أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن ندوة نقاشية... وهامش عن الحياد.















المزيد.....

وعن ندوة نقاشية... وهامش عن الحياد.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وعـن نـدوة نــقــاشــيــة...
وهــامــش عن الــحــيــاد...

جمعت عشرة أشخاص من أصدقائي الذين يقرؤون يوميا موقع الحوار المتمدن, من عشرة دقائق يوميا إلى ساعة أو ساعتين.. وأحيانا أكثر. ثلاثة منهم يعتبرونه يشابه أية صحيفة عربية.. حيادية.. ديمقراطية.. وسبعة يعتبرونه مشابها لمحطة الجزيرة القطرية.. باتجاهاته السياسية العامة.. وخاصة منفتحا على تسهيل ما يسمى " الربيع العربي "... بميوله الإسلامية. مع كل الرونق والتنميق والتلميع.. على طريقة الجزيرة... وأضاف اثنان من المشتركين أحدهم يدرس الفلسفة والآخر مختص بعلم الاجتماع.. أن " الحوار" يمارس عمليات غسل الدماغ, كما بدأت محطة الجزيرة من عشر سنوات.. ثم تطورت لإثارة الهزات والمداخلات المشبوهة في العالم العربي, بواسطة سلاح الإثارة الطائفية.. وانتشار جماعات يحتلون صفحاتها.. بكتابات وتعليقات يومية.. لمهاجمة المسيحية وجميع المعتقدات الغير إسلامية... وانحصر دوري ـ كحقوقي ـ بالدفاع فقط عن الحوار... رغم أنني كنت أفضل دورا آخرا.. للمشاركة الحرة وغير الدفاع أو تحكيم النقاش. والجدير بالذكر أنه لأول مرة رغم اشتداد النقاش, بين مختلفين بالرأي من الناطقين بالعربية, ومن أصول مختلفة.. بالهوية والمولد.. بقي النقاش موزونا مهذبا فولتيريا.. لم يرتفع به أي صوت.. حيث أننا وجدنا بمقهى فرنسي بمدينة ليون.. لم يضايق نقاشنا أحدا.. رغم أننا كنا أحد عشر مشتركا.
وبعد أكثر من ساعتين.. اتفقنا على أن الحوار المتمدن ليس ماركسيا على الاطلاق, رغم وجود زملاء ماركسيين سابقين بين بعض كتابه.. ولا توجد فيه موازين مفهومة لحماية حرية الفكر.. وليس علمانيا أو مدافعا عن العلمانيين.. بالعكس هو ساحة حرب ــ غالبا ــ بين إسلاميين محترفين ومسيحيين محترفين.. لم يتقابلوا ولم يصلوا إلى أية نقطة لقاء أو تفاهم بسيط أو حــل مشكلة أو إشكال بين بعضهم البعض.. بالإضافة إلى وجود إعلانات زواج إسلامية, كدعاية مأجورة على صفحاته... وذلك رغم وجود مانيفست يتكرر نشره دائما, يحدد قوانين النشر أو عدم النشر.. ولكن غالب المنشورات والتعليقات لا تلتزم على الاطلاق بقواعد هذا المانيفست... التزم الحاضرون العشرة بانتقادات حرة متكافئة.. تدين هذه المنشورات والتعليقات الطائفية العديدة, الغير ملتزمة بقواعد النشر.. واعتبروها من مسؤولية إدارة الحوار... وأنا بدوري المحصور بالدفاع.. تغيبت عن التصويت, رغم موافقتي على هذه الإدانة. وتضاعفت الإدانة على إعلانات الزواج الإسلامية.. لأنها فقط موجهة للمسلمين والمسلمات... وليست لجميع الديانات.. أو للزواج المدني الحديث الساري المفعول بجميع أنحاء الدول الأوروبية وكندا وأستراليا وغيرها.. حيث يوجد الملايين من المغتربين والمهاجرين من قراء هذا الموقع...
