لا يعتبر دليلاً مادياً كافياً أمام المحاكم ونحوها، خاصة في القضايا الجنائية الكبيرة، وبالتالي فإن الوصول إلى الأدلة المادية ليس بالأمر السهل على البشر مطلقاً، لأنهم، "كبشر" لن، ولا يستطيعون الإتيان به كاملاً مكتملاً مهما بلغوا من القدرات والخبرات والكفاءات العالية والتخصصات الفريدة.

فالدليل المادي هو "قطعيٌ" بذاته، ولا يقبل أي درجة من الشك مهما صغرت وتضاءلت نسبته، وبالتالي فإن كل الأدلة المادية التي يتوصلون إليها ويتعاملون بها إنما هي دون الكمال بدرجات متفاوتة، حتى لو كانت بالمشاهدة المباشرة للحدث وبكامل تفاصيله، لأن الإنسان قدراته الذاتية بصفة عامة، والحسية بصفة خاصة محدودة للغاية، من (سمع، وبصر، وفكر، وحس,,, الخ)، ويستحيل بلوغها درجة الكمال. ويظهر ذلك جلياً في مجالات أبحاثه وعلومه التي تتغير مع تغير الأزمان والعصور بظهور إكتشافات ونظريات يلغي بعضها بعضهاً. هكذا بين الله تعالى ذلك في سورة الرحمن، مؤكداً حقيقة الإنسان، وأنه أجهل المخلوقات على الإطلاق، وقد جعل علمه متوقفاً على بحثه وتدبره وتفكره في المخلوقات لعله يزداد علماً بالكون الذي خلق فيه. حيث قال في سورة الرحمن: (الرَّحْمَٰ-;---;--نُ 1)، خلق الكون والخلق قبل الإنسان، فأودعه القرآن المشاهد، فقال: (عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2)، لكل خلقه ما عدا الإنسان، ثم بعد ذلك: (خَلَقَ الْإِنسَانَ 3)، جاهلاً بالقرآن، الذي يراه حوله في كل المخلوقات ولا يفهم عنه إلَّا النذر اليسير الذي سمعت به الفطرة، ثم أراد الله تعالى له أن يعرف بعضه بتدبر الكون والتفكر فيه وفي عجائب خلقه، لذا علمه كيفية البحث والتقصي والتجارب والتدوين والمقارنة والتحليل والتركيب والمزج،،،، الخ، لذا: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4)، ثم بدأ بتوجيهه إلى الآيات الكبيرة الظاهرة التي لا يغيب عنها بصره وحواسه لأنها معه وتتقلب ليل نهار أمامه.

فوجهه إلى أن يبدأ دراسته لظاهرتي الشمس والقمر، وأنهما دقيقتان راسختانن، تزخران بالعلم والمعارف الكثيرة قال له: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5)، فلفته إلى الزمن "بالشمس"، والتاريخ "بالقمر"، ثم لفت نظره إلى ما حوله من نباتات متسقلة "نجم"، وأشجار "ذات سوق"، ليتدبرهما ويفكر مثلاً ويتساءل، "لماذا لا تسبحان في الجو، بل تبقيان راسختين في الأرض،، لعله يعرف سر الجاذبية، فقال: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ 6), بفعل الجاذبية التي تقيدهما بها.

ثم لفت نظرهم إلى السماء ليعرفوا أنَّ من رفعها قادر عليهم إنْ بغى بعضهم على بعض، وجههم إلى ضرورة إقامة ميزان العدل "بالقسط"، إيذاناً بمغبة وعاقبة إعتداء البغاة على الضعفاء وإخسار الكيل والميزان، قال: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7), ثم حذرهم صراحة قال زاجراً: (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ 8), (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ 9).

ولجهل الإنسان المركب، وزهده في التدبر في آيات الله الكونية، لا يزال يعرف القليل جداً من أول ىية وجهه الله إليها وهي الشمس والقمر.

