أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف المساتي - إلى شكيب الخياري: احمل أوراقك وارحل.















المزيد.....

إلى شكيب الخياري: احمل أوراقك وارحل.


يوسف المساتي

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 06:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى العالم العلامة، جهبذ الجهابذة، غوث الزمان، المنقذ، الواحد والعارف والمدافع عن قضايا الكيف، وفارسها المغوار الذي لا يشق له غبار، إلى شكيب الخياري.
سيدي المحترم، أعترف أن مشاعرا وأفكارا عديدة قد تزاحمت في رأسي، وأنا أقرأ حوارك المنشور في إحدى الجرائد الوطنية، أسندت رأسي للحائط، وتذكرت كل الأحاديث التي يخلفها ذكر اسمك هنا في كتامة –عاصمة الكيف ومهده، وجزء من كونفدرالية قبائل صنهاجة والمحاذية لقبائل غمارة المناطق المعروفة تاريخيا بزراعة الكيف- وكيف يعتبرك الكل هنا مساهما في الزج ببعض من شباب المنطقة في غياهب السجون، وذلك عندما ازروك وانت تبحث عن موطيء قدم لك في المنطقة، فكانت النتيجة تنكرك لهم، لكني أعتبرها مجرد أحاديث مقاهي.
سيدي المحترم، تذكرت كلامك عن توظيف أموال المخدرات في البناء السياسي المغربي، وما تلوكه الألسنة هنا عن التحاقك، أو تقربك من حزب البام -أحد المستهدفين من الحراك العشريني الذي أطلق سراحك في أوجه- وأحد الأحزاب التي تكثر الاسئلة حول علاقتها بأموال المخدرات، لكنها تظل أحاديث مقاهي.
سيدي المحترم، دعنا من كل هذه الأحاديث، ولو أني لا أخفيك كم كان بودي أن تكون فارسا مغوارا مدافعا عن مدينتك "الناضور"، التي تعرف سيادة مافيات التهريب والمخدرات وحدث ولا حرج من الأمراض والعاهات الاجتماعية والسياسية، بيد أنك اخترت أن تطوي المسافات لتحلق فوق سماء مناطق زراعة الكيف منظرا فوق العادة، ومتحدثا رسميا باسم المزارعين وباسم الكيف نفسه، ومع ذلك مرحبا بك.
سيدي المحترم، في أحد حواراتك تقول "لا يوجد أي تراجع في النقاش الجاري حول الكيف، لا من طرف السياسيين أو غيرهم، هناك أربعة مقترحات قوانين متعلقة بالكيف في البرلمان" هنا كنت أود أن أسألك عن عدد المرات التي اقترحت فيها تلك الاحزاب مشاريع قوانين متعلقة بالكيف، سرعان ما جمدت بعد مرور الفرجة الانتخابية؟؟ عن عدد المرات التي أثير فيها هذا النقاش بشكل ظرفي ثم يخمد فيما بعد؟؟ ألم يأت الحزب الذي تنتمي أو تقترب منه، ذات يوم إلى كتامة، بقيادة مسؤول حزبي، أصبح اليوم في منصب رفيع، ليبشر الزارعين والفلاحين بأنهم أحرار، طلقاء، ولن يمسهم أحد، وليمارسوا زراعتهم كما أرادوا، وبعدما حصد الحزب ما حصد من المقاعد عادت حملة الاعتقالات، والمطاردات، والمتابعات، وكأن شيئا لم يكن، ثم يأتي اليوم نفس التنظيم الحزبي على بعد شهور قليلة من الانتخابات الجماعية ليقدم مشروع العفو العام؟؟.
سيدي المحترم، بي رغبة جامحة أن أسألك عن ذلك الائتلاف الذي أسسته والذي لا يعرف أحد في المنطقة كيف تم تأسيسه؟ ولا متى؟ ولا أين؟، ولا حتى الدراسات التي اعتمدت عليها وبوأتك منصب الافتاء في شؤون الكيف؟ وأنت لم تزر المنطقة إلا مرات قليلة؟؟ وهل تتوفر على تصور ومفهوم متكامل للتقنين بكل انعكاساته السلبية والايجابية؟؟ وقد أجهدت نفسي مرارا وتكرارا محاولا العثور عليه في مشروع سبق لك أن قدمته، دون جدوى، فهل يا ترى هو قصور فكري مني؟؟ أم أنها عادة النسخ واللصق التي ابتلينا بها؟؟
سيدي المحترم، هل تعرف انعكاسات الكيف الصناعي على الفرشة المائية ومدى تدميره للبيئة؟؟ ألا تعلم سيدي أن هذا الكيف الذي تبشر به كان سببا وراء حروب الماء التي عرفتها المنطقة؟؟ لدرجة جعلت الكثير من الفلاحين يتراجعون عنه بعدما اكتشفوا خطورته؟؟ أم يكفيك أنه يستجيب فقط لمواصفات الاتحاد الأوروبي حتى يكون بالنسبة لك دليلا على نجاعته؟؟ في إهمال تام للخصوصيات الجغرافية للمنطقة؟.
