أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - رسائل تونسية للشعوب العربية.














المزيد.....

رسائل تونسية للشعوب العربية.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 6 - 00:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تمثل التجربة السياسية التونسية المنبثقة عن ثورة الياسمين مختبرا حقيقيا لشعوب المنطقة العربية ، خاصة تلك التي عرفت ما بات يسمى بثورة الربيع العربي . فالشعب التونسي الذي فجر ثورة الياسمين ضد الاستبداد أثبت جدارته على الانعتاق من الاستبداد في طبعتيه البنعلية والإخوانية . كانت مدة ثلاث سنوات كافية ليرسم التونسيون مسار تجربتهم السياسية الفتية نحو الديمقراطية مستفيدين من أخطائهم ومعتمدين على قواهم الحية في تجاوز الصعوبات والمعوقات . وبهذا النجاح الذي حققه الشعب التونسي بإرساء أسس الديمقراطية بالوسائل السياسية والمدنية ، يستحق التهنئة الصادقة والاستفادة من الرسائل التي يبعثها للقوى السياسية الداخلية ولتلك التي تراقب التجربة التونسية من خارج الحدود . ويمكن التنويه بالرسائل التالية :
1 ـ الديمقراطية بناء داخلي وليست وصفة مستوردة . لهذا لم يستدع التونسيون خبراء أمميين لصياغة بنود الدستور وفصوله ولا تركوا تفاصيل تبث فيها القوى الأجنبية شياطينها . كان التونسيون واعين بأن وضع الدستور هو المدخل الحقيقي والسليم للبناء الديمقراطي والقاعدة المتينة التي يقام عليها صرح الدولة المدنية التي تسع كل مواطنيها وتضمن لهم حقوقهم السياسية والمدنية بما يلغي أي دور لشيوخ الدين ودهاقنة المقدس في وضع الآليات الديمقراطية التي يحتكم إليها التونسيون . فضمان حرية المعتقد وتجريم التكفير هما حصن الشعب التونسي المكين ضد الاستبداد الديني والسياسي المقيت .
2 ـ التغيير الحقيقي يتطلب وعيا سياسيا مجتمعيا سليما . فالتونسيون أثبتوا أن هدف ثورتهم لم يكن إسقاط النظام ، وإنما إسقاط الاستبداد والقطع مع عوامل وشروط وآليات إعادة إنتاجه . يسهل تجييش فئات الشعب لإسقاط النظام لكن يصعب استنفارها لبناء نظام سياسي أرقى يعبر عن إرادتها السياسية وتطلعاتها إلى الحرية والكرامة ما لم تكن تلك الفئات قد امتلكت وعيا سياسيا حقيقيا يؤهلها لمقاومة كل لصوص الديمقراطية وتجارها أكانوا باسم الدين أو العرق أو المذهب أو المال . لهذا نحج التونسيون في إفشال أي تواطؤ ضد مطلب الديمقراطية ومصلحة الشعب في الكرامة أيا كانت الجهات المتواطئة ، حتى تلك التي شاركت في الثورة وحاولت سرقة مكتسباتها .
3 ـ الاعتماد على القوى السياسية الوطنية وكل فئات الشعب هو الضامن الحقيقي للبناء الديمقراطي . إن الميزة المتوهجة للثورة التونسية أنها انطلقت بإرادة الشعب وأسقطت النظام بأقل الخسائر دون تدخل أجنبي ؛ ثم تجاوزت مخططات الفتنة الثاوية وراء "قانون العزل" ودعاوى الانتقام ، عبر التأسيس لمصالحة وطنية عززت إدارات الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والمالية بالخبرات والكفاءات التونسية . وتلك كانت نصيحة الراحل نيلسون منديلا لثوار تونس .
4 ـ إفلاس الشعارات الدينية في الاستجابة لانتظارات الشعب وتحقيق مطالبه في الحرية والعيش الكريم . فالشعب التونسي حافظ على وعيه السياسي وهو يمنح الشرعية الديمقراطية لإسلاميي حركة النهضة بهدف الاستجابة لانتظاراته لا أن يجعلوه رهينة لمشروع سياسي تاريخي ثبت إفلاسه منذ قرون . وهكذا تصدى لقيادة حركة النهضة ومخططاتها فأسقط حكومتها الأولى وأتبعها بالثانية لترضخ أمام مطلب التنازل عن الحكم لفائدة حكومة تكنقراط تدبر المرحلة الفاصلة وتشرف على تنظيم الانتخابات التشريعية .