إذاً،، يستحيل في حق الإنسان "بذاته" الوصول لأي دليل مادي قطعي مهما بلغ شأنه وغزر علمه وكثرت أبحاثه وتجاربه، لأن الوصول إلى الأدلة المادية يحتاج إلى علم شامل كامل، وهذا بالطبع يستحيل عليهم بلغوغه، وقد أكد الله تعالى هذه الحقيقة بقوله في سورة الإسراء: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي « وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا » 85)، ويقول لنبيه الخاتم صراحةً أن علم الله الذي أوحاه إليه هو العلم الحقيقي المادي الوحيد الذي تقضل به على الإنسان، قال: (وَلَئِن شِئْنَا «« لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ »» ←-;---;-- ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا 86)، (إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ «« إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا »» 87)، ثم قال مؤكداً هذه الحقيقة التي يجهلهما كثير من الناس: (قُل «« لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ-;---;-- أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰ-;---;--ذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ »» ←-;---;-- وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا 88)، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰ-;---;--ذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ-;---;-- أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا 89)، وذلك لسبب بسيط ألا وهو أن هذا القرآن كله أدلة موضوعية، وجوهرية ومادية قطعية 100%، وسنثبت ذلك باليل والبرهان لاحقاً.

فأوجه الإختلاف بين الدليل الترجيحي والدليل القانوني Legal evidenceهو أن الأول يكفي فيه أن يوفر تأكيداً معقولاً إلى حد ما، وفي الدليل القانوني، مثلاً في الدعوى المدنية civil lawsuit, يجب أن يكون دليلاً قوياً بما يكفي لإقناع شخص ما بتصديق أحد جوانب النزاع أو تصديق الجانب الآخر، أما في القضية الإجرامية (الجنائية) criminal case, فالأمر يختلف، إذ يجب أن يُرسَّخَ برهانٌ على الجريمة بدون أي شك. وعلى الرغم من ذلك فهو دليل مادي بشري يقل كثيراً عن الأدلة المادية القطعية التي كما قلنا سابقاً يستحيل على البشر الوصول إليها من تلقاء أنفسهم.

والإجراءات الجوهرية التي يقوم بها الباحث هي عبارة عن إختبارات وتحليلات تُجرَىْ للحصول منها وبها على دليل مادي عند مستوى الزعم.

فالبرهان القانوني له مقاييس قانونية Legal standards، منها خلوه من الشك، مع وضوح وإقناع. أما الدليل القانوني فمقاييسه القانونية أن تكون له نتائج إثبات مباشرة، أو ظرفية، وأصل له حقيقة ملموسة، يمكن أن تقدم للمحكة مثلاً، أو دليل تذكية، أو دليل وثائقي. وأيضاً كل هذه ترجيحية لا ترقى إلى الدليل المادي "الشرعي" القطعي.

أما عن إدعائه بأنه يحترم ويقدر يسوع،، نقول له: هل هو حقاً تحترم يسوع وتقدره؟؟؟ أم تريد شيئاً آخر في نفسك الأمارة بالسوء؟ إذاً هل الإحترام في نظرك ومعاييرك الإلحادية السامية لديك, التي يعتز بها ويفخر، والقيم الإنسانية العالية في مفاهيمك المقلوبة المغلوطة, التي تتمتع بها تخول لك الحق في أن تسب من تحترمه؟ ما هذا التناقض وتلك الربكة المخلة يا هذا؟،،، أم إنك بمعاييرك الإنسانية التي تؤمن بها وتقدسها ترى في – اللقطاء - وأبناء السفاح تلك القيم العالية فتصفهم بالفسلفة والجمال وتعتز بهم وتقدرهم فقط لهذه السمة ،،، الخ، التي نتفهمها عنك جيداً، فهذه مفاهيم أساطير الهالكين من الأمم الذين يقدسون الزنا واللواط والخيانة، فمن وصف بهذه الخصال المقدسة لديهم كان من الآلهة والأبطال والشخصيات المرموقة، ولعلك قد دخلت أنت من هذا الباب وعشقت هذه الفسلفة.

وهل أنت في الأصل ترى في السِّفاح والزنا قيمةٌ أخلاقيةٌ هابطةٌ؟ كيف يمكنك أن تقنع أحداً بذلك، وأنت تكره وتمقت وتعادي كل من إتصف بها أو نادى بها أو إستحسنها؟؟؟
فلو قلت بذلك تكون حقيقةً متناقض مع نفسك وقيمك، لأنها في واقعها المادي "متعة مادية مجانية، ليس عليها إلتزامات إجتماعية عند أهلها، وفي نفس الوقت لا تخشى من عاقبتها لعدم إعتقادك بوجود رقيب عليك)، وفي نفس الوقت لا تتعارض مع أخلاقياتك بل ترى فيها الفلسفة والجمال والإحترام والتقدير "كما تقول"،

وكذلك الحال ينسحب على الكذب، والإختلاس، والغدر، والعدوان، والممارسات الساقطة والفوضى الجنسية التي بلغ روادها القذرون قيادة أكبر إمبراطورية معاصرة،،، الخ لأنها كلها شهوات تَرْغَبُها النفس الأمارة بالسوء،، وتتقذذ منها النفس اللَّوَّامة التي أنت تُعاديها صراحةً, بل وتمقتها وأهلها.

