أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - إسرائيل تريد فرض معادلة : إما غزة أو القدس















المزيد.....

إسرائيل تريد فرض معادلة : إما غزة أو القدس


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4622 - 2014 / 11 / 2 - 10:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


الموقف مما يجري في قطاع غزة والقدس بمثابة بارومتر يؤشر على سخونة الأحداث أو هدوئها و يُقاس عليه للحكم على توجهات المواقف العربية والإسلامية والدولية ومدى مصداقيتها في التعامل مع أطراف الصراع ومع القضية الوطنية بشكل عام . أيضا فإن نهج إسرائيل في التعامل مع هاتين المنطقتين يختلف عن تعاملها مع بقية المناطق والمدن الفلسطينية ، نظرا لأن ما تمارسه إسرائيل في هاتين المنطقتين غير منفصل عن رؤيتها للتسوية مع الفلسطينيين ، وخصوصا فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية ومستقبل المقاومة في قطاع غزة .
لا غرو أن استهداف القدس الشرقية والمسجد الاقصى ، استيطانا وتهويدا ، ليس بالأمر الجديد ، فهو متواصل منذ 1967 ، كما أن استهداف قطاع غزة ، عدوانا وتدميرا وحصارا ، أيضا ليس بالأمر الجديد ، فغزة أكثر المدن الفلسطينية تعرضا للعدوان الإسرائيلي منذ 1948 حتى اليوم . الجديد في الأمر وصول عمليات الاستيطان والتهويد في القدس والأقصى والضفة الغربية بشكل عام لمستوى غير مسبوق ، مع انكشاف حقيقة النوايا الإسرائيلية بفصل القدس عن الضفة الغربية مع تكريسها عاصمة أبدية لدولتهم . أيضا وصول استهداف قطاع غزة عدوانا وحصارا لدرجة غير مسبوقة ، مع انكشاف مخططات لمساومة إعمار غزة مقابل المقاومة وسلاحها وتكريس فصل القطاع عن بقية فلسطين.
لذا فالهجمة الصهيونية الشرسة على المسجد الاقصى هذه الأيام غير منقطعة الصلة باستحقاقات وشروط إعمار غزة ، ومدى صلاحية وقدرة حكومة التكنوقراط على فرض ايالتها الكاملة على القطاع ، وغير منقطعة الصلة بالتحركات السياسية الدولية للرئيس أبو مازن لإصدار قرار دولي بالاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال وتحديد سقف زمني للانسحاب الإسرائيلي ، ورغبة الرئيس بعدم توتير الأوضاع الداخلية قبل عرض مشروع القرار الفلسطيني على مجلس الامن.
منذ خروج إسرائيل من قطاع غزة 2005 ثم حدوث الانقلاب وسيطرة حماس على القطاع 2007 – وهناك علاقة بين الحدثين ، فلو لم تنسحب إسرائيل من القطاع ما سيطرت عليه حركة حماس – بدأنا نلاحظ توجيه إسرائيل للأمور في قطاع غزة نحو التصعيد ، بالحصار والعدوان المتكرر ، حتى تبعد الانظار عما يجري في الضفة وخصوصا في القدس من عمليات استيطان وتهويد ، وحتى تفشل مشروع السلام الفلسطيني القائم على وحدة أراضي الضفة وغزة وعلى حل الدولتين. للأسف فإن جهل وتواطؤ بعض فصائل المقاومة في غزة ساعد إسرائيل على تنفيذ مخططها ، فبدلا من أن تنتقل المقاومة من غزة – التي تقول فصائل المقاومة إنها حررتها – إلى الضفة والقدس المحتلتين عادت إسرائيل مجددا للقطاع ليصبح القطاع محط الانظار والاهتمام بدلا من الضفة والقدس .
