أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - حتمية نقد الدين عندما يصبح ضارا















المزيد.....

حتمية نقد الدين عندما يصبح ضارا


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 07:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البشر يحبون الاساطير
--------------
عندما كنت صغيرا كنت اذهب مع اخوتي عند جدتي واجلس حول كانون النار، وكانت جدتي، رحمها الله، تروي لنا قصصها الجميلة التي كنا نطلق عليها اسم "خراريف" والتي كانت دائما تبدأ بالعبارة المعهودة: كان ياما كان في قديم الزمان...
يكبر الإنسان في العمر ولكن يستمر متعلقا بالقصص. فهو يدفع فلوس لمشاهدة أفلام أو مسرحيات خيالية. وفي كل الثقافات تجد الأساطير المخالفة للعقل في أكثر الأحيان ولكن يتمسك بها الناس للترفيه عن مشقات الحياة وللسيطرة على الخوف من الموت. وقد اخذت هذه الأساطير في أكثر الأحيان طابعا دينيا مثل مغامرات الآلهة عند اليونان أو الرومان. والمتتبع للثقافة الهندية يرى فيها العجب العجاب في الممارسات الدينية. ومن بين تلك الغرائب الإله الهندي غانيش الذي له خرطوم مثل خرطوم الفيل الذي يرمز للحكمة والذكاء ويستحوذ على اكبر تعبد من بين الآلهة الهندية. وهناك الإلهة درغا التي تمتلك ثمانية اذرع في اكثر تماثيلها. وهي ام الإله الفيل غانيش وزوجة الإله شيفا من اهم الالهة في الهدوسية. ويقدر البعض عدد آلهة الهند بقرابة 300 مليون اله. وأمام هذا العدد الهائل من الآلهة الهندية فإن عدد آلهة مكة في زمن النبي محمد يعتبر هزيلا جدا، فقد قدرتها المصادر الإسلامية بقرابة 360 اله. ورغم هزالة هذا العدد، فإن النبي محمد لم يستطع تقبلها فأمر بهدمها فحرمنا من التعددية الدينية وجاءنا بإله واحد شرير سفاح اسمه الله جمع بين عدة متناقضات فهو غفور وحليم وودود ولكن في نفس الوقت متكبر وقهار ومنتقم وجبار
والديانات الإبراهيمية الثلاث، اي اليهودية والمسيحية والإسلام، لا تخلوا من الأساطير. ولكن حذاري ان تصفها بالأساطير أمام اتباعها. فهم يؤمنون بها وكأنها حقيقة لا تقبل الجدل رغم ان كثيرا منها لا تتفق مع العقل. فهل يمكنك ان تقنع اليهودي المتدين ان الله لم يعطي الوصايا العشر لموسى على لوحين من حجر كتبها الله باصبعه (وفقا للتوارة) بينما كان في مشوار في جبل سيناء؟ وهل يمكن ان تقنع المسيحي أو حتى المسلم بأن السيد المسيح لم يلد من مريم دون علاقة جنسية؟ وهل يمكن ان تقنع المسلم ان النبي محمد لم يركب البراق الذي حمله في ليلة واحدة من مكة إلى المسجد الأقصى وعند وصوله هناك ربطه عند جدار يعرف حتى الأن بحائط البراق ومن هناك صعد إلى السماء بصبحة الملاك جبريل؟ وهل يمكن ان تقنع اليهودي والمسيحي والمسلم بأن جبريل هو مجرد اسطورة خيالية لا تختلف عن قصص جدتي حول موقد النار ولا عن آلهة الهند؟ بالطبع لا.
ولكن هل من الضروري ان تقنع الهندي واليهودي والمسيحي والمسلم بأن ما يعتقد به مجرد اساطير؟ والجواب لا، إذا كانت مجرد اساطير لا تضر بالمجتمع، لا بل قد تخفف من وطأة الحياة وتسلي في وقت واحد. ولكن عندما تصبح هذه الأساطير - اعني المعتقدات - ضارة بالمجتمع، عندها لا بد من التصدي لها دون هوادة لكي نحصرها في دور التسلية والترفيه، مقلمين اظافرها وقالعين اسنانها حتى لا تضر.

جدل حول آية في سورة آل عمران
----------------------
في مداخلة لي في صفحة اخطاء القرآن في الفيسبوك كتبت تحت عنوان "الله يتكلم صيني في سورة آل عمران":
75- وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
ما معنى عبارة " لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ"
فسرها ابن عاشور كما يلي: ليس علينا في أكل حقوق الأميين حرج ولا إثم

فعلق عليها الأخ الفاضل Moiffak Al Kharat
-----------------------------
لا أرى ان هذه العبارة تحتاج إلى توقف. وليس من الانصاف ان يستهزء بصيغتها الادبية. انني اتابع كتبك ومنشوراتك علي الفيسبوك. وهي كتب قيمة ووراءها جهد محمود. لكن احيانا تضعف وتتحول الى تكهنات. أرى انه من الاحسن ان تقتصر على المآخذ الجاده والملزمة. وتحياتي لك.

وكان ردي
-------
اخي موفق، لا اعرف مستوى ثقافتك، ولكني في الحقيقة لم افهم الآية المذكورة --- وحتى بعد قراءة التفسير ما زلت محتار فيها، وأظن ان 99% من المسلمين لن يفهموها. ولذلك اعتبرها صينية.