وفي الدقائق العشرة الأخيرة من اجتماعنا.. كانت الإدانة كاملة.. لأن الحوار لم ترد جائزتها الممنوحة إلى مؤسسة ابن رشد احتجاجا على منح هذه الجائزة للزعيم الإسلامي التونسي السيد راشد الغنوشي... مع إدانة كاملة إلى مؤسسة هذه الجائزة وميولها الدعائية والسياسية.. مع نقد للاتجاه السياسي للجوائز العالمية.. نوبل Nobel بالتخصيص.. ودوافعها لخدمة المصالح الاستعمارية والرأسمالية الكبرى.
*********
بعد انتهاء ندوتنا الأولى, انضم لنا بنفس المقهى, ثلاثة فتيات وشابان.. كلهم فرنسيون خرجوا من الجامعة المقابلة لمكان اجتماعنا... إحداهما تدرس اللغة العربية.. ولما سمعت حديثنا انضمت مع رفاقها لنا.. وتابعنا النقاش باللغة الفرنسية عن أحداث سوريا والعراق ولبنان وليبيا, وما يجري بمدينة عين العرب ـ Kobané وهنا بدأت الأصوات تعلو.. لأنه بيننا الموالي المتعصب للسلطة السورية الحالية,وهي بقلب الأزمة اليوم.. ولا يقبل أي نوع من الانتقاد لها.. والمعارض الراديكالي الكامل.. والمحايد.. والشباب الفرنسيون الخمسة الذين تحدثوا ـ في البداية ـ عن الداعشيين معتبرينهم ثوارا على نظام الأسد.. ولما قدم لهم بعض الزملاء ما يفعلون على لوحات الأنترنيت المنقولة Tablettes صاروا يسمونهم مجرمين قطاع طرق وليس ثوريين.. ولكنهم استغربوا ارتفاع اصواتنا وعدم اجماعنا على إدانتهم.. مما اضطرني إلى التدخل وأن أشرح لهم أن خلافاتنا بالرأي, مزروعة بجذورنا.. وتبقى تحكيماتنا وتحليلاتنا مرتبطة بالتزاماتنا السياسية.. وغالبا الطائفية.. وليست مرتبطة بالحدث نفسه.. وأحكامنا كشرقيين توجد دوما المبررات وفقا لارتباطاتنا... ولهذا السبب تبقى غالبا تحكيماتنا.. مغلوطة... وهكذا كنا.. وهكذا نحن منذ خمسة عشر قرن من الزمن... وما زلنا بهذه المتاهة التفكيرية والثقافية.. حتى بين أوساط ما يسمى الأنتليجنسيا.. لأن غالب هذه الأنتليجنسيا مرتبط بالدين, بالطائفة, بالعائلة.. بالجذور والعادات والتقاليد.. وكل ثقافاته وعلومه.. تبقى نائمة.. غافية.. أحيانا صامتة متظاهرة.. مغلفة بما سمي قرونا طويلة " الباطن والظاهر"... ولم نتفق على أي شـيء بنهاية إطالة ندوتنا الموسعة الثانية..واستغرب الخمسة الذين انضموا إلينا.. وكانت النهاية باللغة العربية.. طبعا!!!...
ولكننا اتفقنا بالندوة الأولى أن داعش ليست ثورة ومطالب حرية.. هي خطر صارخ على العالم العربي بكامله.. كما أنها خطر على العالم كله وإنسانيته ومستقبله وحضاراته. وأن الحكومات والسلطات ببلدان مولدنا, وكل التي أصابها تسونامي الربيع العربي.. يجب أن تتطور.. وأن تخرج من الأنظمة الموروثة العائلية.. وأن الثقافة العلمانية, رغم صعوبة تطبيقها بموروثاتنا الدينية المكركبة المعقدة.. يجب أن نحاول إيجاد انفتاحات لتطبيقها في قوانيننا وثقافتنا وتعاليمنا ومدارسنا.. وأن نستبدل التعليم الاجتماعي بدلا من التعليم الديني في المدارس... علنا نخرج بالتدريج من هذا التعصب والحقد الطائفي الذي استعمله المستعمر كسلاح دمار شامل رخيص.. حتى يفتتنا ويجزأنا ويحرق كل آمال تطورنا نحو الأفضل.. وحتى يسيطر أبدا على كل ما تنتج بلادنا من ثروات...
