أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وليد فتحى - حقيقة الأشياء فى قانون التناقض-رؤية ماركسية-















المزيد.....

حقيقة الأشياء فى قانون التناقض-رؤية ماركسية-


وليد فتحى

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 19:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قانون التناقض فى الأشياء هو القانون الأساسى الأول فى الديالكتيك المادى تبعا لنظريات ماركس فى الاقتصاد السياسى ،فهذا القانون هو وحده الضدين كما أشارت كتابات لينين وماوتسى تونج ،فيقول لينين (إن الديالكتيك بمعناه الأصلى هو دراسة التناقض فى صميم جوهر الأشياء)أى الجدل المادى للأشياء لا يتم أدراكه ثم فهمه فهما واضحا ألا عن طريق دراسه التناقضات الرئيسية والثانويه فى جوهر الأشياء ذاتها،ففى طوال تاريخ المعرفة البشرية كله كانت هناك وجهتا نظر حول قوانين تطور العلم فأحداهما هى وجهه نظر ميتافيزيقية (مثالية) والأخرى هى وجهه نظر الديالكتية (المادية)اللتان تشكلان وجهتا نظر متضادين الى العالم وبالتالى تحليل الأشياء فى صفاتها الذاتيه ستبدو متناقضه تماما مع الأخرى ،فوجهه نظر الميتافيزيقية هى وجهه نظر البراجوازية الرأسمالية ونظرتها المبتذله الى العالم لأنهم ينظرون اليه بصورة منعزله جامده ووحيده عن بعضها البعض،فعندها يفسرون الأشياء بجميع أشكالها وفصائلها منعزلة ببعضها عن البعض الى الأبد وثابته لا تتبدل بصورة أزلية ،وإذا كانت هناك تبدلات فإنها لا تعنى سوى إزدياد أو نقصان فى الكمية وتغير المكان بشكل نسبى ومؤقت ،وهذا التغيير المؤقت يتم فقط بسبب عوامل خارجية ولا يقوم فى باطن الأشياء نفسها بصورة ذاتية أى بفعل رد الفعل "قوة خارجية".
أما النظرة الديالكتية المادية فى تفسير الأشياء والعالم ككل فهى على النقيض تماما عن النظرة الميتافيزيقية المثالية فهى تدعو الى دراسة تطور الشئ من باطنه وجوهره الذاتى ومن حيث صلته وعلاقته بالأشياء الأخرى،وبالتالى فإن التناقض الباطنى الكامن فى ذات الأشياء هو يمثل العله الأساسية فى تطوره،وأما الصلة القائمة والتأثير المتبادل من الشئ وآخر فهى عله ثانوية ،وعندها يدحض بصورة قاطعه نظرية الأسباب الخارجية أو نظرية "القوة الدافعه"،فقد أوضح كل من لينين وماوتسى تونج كلا من عمومية التناقض وخصوصيته ـفمثلا عمومية التناقض بشكلها المباشر يتمثل فى علم الميكانيكا "قانون الفعل ورد الفعل" ،وفى علم الفيزياء ويتمثل فى "الشحنات الكهربائية الموجبه والسالبة"،وفى الكيمياء "أتحاد الذرات وتفككها"،وفى العلوم الإجتماعية ويتمثل فى قانون الصراع الطبقى والتناقضات الأقتصادية مابين فئات المجتمع،فالتناقضات عموما هى عملية تظهر منذ البدايه حتى تشتعل التناقضات الذاتيه والخارجية بصورة تدريجية ،ومن هنا دحض الرفيق ماوتسى تونج أطروحات (ديبورين)التحريفية فى قانون التناقض فهو يقول "أن التناقض لا يظهر منذ عملية ما وإنما يظهر عندما تكون العملية قد تطورت الى مرحلة تاريخية معينة"ـأى أن التناقض ذاته لاينشئ من الأسباب الذاتية أو الباطنية وأنما لابد أن ينتظر الى عوامل خارجية أو أنتظار المزيد