أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الغني سلامه - خمسة قصص نسائية في شهر واحد














المزيد.....

خمسة قصص نسائية في شهر واحد


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 13:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نالت الشابة الباكستانية "ملالا يوسف" ذات السبعة عشر ربيعا جائزة نوبل للسلام، للعام 2014، وهي أصغر شخص يفوز بهذه الجائزة الرفيعة منذ تأسيسها قبل أكثر من قرن. وقصة "ملالا" بدأت حين كانت في الخامسة عشر من عمرها، حين حاول تنظيم طالبان في "وادي سوات" بالباكتسان اغتيالها، فأصابها برصاصة كادت أن تقتلها، وتُهمتها أنها كانت تحرض الفتيات على الذهاب إلى المدارس، وتشجعهن على إكمال تعليمهن !!

وبعد تعرضها للإغتيال، حظيت "ملالا" باهتمام عالمي كبير، فقد انبرت جمعيات حقوقية، ومعـاهد علمية وتربوية لتثمين دورها الريادي، ومنِحها العديد من الجوائز؛ فقبل جائزة نوبل، كانت قد نالت جائزة "سخاروف" لحرية الفكر، وجائزة "سيمون دي بوفوار"، وأخيرا جائزة "أطفال العالم" التي حصلت عليها من السويد، وقيمتها 50 ألف دولار، والتي أعلنت أنها ستتبرع بها كاملة لإعادة بناء مدارس في قطاع غزة.

رغم أن فتيات بلدها يعتبرنها مصدر إلهام وفخر، ونموذجاً للشجاعة؛ إلا أن كثيرا من أبناء مجتمعها الذكوري استفزتهم جرأتها، وخروجها عن ثقافة القطيع التي أرادت "طالبان" أن تكرسها، والبعض اتهمها بالعمالة والجاسوسية للغرب الكافر !! أو أن الغرب استغل قصتها كمدخل للإساءة للإسلام !!

ولكن، من الذي يسيء للإسلام: الغرب الكافر، أم الجماعات الإسلامية المتطرفة ؟! وفي ذات السياق، ماذا فعلت المجتمعات العربية والإسلامية بالمرأة !؟

في أثناء سنوات حكمها المظلمة (1992 ~ 2001)، كانت جماعة "طالِبَانْ" الأفغانية تمنع الفتيات من ارتياد المدارس، أما مسلحو "طَالِبَانْ" الباكستانيون، فقد دمروا نحو 200 مدرسة للإناث في "وادي سوات"، الذي يخضع لإرهابهم. وعلى غرار "طالبان"، وعلى نحو فاقها ظلماً وجهالة جاء تنظيم "داعش" استمراراً لذات النهج في التعاطي مع المرأة؛ السَّحْلِ، والضرب، والجَلد، والطمر، والرجم، ورمي وجوههن بالحامض الحارق لتشويهها، وحرمانهن من التعليم ..

وفي العراق، قبل أسابيع قليلة، قام تنظيم "داعش" بتنفيذ حكم الإعدام بحق المواطنة العراقية "سميرة النعيمي"؛ وهي محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، تدافع بشكل خاص على الحقوق المدنية والإنسانية لمواطنيها في الموصل. وجريمتها حسب "داعش" هي انتقادها قيام التنظيم بهدم قبر النبي يونس؛ أحد أهم المعالم الحضارية والدينية في الموصل، وكذلك انتقادها ممارسات "داعش" بحق المواطنين. فاتهمها التنظيم بالردة، ومن ثم قاموا بإعدامها بعد خطفها وتعذيبها بقسوة، وقد جرت عملية الإعدام في ساحة "باب الطوب"، إحدى أشهر الساحات في الموصل.

وفي نفس الفترة، نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام شنقا بحق الشابة "ريحانة جباري"، التي أدانتها محكمة إيرانية بقتل "مرتضى سربندي"؛ (وهو ضابط في الاستخبارات)، في محاكمة اعتبرتها منظمة العفو الدولية غير نزيهة؛ لأنهالم تأخذ في الاعتبار كل الأدلة، وأن اعترافات "ريحانة" انتزعت منها بالقوة. وحسب مصادر صحافية، وشهادة المتهمة نفسها، فإن "ريحانة" قتلت الضابط في محاولة للدفاع عن نفسها، بعد أن شرع بالاعتداء عليها، وحاول اغتصابها، فطعنته ولاذت بالفرار.