بل وتعشق وتقدس كل أولئك ألذين لا يرجون حساباً وكذبوا بآيات الله كذاباً. نعم، كما قال لك الأستاذ خلف، "الذي يجعلها كذلك هو الإيمان بخالق الكون"، وإلتزام منهجه وحبه وتوحيده وخشيته، فيعملون ما يطلبه منهم لأن نفوسهم لوامة، أما من كان خارج هذا الإطار فإن كل شيء مباح ما دام يصادف هوى النفس ومتعتها الزائفة الزائلة المخزية، أليس كذلك؟

رجاءاً لا تتحدث عن الأخلاق التي يقصدها الأخ خلف, فهذه معايير تحتاج إلى قاريء مفسر لها interpreter ليترجمها إلى لغة تفهمها، إلَّا إذا كان لك مفهومك الخاص عنها، وذلك وارد، فلا يعنينا شيئاً من شأنك ومعتقدك ما لم يتخطاك لغيرك تعدياً وإستهتاراً وسفهاً وتطاولاً.

ثم،،، هل أنت تملك أي دليل مادي علمي على وجود كل شيء حولك؟ فإن كان ذلك كذلك فما هو دليلك المادي على وجود روحك في داخلك؟ هل سر حياتك هي روحك أم هي شحنة كهربائية أو كهرومغنطيسية، أم هي طاقة نووية أو ليزرية أو أثيرية ... أو يمكن أن تحضر في المعامل وتحقن في وريدك لتبقى خالداً بلا موت أو مرض أو هرم؟

وهل إستطاع العلم والدليل المادي أن يعثر عليها، فيُطوِّعُهَا ويُقَيِّمَهَا ويتعامل معها "علمياً" أو "عبثياً"، ثم يضع لها الضوابط والمعايير اللازمة التي تصدها عن مفارقة الجسد، أو تؤخرها قليلاً أو تستبدلها بغيرها (لتؤخذ من الفقراء والمساكين وتزرع للأقوياء والميسورين والعظماء ...) أم لعلها تُدَارُ من خارجك عبر أقمار صناعية أمريكية أو إسرائيلية أو شيطانية.

أم أنَّ هناك من يقوم بزرعها كما تزرع الأعضاء المسروقة من الفقراء والمساكين عبر تجارة الأعضاء القذرة التي تصاحب تجارة الأعراض والذمم, وغسيل الأموال التي تعتبر من أبرز سماة الحضارة الغربية التي تُقَدِّسُهَا وتحترمها وتفاخر بها وتقارن، لأنها بالطبع لا يعوزها الدليل المادي على قذارتها وظلمها وظلامها وخبثها؟

إن لم تستطع أن تجاوب على شيء من هذا القليل، عليك العكوف على إلحادك والتمتع به حتى يأتيك اليقين، فتتحول من مَيِّتٍ على سطحها إلى مَيِّتٍ وسط ترابها، ولن يضايقك في ذلك أحد، إن لم تخرج من حدودك وتدخل في حدود الآخرين، عندئذٍ لكل حادث حديث، وهذا هو العدل.

فأعلم أن القيم الإنسانية تقتضي أن تترك الناس وقناعاتهم وإيمانهم بإلههم ومقدساتهم، كما أنهم لم ينازعون أو يناقشوق في معتقدك رغم قناعاتهم وآرائهم التي إن تُبْدَ لك تسؤك. وليتك تتكرم وتقدم للبشرية فضلاً بأن تُرِيَهُم الكيفية التي تَعْمَلُ بها التقنية الغربية المتقدمة في صناعة الهواء air الذي هو سر حياتك وحياتهم، أو تقدم لنا دليلاً مادياً فلسفياً جميلاً يؤكد لنا كم مقدار المخزون الإستراتيجي من هذا الهواء الذي بقي لهم, وكم من الذمن سيكفيهم,, وما البديل له إن نضب معينه كالنفط, فَعَزَّ فيه خلاص البشرية من هلاك محقق خلال بضع من دقيقة واحدة.