ورد الأخ الفاضل Moiffak Al Kharat
-------------------------
مستواي الثقافي لا باس به. انا دكتور في الفلسفه الاسلامية. من جامعة كمبلوتنسه بمدريد. معظم اهتماماتي تدور حول نظرية الوحي بين الدين والفلسفة والعلم، وحول تاريخ الاديان عموما. لكنني لا اتوقف عند حدود هدم العقائد الدينية، بل اسعى لجعل الدين مقبولا ومعاصرا، وذلك لاسباب ثقافية، وضرورات اجتماعية وروحية. الانسان يحتاج الى الامل وله حدس يتجاوز الواقع المادي ويحتاج الى ان يكون لحياته معنى. الانسان المعاصر يتحول الى دابة ذكية شديدة الذكاء، لكنه يفقد تدريجيا حدسه الاساسي وحسه الاخلاقي، ولعمرك انها لخسارة فادحة.

وكان ردي
--------
اخي موفق، شكرا على التعريف واهلا بك في هذه المجموعة المتواضعة.
انا انظر للدين كمنتوج اجتماعي بشري، وانظر للنص الديني كنص بشري. وكل ما هو بشري يصيب ويخطئ. واذا ما ادّى الدين إلى عواقب وخيمة كما مع داعش يجب البحث عن سبب الخلل فيه.
ولذا قام المرحوم محمود محمد طه في كتابه الرسالة الثانية من الإسلام http://www.alfikra.org/book_view_a.php?book_id=10 باقتراح الرجوع لقرآن مكة وترك قرآن المدينة. ولكن الأزهر حث على شنقه وهنأ النميري على ذلك. ولو اننا قبلنا بما قاله المرحوم لما وصلنا لما وصلنا اليه من مصائب يندى لها الجبين. انتقاد الدين اذن ضرورة لا مفر منها... وهذا يتطلب رفع القداسة عنه.
والنقد اللغوي هو جزء من رفع القداسة عن الدين. فالنص القرآني كنص بشري يحتمل الصواب والخطأ.... تماما كما هو الأمر مع نص الف ليلة وليلة. ومن الضروري نقض الأسطورة البلهاء التي حيكت حول القرآن بأنه كتاب منزل ومعصوم عن الخطأ... مع ما ينتج عنها من عواقب اجتماعية وخيمة. ناهيك عن خطورة مثل هذه النظرية على العقل البشري اذ نلقنه ان ليس هناك اخطاء بينما الأخطاء واضحة وضوح الشمس، فنخلق عنده مرضا نفسيا يسمى بمرض انفصام الشخصية. وعلى المستوى اللغوي هذا خطأ فادح أن نعتبر الخطأ صحا.

ورد الأخ الفاضل Moiffak Al Kharat
-------------------------
ارى ان قوله: ليس علينا في الاميين سبيل جيد ومفهوم وصحيح اعرابيا. فليس عليك من حرج ان لم تعتد صيغ القرآن. ويقال ليس عليك ذنب لمن لم يذنب. ولا يقال: ليس معك ذنب، ولا ليس لاحد معك ذنب. والمعنى غير مستعص، بل هو واضح: ليس علينا فيما نفعله للامين من مسؤولية. ولسوف أعود إلى التفاسير لاتبين الامر.

وكان ردي
--------
انا بكل صراحة لم افهم الآية المذكورة وأظن ان في تفسير ابن عاشور نوع من التعسف ... جلد النص حتى يقر بما يريد، وأظن ان معناها مستعصي على 99% من العرب.... ناهيك عن غير العرب.

ورد الأخ الفاضل Moiffak Al Kharat
-------------------------
انا معك في ان الاديان كلها جهد انساني خضع لتطورات تاريخية. وان النبوة بدأت عرافة وتنجيما. وأنها بصيغتها التقليدية لم تعد قادرة على إقناع أحد. لكنني رصدت التطور الديني في الكنيسة الكاثولكية، وهي في النقد الذاتي اعرق، وفي الاصلاح الديني اعمق، وتبين لى ان النصوص والمفاهيم الدينية يمكن ان تستوعب التطورات العقلية والعلمية وفق نظريات التفسير الحديثة. وللمجتمعات حركة تطور بطيئة يجب مراعاتها، والرفق في انتقاد أو التهجم على عقائدها. كان للاسلام في تاريخه حركة انسانوية ضخمة، وتجرأ علماء الاصول على البحث في العقائد بحثا مستفيضا ونقديا، بل وجدنا تيارات الحادية محضة ، وكان الرازي وابن الراوندي شديدي التهجم على القرآن. واقرأ إن شئت كتاب المرحوم الفيلسوف عبد الرحمان بدوي ¨تاريخ الالحاد في الاسلام¨ او كتابه ¨شخصيات قلقة في الاسلام¨.

وكان ردي
--------
اخي موفق، اظن ان الفيلسوف والطبيب الرازي هو من اعظم المفكرين في البشرية واكن له كل الإحترام... وهو افضل بكثير من ابن رشد. يا للأسف لم تصلنا كل كتبه الفلسفية. ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال نسبته للإسلام.


د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني: [email protected]
انضموا إلى مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاتحة وثقافة الكراهية
- الله مجنون يعاقب على نقد القرآن
- قرأن جديد يفرز بين الغث والسمين
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 75 (النواقص)
- الإنسان وليس الإسلام يعلو ولا يعلى عليه
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 74 (النواقص)
- عودا لعقولكم قبل ان يفنيكم غباؤكم
- عندما تصحح الترجمات القرآن
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 73(النواقص)
- فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 72 (النواقص)
- النواقص في القرآن - رسالة دكتوراة
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 71 (النواقص)
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 70 (النواقص)
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 69 (النواقص)
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 68 (النواقص)
- المغضوب عليهم والضالين اليهود والنصارى
- غربلة القرآن قبل غربلة البخاري
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 67 (النواقص)
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 66 (النواقص)


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - حتمية نقد الدين عندما يصبح ضارا