5 ـ إن الشعوب العربية ليست بحاجة لمن يقودها إلى "جنة الفردوس" ولا لجحافل أئمة التطرف وفقهاء الكراهية لخوض الحروب ضد "الشياطين والملاحدة"، بل هي بحاجة إلى خبرات عملية وكفاءات وطنية لإعادة بناء الاقتصاد الوطني وإطلاق دينامية التنمية لمواجهة الفقر والبطالة والتهميش . فالمواطنون أدرى بشؤون دينهم وأحوج ما يكون لمن يدير شؤون دنياهم بالخبرة والتدبير المحكم . لهذا لم ينخدع التونسيون بشعارات النهضة ولا خضعوا لتهديد التنظيمات الإرهابية بتفجير مكاتب التصويت . وها هو الشعب التونسي يعطي الدرس البليغ للشعوب التائهة والمتناحرة أن للدين ربا يحميه ويهدي إليه وللوطن شعبا يبنيه ويحميه ، فلا وصاية على الشعب باسم الدين أو الوطن . لقد أثبت الشعب التونسي ، إذن ، أن من يتخذ الغراب دليلا قاده إلى الجيف ، ومن يتخذ العقل هاديا قاده إلى العلا .
6 ـ إفشال الأجندات الخارجية بفضل تنامي الوعي السياسي وتماسك النسيج المجتمعي الذي صمد في وجه كل مخططات زرع الطائفية والمذهبية وإثارة الفتن على اختلاف ألوانها ومرجعياتها . إذ سعت أطراف عديدة إلى زرع بذور التمذهب والإرهاب وغذتها بالمال والوعود ، لكن يقظة الشعب عصفت بكل مخططات التخريب .
7 ـ إعادة الاعتبار للدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه شخصيات وطنية وازنة بتزكية مبادرة الباجي قايد السبسي الجامعة للنخب الوطنية من مختلف الشرائح والمرجعيات .
8 ـ الوفاء للشهداء لا يكون بإقامة النصب ولا حفلات التكريم ، وإنما بإنجاح مشروعهم وتحقيق الأحلام والأهداف التي ناضلوا وضحوا من أجلها . كلهم شهداء الوطن أكانوا سياسيين أو مفكرين أو أمنيين أو جنودا أو باعة متجولين . جميعهم ضحوا من أجل الوطن والكرامة والحرية . وصدق الفنان لطفي بوشناق في التعبير عن إرادة الشعب وحب الوطن بدعواه " خذوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن" . لقد استرجع التونسيون تونس الوطن والشعب والتاريخ والمستقبل فاستحق أن يكون منارة للاهتداء بها .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يخربون الوطن ويقتلون الاعتزاز به يا جلالة الملك.
- شكرا داعش على كشف عوراتنا .
- قطع الأعناق وقطع الأرزاق ملّة الدواعش.
- بنكيران يجبر الشعب على الاحتجاج.
- أمريكا تزرع الإرهاب ولا تجتثه .
- داعش : خلافة الدم والنحر والنكاح .
- حرية الاعتقاد لا تعني شرعنة الطائفية .
- حاميها منتهكها .
- ماذا لو أُرسِل المحرضون على الجهاد إلى جبهاته ؟ !!
- من هم المجاهدون في مشارق الأرض ومغاربها ؟
- خطة بنكيران :الشعب في خدمة الدولة .
- الحكومة المغربية مسئولة عن تنامي فقدان الأمن والخوف من المست ...
- حرمة الإنسان أولى من حرمة البرلمان .
- حرية المعتقد بين المصادقة والدسترة .
- دلالات صلاة الملك خلف الفيزازي .
- الحركات الإسلامية تفقد بريقها .
- البيجيدي والبيدوفيليا الحلال .
- مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .
- وماذا بعد اعتماد برنامج -مسار- ؟
- حوار حول المرأة والنص الديني


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - رسائل تونسية للشعوب العربية.