أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - لما الاستغراب لوصول الاسلام السياسي الى السلطة في تونس ومصر كنتاج للربيع العربي، مع محاولات لايصاله الى ليبيا واليمن وسوريا؟















المزيد.....

لما الاستغراب لوصول الاسلام السياسي الى السلطة في تونس ومصر كنتاج للربيع العربي، مع محاولات لايصاله الى ليبيا واليمن وسوريا؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما لا داعي لأية دهشة أو استغراب نتيجة كون تيار الاسلام السياسي السباق في الوصول الى السلطة، دون التيارات السياسية الأخرى التي تمثل العلمانية والأفكار الديمقراطية والقومية واليسارية. فقد حقق تيار الاسلام السياسي نجاحه، لا لوجود عيب في الأحزاب التي تمثل تلك التيارات، بل لكونه أقدم في التنظيم، وأكثر خبرة من تلك الأحزاب في التخطيط والتكتيك وكيفية التنفيذ.
وما استدعى هذه الوقفة أمام وصول تيار الاسلام السياسي الى السلطة في دولتين عربيتين هما مصر وتونس قبل غيرهم من الاحزاب العلمانية، تلك الانتخابات البرلمانية الأخيرة في تونس، والتي أدت الى فوز حزب نداء تونس العلماني، مع تراجع حزب النهضة ذو التوجه الاسلامي والذي حكم تونس على مدى أربعة أعوام. فهذا قد استدعى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء وصول الاسلام السياسي (دون غيره من التيارات السياسية) الى السلطة في تونس وكذلك في مصر، فور تفجر ما سمي بالربيع العربي في كل من البلدين عام 2011، مع بقاء محاولات جادة ومستمرة لايصال ذاك التيار الى السلطة أيضا في كل من ليبيا واليمن وسوريا، وجميعها دول مسها جنون الربيع العربي.
ولكن المراجعة المتعمقة في تاريخ نشاط دعاة الاسلام السياسي، تجعلنا نلاحظ بوضوح أن نشاطهم، وخصوصا في مصر، كان في تنام مستمر على مدى سنوات طويلة، قياسا بنشاط دعاة العلمانية أو القومية أو الديمقراطية. ولولا ظهور حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا وبعدها في العراق في الأربعينات، ثم ظهور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخمسينات، وتصديه بشدة لتيار الاخوان المسلمين المتنامي في مصر منذ عام 1928، مع دعوة الزعيم المصري لتبني القومية العربية عوضا عن المصرية أو الفرعونية، لبات نشاط الداعين للاسلام السياسي، خصوصا المتمثل بحركة الاخوان المسلمين، هو النشاط الذي تنفرد به الساحة السياسية في العالم العربي.
الا أنه لا بد من التذكير بأن الدعوة الاخوانية، لم تكن هي الدعوة الوحيدة التي تبنت الاسلام السياسي طريقا وأسلوبا، اذ كان هناك أيضا حزب التحرير الاسلامي الذي نادى بتوحيد دول العالم الاسلامي وبعودة الخلافة الاسلامية. الا أن هذا الحزب لم يفلح في ال لانتشار في العالم الاسلامي. كما كانت هناك الحركة الوهابية التي ظهرت في نهايات القرن الثامن عشر نتيجة تحالف الداعية محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود، اذ أنتج التحالف اتفاقا يترك معه الشأن الديني للداعية محمد بن عبد الوهاب، على أن ينفرد الأمير السعودي بالسلطة السياسية. ولكن الحركة الوهابية لم يكن لديها طموحات في نشر الدعوة الوهابية خارج أراضي السعودية، وهي لذلك لم تنتشر بنسبة ما الا في دولة الامارات وفي قطر أيضا، مع وجود شبهة بأن أحد أهداف الحرب الأهلية التي أشعلت في سوريا، ربما كان نشر الفكر الوهابي بين السوريين المنتمين لطائفة السنة.
لكن حزب البعث لم يكن هو الناشط الوحيد في سوريا، اذ كانت هناك أحزاب سورية أخرى عديدة ترفض الاسلام السياسي، كالحزب القومي السوري الاجتماعي، والحزب الشيوعي ، وأحزاب أخرى تنادي بالديمقراطية وبالعلمانية وبالأفكار الاشتراكية واليسارية . والأمر ذاته ينطبق على الوضع في مصر، اذ تواجد فيها أيضا الحزب الشيوعي، وأحزاب أخرى أبرزها حزب الوفد المصري الذي أسسه سعد زغلول في أوائل القرن العشرين، وقبل قيام حسن البنا بتأسيس حركة الاخوان المسلمين التي لعبت دورا هاما في نشر فكر الاسلام السياسي رغم ادعاء حسن البنا المستمر، أن حركته مجرد حركة دعوية هدفها نشر الدين الاسلامي، وليس لها توجه سياسي، أو ارهابي، حيث أدان في منتصف القرن الماضي، عملية اغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء في مصر آنذاك، وهي محاولة الاغتيال التي نفذها شباب ينتمون لحركة الاخوان المسلمين.
وربما واجهت حركة الاخوان المسلمين في مصر، حيث كان مهدها، بعض الخلافات بين قيادييها أدت الى بعض الانشقاقات في صفوفها، الا أنها ظلت انشقاقات طفيفة ولم تبلغ حد الانشقاق الكبير الذي وقع في صفوف حزب البعث، والذي أدى الى وجود جناحين له، احدهما في سوريا والآخر في العراق، يتصارعان على السلطة عوضا عن التعاون للوصول اليها.