أما قولك: ((... أنا أحترم وأعتز وأقدر « اللقيط إبن الجندي الروماني بانديرا »، يسوع هذا الإنسان الفيلسوف الجميل؛ « أحترمه وأعتزه وأقدره » مئة مرة ومرة على « الله القرآن وألف مرة ومرة على سيد الكائنات ». « هذا الفيلسوف اللا إله » هو « سبب تقدم الغرب المسيحي »؛ «فلسفيا وليس لاهوتيا! ». « وألله القرآن وسيد الكائنات هما سبب تخلف المسلمين وهمجيتهم وقساوة قلوبهم! ». إستمر يا سيد خلف، في آخر المطاف، كتاباتك ليس لها أي تأثير سوى عن زيادة الريالات في جيبك ...)).

قلنا له في ذلك: (الذين يمارون في المسيح بغير علم ولا هدىً ولا كتاب منير، ومن سبقهم من أهل الكتاب هم الذين عرَّضُوا نسبه للسفهاء المارقين، بأن حاولوا العبث في نسبه الكريم الشريف، فإتهمه "قتلة الأنبياء والمرسلين" مرة بيوسف النجار، وأخرى بالجندي الروماني،، ولا عجب، فهم لم يسلم منهم نبي ولا رسول، فبدءوا بنبي الله داود، حتى لعنهم، ولم يسلم منهم نبي الله "لوط", ولم يسلم منهم نبي الله سليمان، ولم يسلم من أسباطهم نبي الله يوسف، ولم يسلم من شرهم نبي الله يحي وأبيه نبي الله زكريا،، وقد سعوا لقتل وصلب نبي الله المسيح عيسى ابن مريم، وسعو إلى قتل خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله سيد ولد آدم. فهم في حرب مفتوحة مع الله وأنبيائه ورسله وتابعيهم إلى يوم القيامة،، فهنيئاً لك بصحبة هذا السلف المتراكم في معاداة الله تعالى، ولعل الله قد أعد لك مقاماً تستحقه بينهم، "إن بقيت على ما أنت عليه حتى أتاك اليقين الحتمي" الذي لا مفر منه لنا ولك ولكل نفس.

على أية حال,, الواضح أنك قد وقعت في عدة سقطات محبطة، نذكر بعضها فيما يلي:

السقطة الأولى: المسيح عيسى عبد الله ونبيه ورسوله، في القرآن في سياج منيع، ومقام عالٍ مع كل أنبياء الله ورسله، ومقام عالٍ بين أولي العزم من الرسل فلن يناله سوء هناك وفي قلوبنا التي تكن له كل الحب والتقدير هو وأمه الصديقة العذراء البتول، أشرف نساء الدنيا وإسْطِفَائُهُنَّ. فهو ليس كما تقول بل هو كريم الحسب والنسب والسلالة، فجده من أمه هو آخر ذرية آل عمران، الإصطفاء الرابع من إصدفاءات الله تعالى (آدم، ونوح، وآل إبراهيم، وآل عمران) على العالمين. أما يسوع "بمواصفات وأنساب وإدعاءات النصارى" فهو لا علاقة له بعبد الله ونبيه ورسوله المسيح عيسى بن مريم الذي جاءت أخباره في القرآن الكريم.

السقطة الثانية: المواصفات التي يقولها أهل الكتاب عن "يسوع"، بن هالي أو بن يواكيم،، لا تنطبق على مواصفات المسيح عيسى بن مريم بنت عمران بن باشم بن آمون،،، لأن الأخير هو (عبد الله ونبيه ورسوله ومن المقربين، ومن أولي العزم من الرسل، وبشَّر بنبي يأتي من بعده اسمه أحمد). فمن تحدث عن شخص لا تنطبق عليه هذه المواصفات "كلها"، فهذا شخص نحن لا نعرفه ولا يشرفنا معرفته, ولا نتحدث عنه لا بالخير ولا باشر،، وبالتالي لا يهمها نسبه ولا مواصفاته.
فإذا رأيت يسوع فيلسوفاً أو جميلاً أو إبن الجندي الروماني فهذه أشياء يرد عليك من أتخذه إلهاً، فإن راقهم منك أن يكون إبن زنا أو فيلسوفاً فهذا شأنهم، وإن رأوا في ذلك خروج من عن النص فالأمر لهم وحدهم. ولكن هذا لا يمنع من أن نصدمك بعمق جهلك بما تتحدث عنه وتخوض بلا علم ولا كتاب منير. ولا أظنك تملك الحجة على تكذيب النصارى في كتابهم الذي جاء فيه بالعهد الجديد، إنجيل متي: إصحاح 10 (فاندايك): (34- « لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ ». « مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً ».)، (35- فَإِنِّي جِئْتُ « لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ » وَ « الاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا » وَ « الْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا ».)، (36- وَ « أَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ ».).
الآن أيها الـ ...... ما رأيك في هذه الفلسفة الجميلة التي تحبها وتحترمها وتقدرها،،، ألست القائل عن الذي لم يأت إلى الأرض ليلقي سلاماً عليها، وأكد أنه جاء ليلقي سيفاً، بأنه: ((الإنسان الفيلسوف الجميل؛ « أحترمه وأعتزه وأقدره » مئة مرة ومرة!!!)), مثلك الأعلى هذا يقول عن نفسه صراحة وبكل وضوع وفي كتاب مقدس لدى أصحابه إنه (جاء ليفرق الإنسان ضد أبيه، والإبنة ضد أمها، والكنة ضد حماتها، وأكد بأن "أعداء الإنسان أهل بينه").

