أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - ثلاثة أسباب لإستحالة وجود إله–خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم














المزيد.....

ثلاثة أسباب لإستحالة وجود إله–خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 18:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


– خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (37).

هذا المقال كان بمثابة بحث طويل كعهدى فى كتاباتى لأستفيض فى تبيان كل فكرة مدعماً إياها بالكثير من الحجج المنطقية والفلسفية والأمثلة والمشاهد حتى تجد التأثير والإقناع لدى القارئ ولكنى تراجعت عن هذا النهج فى اللحظة الأخيرة قبل النشر ليس جرياً وراء المقالات القصيرة ولكن لتخاطرنى فكرة أن أستحث القارئ على المشاركة والبحث والتأمل ,فألسنا فى سلسلة خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ,إذن فليشاركنى القارئ الكريم بالخربشة علاوة أن السلسلة تعتنى بالخربشة فلنجعلها تثير الخربشة وليس التشريح , فالتشريح والتفكيك سيأتى من فعل الخربشة بلا شك وستتولى عقولكم الجميلة هذا الفعل .

- المادة سابقة على الوعى .
عندما نقول أن المادة سابقة على الوعى فهى مقولة ليست بسيطة أو عادية فهى كفيلة أن تنسف كل المفاهيم والأفكار السائدة المغلوطة والمهيمنة على ذهنية البشر فهى ستنفى وجود إله بل إستحالة وجوده ,فبالتمعن فى مقولة المادة تسبق الوعى وتشكل مفرادته فلن تجعل للإله وجود إلا كفكرة لذا إذا إستطاع أحد أن يقول بأن الوعى يسبق المادة ولديه مثال على ذلك فسيبث الآمال فى وجود الإله وسيفسح المجال أمام إمكانية مناقشة هذا الأمر.
معنى أن المادة تسبق الوعى وتشكل مفرداته أن كل إنتاجنا الفكرى والمنطقى والخيالى هو نتاج وجود مادة تسبق الوعى فيستحيل ونكرر مرة ثانية يستحيل أن تتواجد فكرة مستقلة عن الوجود المادى وليست من مخاضه ومفرداته فحتى الأفكار الإبداعية والإختراعات ما هى إلى فكرة جاءت من تجميعات لصور مادية سبقت الوعى لتكون الفكرة , لذا ففكرة وجود إله هى فكرة من الوعى الإنسانى حصراً وتشكلت من مفردات الوجود المادى ليقوم الإنسان بتجميع هذه الصور فى شكل فكرة .لذا من يقول أن الله وجود خارج وجودنا ولا علاقة له بوعينا حتى ولو لم ندركه هو واهم ومخطئ , فالدماغ البشرى لا يتعامل إلا مع وجود مادى حصراً ,أى أن شفرة الدماغ لا تستطيع التعاطى مع أى وجود مُفترض غير مادى ,أى لن يتوصل لوجود إله من خارج معطياته المادية وبما أن الإنسان يدرك الوجود من خلال وجود محسوس ليترجمه فى فكرة فيكون الإله مجرد فكرة تكونت فى الذهن البشرى من خلال تصورات وتجميعات فنتازية جذورها صور مادية .
قد يقول قائل ليس كل ما نعيه يعنى أنه غير موجود وهذا قول حق يراد به باطل , فنعم ليس كل ما لا تعيه يعنى عدم وجوده ولكن هذا خاص بالوجود المادى فقط وحصراً ولكن أن تتوهم وجود غير مادى فعليك أن تثبت ماهيته أولا ولن تجد بالطبع أى ماهية ومعطيات له فليس له أى وجود كون لا وجود غير الوجود المادى ,وكون شفرة الدماغ لا تتعامل إلا مع مفردات مادية وجودية .