وثمة "ريحانة" أخرى أعدمتها "داعش"، إنها المقاتلة الكردية "ريحانة" التي أصبحت في الفترة الأخيرة نجمة الملصقات، ورمزا للقوات الكردية المدافعة عن بلدة عين العرب كوباني السورية، ويُقال أنها نجحت في إثارة قلق داعش، وتمكنت من قتل العشرات من مقاتليهم، وكانت صورتها قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي مبتسمة وترفع علامة النصر، في إشارة تحدي واضحة لداعش، إلا أن صورة أخرى ظهرت فيما بعد لأحد مقاتلي داعش وهو يحمل بيده رأس "ريحانة" بعد أن فصله عن جسدها، والملفت أنها بعد ذبحها احتفظت بابتسامتها، بينما الداعشي ظل عابس الوجه ومكفهر، وعلى ما يبدو أنه غاضب لأنه لن يتمكن مع أخوته "المجاهدين" من التناوب على وطئها، ولن يحظَ بفرصة بيعها في سوق النخاسة.

أما "بيريفان ساسون" المقاتلة الكردية ذات التسعة عشر ربيعا، التي قالت بما يشبه النبوءة في لقائها مع بي بي سي: أنها ستنتحر بآخر طلقة من سلاحها، إذا وقعت في أيدي مقاتلي "داعش"، لأنها تأبى أن تكون جارية، ولن تستسلم أبداً للتنظيم الذي يغزو أهلها في كوباني، ويسعى لبيع النساء في سوق الرق، وإجبارهن على الزواج من مقاتلي التنظيم.

ما يجمع القصص الخمسة أنها وقعت في نفس الشهر تقريبا، وأن جميع الضحايا نساء مسلمات، والمعتدون والقتلة هم أيضاً مسلمون. لكن السؤال هنا: أي النموذجين هو الأقرب للإسلام الحقيقي !؟ نموذج المرأة التي تقاتل دفاعا عن شرفها، وعن بلدها، وعن حقها بالتعليم، وعن حقها بالحياة .. أم نموذج طالبان والقاعدة وداعش ؟! بكل ما يحمله من نهج إقصائي متطرف، ونظرة مشوهة للحياة، وفكر متزمت منغلق ؟ وأي النموذجين هو الأقرب للإنسانية والفطرة السليمة ؟! نموذج "ملالا" التي تبرعت بخمسين ألف دولار لبناء مدارس في غزة ؟ أم نموذج "طالبان" الذي أراد قتلها ؟



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستكشفون، أم غزاة ؟!
- فرانكشتاين في بغداد
- جامعة بير زيت تطرد أميرة هاس
- تغيرات المشهد الإنساني بين حقبتين تاريخيتين - دراسة بحثية مخ ...
- حلقات من العنف المستعر
- كشف حساب، لنتائج الحرب على غزة
- أيديولوجية داعش، وعلاقتها بالإسلام
- داعش، والكبت الجنسي
- في غزة .. انتصرنا ، أم لم ننتصر ؟
- إمبراطورية قطر العظمى
- حتى في وقت المعركة .. لا بد من النقد
- قراءة في الحرب على غزة
- وماذا بعد !؟ الحرب على غزة
- دفاعاً عن الشيعة .. دفاعا عن العراق
- العلاقات المكسيكية الإسرائيلية - دراسة بحثية
- العلاقات الكندية الإسرائيلية - دراسة بحثية
- هرتزل، والسلطان عبد الحميد ونكبة فلسطين
- السويد والقضية الفلسطينية
- وعاد الربيع .. وبقينا كما نحن
- صديقي .. المهدي المنتظر


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد الغني سلامه - خمسة قصص نسائية في شهر واحد