الآن،، وبعد أن أعلمناك بما كنت تجهله،، ترى هل الهمجية التي تتحدث عنها وقساوة القلوب هي للمسلمين أم هم شركاؤك في الفلسفة والجمال ذو المعايير المقلوبة؟؟؟.

ثم،، دعنا نضع أمامك صورة مصغرة للمنهج الرباني لتعرف أنك على ضلال مبين،، قال الله تعالى في سورة النساء:
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا - « وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا » وَ « بِذِي الْقُرْبَىٰ-;---;-- » وَ « الْيَتَامَىٰ-;---;-- » وَ « الْمَسَاكِينِ » وَ « الْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ-;---;-- » وَ « الْجَارِ الْجُنُبِ » وَ « الصَّاحِبِ بِالْجَنبِ » وَ « ابْنِ السَّبِيلِ » وَ « مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ » ←-;---;-- إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا 36)، (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ-;---;-- وَالْيَتَامَىٰ-;---;-- وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ-;---;-- وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا 36).

ثم أنظر إلى هذه اللوحة الرائعة من الرحمة، في قوله تعالى في سورة التوبة: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ - « لِلْفُقَرَاءِ » وَ « الْمَسَاكِينِ » وَ « الْعَامِلِينَ عَلَيْهَا » وَ « الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ » وَ « فِي الرِّقَابِ » وَ « الْغَارِمِينَ » وَ « فِي سَبِيلِ اللَّهِ » وَ « ابْنِ السَّبِيلِ » ←-;---;-- فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ «« وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ »»60). لاحظ أن رحمة الله تعالى بالضعفاء والفقراء والمحتاجين صنفهم إلى ثمانية فئات،، لم يتركهم لأهواء المؤمنين مرة يعطوا "بمنٍ وأذى" ومرة يمنعون بترفع،، بل جعلها (فريضة من الله عليهم)، ملزمة لهم بدون أي من ولا أذى ولا إبطاء.

هذا غيض من فيض يعطيك فكرة صغيرة عن (قسوة المسلمين وتخلفهم) أيها الفيلسوف الجميل الذي ينضح الكتاب المقدس لدى أصحابه فلسفةً سيفها يقطر دماً ويحصد مهجاً ويخلف يتامى وأرامل وجيف،، وجماله حاسم في تفريق الأحبة ونبذ الفرقة والعداء بينهم وجعل أهل البيت أعداء لصاحبه. أرأيت كيف أنت فيلسوف جميل وتوجهك أجمل وروحك .......

السقطة الثالثة: إدعاءك دون تحرج بأن يسوع هو سبب تقدم الغرب المسيحي فلسفياً وليس لاهوتياً ......... قل لنا أولاً:
1. كيف كان هذا التقدم الذي تدعيه؟؟؟ حتى نعود إلى الكوكب المتخلف المظلم الذي جئنا منه لنعلم أهلنا هناك بهذا السر العظيم الذي أتحفتنا به، ولعلهم إستعاروك لترفع عنهم ذلك الجهل وتلك الغفلة التي هم فيها، وإلَّا فبهذا تكشف لنا ملكاتك وسماتك في الجهل المطبق،، ألاْ تقرأ التاريخ يا رجل وتعيه، قبل أن تفضح نفسك وتخزيها بهذه القسوة؟؟؟

