أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - شيء من التراث طرشي في طرشي !!














المزيد.....

شيء من التراث طرشي في طرشي !!


عبد الحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 10:49
المحور: كتابات ساخرة
    



.وهذا سرد آخر .. من نسيج عراقي سُداة ولحمة ومن السرود الجنوبية الخالصة طبعا ..تتحدث عن اخوين أولاد حلال أرادوا تزويج أختهم "المدللة"من رجل ممتليء بالثراء تمت( الصفقة ) بينهم وبين احد التجار من البلد المجاورة وخطف العروسة ليضعها في القفص الذهبي .. مرت الأيام والأشهر, لم يسمعوا أخباراً عن أختهم وأخيرا قرروا الذهاب لزيارتها ومعرفة أحولها ولدى وصولهم إلى قصر نسيبهم هكذا هي الحكاية طرقوا الباب ففتحت لهم.. وكانت المفاجئة ..لقد أنكروا للوهلة الأولى أن تكون هذه هي أختهم..لم يصدقوا ظهرت لهم هيكل.. بعظم وجلد ولولا أنها ارتمت على أكتافهم وكعادة الأخوات(الحنيّنات) أخذت تقبلهم الواحدا تلوا الأخر..لما عرفوها.. وعلى كل حال لا نريد الأطالة فقد شَرَحتها لهم .. من طقطق للسلام عليكم: قالت تعرفون زوجها انه يَشتغل بتجّارة الطرشي : لذلك كان يجلب لها ما يتبقى منه ليكون زادهم الوحيد - طرشي في طرشي... في الصباح طرشي وفي الظهيرة والعشاء ....وفي ساعات التعلولة أيضا !!واذا تذمرت او اعترضت ذكرها بحديث من التراث يقول : خير الزاد .."الخل.. والأسودان ...الماء والتمر".. عند ذاك عرفوا كل شيء فبيتوا الأمر بليل ووضعوا سيناريو دبروا خطة محكمة ليخلصوا أختهم من المأزق الذي وقعت فيه : احضروا تابوت وكفن وكافور وشيء من الشراب المجرب ..وبرزت عدة اسماء للتفاضل ..شمبانيا لا ..اكروزني لا ..أبو الكلبجه ..ولكن لماذ لا يكون الشراب المجرب وستقر رايهم اخيرا على قنينة من شراب ( الهبهب) بدليل ان صاحبنا ضل مسطولاً من العشاء حتى ضحى اليوم التالي احضروا قنينة كاملة وطلبوا منها خلطها بطرشي العشاء طبعا ... وهبهب وخل... وانتم احسبوها!؟ .. فمن تعود على تذوقه يعرف النتيجة أما ( الغشيم ) فعليه متابعة الحكاية ؟!! ... طرحوا صاحبنا داخل التابوت بعد أن لفوا جسده بكفن ووضعوا شيء من الكافور في انفه ... وهناك وبعد منتصف الليل كان تحت تأثير (شراب الطرشي) اعتقد انه قد مات وان ( القيامة ) قد قامت ... كان يسمع صفيرا ودويا يصم الاذان وأصوات متداخلة كأنها تخرج من بئر عميقة أي نعم قال بسره هذا هو ...بئر البرزخ ..كان يحدث نفسه ـــ اكلته يبو ... ــ والآن وقد بدءوا بتنفيذ السيناريو وشرعوا بالتمثيل وقام الحساب !! كان يسمع ضجة اهل النار يتصارخون وعتقد ان جلودهم قد نضجت وستبدلوا بجلود اخرى ؟؟!!...ثم مالبث لتصل مسامعه كركرات ناعمة وهمس وقرقعة كؤوس فتحسر وندت منه أنة ...آه انهم اصحاب النعيم هذه هي (الجنة) ولم يمهل الا قليلا حتى ... قاطعه صوت اجش يصيح .. ( نُكير) وأخر يرد عليه نعم أخي مُنكر .. أنا هنا...أأمرني ..بما تريد ؟؟ ... ورد مُنكر بصوته الاجش المخيف يأمر نكير هيا ابدءوا بالتنفيذ فقد (نفخ في الصور!) واشتبكوا مع جاره على اليمين يحاسبونه وسمعهم يقولون.. شموا فمه .. أصدر نكير اوامره لزبانية الحساب...هيا اسألوه ماذا أكل في حياته؟ و بداء الحساب والشم وكانت الاجابة ترس الأذن .. انه أكل كل شيء ما عدا الدجاج !! لم يصدق صاحبنا في باديء الأمر أن الحساب في يوم (القيامة) على الأكلِ انها الطامة الكبرى ..وتمنى في قرارة نفسه أن نُكير قد نسي أو أخطأ... فسأل عن قائمة المأكولات بدل ان يسأل عن قائمة الشعائر والطقوس !! التي كسرت ظهره في أيام حياته الفانية! .. من ركض ومطارد وهروله ...لكن احدهم قد صرخ وأضنه مُنكر...صاح اضربوه مئة( قرباج) والقرابيج تشبه كيبلات وتواثي (اخو هدله ايام طغيانه).. اهتز صاحبنا في تابوته يا ويلتي... مئة قرباج لمن لم يأكل دجاجاً فكم قرباجا للذي لم يتذوق سوا الطرشي ؟ وصرخ الذي على يساره .. أكلت فشافيش سيدي , فقال صاحبنا .. اشوة من الطرشي! كان مُنكر يسأل ونُكير ينهال عليهم بالضرب وهو يردد أشوه من الطرشي سمع احدهم يصرخ وهم يسومونه العذاب .. وتَعرّف على صوته من بين الأصوات الضاجة تأكد انهُ واحد من أعضاء ....مجالس الـمحافظات...!!؟قد قضا عمره ..سنة يحج ..وسنة ..يعتمر.. وأنت... السؤال موجه لعضو مجلس المحافظة الذي يحج ويعتمر ..سأله مُنكر وضربهُ نُكير قرباج بعنف فتطوح شيء من على رأسه وسقط على الأرض.. ماذا أكلتَ ..أعترف؟..أنا نعم أنت,ماذا أكلت في حياتك كان منكرا غاضبا يهز القرباج في وجهه هيا اعترف ....انا...أك أك... أكلت الأرصفة والقمامة !!لا عفوا ... لا سيدي (هدني وأعمل صالح)!!,.... لم أشفط مخصصات لأيتام... هذه تهمة باطلة سيدي شف شش شفطت رواتب للأرامل بس!!.. وأكلت الأرصفة والمستشفيات ..لماذا فعلت ذلك ؟؟قال..أنهنّ...َالأرامل... آاخ يا يسدي منكر لو رأيتهن انهن حلوات سيدي ...حلوات مـوت! ويرفضنَ الزواج..لقد أعتدَّنَ حياة الترمل وهذا حرام..حرام شرعاً!!؟ عرضنا عليهن ..زواج( الوناسه) ورفضنَ جميعا !!؟ .... وبعدها ..أنهار عضو المجالس...واعترف بكل شيء قال أكلت وأكلت ....وأكلت النخلة ابسلاها* !! فردَّ صاحبنا ... اشوة من .....الطرشي....!!