واتفقنا أن داعش وحلفاء داعش اليوم.. هــم الخطر السرطاني الأول.. على المنطقة بكاملها.. على الموالي والمعارض.. كل موال وكل معارض.. بقيت بعقله ذرة حكمة... وعليهما أن يفكرا معا ويتفاهما معا لخلاص البلد وشعب البلد...من هذا الخطر الذي لم نعرف عبر التاريخ مثله...
اتفقنا على مبادئ بسيطة من الآمال والأحلام الأفلاطونية من المبادئ الإنسانية والسياسية.. بعد أملنا ــ الموحد ــ بانتهاء الأزمة.. هذه الأزمة التي ما من أحد يعرف متى (ســـوف) تنتهي... من يدري؟... من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟...
***********
عــلــى الــهـــامـــش :
ــ هل تبقى الحياد ــ اليوم ــ مقبولا؟...
هذا هو السؤال الذي أطرحه على نفسي اليوم, ورغم عدم اتفاقي مع هذا النظام السوري من سنوات بعيدة طويلة.. ورغم مغادرتي لسوريا نهائيا من واحد وخمسين سنة.. أسائل نفسي هل أستطيع أن أبقى حياديا, بما يربطني بـهــا من طفولة وشباب .. وذكريات وألــم... وعندما أعود إلى مجمل كتاباتي خلال السنين الأربعة الماضية.. منذ هيمنت عليها هذه النكبة السوداء التي سميت ألف مرة خطأ " الربيع العربي ".. أرى أنني لم أكن محايدا, رغم إعلاني الحياد. لأنني كنت دائما أدافع عن شعبها.. عن شعب ســوريا ضد هذه الجحافل العجيبة الغريبة الملتحاة المغبرة, التي اجتاحته قادمة من عتمات بلاد العالم كله, لتقتل وتسحل وتسبي وتغتصب.. باسم الإســـلام.. وعقائد الأرض والسماء منها بــراء.. من يومها لم أعرف النوم.. وغمرني القلق والحزن والمرض.. وتفرغت كل يوم للكتابة بالعديد من الصحف.. والدفاع عن هذا الشعب الطيب التاريخي والمقاوم.. نعم المقاوم... تصوروا أن مئات آلاف المقاتلين أتوا لاغتصابه من مئات الدول في العالم.. تسللوا من حدود جيراننا واولاد عمنا الأتراك والأردنيين واللبنانيين... تمولهم مليارات الدولارات السعودية والقطرية.. تنفيذا لسياسة أمريكية عرجاء.. مع هذا ما زال قائما مقاوما هؤلاء الغرباء والقتلة والذباحين المغتصبين...
فأنا لا يمكنني أن أكون حياديا من آلام هذا الشعب.. لأنني ولدت منه.. ورغم اغترابي.. لن يزول قلقي وألمي وفقدان نومي... إذا لا يحــيــا هذا الشعب.. وأن تعود لـه الحياة والحرية والكرامة... وخاصة الأمان وديمومة الأمـل بحياة أفضل...
وبــعــدهــا... وبعدها لكل حــادث.. حــديــث............
بــــالانـــــتـــــظـــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا أصاب ربيعكم.. يا عرب؟؟؟!!!...
- جهادستان Djihadistan
- وانتهت الحكاية!!!...
- عودة أخيرة إلى بيان الحوار
- عودة إلى جائزة ابن رشد...
- رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.
- رسالة إلى السيدة ناهد بدوية
- خمس سوريين... وأردوغان المنقذ؟!...
- عودة داعش إلى القمقم؟؟؟...
- تصريحات أوغلو وصرخات دي ميستورا
- عودة قصيرة للأسبوع الماضي... تفسير.
- عين العرب كوباني... فاجعة الفواجع...
- بايدن وأردوغان... والخراب...
- أردوغان... يبيع عضلاته...
- خواطر سياسية عن -قبول الآخر-... ولفت نظر.
- ديمومة الحرب الغبية...
- داعش... والبترول... والدس الكاذب.
- داعشيات سرطانية...
- حقيقة حقيقية.. مرعبة...
- الخريف العربي... والغربي؟!...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن ندوة نقاشية... وهامش عن الحياد.