محمد حسين النجم
استاذ جامعي / باحث اكاديمي
(Mohammed H. Alnajim)
الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 01:35
المحور:
الادب والفن
كان يوما متعبا لام هدى بعد ان ودعت زوجها الى عمله , والاطفال الى مدارسهم .نظفت سفرة الطعام , ورتبت مايتركه المستيقظون من نومهم من فوضى , وآن لها ان تستحم .
يبدو ان المتاعب قررت ان تلاحقها في حمامها , فما ان خلعت ملابسها وفتحت الماء حتى سمعت طرقا على الباب . فتحت باب الحمام وصاحت : من بالباب ؟ اجابها الصوت : قارئ مقاييس الكهرباء . ارتدت ملابسها على عجل , فتحت الباب واستلمت قائمة الاجور. عادت لحمامها , وخلعت ملابسها وفتحت الماء . يبدو ان طارقي الباب يزامنون طرقهم مع تلك اللحظة , من الطارق ؟ قارئ مقاييس الماء . عادت بعد استلام قائمة اجور الماء.
تأففت كثيرا , ودعت الله ان يوفقها لاتمام حمامها , ويبدو ان دعوتها اجيبت , فلم يكن الطارق هذه المرة الا عباس الاعمى , وعباس فقد بصره يوما ما , وعجز الاطباء عن اعادة البصر لعينيه , تعبت امه في الانتقال به من طبيب الى آخر , ولكن دون جدوى , انفقت كثيرا على الاولياء والصالحين , ولم تحصل من الكثير منهم الا مجموعة اوراق لاتحوي الا طلاسم لا يفك لغزها ممتهني الكتابة والقراءة ناهيك عن ام لاتقرأ ولا تكتب . واخيرا سلمت امرها لله .
حمدت ام هدى الله ان الطارق هذه المرة لن يكلفها العودة لارتداء ملابسها التي باتت تقطر ماءا لكثر مااعادت ارتدائها وخلعها بعد ان يبتل جسمها بالماء . تنفست الصعداء , فهو اعمى , وللتأكد نادته : من معك ؟ لا احد , الحمد لله , اذن لا حاجة للعودة المرهقة للارتداء والخلع , لانظر ماالذي يريد , فهو اعمى . فتحت الباب , سلم عليها واعطاها لفافة رغيف محشوة بخضروات ,قال : امي تسلم عليك , وارسلت لك خبز العباس هذا . سالته وماالمناسبة ياعباس ؟ قال : الحمد لله , لقد ابصرت من جديد .
* اعتاد العراقيون ان يقدموا اعطية الى الاولياء والصالحين امتنانا منهم في حال قضاء حوائجهم واستجابة دعواتهم , وخبز العباس هي تقدمة الى سيدنا العباس تتمثل بقرص رغيف محشو باعواد خضروات تقديرا لاستجابة دعاء .
محمد حسين النجم / بغداد
#محمد_حسين_النجم (هاشتاغ)
Mohammed_H._Alnajim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