- وحدة الوجود .
هذه الرؤية تعتمد على قانون حفظ المادة أو قانون بقاء المادة والذى تعلمناه منذ نعومة أظافرنا فى مدارسنا وإستوثقناه وتقول أن المادة لا تُخلق من العدم ولا تُستحدث ولا تُفنى إلى العدم وعند حدوث أي تفاعل كيميائي فإن كتل المواد المتفاعلة تساوي كتل المواد الناتجة عن التفاعل .
ماذا يعنى هذا ؟- يعنى عدم وجود شئ إسمه خلق من العدم بل تحولات فقط من حالة إلى حالة وأن الوجود هو وجودنا المادى فقط بتفاعلاته وتحولاته وتغيراته وتمظهراته وأن أى وجود مادى ليس ذا وحدة منفصلة فى الوجود بل وحدة مرتبطة بالوجود مُدمجة ومتفاعلة داخله لتتأثر وتتغير وتتبدل وتتحول من شكل مادى إلى شكل آخر فقط فى سيرورة أزلية ضمن وحدة الوجود .
أشبه هذا بمثال : فلو تصورنا أن الوجود يحتوى على مليون جزئ فهذا المليون جزئ لم يزيد ولن ينقص جزئ واحد من مليار سنه ولا بعد مليار سنه بل حالات متجددة من التركيبات لجزيئات تتحلل لإنتاج تركيبات بنائية جديدة وعليه لا يوجد إله لأنه لن ينتج شئ من العدم , فالوجود وحدة واحدة تتبادل التأثير والفعل والتغيير بدون حاجة لقوة من خارجها .
لو إستطعت أن تثبت بأن المادة جاءت من عدم وأن الوجود ذو وحدات منفصلة ذاتية فستفتح الباب قليلا أمام وجود إله .

- المعنى والقيمة مفهوم إنسانى .
لا يوجد فى الوجود شئ يحمل معنى أو قيمة فى ذاته أى لا يوجد شئ فى داخله جزيئات تعلن عن معناه أو قيمته أو جماله بل الإنسان هو من يمنح المعنى والقيمة والجمال للأشياء فلن تجد أى شئ يعبر عن معنى خاص بذاته بل الإنسان هو من منح هذا الشئ المعنى وأسقطه عليه مثل الذهب فهو معدن إكتسب معناه من الإنسان الذى أسقط عليه معاني الفخامة والجمال والإبهار بغية تحقيق حالة تمايزية بإقتناءه .. إذن لا يوجد أى معنى للشئ فى ذاته فلا فرق بين الذهب والصفيح إلا بما نمنحه نحن لهما من معنى .
من هذه الرؤية الفكرية الماثلة لأذهاننا فلا يوجد إله كوجود بل كفكرة نحن من أسقطنا عليها معانى وقيمة وأن ما يقال أن الإله يبث لنا معانى كالخير والجمال والحق كأشياء خارجة عن ذاته وذات إستقلالية فهو الهراء بعينه فهى إنطباعاتنا لللأشياء لنعطى لها معنى فلو تأملت أى معنى نراه فى الإله حسب الميثولوجيات الدينية ستجده من رسمنا ومعانينا فكل ما نسقطه على الإله من معانى ورسم هو من إنتاجنا الفكرى .
لو إستطعت أن تجد أى شئ فى الوجود المادى يُنبأ عن معنى فى ذاته مستقلاً عن الشئ فستفتح المجال للإله أن يتواجد .. حاول وجرب .

كانت هذه قبسات من رؤي ترى إستحالة وجود إله لذا فلنبدأ منها نخربش ونحلل ونفكك وونحفر ونخط خطوطنا على جدران الخرافة والوهم .

دمتم بخير.
- لو بطلنا نحلم نموت .. فليه منحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهايمر2- تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء تاسع .
- بماذا تستنتج من هذه القصص-الأديان بشرية الفكر والهوى.
- مفاهيمنا المغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود.
- ثقافة الوحشية وإرادة التوحش لن تترك أحداً
- على الحوار رفض جائزة ابن رشد وردها كموقف إحتجاجى.
- أمتحنكم !-الأديان بشرية الفكر والهوى.
- أبشروا الأرض والمستقبل لكم.
- موائمات وتوازنات ومعالجات سياسية تحولت لمقدس- تديين السياسة ...
- مجتمعاتنا سبابة لعانه بسند ورخصة إلهية- الدين عندما يشوه إنس ...
- الأقوال السديدة فى تفنيد فكرة الإله العتيدة-خربشة عقل على جد ...
- تناقضات الأحاديث مع القرآن-تناقضات فى الكتابات المقدسة جزء ث ...
- تأملات فى ماهية الإنسان والحياة.
- للنذالة أصول –فى الشريعة –جزء ثان
- ذبح العدل والمساواة والحقوق على مذبح الشريعة الإسلامية -جزء ...
- سوبر ماركت أم تناقضات أم موائمات .
- يلعنكم-الكتابة بالصور-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء سادس
- داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات
- حاجة تقرف..هوا مفيش حاجة حلوة.
- قضيتان للنقاش .. ما العمل ؟!


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - ثلاثة أسباب لإستحالة وجود إله–خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم