أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ميلاد سليمان - نجاح وفشل الثورات














المزيد.....

نجاح وفشل الثورات


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 15:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لماذا تفشل الثورات؟!.


النجاح والفشل، من الكلمات الفضفاضة الغير مأطّرة لموضوعها، بالتالي يصعب القياس عليها في أي مجال، ولكن "وضِعت" بعض المعايير في الفعل السياسي، لتسهل هذه العملية، لتتحول المعاير إلى مقاييس وإحصائيات، بل ومشاريع منفذة على الأرض، توضح الاقتراب والإبتعاد، لأي نظام حاكم، تجاه النجاح أو الفشل.

الثورات العربية، أو ما عرف بإسم "الربيع العربي"؛ لم يجنِ منه شعوبه –حتى الآن ومنذ قيامه - سوى ثقب ضيق صغير لتنفس الحرية، ومعه أيضًا الخراب والدماء والنعرات الطائفية والعنصرية والدينية في ذيله. فلا توجد بلد (ربيعي) - إن جاز التعبير- نهضت وقامت بدورها المنوطة به تنويريًا وثوريًا منذ 2011 وحتى الآن، ولكن أثناء كتابة هذه السطور - في نهاية عام 2014 - هناك بادرة أمل تونسية (حزب نداء تونس) تلوح من بعيد.

والسؤال هو؛ حسب قرائتنا، ما الذي ينقص الشعوب العربية، ومصر خاصة، لتقوم بثورة ناجحة!؟. هذا السؤال الذي سعى مئات المفكرين، على طوال سنين، في بلدان عربية شرقية مختلفة للإجابة عليه، حينما ظهر بصياغة مختلفة، أول مرّة، مع شكيب أرسلان في كتابه "" حينما قال "لماذا تخلَّف المسلمون.. بينما تقدم غيرهم!؟". وهنا وجب التنبيه إننا لا نتحدث عن ثورة إسلامية دينية، لا سمح الله بها، ولكن بحكم الثقافة المسيطرة على المناخ العام لأغلب البلدان التي قامت بالفعل الثوري.

ربما أهم ما ينقص، بيئتنا المصرية، من مقومات الفعل الثوري، هو الفكر النقدي، سواء للأنا أو للآخر، حيث يظل التقديس للأفكار والأشخاص، هو المسيطر على كلا الجانبين، السلطة والمعارضة، هناك رموز وقامات وشخوص، وجب عدم الإقتراب منهم ومن أفعالهم، إلا وأنت تنظر في الأرض حاني الجبهة، وكأن لا يداخلهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم. كذلك صاحب المنصب العالي، لا ينتقد أفعاله، بل يعتبر نفسه ظل الإله على الأرض، ومنهل الحكمة، ورأس الهرم، والنجم القطبي الذي يهتدى بنوره السائرون.
وبجوار عدم نقد هاتيّن الفئتيّن (السلطة والمعارضة) لبعضيهما ولذاتيهما، هناك مبدأ عدم نقد الشعب لنفسه، فإن كان الشعب ليس كيان معروف واضح المعالم يمكن مخاطبته ككل، بإعتبار نسيج متشّعب متلون متداخل، في طبقات وشرائح مجتمعية مختلفة، ولكن على كافتهم، يظل التغييب هو الحاكم الأول للسياق في الشارع المصري، ويتم هذا من خلال عدة مستويات؛(الأسرة، التعليم، الإعلام)، في كل واحد من هذه المجالات لا يوجد أي وضوح أو شفافية أو موضوعية أو حيادة. الوالدين في الأسرة - للأسف- يورثورن أبنائهما الجهل والخوف والمرض والتقديس، والتعليم نمطي متكلِّس لم يتم النظر في مناهجه منذ عقود والقائمين عليه من وزارات وإدارات تفتقد الخبرة والتطوير وحسن الإدارة، والإعلام الحكومي موّجه غير مهني أو تنويري هدفه إنشاء جيل جديد من مقدسي النظام ورجاله.
ولا ننسى تقديس الخرافات والركون للدين، كحل سحري، وأحد أهم مبادئ فشل العمل التنويري، حيث يظل رجل الدين، سواء المسيحي أو المسلم، هو المُلهَم والمُلهِم، بفتح وكسر حرف الهاء وضم الميم، الذي وجب إستشارته في كل كبيرة وصغيرة، في الحياة العامة والخاصة، من أول المشاركة في العمل السياسي الحزبي أو الحركي، وحتى إذن النزول للإنتخابات والإستفتاءات والمسيرات والوقفات الصامتة حتى البوسطاط والمشاركات والكتابات على الفضاء الإلكتروني!!؟. ويظل للفكر الخرافي سطوته، في تغليف كل فعل على إن هناك قوة ما، تقوم بفعله بما لها من حكمة، تفسر في النهاية إنتظارًا لخير مرجو أو إتقاءًا لشر محتوم.

وأخيرًا عدم وضوح الرؤية الثورية، أهم مأخذ على القائمين على الفعل التنويري، هل الثورة للتغيير السياسي الفوقي، مناصب وكراسي وهيكلة مؤسسات، أم للتغيير الجذري الثقافي، في الوعي بأهمية وجود مناصب ومؤسسات وسياسات!؟، هذه ليست دعوة للأناركية، ولكن مطلب للوضوح والصراحة مع النفس، فأغلب الحركات التغييرية كانت تغير محتوى الصورة، وإطارها الملوث موجود باقٍ كما هو. نعم الأمل موجود، ولكن ليس كافي للعمل البنائي الوطني. في مصر هناك قدرات إنسانية وطاقات مادية كثيرة مهدرة، ولكنها تحتاج للتخطيط والتكنيك في ظل وجود إستراتيجية للعمل الجاد.



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش فكر وفعل
- رهبان وبرليتاريين
- كنيسة الكهنة
- حتما ستنتهي الأديان
- مأزق الثقافة الجنسية ج3
- سنوات الضياع
- مأزق الثقافة الجنسية 2
- مأزق الثقافة الجنسية
- مدارات إنسانية
- السلفية التبادلية
- الحياة تتقلص بهدوء
- الذكرى الثالثة 25 يناير.. إتحاد أم إنقسام!؟
- العلم ومضامينه
- المثلية... لمسة إنسانية
- لماذا ننتقد الإسلام!؟
- الإلحاد حق إنساني
- التهمة.. شغل عقله
- العكاز الثقافي
- فئران لا تأكل الجبن
- ثقافة ما بين الساقين


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ميلاد سليمان - نجاح وفشل الثورات