2. لو كان الغرب المسيحي الذي تقول عنه "متقدماً!" حقاً بفلسفة يسوع أو لاهوته، فبماذا تبرر لنا جهل هذا الغرب الذي بقي يرزح فيه حوالي سبعة عشر قرناً وقد شاهدناه في القرون الوسطى المظلمة وقد سيطرت الكنيسة على كل مقومات الحياة لدرجة أنها باعت للغرب أفراداً وجماعات صكوك الغفران ووزعت لهم الجنة بدلاً من مصلحة الأراضي. وعليك أن تبرر لنا السبب في تلك المعاملة البشعة التي تلقاها العالم الفيزيائي جاليليو جاليلي حتى قال: (يا ليتني أحرقت كل ما كتبت بيدي حتى لا أشهد يوم محاكمتي هذا)؟

كل ذنبه أنه كان أحد الفيزيائيين الهامين، الذي أثبت حقيقة علمية عن مركزية الشمس وذلك من خلال تليسكوبه المطور، في الوقت الذي كانت الكنيسة تعج بالخرافات والتكهنات والفتاوى وفق أهواء أصحابها الجهلاء, فأفتت الكنيسة بتجريمه وذلك في عام 1611م ورمته بتهمة "الهرطقته"، لقوله بنتائج أبحاثه العلمية، فما لبثت محاكم التفتيش أن أجبرته على التراجع عن أقواله العلمية، وقهرته على أن يقول هذا النص الكئيب:

((أنا المدعو جاليليو جاليلي، ابن فنشنزو جاليلي من سكان فلورنسه. وأبلغ من العمر سبعين عاما. أقسم إنني آمنت بكل معتقدات الكنيسة الكاثوليكية الرسولية بروما، وسأؤمنُ مستقبلا بكل تعاليمها وما تبشر به, وأعلن ندمي عن كل الأفكار والهرطقات التي أدليت بها مسبقا, وعن كل ما اقترفته في حق الكنيسة. وأقسم ألا أعود إلى مثل هذه الأفعال مرة أخرى, وأن أشهد أمام هذه الهيئة المقدسة ضد أي شخص يقترف فعل الهرطقة أو المساس بمعتقدات الكنيسة فور علمي بذلك!! )). ما رأيك في هذه الفلسفة الجميلة الوديعة ؟؟؟؟

ولم يكتف هؤلاء الجهلاء الجبابرة بقتله معنوياً، بل تمادوا في غيهم وظلمهم فحكموا عليه بالحبس في منزله بقية حياته إلى أن فقد بصره ومات.
ولم يترك هذا المجتمع الجاهل لهذا العالم بداً من أن يتحسراً على نفسه وعلمه الذي كان من المفترض أن يكرم عليه، فأذاقوه المرارة وهو يشهد على نفسه بما هو ليس فيه، لأنَّ هذه الشهادة "الزور"، هي المخرج الوحيد له من القتل الذي توقعه الكنيسة عادةً على من أثبتت عليهم تهمة "المهطرق".

فقال متحسراً بائساً: (يا ليْتَنِيْ أحْرَقْتُ كُلَّ مَا كَتَبْتُ بِيَدِيْ حَتَّىَ لا أشْهَدُ يَوْمَ مُحَاكَمَتِيْ

