أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وديان عثمان - الصراع الطبقي بأعماقه














المزيد.....

الصراع الطبقي بأعماقه


وديان عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 10:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد كنت أشرت سابقا، بأن المهام التقدمية، تقع على عاتق الطبقة العاملة، كونها الوحيدة المؤهلة، لمواجهة الرجعية التي تنتجها الرأسمالية، و كونها الوحيدة التي تملك أدوات الصراع، من خلال تعطيل دورات الإنتاج، و بالتالي و الأهم، تعطيل الربح، و صيرورة الإقتصاد الريعي.
إن المثقفين الثوريين، الذين يقومون بدور فاعل، كعقل الثورة و عيناها، ما هي أدواتهم الفكرية لتحقيق هذه الغاية؟
لا شك أن الجدل المادي، هو الذي يحلل حركة المادة، ويتفاعل مع التعقيدات الناتجة عن هذه الحركة،  لكن ما سرى في الماركسية الرائجة، أنها ما زالت تتبنى نظرية "الأباء المنظرين السوفيات"، و تتبنى بأن قطار التاريخ، خرج عن سكّته، حين إنتصرت ثورة البلاشفة على الإقطاع، فهي بنظرهم كانت ملزمة بإنتظار نشوء رأسمالية، بالطبع هذا التسطيح للواقع، هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
و إذا فكرنا بشكل جدلي، فسنذهب أبعد من تطوير لينين، لنظرية كارل ماركس حول الرأسمالية، و فهمه بأن الرأسمالية، لن تنتج عالما على شاكلتها، بل ستنتج أطرافا متخلفة و تابعة، فتستحيل الرأسمالية إمبريالية، لكن هذه الإمبريالية اليوم تنتج مركزا متخلفا، بعد نفاذ مهامها التقدمية، و تحول الإقتصاد إلى شكله الريعي، مع أزمة تصريف فائض الإنتاج، إذن نحن أمام واقع متغير بشكل مستمر، تزداد تعقيداته بشكل واضح، يتطلب وعيا حداثيا جدليا، لدى المثقفين و الطبقة العاملة، و هو ما نفتقده لدى المثقفين، بشكل خاص، لكن إذا أصبح المركز متخلفا، يعمه الفساد الإداري، و البطالة و التأخر في التطور العلمي، و التراجع في نمط حياة الناس، فما هو المطلوب إمبرياليا من الأطراف؟
المطلوب طبعا المزيد من التأخر و التخلف، المطلوب صراعات عبثية، بين أبناء الطبقة الواحدة من الفقراء و المهمشين و العمال، كما الإنتاج بأدنى كلفة ممكنة، للمحافظة على صيرورة الربح.
إن هذا النظام الذي يحتضر، لن يزول سوى ببديل يزيله، كما أزال الإستعمار بإتفاقية سايكس-بيكو و وعد بلفور، و حضوره العسكري، الرجل المريض(السلطنة العثمانية)، و الذي كان يحتضر لسنوات طويلة.
إذا إن الجدل يوصلنا إلى أن الصراع طبقي، لطالما كان، من السيطرة على دروب قوافل التجارة، إلى السيطرة على الموارد الطبيعية و البشرية، لطالما كانت الصراعات طبقية، أو ذات أهداف إقتصادية نفعية.
لكن لتغيير الواقع عليك الشعور به، أو على الأقل إستشعاره، و هو ما يستحيل على النخب غير الملتصقة بالشارع، و ضمنا مثقفيها، فعله.
لذا لن يفهم بعض المثقفين، مما يتبعون الماركسية الرائجة، بأن ما يجري في سوريا ثورة كما هو ما يجري في البحرين و اليمن و تونس و مصر، هي ثورة بكل تعقيداتها، كما لن يفهموا بأن اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، ليسوا كينونة واحدة، بل يتوزعون على جوانب الإنتماء الطبقي، بين من جاءوا و هم لا يملكون شيئاً، و إستقروا في خيم، لا تلبي أقل شروط الحياة الكريمة، و هم الذين تمارس عليهم عروض الإستقواء، و بين من أتوا و بأيديهم رؤوس الأموال، فرفعوا من سعر إيجار الشقق، و فتحوا المصالح الكبيرة من مطاعم و محلات، و هم من تستحيل مواجهتهم، بل من يحصلون على ثناء و تقدير و إحترام الطبقة الحاكمة و أجهزتها، و لا يمسهم أي ضرر، فهم قادرين على الإلتفاف مالياً، على أي قرار يمس اللاجئين، على عكس أولئك الفقراء، فقرار عدم تسجيل أطفال اللاجئين في المدارس، إنعكس على الفقراء و المهمشين منهم، غير القادرين على الإلتفاف على هكذا قرار، بسطوتهم المالية.
من الهام جداً، أن نفهم، بأن ما يفرق البشر هذه الأيام، أبعد من حدود جغرافية، و إنتماءتهم الحضارية، أو الدينية، أو العرقية، إن الحدود الطبقية هي الحدود الوحيدة، و كل ما عدا ذلك فهو وهم.
إن وضوح الرؤية، يتشوش أحياناً ليتعارض مع المصلحة الطبقية، فالبرجوازية الصغيرة تصارع للحفاظ، على مكتسبات تقيدها، أكثر مما هي تحررها، يبدو واضحاً اليوم في لبنان، الصراع الطبقي الحاصل، و آخر تجلياته:
أولاً: ما حصل لسلسلة الرتب و الرواتب ولطلاب الشهادات،
ثانياً: لشركة ت م ا،التابعة للدولة و العاملة في مجال نقل البضائع، من تهجير للعمال و إبتزاز برواتبهم المستحقة،
ثالثاً: ما يحصل لطلاب الجامعة اللبنانية من زيادة مجحفة بالأقساط،
رابعاً: ما يحصل للمياومين،
كما ما يحصل للاجئين السوريين، هي حرب الطبقة الحاكمة على الفقراء و المهمشين  في هذا الإقليم، حرب واضحة و صريحة، في تحويل الإقتصاد بالكامل الى وجهه الريعي، و للقضاء على ما تبقى من دولة، فالدولة قبل كل شيء، هي نظام إقتصادي!
إذاً لا بديل اليوم في عالمنا العربي، عن الثورة. كما لا بديل في العالم، للتخلص من هذا النظام، الذي فقد صلاحيته التقدمية بالكامل، و أصبح رجعياً بإمتياز، و بكافة أوجهه، عن الثورة، للعودة للفعل التقدمي، فالنمو الإقتصادي و الإجتماعي اليوم مرتبط تماماً بنجاح الثورات، كما هو مصير الإنسان و مستقبله و بقائه!َ  



#وديان_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة إبن رشد..لنهج بلا رشد!
- الهرب من الموت...إلى الموت
- في الفعل التقدمي


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وديان عثمان - الصراع الطبقي بأعماقه