أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماماس أمرير - حلمتُ أن أصبح كاتبة سيئة















المزيد.....

حلمتُ أن أصبح كاتبة سيئة


ماماس أمرير

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 21:12
المحور: الادب والفن
    


1
أمي قالت : كلامي يشبه حجرا، حين يصيب رأس أحدهم!

2
ولأن والدتي كانت الحارس الأمين للأفكار الذكورية، على يديها تعلمت الثورة، ومازلت أتعرض للعنف من هذه الأفكار، وأحاول بدوري إلقاء اللوم على أطفالي. من يخلصني من هذه الشوائب التي تحتل رأسي؟

3
رجاءً، لحظة صمت من فضلكم... ليس من أجل ميت بعينه! لكن، من أجل هذه اللحظة -إن العالم يتعرض للقتل-!

4
يبدو أن كل شيء جميل مآله إلى أفكار سيئة!

5
إننا نبرر شرور الآلهة كي نفسح المجال لتبرير شرورنا، إن يأسا مثل هذا؛ ليدفع إلى المزيد من الوحدة والجنون.

6
ضميري الآن... مرتاح جدا! يشبه ضمير أي إنسان يذبح دجاجة، فكل المبررات لديه طيبة وإنسانية..

7
حينما نتحرر من صدماتنا، سندرك كم هي حياتنا مضحكة.. الضجر وحده يدفعنا لارتكاب الحماقات.

8
أفكر أحيانا وبثقة تامة بأننا، ما أتينا إلا لنرتكب هذه الأخطاء الصغيرة، الطيبة أحيانا، والقاتلة أحيانا كثيرة.

9
حين تخطر ببالك فكرة طيبة، عليك أن لا تنساق وراءها، أن لا تصدقها ... فكل شرورنا كان مصدرها فكرة طيبة!

10
إن رغبتنا في كسر الحواجر تشبه تماما رغبة البطل في رواية الجحيم. ولنفس الدوافع تتراجع هذه الرغبة، دوافع الخوف والبؤس.

11
أنا أذهب إلى أبعد من ذلك ولكي أخترق غروري وخمولي وكارثيتي أزعز كل تلك المشاعر الغبية بلا رحمة.

12
لا أبذل أي جهد لأصبح ممتلئة بالسخافة وأنظر إلى الآخرين وكأنهم أقل أو أكثر! بقدر ما أبذله من جهد مضني كي أفكك تضخمهم وأقتل غروري.

13
حلمتُ أن أصبح شاعرة سيئة، حلمتُ أن يتآمر عليّ أولادي، وكفكرة لا تنفع لشيء، حلمتُ أنهم يتخلصون مني، وأنني أعود إلى رؤوسهم، على شكل وخزة صغيرة للضمير.....
يا لهذا السوء! كم هو لذيذ؟

14
كل ما علينا الآن هو أن ندفع أبناءنا؛ كي يحتقروننا! لأننا وبكل بساطة لا نفهم جيدا حاجتهم الحقيقية للحرية والمعرفة والوجود، كل ما يهمنا هو أن نوجههم كما نوجه سيل الماء لمزروعاتنا اليابسة؛ حتى نقنع أناتنا الفارغة بأننا قدمنا شيئا خارقا...وفي النهاية نغضب حين تخيب آمالنا فيهم...


15
الخيانة تكمن في عنصر التضليل الذي نمارسه على أطفالنا حين نعلمهم كيف يكتبون الحروف، ويكوّنون الكلمات من أجل أن نحشو رؤوسهم بالأضاليل والأوهام! إنها جريمة لا تغتفر.


16
من الأفضل أن لا نتحدث عن قضية المرأة حين نكون معا، هذا لا يناسب اللحظة التي تقول لي فيها أحبك! لأنني سأتهمك بالكذب وبالكثير من الرغبات المشبوهة.

17
العبء النفسي يزداد، حين أحاول تقليم أشجار روحي، فالغابة كثيفة بداخلي بما يكفي! يا لحزني الوفير إنني أفقد الرؤيا كلما اشتد الضباب.

18
تحدثت كثيرا عن الأثقال التي أحملها، لكن، كلما شعرت بحاجة للتعبير عن الخزي بداخلي أجد أنني أفقد الكثير ممّن حولي.

19
إننا مجرد جسر منهك لهذا الأخطبوط: الزمن، إنه يستعمل أجسادنا كمنصة لإلقاء خطبه الحزينة... يستنزفنا .. هذه الفكرة تبدو عابثة، كثيرا لكنها تبعث في نفسي حزنا وفيرا؟

20
أحيانا لا أدري كيف نتحول من متمردين إلى حكماء نوزع الموعظة؟ يا لَـــ بؤسنا! ...ألا نستحق الشفقة!

21
ليس بيني وبين الفوضى أي كراهية، لكنني في كل استراحة، أشتاق لترتيب ملامحي، و تفقد ما نالها من عبث و تشوه؟ هذه الحالة تأخذ مني وقتا طويلا.

22
أحيانا يتفاقم شعوري باللاشيء، وبأنني لا شيء! ومآلي أيضا إلى لا شيء، لولا هذه الكتابة التي تقبض على الحلم والتي أشك أيضا في جدواها ... يا لها من حقيقة مرعبة!

23
لا أحد حقيقي هنا!
كلنا يحمل نفس الكمية من الغرور والكذب، المهم هو أن نعرف كيف نكذب بصدق؟ إنها لعبة نرجسية محضة...