بالرغم من الطابع العنيف والإرهابي لتعامل إسرائيل مع قطاع غزة ، والذي يُسقِط الآلاف من ابناء القطاع ما بين قتيل وجريح بالإضافة لحالة الدمار الكبير ، إلا أن ما يجري في القدس والضفة أكثر خطورة استراتيجيا على مستقبل القضية الفلسطينية . غزة ستبقى أرضا فلسطينية ولا أحد طامع فيها أو يريدها ، ومهما مارست إسرائيل من إرهاب ودمار فستبقى غزة ارضا فلسطينية ، سواء حكمتها حركة حماس او حركة فتح أو اية جهة فلسطينية ، أما الضفة والقدس فهي محل اطماع صهيونية وغير صهيونية وبالتالي مهددة في هويتها وفي وجودها كأراضي فلسطينية .
لقد سبق ان عالجنا العلاقة بين الانقسام وحصار غزة من جانب والاستيطان والتهويد في الضفة والقدس من جانب آخر في عديد من المقالات ، بدأنا في كتابتها مباشرة بعد خروج شارون من غزة 2005 ، وحذرنا من خطورة المخطط ليس على غزة فقط ، بل الأخطر على الضفة والقدس وعلى فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 ، ورصدنا بالتفصيل هذه المخطط الصهيوني في كتابنا الأخير (صناعة الانقسام : النكبة الفلسطينية الثانية) الصادر عن دار الجندي في رام الله وعمان ، 2014 ، وجاءت الحملة الاستيطانية المسعورة في القدس أخيرا لتؤكد ما حذرنا منه وهو ان إسرائيل توظف استراتيجية الإلهاء وتشتيت الانتباه .
فمن خلال حصار قطاع غزة والتصعيد العسكري فيه يتم دفع الانظار بعيدا عن المعركة الحقيقية التي تجري في الضفة والقدس ، ويتم إشغال سكان غزة وحركة حماس ومَن يتعاطفون معها بمشاكل غزة وكيفية الحفاظ على السلطة في القطاع بعيدا عما يجري في القدس والضفة ، بل تسعى إسرائيل لفرض معادلة على قطاع غزة وعلى حركة حماس مفادها ، رفع الحصار وإعادة إعمار غزة وربما قبول استمرار سلطة حماس في قطاع غزة ، مقابل استمرار فصل غزة عن الضفة ووقف المقاومة المسلحة من غزة وداخل الضفة والخط الاخضر .
هذا التداخل بين ، ما يجري في الضفة والقدس من تسارع مشاريع الاستيطان ومصادرة الاراضي ، والمفاوضات والتسوية، والمقاومة وسلاحها ، وتثبيت وقف إطلاق النار والهدنة النهائية ، ورفع الحصار عن غزة وإعادة إعمارها ، كلها تشكل حزمة أو صفقة واحدة في الحوارات والمفاوضات المعلنة والخفية والتي تجري تحت عنوان (إعادة إعمار غزة ) . فواهِمّ من يعتقد ان مؤتمر القاهرة المنعقد يوم الاحد الموافق 12 أكتوبر 2014 كان مؤتمرا مخصصا فقط لبحث إعمار القطاع ، وسيجانب الصواب كل مَن يعتقد أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري ، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، والمنسق الاوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري ، وممثل الرباعية طوني بلير ، ومشاركة ستون دولة نصفهم كان التمثيل على مستوى وزير خارجية ، أن كل هؤلاء جاءوا للقاهرة مدفوعين بحالة تأنيب ضمير على تقصيرهم بحق أهالي غزة ، او مدفوعين بمشاعرهم وعواطفهم التي يريدون تحويلها لمليارات تُعيد بناء غزة أفضل مما كانت قبل الحرب .
من يريد ان يعرف اسباب وأهداف عقد مؤتمر القاهرة عليه الرجوع إلى موقع وزارة الخارجية المصرية ،الذي حدد الهدف من عقد المؤتمر بـ ( تعزيز أسس وقف إطلاق النار وتحسين آفاق الحل السياسي للصراع عن طريق تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية في تحمل مسئوليتها بشأن إعادة تأهيل قطاع غزة ، تعزيز آلية الأمم المتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع والمواد من وإلى قطاع غزة ، توفير الدعم المالي الخاص بإعادة إعمار القطاع ) . هذه الأهداف عبر عنها ايضا وزير الخارجية الامريكية عندما دعا للعودة إلى طاولة المفاوضات وبحث مسالة السلاح في قطاع غزة ، كذلك كلمات ممثلي الدول الأجنبية في مؤتمر القاهرة .