فهل جاء جليلوا بشيء جديد لم يذكره ويفصله ويؤكده القرآن الكريم؟؟؟ لا بد أن الذين يجهلون معايير العلم والبحوث العلمية يجهلون ذلك،، ولكن الذين يتدبرون القرآن يعلمون أنه الحق من ربهم،، قال تعالى في سورة الرعد: (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَٰ-;---;--لِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰ-;---;--لِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ 17)،، فأنظر إلى هذا التفصيل العلمي الدقيق الذي لا يستطيع عالم متخصص أن يقترب منه:
1. (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ...), فماذا حدث لماء المطر بعد ذلك؟
2. (... فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ...), إمتلأت الأودية تماماً بذلك الماء المبارك، ثم ماذا بعد؟؟؟
3. (... فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ...), فمعلوم أن الأودية لا تمتلئ بالمطر مباشرةً وإنما تأتيها السيول من المرتفعات، شلالات دافقة تحدث زبداً رابياً من قوة إندفاع المياه من المرتفعات محدثةً كميات كبيرة من الزبد المتكون من العوالق التي بالماء. ولكن ما الغاية من هذا الوصف لهذا الزبد وبهذه الصورة الناطقة؟؟؟
4. قال: (... وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ...), إذاً،، هناك أنواع أخرى من الزبد، مثله من حيث كيفية التكوين، ولكنه يختلف بإختلاف الوسط الذي يتكون فيه،،، فاللحم في القدر يحدث زبداً شبيه بزبد الأودية، وكذلك الحال بالنسبة للمعادن عند صهرها تحدث زبداً أيضاً سواءاً أكان المعدن نفيساً لصناعة الحلي، أو عادياً كالنحاس والرصاص والحديد،،، لصناعة الأمتعة والقدور والدروع،،، ثما هاذا بعد هذه المقارنة بين هذه الأنواع من الزبد غير المرغوب فيه أصلاً؟؟؟
5. قال: (... كَذَٰ-;---;--لِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ...), فالماء الصافي، والمعادن النقية مطلوبة، لذا جعلها رمزاً "للحق"، والزبد في كل الأحوال ضار لا فائدة ترجى منه لأنه إما أوساخ أو خبث، ومن ثم جعله رمز "للباطل", فكانت المقارنة غاية في الروعة والإعجاز، وقمة في البيان والإبيان،، ثم ماذا بعد؟؟؟
6. قال: (... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ...), لأن زبد الماء تدفعه الأمواج والرياج نحو الشواطيء، فما يلبث الماء أن يصبح صافياً نقياً، ثم يمكث في الأرض لفائدة الناس والحيوانات،، وكذلك الحال مع زبد القدر، فسرعان ما يلتصق بجدار القدر وينتهي هناك فيبقى المرق خالياً منه طيباً،، وكذلك خبث المعادن، فلا يبقى إلَّا ما ينفع الناس،
7. (... وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ...), إذاً،، فالحق كالماء مهما علا فوقه الزبد، فهو باقٍ ونافع للناس، والباطل كالزبد, إلى زوال مهما كثر وطغى وغطى على الماء والمرق والمعادن,
8. (... كَذَٰ-;---;--لِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ 17), فأنظر إلى هذا المثال العلمي والأدبي والبلاغي .

السقطة الرابعة: إدعائك بأن (( ألله القرآن وسيد الكائنات هما سبب تخلف المسلمين وهمجيتهم وقساوة قلوبهم)).

يا أخي ألا تشعر بشيء من الحرج والحياء وأنت تنشر غسيلك .... هذا أمام قراء محترمين؟؟؟ قل لنا، ما هو التخلف أساساً؟
وهل يوجد تخلف أكبر من أن يجهل الإنسان مبدأه ومنتهاه ومآله؟؟؟
فهو لا يعرف أنه بدأ من نطفة من مني يمنى، ثم كان علقة فخلق فسوى،، ثم طفلاً لا يعرف كيف يأكل أو يتكلم، ثم مراهقاً طائشاً أخطاؤه أكثر من صوابه، ثم شاباً هوائياً شهوانياً،، ثم كهلا, فشيخاً فهرماً، فجيفةً منتنةً،، أهذه هي كل قيمك في هذه الحياة يا أيها الغافل؟؟؟ أولَا تعرف أنك بعد سنين معدودة ستختفي من ظهر الأرض إلى باطنها أو باطن مخلوق آخر كنت في حياتك تحتقره وتنصب نفسك عليه سيداً, أم لعلها أحدى آلات التقنية التي تعبدها من دون الله تعالى، فتكون سبباً في وضع نهاية لهذه الحياة البائسة القصيرة التي لا تملك غيرها ولا قطمير؟

السقطة الخامسة: قولك ((... إستمر يا سيد خلف، في آخر المطاف، كتاباتك ليس لها أي تأثير سوى عن زيادة الريالات في جيبك ...)). هذا ليس بغريب عنك،، فأنت لا تعرف أن الأستاذ الكريم خلف وكثير من الناس غيره ومن أمثاله قد نذروا أنفسهم وحياتهم لخدمة الناس وتقديم الخير لهم حتى لو كان الثمن الحياة كلها،،،

فالذي يسعى للريالات والدولارات أنت تعرف أين الوجهة حيث تجمع الريالات والدولارات والمقامات العالية وأصحابها من الديناصورات التي تقضي على كل ما هو خير وحق، فلو كانت كتابة السيد خلف لهذه الغاية والمفهوم الضيق للمكاسب لإزدانت بكتاباته الصحف المرموقة والمجلات والمواقع والفضائيات التجارية التي تبيع وتشتري الدين والذمم والنفاق.

ليس كل الناس ينافسونك في جمع الدولارات واليوروهات والذهب ويشترون منك كل شي، بثمن وبلا ثمن، بل ويأخذون ما عند الآخرين ومعه حياتهم بلا مقابل.