24
لم يعد الأمر يتعلق بالحلم، فما أنا الآن إلا بائعة كبريت في هذه المدينة! أحاول إشعال عود ثقاب..! دون جدوى!

25
الخريف يترك أثرا جميلا، وموحشا، وغريبا بداخلنا- كلحن حزين يتسرب إلينا- لا غيره حفيف أوراق الشجر الذي يتساقط كالعمر، وأغنية الغبار، يمسك بتلابيب أرواحنا، ونحن نختبئ كأطفال وراء النافذة، نسترق السمع، دون أن يفارقنا رعب داخلي يعوي، والريح خارجنا تأخذ حريتها بالكامل.

26
كنت أخشى أن تفسدني كلمات الإطراء! لكنني اكتشفت (متأخرة) بأنها أفسدتني بالفعل!

27
أبعد من ذلك لم يكن بقلبي أمل.. ولا دججتني مفاصل الغرور بشيء من قوة أو زيف .ما يحملني هو ذلك الضوء المختبئ في كوة الحلم.

28
النصوص التي قتلتها تنهض الآن....
أرى رؤوسا بداخلها تتهمني بقتلها! كيف سأبرر جرائمي اليومية وكل تلك الأفكار التي جمعتها من الأشرار والطيبين؟ والألم الذي يذبل وجهه كلما اقتربت منه.

29
لا شيء يفصل بيننا أيها الطيبون سوى تلك الهوة السحيقة التي ينحتها الوهم.

30
كلما تأملت أعمدة وزخارف المساجد والمعابد ...أحس تماما بأن الله خارجها!

31
على رأس كل سنة تتجدد فكرة خلق العالم في رؤوسنا.

32
غربتنا تتفاقم والزمن يموت بين أيدينا... يتسرب كحفنة ماء مستعصية على المكوث في حضن كف مرتجفة.

33
الحزن أبيض بما فيه الكفاية، ليجعلنا نعشق من أجله الأسود، لا لون آخر يقدر على التعبير عن العنف، مثلهما.

34
سأمارس القتل ضدك اليوم ،وأنتظر فرصتك للفتك بي ..هكذا يعيش العالم في انسجام كامل.

35
هل يجب ارتداء ملابس الرجال مثلا... كي نتحدث عن الحب بحرية؟ في اعتقادي أن اللباس الرجالي، لباس مزيف ويوحي بالوحشة والسطحية، لأنه يحمل الكثير من الأفكار الرديئة والعنيفة.

36
كلما فكرت في الوطن أفكر في تلك الغنيمة التي تركها لي أبي، أو أخرى لم يستطع أبي تحقيقها.. ثم ألعن كل القيم التي درستها في المدرسة، القيم التي ألقت بنا فيما بعد في مزبلة الدولة ... الدولة التي ترتبنا كقطيع حسب الأولويات.

37
جعلونا نكتب بؤسنا ونرتب شرور الآلهة ثم نصلي لها خوفا من الشياطين..... ياله ذلك الخوف! هو البؤس الوحيد الذي يخلع أصابعنا ويشل وميض الروح..

38
أنا وصديقتي نثرثر كثيرا، ننتقذ مواقف صديقاتٍ أخريات، ثم نقترح في النهاية أنها مسألة شخصية.

39
في الثرثرة، نجد الكثير من الصدق في التعبير عن لاشيء، أتأمل الضجر الذي يلقي بظلاله على حدقات البشر، أحس أحيانا بحزن عميق، وأحيانا، ما يفتأ أن يتحول إلى سلام وبلاهة، لأن كل ما نفعله هو الهروب من الرتابة ومن الخوف، لذلك ليس سيئا أن نجرب هذا المسكن، الذي ألهم الإنسانية كل هذا الموت.

40
لم أقترب من الألم إلا قليلا ، قليلا فقط ...حين أفقد الكلمة التي تختصرني وتختصر كل هذا الجنون والألم، أدرك تماما كم من الموت أحتاج لأدرك وهم الحياة؟

41
جيد... مازال هناك بعض الإحساس بالغبطة، مبعثه تلك اللحظات المدهشة، للتأمل، وأخذ قسط من الراحة، وسط هذا الجحيم!

42

آخيرا ما زلتُ أرتب نفسي على هذا... أن اصبح كاتبة سيئة
فهذا العالم لا يستحق أكثر من ذلك...!
____________
* شاعرة أمازيعية



#ماماس_أمرير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفلة بحجم المدى
- لملح البكاء سرانية
- فايز محمود المفكر الأردني أين نحن من تكريم مبدعينا?!
- حلم مكتض بالريح نص مشترك قاسم محمد مجيد الساعدي وماماس أمرير
- رأسي غرفة موحشة
- إلى طارق مصاروة وزير الثقافة السابق
- لا جدوى من الموتى
- ثمالة في نشوتي
- طفل الماء
- للوجع ملكوت في خاصرتي
- عمق الهزيمة الإنسانية في قصة -غرفة- للمبدع محمد اللغافي
- فايز محمود المفكر الأردني بلا عمل وبلا بيت فهل سيمنحه الوطن ...
- المصلوب
- ضعف
- الآلهة الأولى
- لا شيء غير هذا التراب
- لملح البكاء سرّانية
- أشجار الألم


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماماس أمرير - حلمتُ أن أصبح كاتبة سيئة