أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مابعدالاغتراب














المزيد.....

مابعدالاغتراب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 23:39
المحور: الادب والفن
    


مابعدالاغتراب

لاشك أن أية مقاربة لمفهوم الاغتراب، في ضوء تجلياتها الواقعية في حياتنا المعاصرة، لابدمن أن تنطلق من الرؤى الأولى لها، من خلال هؤلاء الرادة الذين نظَروا لها، على أسس اقتصادية، أوطبيعية، أو اجتماعية، بعدأن التقط إريش فروم الأخطوطات التي سبقه إليها هيغل وماركس وفرويد، إذ ظل مفهوم الاغتراب يتطورعلى أيدي هؤلاء، بل وكل من تفاعل مع المنجزالتنظيري، وأضاف عليه، ما ضوأ هذا المصطلح الذي لمايزل يعتوره بعض الغموض، على اعتبارأننا أمام حالة مخبرية مشخصة، ذات أبعاد متشعبة.

صحيح، أن مفهوم مابعد الاغتراب، لم يطرح من قبل، بل إن طرحه من قبلنا-هنا-هوبمثابة مجازفة، قد تصيب أوتخيب، من خلال إمكان التفاعل معها، والتأسيس عليها، في ظل مايعيشه الكائن المعلوماتي، أوالمعولم، بعدأن صارضحية حالة جديدة، أشد مأساوية من متوالية الاغتراب في مجال العمل، بين فكي الآلة التي تنهشه، أوتدرسه، لاسيما هامشيته عن دورة الإنتاج، ودفع الضريبة روحياً وجسدياً، بل والذوبان في مجتمع المدينة، أوالانسحاق هناوهناك، وذلك بعد أن أصبح يفتقد الألفة حتى الهامش البيتي الذي طالما كان متوافراً أمامه، وهويعود إلى منزله، بعد نهارطويل من العمل الآلي في المصنع، أوحتى المتجر، أوحتى غيرهما، لوجه الدقة والضبط، كي يجد المتنفس الفعلي، مع أفرادأسرته، يفرغ عبرهم، شحنات صدمة كهرباء تلك الساعات الطويلة التي خاضها في صراع مرير، وهي تحاول أن تشيئه، وتهمشه، وتقصيه، كمجرد" برغي" أو"أداة" في آلة، كما قيل في رصد مثل هذه المفارقة الأليمة، وقد كان كل ذلك على حساب آدميته، وروحانيته، وانتمائه الجمالي أو الحياتي أو الاجتماعي.

أجل، حتى مثل ذلك المتنفس ، أوالهامش، أوالمطهر، الذي كان يلوذ به المغترب، ضحية علاقات تطورات الحياة، في مابعد حيلولة عصرالآلة، واستنزاف حريته، وجهده، لم يعد متوافراً، الآن، بعد أن بات الكائن المعلوماتي، أوالمعولم،أسير رهاب وسائل الاتصال المتعددة، سواء أكان ذلك عبر تذاوبه في شاشة كمبيوتره، أو شاشة هاتفه النقال، أوحتى شاشة الرائي، التي تأسس عليها مفهوم الافتراضية في أذهاننا لأول وهلة -في الأصل-حيث تفاقمت أحواله، الآن، بعد أن بات تحت نيرآلة أكثرسحقاً، وإن كانت في طبيعة تكوينها ناعمة، رقيقة، ماتعة، بل ومن المفارقات الأشد، أنه، وبطوع إرداته، يختارسجنه، وصليبه، وكأننا-هنا-أمام مابعد" المازوكية" أيضاً، على قياس مصطلح مابعد الاغتراب الذي لمايجد لنفسه فضاءه التداولي.
إن يستيقظ أحدنا، صباحاً، ويقفزإلى جهازاراتباطه الافتراضي، كونياً، قبل فنجان قهوته، وقبل قراءة ملامحه في المرآة، أو قبل توجيهه التحية إلى المقربين منه، وقبل أداء واجباته البيتية، والمعرفية، أوالاجتماعية، أوالحياتية، ليظل حبيس الأنفاس، معزولاً عمن يعيشون معه تحت سقف البيت ذاته، بل أن يظل مشدوداً إلى هذا الجهازالسحري، وهويقود سيارته، أويقدم واجب العزاء بأحدالراحلين، أو وهوبين يدي طبيبه، وأن تمرأيام متتالية، دون أن يسمع من يعيشون معه، إلا مجرد كلمات معدودة منه، ويردعليهم، بانفعالية، من خلال بنصف إجابة، أو ربعها، عندما يضطرون لتوجيه سؤال ما له، فإننا، هنا، حقاً، أمام حالة كارثية، كونية، تهددنا جميعاً، وقديكون الأمرأشد وطأة، فيما لوكان مثل صاحب هذا المثال عاملاً في مؤسسة، أومصنع، أوطالب مدرسة، أورب بيت، أومديردائرة إلخ. حيث لابدأن نشرح هذه الحالة الإنسانية، الفتاكة، من قبل الباحثين، من علماء الاجتماع، والنفس، والتكنولوجيا، بل والفلاسفة، والمفكرين،أليس كذلك؟.
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بينوسا نو مع: كيو جكرخوين:
- إيقاعات النص الفيسبوكي:
- النص الحداثي وثنائية الهمين الخاص والعام:
- الانشقاقات وفلسفتها الكسيحة
- طه حسين صوت استناري مدو في وجه الظلامية
- ساعة قامشلو
- إشارات لصباح الأب..
- خيانة المثقفين
- الحنين إلى الاستبداد
- حين يكون كلاهما ذاكرة للآخر: الوطن والكاتب المفكرمنح الصلح ح ...
- يحدث في ماتسمى ب «النخبة الثقافية» للأسف:
- نصوص خارج الإيقاع
- آرين ميركان:
- جهاد أسعد محمد:
- رسالة منح الصلح
- عذراً لقد أخطأت يانوبل جائزة غيرمهمة ورفضها أكثرأهمية...!
- الفيلسوف أحمد البرقاوي يفكك مشكلة الأنا والذات في مواجهة ثقا ...
- ساعة مشعل التمو:
- بطولات المدن
- -رسائل إلى أيان-:


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مابعدالاغتراب