مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 6 - 13:06
المحور:
كتابات ساخرة
في مرحلة ما ، تذكرُ ، كنتُ قد خرجتُ لأكسر ضده / ضدهم كل جدران الصمت .
ثمة ، في هذه المرحلة ، جدران أخرى لا بد أن تُكسر لما بقي من صمت :
الوطن ، معه / معهم ، لم يكن .. سوى ذاك السجن الكبير السيئ الذكر ...سوى ذاك المنفى الداخلي المهين ...
ها الحب ، معك ، مواطن تعيس بلا حقوق ، بلا كرامة ، إن قضى ليلة بحضنك لا يخرج منه إلا وهو جثة !
***
كنت أعتقدُ .. أن ما بيننا أكثر من حنين وعطر ، أنبل من جوع وانتشاء ...
كنت أؤمنُ .. أن ما بيننا هو ذاك الحب ، هو ذاك الجسد !
فإذا نسخة مشوهة للحب أنتَ يعاني منها الجسد !
...
ألستَ ، إذ أعلنتُ الحب والفن والجسد رموزاً للثورة ، من أساء الفهم ؟!
ألستَ ، إذ انطلقتِ الشرارات الأولى لكل ثورة ، من هب لمحاصرة الحب ، لاغتصاب الجسد ، لإقصاء الفن ؟!
عزيزي ..
هو أنتَ .. بثورة غير ثورتي ، بعطر غير عطري ، المتلبس دوماَ ، لمَ الإصرارُ ، إذاً ، على جسد امرأة لا تتسع له كل فلسفاتكَ ؟!
عزيزي ..
ما كان لكَ أن تشبع جوعي إلى ذاك الجسد ، إلى ذاك الحب ، إلى تلك الثورة ...
فماذا لو أعتقَلُ بتهمة تفجير ما بقي من أكاذيبك ؟!
ماذا لو يحكم عليَّ بمزيد من التورط فيكَ حتى آخر قصيدة انتحارية ، حتى آخر رواية مفجوعة؟!
ماذا لو يتم منعي من أي تمتع بحقي في ظروف التخفيف ؟!
ماذا لو أمنح أخيراً ما أستحقه من أوسمة الشكر على جريمة تفجيرك ؟!
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