عبد الحسين طاهر / كاتب وباحث عضو اتحاد ادباء وكتاب العراق



#عبد_الحسين_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرشقة الاخيرة !!
- حمرة وحلوة ...وقشر خفيف!!
- ثرثرة في البحث والبحث ...العلمي من دبش !!
- شباط الاسود/ يوم امتنعت امي عن تناول (لحم الزعيم)!!؟
- بقرة : حنون / قصة قصيرة
- الفأر في المصيدة /الذكرى العاشرة لاصطياد الكتاتور
- في السنوات العجاف / دفاعا عن الحكومة ..ولكن !!
- الفرق بين جهاد النكاح ونظرية... نيوتن!!
- تداعيات
- كفته ..اودوه حنون
- حلة الملك ..والاستاذ خلف
- إعصار - ساندي - وثقافة الكراهية ..ثقافة التخته رمل!!
- أوراق قديمة/ غداً سأعطي صوتي !!
- مرة أخرى مع ابن..المقفع
- قرأنا لكم/ القساوسة يطاردون ..السحرة والساحرات !!؟
- وداعا أبا جعفر ايها ..الحداثوي الجميل
- أبا جعفرأيها ..الحداثوي الجميل
- من ذاكرة الأحداث / وإلمن تريّد الحَيل..يابو سكينه
- حليب من..دبش !!
- ياحلاوة..صار البيت..لمطيره!!


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - شيء من التراث طرشي في طرشي !!