من الوقت حتى يظهر هذا التناقض فعليا ،ولكن مدرسة ديبورين التحريفية غير واقعية فمثلا مابين الكولاك (أغنياء الريف) وجمهور الفلاحيين كانت توجد المزيد من التناقضات المعقدة وتفاوت كبير فى جميع المستويات وبالتالى من الأستحاله أن يتم دحض هذا التناقض مابين تلك الفئتين لأن المصالح الأقتصادية والأجتماعية غير متطابقه على الأطلاق،فكيف يتم أتحاد تلك الطبقيتين المتناقضين وتحالفهما من أجل أعلان الأشتراكية ،وبالتالى عندما طبقت نظريات "ديبورين وبوخارين وتروتسكى" فى التناقضات عندما توجهت نظرياتهم فى أعلان التحالف مابين الطبقات المتباينه فكانت الحروب الأهلية ولربما فشل الثورات الإجتماعية وظهور الكثير من المواقف الإنتهازية والخروج من دائرة المبادئ الأساسية فى القضاء على الرأسمالية ووحشيتها،فالتناقض أذن ظهر مابين العمال والفلاحين من جهه والرأسماليين والبراجوزيين من جهه اخرى منذ اللحظه التى ظهرت فيها هاتان الطبقتان الى الوجود ،ولكن التناقض فى البداية كان ليس حادا أنما كان موجودا ومع تطور المراحل وأزدياد هوه المساحه مابين تلك الفئتين فكان لابد من أعلان الثورة الإجتماعية،وفى النهاية التناقض شئ عام ومطلق وموجود فى جميع العمليات وتطور الأشياء ،ويتمثل داخل أطار الأشياء منذ البداية حتى النهاية.
فالتناقضات المختلفه من حيث طبيعتها الداخلية والخارجية لا يمكن ان تحل إلا بطرق ثوريه جذرية فمثلا التناقض مابين البرولتياريا والبرجوازية لا تحل إلا بطريقة الثورة الإشتراكية،والتناقض بين جماهير الشعب والنظام الإقطاعى حلت بطريقة الثورة الديمقراطية ،والتناقض مابين الأمبريالية الرأسمالية ومستعمراتها لن تحل إلا بطريقة الحرب الوطنية الثورية،والتناقض مابين الطبقة العاملة وجموع الفلاحين فى المجتمع الإشتراكى يحل بطريقة جعل مجال الزراعه جماعية ومكننتها ،والتناقض داخل الأحزاب الشيوعية والثورية يحل بطريقة النقد والنقد الذاتى ،والتناقض مابين المجتمع والطبيعة يحل بطريقة تطويع القوى المنتجة ـفالعمليات تتبدل فتتلاشى العمليات القديمة وتناقضاتها البالية فتنبثق عمليات جديدة بتناقضات جديدة .
وعندما طبق ماركس من خلال قانون التناقض على دراسته للبنية الأقتصادية للمجتمع الرأسمالى بين الصبغة الإجتماعية للأنتاج والصبغة الخاصة للملكية فأنتج نظرية "فائض القيمة" أو القيمة الزائدة من خلال دراسته العميقه فى تأثير قوه العمل على الأنتاج ذاته،فالتناقض شئ معقد ومتزايد داخل العملية الواحدة،ففى كل عملية تحتوى على العديد من التناقضات والمتداخله والمعقدة ألا أن أحداها تمثل التناقض الرئيسى الذى يقرر وجوده وتطوره ايضا وجود وتطور التناقضات الأخرى أو يؤثر فى وجودها وتطورها،وعندها لابد من البحث عن التناقض الرئيسى فى الأشياء لأن حلها سيتم القضاء على باقى التناقضات،ففى المجتمع الرأسمالى مثلا تشكل القوتان المتناقضان وهما "البرولتياريا والبرجوازية" التناقض الرئيسى ،أما التناقضات الأخرى كالتناقض مابين الطبقة الأقطاعية المتبقية والبرجوازية والتناقض مابين البراجوازية الصغيره فى الريف وبين الفلاحين،والتناقض مابين البرجوازية الأحتكارية وبين البرجوازية الغير الاحتكارية،والتناقض مابين الديمقراطية البرجوازية والفاشية البرجوازية،والتناقض مابين البلدان الرأسمالية نفسها مع بعضها البعض ،والتناقض مابين الأمبريالية الوحشية ومستعمراتها ...