بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 17:01
المحور:
الادب والفن
عودة-Volver 2006-بيدرو ألمودفار:عن عالم ليس فيه للرجل اي ضرورة تذكر
فيلم عودة يبدو بأنه فيلم متكامل لهذا المخرج (المودفار)،وكأنه يجمع كل مراحل وكل ثيمات هذا المخرج الكبير،كما أنه يعود فيه ايضا الى ملهمته التي شكلت معه بداياته السينمائية...
قد يكون فيلم عودة عن لقاء بين الماضي والحاضر...بين بينلوب كروز اكتشاف المودفار الصارخ،والمودفار وكارمن مورا التي لعبت دور الأم الميتة،أو الأم التي عادت من الموت.
موضوع الفيلم الأول هو الماضي،بحيث يبدو أن هذا الماضي هو الحبكة المركزية للفيلم وهو العنصر الرئيسي التي تحركت الحبكة من اجل خدمته.
رايموندا(بينلوب كروز) تعيش حياة قروية صعبة وقاسية،مع اختها سوليت وابنتها سولا،ويبدأ الفيلم مع زيارة عارضة لقبر امهم الميتة ايرين.
رايموندا متزوجة من شخص تقريبا عاطل عن العمل(باكو)،الذي ومع بداية الفيلم يحاول اغتصاب سولا ابنة زوجته ولكن من هو الأب الحقيقي لسولا؟
في خضم هذه المحاولة تقوم سولا بقتل باكو،وهذا الحدث يقود رايموندا الى ماضي غير قادرة على نسيان ذكرياته أبدا،بل ان هذا الماضي هو جزأ لا يتجزأ من الحاضر القاسي التي تعيشه كل النساء.
إذا ايرين(كارمن مورا)،على قيد الحياة ولم تمت ابدا،بل هي حيلة مدبرة من اجل التخلص من جارتها وزوجها،اللذان كانا يعيشان في خضم علاقة حب.
ظهور الأم في هذه الفترة بالذات كان ضروريا وفاتحه لطي صفحة من الغربة والابتعاد بين هذه الأم وابنتها رايموندا.
الأم كانت تعرف،ولكن في وقت متأخر أن والد رايموندا اغتصبها وانجب منها سولا...
إذا هو فيلم نسوي بامتياز توجد فيه جميع اشكال وانواع النساء...من الأم والخالة المصابة بالشيخوخة،والأخت التي تعمل كمصففة شعر،والصبية سولا،والجارة المريضة بالسرطان(أوغستينا)،في فيلم لامكان للرجل فيه سوى من ناحية واحدة:
هو سبب كل المشاكل في حياة هؤلاء النسوة،تلك المشاكل التي لاتنسى...التي كانت في الماضي ويتدفق بذكرياته ليفرض نفسه ويقول بأنه جزأ لايتجزأ من الحاضر....
الحبكة مختلطة بين كوميديا سوداء ودراما قاسية-بغض النظر عن اهميتها-ولكنها كانت في غاية الرقة لتنتج في النهاية نهايات سعيدة ومن عدة نواحي واشكال....
لقاء بين رايموندا وامها وطي صفحة الماضي،واحترام باكو المقتول التي بدت الحياة افضل بعدم وجوده،ووجود كل هؤلاء الرجال،لأن القدر يساعد رايموندا على تدبر امور رزقها وبشكل جيد بعد موت باكو،كما أن المودفار يضيف حقا مهما للمرأة في فيلمه الجميل هذا....
من حق المرأة أن تنتقم...
ايرين قتلت زوجها،ومن ثم ادعت الموت ولم يكشتفها أحد،بينما رايموندا وابنتها سولا قتلتا باكو ولايبدو ان احدا سينتبه الى فعلتهما تلك...؟!
انها العودة بكل اشكالها...ولكنها عودة الى حاضر تمارس فيه المرأة حق الانتقام من الرجل سواء كان هذا الانتقام مقصودا او غير مقصود،ولكن العبارة الأوضح والأبلغ بأن هذا العالم ليس فيه للرجل اي ضرورة تذكر.
بلال سمير الصدّر 2/8/2014
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