سيدي المحترم، هل سبق لك أن استمعت لرأي ساكنة المناطق المعروفة بزراعة الكيف مباشرة؟؟ بعيدا عن التجمعات الحزبية التي نعرف جميعا كيف تتم؟؟ حتى تخلص إلى أن السكان يوافقون على التقنين؟؟ هل تجرؤ على قول هذا الكلام وسط الساكنة في تجمهر مباشر؟ ثم كيف تختزل معارضي التقنين في جمعية وحيدة؟ ألا تعلم سيدي أنه توجد كونفدرالية تضم أكثر من 13 جمعية ولجنة تحضيرية لجمعية وطنية نظمت يومين دراسيين خرجت برفض الساكنة لمقترح التقنين، إضافة الى فرع لجمعية حقوقية وجمعيات أخرى بمنطقة غمارة، وكلهم يرفضون التصور المطروح لتقنين القنب الهندي؟ لأنه غير عملي، بل إنه في الواقع يحمل بوادر كارثية، أم يبدو أن انتفاضة المجتمع المدني في مناطق كتامة وصنهاجة وغمارة، قد فاجئت أولئك الذين اعتادوا على الفراغ ليقفزوا بالباراشوت وينصبوا أنفسهم أوصياء على المنطقة.
سيدي المحترم، إذا كنت لا تعلم، فدعني أحدثك قليلا عن سبب رفضنا للتقنين، بعيدا عن الغموض الذي يحمله مفهوم التقنين، وغياب تصور واضح له، ذلك أن التقنين يعني العمومية والتجرد، وهو ما يعني بصيغة أخرى أن تقنين زراعة الكيف سيفتح المجال لزراعته في أي مكان، انطلاقا من عمومية القاعدة القانونية، أي أننا سنصبح هنا أمام امتداد المساحات المزروعة بسبب مردوديته المالية مقارنة بباقي المنتوجات الفلاحية، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى ضرب الاكتفاء الغذائي في مناطق عديدة من المغرب تتميز بتنوع انتاجاتها الفلاحية، كما سبق وأن حدث في مناطق تاونات والشاون...الخ، في وقت أصبح فيه الأمن الغذائي بعدا استراتيجيا في سياسات الدول، فهل تتوفر سيدي على الضمانات الكفيلة بعدم ضرب الاكتفاء والتنوع الغذائي؟؟
سيدي المحترم، لنفترض أن هذا الأمر سيتم لأغراض طبية وصناعية، من خلال زرع الكيف الصناعي المستجيب لمعايير الاتحاد الأوروبي وهو الذي يحمل مخاطر بيئية عديدة على الفرشة المائية الباطنية وعلى التنوع الغابوي، فهل تتوفر على الضمانات الكفيلة بالحد من نشاط السوق السوداء للمخدرات، بشكل أكبر من السابق لترتفع أسعارها وتصب مداخيل أكبر بكثير من المداخيل الحالية في جيوب بارونات المخدرات، على حساب الفلاح البسيط، وخاصة مزارعي المناطق التاريخية الذين أشارت مجموعة من الدراسات قامت بها وكالة تنمية الشمال إلى أنهم سيكونون على رأس المتضررين من أي مشروع تقنين أو تحويل للاستعمال الطبي والصيدلي.
سيدي المحترم، ألا ترى أنك بهذا الأمر ستساهم في ملأ جيوب البارونات وكبار التجار والملاك على حساب الفقراء والبسطاء من الفلاحين الذي يداسون بالأقدام من طرف كل خبير ينصب نفسه وصيا على المنطقة؟؟
سيدي المحترم، لنفترض جدلا أنك تتوفر على كل هذه الضمانات، فهل تتوفر على الإمكانيات المالية لإقامة منشآت تحويل الكيف إلى الأغراض الطبية، وهي التي تتطلب استثمارات ضخمة، أم انك تريد أن يقتصر دور الدولة على فتح الباب للرأسمال الاجنبي، وللشركات والمختبرات الكبرى الخبيرة في المجال، ولتعيد معنا نفس اللعبة المبتذلة، تصنع كيفنا وتعيد بيعه لنا، وتخرج أموالنا إلى الخارج؟؟ أما أن هذا لا يهم، فالأساس هو الاستجابة لمعايير الاتحاد الاوروبي، ولو على حسابنا نحن؟؟ وعلى حساب الاكتفاء الغذائي للبلاد، ولا بأس في بيع كل شيء لمن يملك الامكانيات، وليذهب المساكين الى الجحيم؟؟
سيدي المحترم، كل أحاديثكم عن التقنين تظل هراء، لأنها تتم بمعزل عن رهانات الفلاح الحقيقي، المطارد في أعالي الجبال، والذي يتعرض للابتزاز من طرف الكل، كل أحاديثكم تلك هراء، مادام هناك الآلاف بلا وثائق هوية، ولا تعليم، ولا صحة، ولا طرق، ولا ماء، ولا كهرباء، ولا صرف صحي، كل أحاديثكم هراء في هراء، وهناك من يخاف الخروج من منزله لحضور الأعراس والجنائز خوفا من المتابعات والمحاضر والاعتقالات، كل أحاديثكم هراء، والمنطقة تعيش معزولة أشهرا طويلة في السنة بلا كهرباء ولا شبكة، ولا اتصالات، ولا ماء.
سيدي المحترم، نريد قبل كل شيء كرامتنا، وحقنا في هذا الوطن، وحقنا في التنمية، وآنذاك فقط نجلس على مائدة نكون فيها ندا لند، دون خوف، ولا مقايضة، ولا ابتزاز، ونحدد مصائرنا بأيدينا، دون أن يتحدث أحد بلساننا ويقرر عوضا عنا، نريد الكرامة أولا، الكرامة أولا، الكرامة أولا.
سيدي المحترم، إلى أن يأتي ذلك الأوان، احمل مشاريعك المستنسخة، وأوراقك المنقولة من دول أخرى، وأجنداتك التي تلوكها الالسن في المقاهي، وارحل، ارحل، ارحل



