أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - قرصة برد... طعنة فساد














المزيد.....

قرصة برد... طعنة فساد


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 06:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تزايد اعداد مواطنينا النازحين والمهجرين والهاربين من مناطق القتال وسيطرة عصابات داعش, والتى تعدت المليون حسب التقارير الرسمية, برزت مشكلة احتضان هؤلاء المواطنين وتوفير ابسط المستلزمات الحياتية من سكن مناسب ودعم لتسيير شؤونهم الآنية وغيرها من امور مهمة اخرى. لذا شكلت الحكومة لجنة متخصصة سميت باللجنة العليا لأغاثة اللاجئين يرأسها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك, ثم تبعها مجلس النواب بتشكيل لجنة متابعة احوال اللاجئين. وجرى القيام ببعض الخطوات الأيجابية بأيجاد اماكن ايواء مؤقتة لأحتضانهم وتخصيص هبة المليون دينار. لكن ما قُدم, كما في اي شأن آخر في دولة المحاصصة, كان مجالاً للفساد وساهم في مفاقمة معاناة هؤلاء المواطنين وزيادة غربتهم مع امتلاء جيوب طفيليين يتصدرون واجهة الحكم.

وكأن هؤلاء اللآجئين كانوا ناقصين همّ. فأولى رشقات المطر, مع قدوم فصل الشتاء البارد, أغرقت خيام بعضهم وكشفت عن فضيحة فساد في التصرف بالاموال التي خصصتها الدولة لمساعدتهم, والتي قيل بأنها بلغت مليار دولار اي بما يعادل تريليون و 200 مليون دينار عراقي,ابطالها موظفون حكوميون. وهذا المبلغ كفيل بأنشاء مدن كاملة بمرافقها لأسكانهم لو كان في ايادي أمينة. ثم تبين بأن 30% من هذه العوائل المنكوبة لم تستلم هبة المليون دينارالتي خصصت لها .
وبدلاً من الألتفات الى الحاجات الآنية الملحة لهؤلاء المواطنين والبعد الأنساني في معاناتهم وفقدهم لكل ما يملكون وبعضهم فقد أعزاء لهم, انغمس بعض السياسيين في صراع يبدو في شكله من اجل كشف الفساد بينما هو في الجوهر صراع على المواقع. فقد اتهم النائب في مجلس النواب العراقي وعضو هيئة النزاهة فيه مشعان الجبوري اللجنة الحكومية لأغاثة اللاجئين ورئيسها صالح المطلك بأختلاس اموال المهجرين والهاربين من بطش داعش وطالب رئاسة مجلس النواب بأستجوابه وتعهد بالأستقالة عن عضويته النيابية فيما لو لم ينجح في اثبات فساد نائب رئيس الوزراء المطلك, لحيازته على أدلة دامغة تدينه.
وكان مجلس النواب قد صوّت يوم 1تشرين الثاني الجاري على حل لجنة المطلك وأحال ملفها الى لجنة النزاهة للتحقيق. ومن غير المعلوم بعد,هل أوجد المجلس آلية بديلة للجنة المطلك تقوم بأغاثة اللاجئين ام ان الأمر بقي معلقاً الى ان يأذن الله .

يحرز مشعان الجبوري الشخصية المثيرة للجدل, نجاحات واضحة في تأهيل نفسه سياسياً, بعد ان كان مناهضاً للعملية السياسية ومطارداً بتهمة دعم الأرهاب من خلال قناته الفضائية. لكنه ظهر فجأة مع سياسيين متنفذين في حزب الدعوة, ساعدوه في اسقاط التهم الموجهة له قضائياً بأرادة سامية عليا وزجه في مجلس النواب بمقعد تعويضي عن محافظة صلاح الدين, ربما مقابل تكفيره عن مواقفه السابقة بتقديم معلومات استخباراتية مهمة جعلتهم يتغاضون عن كل نشاطاته المعادية السابقة.
وقد قام اخيراً بتقديم قائمة بأسماء بعض مجرمي داعش ممن ارتكبوا مجزرة سبايكر المروعة, واعقبها بكشف ملف فساد لجنة المطلك, في مسعى منه لكسب الرضى الشعبي بعد ان كسب الرضى الرسمي.
وبذلك ومن خلال ما تقدم يبرز النائب مشعان الجبوري كبديل مناسب عن زميله في القائمة العربية صالح المطلك في اشغال اي مركز في الدولة لما قدمه من خدمات ملموسة مقارنة بنائب رئيس الوزراء صالح المطلك الذي لم يقدم شيئاً يذكر سوى الأنخراط المبكر في عملية التحاصص وقد استنفذ الغرض من وجوده.
ان اختلاس اموال المنكوبين كما الصراع على الكراسي في هذه الظروف الصعبة للبلاد وللمواطنين عموماً وللمهجرين والهاربين خصوصاً والذين ينتظرون حلولاً ناجعة وسريعة لمعاناتهم, هو طعنة فساد غادرة.

وكما قال المثل الشعبي العراقي: " فرهود يا مال المگرود "



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات التقسيم... ضمانات الوحدة
- زرعوا الأحقاد والإحن... حصدنا الكوارث والمحن
- بعد الحصحصة أتت الخصخصة
- الأسلمة بالأكراه والتكفير وجهان لعملة واحدة
- ذوو شهداء سبايكر- غضب مشروع... سلوك حضاري
- السبايا الأيزيديات والمسيحيات والشبكيات عند داعش... من لهن ؟
- قرارمجلس الأمن 1270 حول الأرهاب - تلكؤ دولي... بديل وطني
- هل يُصلح العبادي ما أفسده المالكي ؟!!
- عن ما يسمى بالجبهة الداخلية
- بلابوش انتخابات
- ماذا وراء الأكمة... وتساؤلات مابعد الأنتخابات !!!
- السعر الحقيقي لصوتك الأنتخابي !
- صورة الديمقراطية كما رسمتها أيادي المتحاصصين !
- تأبط شراً... فقتل !
- الأفتخار بما يدعو للعار !
- تقنين البيدوفيليا عراقياً !!!
- مرض- اضطراب ما بعد الصدمة - النفسي, معضلة اجتماعية
- خطوة السيد مقتدى الصدر الناقصة
- رتق الفتق مهمة شاقة !
- إتباعكم هذه المسالك توردكم المهالك !


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - قرصة برد... طعنة فساد