رامي حنا
الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 08:41
المحور:
الادب والفن
كيف تباينت الآراء في لون السماءْ
اللونُ أسودْ !
و في النهارْ .. تلتحفُ السماءَ بالزرقة
و في الليلْ .. تلتحفُ السماءَ بالسوادْ
إنها سوداءْ
رغم احتلال النجومِ و ضوءُ القمرْ
و الشمسَ و الغيومُ و الضوضاءْ
و ألوانُ الراياتْ
و دماءُ الأشلاءْ
رغم أشعة الشمس
و أضواءُ الأرضِ في المساءْ
رغم أكذوبة الإلحاد
و شموع الصلوات
و كرنفال الدم .. في البيت الأبيضْ
رغم تعالي ناطحات السحابْ
و أقمار الحلفاء الفضيّة
رغم قوسِ قزحْ .. و استشهادُ الضوءِ في الأضواءْ
رغم الألوان الدفينة في مجاز الأبجدية
رغم حطامَ الشهبُ المشتعلة .. فوق الحكومات المعنية
و كوكبًا أحمر .. يخلوا من المقابرْ
و يخلو من الأملْ
رغم لون السديم .. في العمق السحيقْ
و ملايين السنين الضوئية
رغم كلّ الشموس البهية
تبقى السماءُ سوداءْ
تتحدى البوصلة
تشتّت الفكرة
تهددُ الناس بالظلام و البقاءْ
تجثم فوق رؤوسنا
تضخُ اليأسَ في الوريدْ
ثمّ تصعقُ بالبرقَ المهيبْ .. أحداقنا
كي يعودُ البصرَ الشريدْ
أترى الآنَ ما أرى !
اللونُ أسودْ
و العقلُ أسودْ
و السماءُ سوداءْ .. في الأفقُ البعيدْ
#رامي_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