#يوسف_المساتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحاديث مع فتاة نت: 2 (الراوي)
- وطن المحسودين
- البونية وخطاب الملك
- أحاديث مع فتاة نت: 1 (ما قبل البداية)
- مقاربة أولية للإشكاليات المرتبطة بزراعة القنب الهندي
- في انتظار الموت
- لماذا نغضب؟؟
- سيدي صاحب المقام العالي
- ترانيم على قبر الأمل الميت
- مشاهد على هامش عيد الأضحى
- اللغة العربية والقداسة وسؤال البقاء
- تعقيبات على التعليقات الواردة في المقال المعنون ب:- رد على ا ...
- أسامة بلادن: انتهى تاريخ الصلاحية
- رد على السيد شاهر الشرقاوي: عفوا ولكنه قيد وجمود
- عملية اركانة والقاعدة: لماذا؟؟
- 20 فبراير..لوبيات الفساد: المواجهة القادمة
- بضع مئات..بضع آلاف..مئات الآلاف..كرة الثلج تكبر
- عن الحجاب مرة أخرى (2): من التراث الوثني إلى الخلط بين الحجا ...
- عملية أرغانة و20 فبراير: التحد المستقبلي
- عن الحجاب مرة أخرى


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف المساتي - إلى شكيب الخياري: احمل أوراقك وارحل.