أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل خرجت تونس من النفق؟














المزيد.....

هل خرجت تونس من النفق؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 09:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


اُعلِنت النتائج النهائية للانتخابات فهلّل من هلّل، وشكّك من شكّك، وفرحت فئات وحزنت فئات أخرى، ولكن بعيدا عن هذه المشاعر المتباينة يحقّ لنا أن نتساءل: هل بإمكان الطبقة السياسية المخضرمة أن توفّر الاستقرار السياسى والاجتماعى، وأن تحقّق بعضا من الوعود المقطوعة؟

من الواقعية بمكان أن نعترف أنّه ليس بإمكان أى حزب أن يخرج البلاد من الأزمة الاقتصادية، وأن يخفّف من المعاناة اليومية لأعداد كبرى من التونسيين، وأن ينقذ الطبقة الوسطى من خطر الاضمحلال. فالانهيار الاقتصادى بلغ مداه، ولن تنفع برامج الإنقاذ التى اقترحتها الأحزاب، التى تدّعى أنّها تملك خبراء قادرين على تنفيذ «المنوال الاقتصادى» المرجوّ. فهل بإمكان «حزب نداء تونس» بالدرجة الأولى أن يعلن أمام بقية الأحزاب أنّه عاجز بمفرده عن تحقيق المعجزة، وأنّه «سيجرّب» مثل غيره من النخب أن يعالج الوضع؟ ثمّ هل بإمكان الحكومة الجديدة أن تصارح المواطنين بحقيقة الوضع، وبمحدودية المعالجة وغياب التصوّر العملى المناسب لصياغة السياسات الاقتصادية.. وهل بإمكان الطبقة السياسية أن تصغى إلى بقية الأصوات مهما كان انتماؤها الحزبى دون أن تشعر بعقدة التبعية للآخر غير الموالى؟

•••

لا تلتقى الأحزاب السياسية فى افتقارها إلى تصوّر دقيق لإدارة المرحلة المقبلة فحسب بل إنّها تلتقى أيضا فى: أوّلا قصورها عن تقديم مشروع متكامل يمكن أن يقنع الشباب الذى كان وقود الثورة، وثانيا عجزها عن تقديم إجابات دقيقة عن الأسئلة الحياتية التى تشغل الشباب كالعمل، والكرامة، وحقّ الاعتراف، والخروج من التهميش، والثقة فى المستقبل، والأمل الذى يمكن أن يثنى أعدادا كبرى من الإقدام على الانتحار: حرقا، وشنقا، وغرقا، أو الانضمام إلى عالم الجريمة المنظّمة، أو السفر للجهاد فى سوريا، أو الانتماء إلى تنظيمات إرهابية، أو الرغبة فى التعامل مع «الدواعش». وعلى هذا الأساس هل استعدّت الأحزاب لمواجهة هذه المعضلة، والتفاعل الجدى مع هذه الأجيال أم أنّها ستتجاهل هذا الملفّ، وستنشغل بتصفية الحسابات الضيّقة، والتناحر من أجل السلطة؟

وليس غياب بلورة سياسة واضحة للتعامل مع فئة الشباب الهنة الوحيدة فى ما اقترحته الأحزاب من برامج بل إنّ التعاطى مع ملف الإرهاب مثّل هو أيضا علامة على ضبابية الرؤية. فهل تملك الأحزاب الجرأة على مواجهة الفكر الأصولى، وتقديم أجوبة علمية حول أسباب إقبال فئة من الشباب على هذا الفكر المتشدّد؟ أليس غياب الأنموذج والخطاب البديل، والشخصيات القدوة من بين أسباب تسلّل الفكر المنغلق إلى ربوعنا؟ ألا تتحمّل النخب مسؤولية ما تعانيه الأجيال الجديدة من شعور بالإحباط والعدمية واليأس؟

وهنا لا يمكن التغاضى عن مشكلة غياب القيادات السياسية. فجميع الأحزاب تفتقر إلى وجود شخصيات سياسية تتمتّع بالكاريزما المطلوبة فى سياق ثورى، ولها القدرة على صياغة خطاب سياسى، ولغة سياسية تتلاءم مع مطالب التونسيين، وتلبّى حاجاتهم فضلا عن توفّر مميّزات سياسية، وقدرات عملية تمكّن صاحبها /صاحبتها من فهم الواقع المتغيّر وتحليله ثمّ استشراف المستقبل. فأنّى السبيل إلى إقناع الجماهير وتقليص الفجوة بين السياسى وعامة التونسيين فى الأرياف والجبال وفى غيرها من المناطق المهمّشة؟

•••

إنّ الزعم بألا خيار أمام التونسيين إلاّ «التوافق» يقتضى، فى تقديرنا، الاعتراف بأنّه لا وجود لحزب قادر بمفرده على إدارة البلاد، وإخراجها من الأزمات، وهذا يترتّب عنه إعادة بناء العلاقات بين مختلف الفاعلين السياسيين لا على قاعدة الأغلبية والأقلية بل على أساس مقتضيات التعددية السياسية التى تفرض مشاركة جميع الأطراف المؤمنة بالثقافة الديمقراطية التشاركية، وهو ما يتطلّب صياغة عقد سياسى واجتماعى جديد تلتزم به جميع الأحزاب التى يمكن أن تتفق حول مشروع موحّد.

وليست إدارة الشأن السياسى حكرا على أهل السياسة من حكام ومعارضين، وبعض قوى المجتمع المدنى مثلما دأبت النخب السياسية والإعلامية على فرض هذا التصوّر بالقوّة بل آن الأوان لتغيير التصورات، وفتح المجال أمام كلّ من يستأنس فى نفسه القدرة على تقديم الإفادة من فنانين وجامعيين وأصحاب الخبرات وغيرهم. فتونس الغد بحاجة إلى الجميع وليس من المقبول أن نتفاعل مع بنية ثورية بأساليب فهم قديمة، وعقول متكلسة، وبنية نفسية مضطربة تهاب التغيير، وتعدّد الأصوات، واختلاف المناظير. ليست الآمال معلّقة على حزب نداء تونس بقدر ما هى مرتبطة بمن له القدرة على استكمال المسار الثورى وتلبية النداء.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية
- حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها
- السياسة كرنفال
- سفينة النجاة
- على قدر الكساء نمدّ أرجلنا!
- كلّهم فى الهوى سوى
- برگاتك يا حزب!
- المسكوت عنه فى محاربة الإرهاب
- يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون
- نكبتنا فى الطبقة السياسية
- مأزق الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات
- شطحة من شطحات الشيخ
- ما بعد «حلحلة» الأزمات
- شكل آخر من أشكال «التمكين»
- أين نحن من ثقافة الاعتذار؟
- من نحن نوّاب الشعب إلى نحن الشعب
- عندما يتحول الشباب إلى كبش فداء


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل خرجت تونس من النفق؟