فالأخ خلف يعرف أن إلتزامه وإيمانه لن يكون كاملاً إذا لم يتحرك قلبه خشية على الناس الذي يراهم في ضلال مبين،، فهو ليس مخيراً في أن يبين للناس البدائل والخيارات التي أمامهم وعواقبها ليحقق إلتزامين اثنين معاً، قد ألزم نفسه بهما ما دام أنه قال: (لا إله إلَّا الله محمد رسول الله)، فهذا القول وحده دون تفعيل، لن ينفعه بشيء في اليوم الذي يرجوا السلامة فيه، بل سيكون شاهداً عليه يوم القيامة، فالعمل له مساران أساسيان هما:

1) أن يعمل بمقتضيات هذه الشهادة في نفسه وأهله، والمعايير المطلوب إلتزامها وتفعيلها هي القرآن الكريم والتأسِّي بسنَّة نبيِّه الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين،

2) أن يعمل جاهداً – ما دام على قيد الحياة – و يساعد الناس "كل الناس" على معرفة الحق "بالتي هي أحسن" (أمر بالمعروف ونهي عن المنكر)، دون أن يسبب لأحد حرج أو مضايقات،، وبذلك يكون قد أخلى مسئوليته وعمل واجبه الذي أوجبته عليه تلك الشهادة، ثم في نفس الوقت يكون قد أقام الحجة على الناس حتى لا يقول أحد يوم القيامة (إنني لم أكن أعلم)، فإن فعل ذلك، يكون قد أدى دوره كاملاً "ثم يحتسب عند الله القبول، والمغفرة على التقصير"، وليس عليه ولا من واجبه أن يتتبع النتائج أو يحصي عدد الضالين والمهتدين. قال تعالى (لا يضركم من ضل إذا إهتديتم).

فأمثال السيد خلف إنما يبذلون المال والوقت ويزهدون في الراحة الجسدية والترفه، حتى يؤدوا واجبهم نحو إخوتهم وأخواتهم في البشرية حتى لا يروهم يوم الحساب في النار كمآل حتمي لمن إختار طريق الضياع،، نحن لا نزكي أحداً على الله،، وإنما نحسبهم كذلك والله أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.

فهذه تجارة لها معاييرها غير معايير الإستثمار والتجارة والمال،، التي تعتبر (الزكاة) مصروفاً expense، يصنف في خانة الخسارة (المخاطر)، لأنه "ظاهرياً" يقلل من صافي الربح، و (الربا)، يعتبرونه عائداً income أو إيراداً revenue مشروعاً ونجاحاً، لأنه يزيد "ظاهرياً" من صافي الربح. فيقلق التعس من الزكاة ويفرح ويسعد ويرحب بالربا.

أما تجارة السيد خلف وصحبه، فلها معايير مختلفة تماماً different standards، فالزكاة عنده تزيد من صافي الربح الحقيقي لأنها أموال مستثمرة في مشاريع لا تعرف الخسارة، وربحها مضمون أدناه عشرة أضعاف وبلغة الحساب فإن معدل الربح فيها (الكسب) لا يقل عن 1,000% (عشرة أضعاف)، وقد يصل إلى 70,000% (سبعين ضعفاً) أو أكثر، والربا "خسارة" (مخاطر)، ومحق و "إكتساب"، قد تقضي تماماً على أصل رأس المال (حتى إن ظهر على عكس ذلك) للمُستَدْرَجِينَ من حيث لا يعلمون، وسيطوقون به يوم القيامة.

عرفت الآن أن أمثال الخلف لا تدخل الريالات ولا الدولارات في جيبه إلَّا بحقها؟
فهم يرتعدون حين يسمعون ربهم يقول: (لها ما كسبت، وعليها ما إكتسبت). والمرابين الظالمين لغيرهم يقول الله تعالى فيهم (كل نفس بما كسبت رهينة).

ويقول عن أهل الكتاب في سورة البقرة: (وَقَالُوا « لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً » قُلْ « أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ؟» أَمْ « تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ؟؟» 80)، (بَلَىٰ-;---;-- « مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ » ←-;---;-- فَأُولَٰ-;---;--ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 81), (وَ « الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ » ←-;---;-- أُولَٰ-;---;--ئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

لا يزال للموضوع بقية

تحية خاصلة للقراء والقارءات الكريمات

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (4):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (3):
- تكملة ... عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (2):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س (ملخص آل عمران ومريم):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ع (ألم، كهيعص2):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س(ألم، كهيعص1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (رد على تعليقات):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (طس، طه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ل):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القر ...
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (ياء):
- حوار العقلاء2 (ردود):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ط):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ح):
- حوار العقلاء:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ز):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):