الخ،فيقررها جمعيا ذلك التناقض الرئيسى أو يؤثر عليها ،وبالتالى لا يتم كشف التناقض الرئيسى أو أيه عملية معقدة توجد فيها التناقضات أو أكثر سوى لبذل قصارى الجهود لكى نكشف التناقض الرئيسى فيما بينها من خلال صيغه ماركسية أساسية "أن الوجود الإجتماعى هو الذى يقرر الوعى الإجتماعى".
فأى عملية فى الطبيعه والمجتمع هى عملية تتمثل فى صراع متناقضين ومتعاؤضان ومتضادان فيما بينهما ،فالعملية البسيطة تحوى زوجا واحدا من الأضداد فقط،بينما تحوى العملية المعقدة أكثر من زوج واحد..وبين كل زوج وآخر من الأضداد يقوم أيضا تناقض ما وبالتالى لكل طرف من التناقضان يفقد شرط وجوده إذا أنعدم الطرف الأخر الذى يعارضه وبالتالى فهما متعارضان من جهه ومترابطان متمازجان ومتداخلان يعتمد بعضهما على بعض من جهه أخرى ،وبالتالى نستطيع أن نقول أن العمليه التى تشتمل على متناقضين فهما أيضا متحدان لا ينفصل أحداهما عن الآخر ،فالرأسمالية لابد أن يتواجد معاها الفقر والظلم والاستبداد .
فيقول لينين فى قانون التناقض "إن أتحاد الضدين فهو بشرط مؤقت نسبى ،أما صراع الضدين المتعارضين فهو شئ مطلق كامل،تماما كما أن التطور والحركة مطلقان"فلربما يتحالف الفقراء مع البرجوازية الرأسمالية من أجل هدف وطنى فمثلا لمواجهه أحتلال أو قوة خارجية ولكن لمجرد أختفاء هذا الشرط النسبى والمؤقت فسيرجع الصراع العنيف مرة أخرى وهو القهر والاستبداد من قبل الرأسمالية ضد الفقراء ذاتهم ..
وفى النهاية أن قانون التناقض هو القانون الأساسى فى الطبيعة والمجتمع وهو بالتالى القانون الرئيسى فى التفكير وعندها يتحقق مبدأ هام وهو النظره المادية الواقعية للمجتمع ودحض كل أساليب الخداع والتجهيل والزيف الذى يمارسه الليبراليين فى تفسير الأشياء بنظره مثالية جاهله وغير مرتبطة بالواقع وبالتالى نتائج التفسيرات ستكون غير واقعيه أيضا..



#وليد_فتحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون التراكم الرأسمالى
- نقد الأقتصاد السياسى برؤية روزا لوكسمبروج
- إطلاله على مدرسة فرانكفورت -2- -رؤية ماركسية-
- إطلاله على مدرسة فرانكفورت -1- -رؤية ماركسية-
- عن المبدأ اللاسلطوى (الأسس والخصائص)
- الجمود والتعصب هوية الأديان !!
- الإسلام دين وليس دولة !!
- كيفية نشأه الدين !!
- أستقاله العقل فى الإسلام
- عبرى عن حريتك فى العلن !!
- لا تخجلى -فأنتى أنثى!!
- الصهاريج الأثرية فى مدينة الأسكندرية
- نظرية الثورة الواحده _نظرية تحريفية_
- رسالة الى الأناركيين
- عن التنظيم واليسار
- بنود مسودة الدستور الجديد أجهاض للثورة
- صراع مابين العلم والدين !!!
- -السياسة هى التعبير عن الأقتصاد-
- معا من أجل حقوق (الملحدين) 2
- التخلف بطبيعته ظاهرة أجتماعية


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - وليد فتحى - حقيقة الأشياء فى قانون التناقض-رؤية ماركسية-