إذن فمن وجهة نظر المؤتمرين في اجتماع القاهرة انه حتى يتم إعادة إعمار قطاع غزة يجب البدء بتثبيت وقف إطلاق النار والتوصل لهدنة دائمة بين فصائل المقاومة في قطاع غزة من جانب وإسرائيل من جانب آخر ، وهي هدنة قد تتضمن شروطا اشد من شروط هدنة 2012 والتي كان عنوانها الرئيس ( وقف الاعمال العدائية بين الطرفين) ، وبطبيعة الحال فإن وقف إطلاق النار والهدنة ووقف الاعمال العدائية ستشمل الضفة والقدس وأراضي 48 ، وهذا يعني أنه سيُحظَر على فصائل المقاومة الفلسطينية المشمولة بالهدنة القيام بأي عمل عسكري ضد إسرائيل مهما مارست إسرائيل من أعمال إجرامية في الضفة أو القدس ، وهنا مكمن الخطورة ، والربط الذي أشرنا إليه حول ما يجري في غزة وما يجري في القدس .
إسرائيل تريد وضع الفلسطينيين وخصوصا حركة حماس امام خيارين صعبين : إما اعمار غزة بحيث تسمح إسرائيل بدخول مواد البناء وتسهيل الحياة على المواطنين وفتح المنافذ البرية وربما البحرية ، مقابل وقف المقاومة المسلحة ومعالجة مشكلة الصواريخ والأنفاق ، وعدم التدخل فيما يجري في الضفة والقدس ، وإما الاستمرار في نهج المقاومة الشاملة في الضفة والقطاع وداخل الخط الاخضر والرد على كل عدوان يستهدف القدس والمقدسات انطلاقا من قطاع غزة ، وهذا سيؤدي لوقف مشاريع إعمار غزة واستمرار الحصار والتهديد المستمر بالعدوان مجددا على القطاع .
بيد الكل الفلسطيني كسر هذه المعادلة وإبطال المخططات الإسرائيلية من خلال التمسك بحكومة التكنوقراط التوافقية وتسهيل مأموريتها في قطاع غزة ، واستكمال بقية بنود المصالحة ، مع مراجعات استراتيجية جريئة حول ما جرى ويجري في الضفة الغربية وفي قطاع غزة ، بعيدا عن خطاب الانتصار والإنجاز ، العسكري أو الدبلوماسي ، الذي لم يَعُد يُقنع أحدا من الفلسطينيين ، فلا (انتصار) يمكنه أن يعوض فقدان الأرض والمقدسات والتخلي عن الثوابت وعلى رأسها الحق بالمقاومة الوطنية ضد الاحتلال .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة الجدلية بين المشروع الوطني الفلسطيني والبعدين العربي ...
- الانقسام الفلسطيني وصناعة دولة غزة
- سر صمود ومقاومة غزة
- الأبعاد الهوياتية القاتلة للقضية الفلسطينية
- وقف إطلاق نار دون هدنة قد يكون أسوء من الهدنة
- أحذروا مؤتمر باريس المشئوم
- حرب غزة الكاشفة
- شكرا للمملكة المغربية ... ولكن
- صمود غزة يختزل مسيرة شعب
- غزة ضحية عدوان إسرائيل وصراع المحاور العربية والإقليمية
- الحرب والهدنة في فلسطين : التباس في المواقف والأهداف
- حتى لا تحصد إسرائيل بالهدنة ما عجزت عنه بالحرب
- ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب
- عدوان إسرائيلي متعدد الاهداف
- إشكالية الرواتب : بين حقوق الموظفين وحق الوطن
- ما زال بالإمكان إنقاذ المصالحة
- ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل
- الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري
- الهويات الفرعية كتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة
- إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الوحيدة المتبقية في العا ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - إسرائيل تريد فرض معادلة : إما غزة أو القدس