ولم يختلف الأمر في مصر، حيث واجه الرئيس جمال عبد الناصر متاعب كبرى مع حركة الاخوان المسلمين التي عملت ضده وحاولت اسقاطه، بل وسعت لاغتياله في عام 1954 مما انتهى بحصول مجابهة كبرى مع الاخوان المسلمين الذين اتهمهم ناصر بأنهم كانوا وراء تلك المحاولة، فقدم المرشد سيد قطب وبعض زعماء الاخوان الى المحاكمة مما انتهى باعدام سيد قطب في عا م 1966.
وواجه عبد الناصر في حياته عدة حروب منها حرب السويس عام 1956، والحرب في اليمن منذ عام 1962، ثم حرب 1967 التي انتهت بنكسة كبرى لجهود ناصر أضيفت الى نكسة سابقة في عام 1961 عندما وقع انقلاب عسكري في سوريا أنهى الوحدة بين سوريا ومصر والتي شكلت واحدة من انجازات ناصر. وكما واجه حروبا من الخارج ومؤامرات عليه من الداخل، فقد جابه الفكر الناصري محاولات من خليفتي عبد الناصر: 1) السادات الذي اعتقل علي صبري رئيس الوزراء في عهد عبد الناصر والعديد من القيادات الناصرية، و 2) مبارك الذي حاول طمس معالم الناصرية في مصر عوضا عن تنميتها وتشجيع انتشارها باعتبارها الحدث الأهم في تاريخ مصر، بل والعالم العربي برمته.
ولم يختلف الأمر في سوريا عن مصر، حيث شاهدت سوريا سلسلة من الانقلابات العسكرية، ابتدأت بانقلاب حسني الزعيم، تلاها انقلاب اللواء سامي الحناوي ثم انقلاب العقيد أديب الشيشكلي، والانقلاب المشؤوم الذي قاده موفق عصاصة وأدى الى انفصال سوريا عن مصر، وما تلاه من تمرد في حلب ضد الحكام الانفصاليين في دمشق، مطالبا بعودة الوحدة مع مصر، الى اجتماع في حمص خرج بتسوية تقتضي تحسين العلاقات مع مصر مع بقاء الانفصال بين الدولتين قائما، الى أن تحقق انقلاب 8 آذار 1963 الذي جاء بحكم حزب البعث، وما تلاه من حركتين تصحيحيتين آخرهما كانت حركة تشرين التصحيحية التي قادها عام 1970 الرئيس الراحل حافظ الأسد، وانتهت باستقرار الوضع السياسي في سوريا لسنوات طويلة، وهو استقرار عكر صفوه تمرد مسلح قاده الاخوان المسلمون في مدينة حماة، ولم ينته الا بعد معركة كبرى معهم انتهت بوضع حد لنشاطهم في سوريا.
وهكذا نلاحظ أن حركة الاخوان المسلمين وجدت فرصة للنمو والانتشار،فلم تشهد العديد من المجابهات، مما ساعدها على التنامي في مناخ مسالم نسبيا أدى الى افتتاح فروع لها في عدة أقطار عربية واسلامية، مع تأسيس مكتب دولي للحركة يجمع لها التبرعات والدعم المالي من عدة جهات، مما ساعد حركة الاخوان المسلمين على الانتشار أكثر وأكثر، خصوصا وأن الحركة الأم المؤسسة لفكر الاسلام السياسي، لم تعاني الكثير من النكسات أسوة بما عانت منه الحركات العلمانية والقومية والديمقراطية واليسارية. فباستثناء بعض الصعوبات في مصر اثر محاولة اغتيال ناصر، والتمرد في حماة في عهد حافظ الأسد، ظل المنتمون لحركة الاخوان المسلمين يتمتعون بقسط وافر من حرية الحركة التي تزايدت كثيرا في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك الذي مكنهم من الترشح للانتخابات البرلمانية والفوز بعدة مقاعد في المجلس النيابي.
وفي سوريا، أدى الخلاف بين الحكومة السورية وياسر عرفات، وخصوصا بعد اتفاقية أوسلو، الى منح السوريين الكثير من التسهيلات لحركة حماس المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين. وتلك التسهيلات، كانت واحدة من الأمور التي مكنت من ظهور المسلحين المعارضين للنظام السوري، والتي تفاقمت مع ورود مقاتلين من الخارج متحولة الى حرب أهلية لم تزل قائمة حتى الآن.
وهكذا ندرك أن الظروف والملابسات، قد ساعدت تيار الاسلام السياسي على أن يكون أكثر تهيئا من التنظيمات الأخرى، للقفز على كرسي السلطة. وهذا ما يفسر نجاح حركة الاخوان المسلمين في مصر من الوصول الى السلطة عن طريق صندوق الاقتراع، اذ كانت الجماعة أكثر تنظيما من غيرها، كما كانت ممولة تمويلا جيدا، ولها مقدرة على المناورة، اذ كانت تشعل الضغينة في صفوف المعارضة المنافسة (التي كانت أصلا منقسمة على نفسها ومتناحرة فيما بينها) ضد المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري، فبات هؤلاء منشغلون بقيادة الحملا ت المطالبة برحيل المجلس العسكري عوضا عن التفرغ لحملاتهم الانتخابية، في الوقت الذي تفرغ فيه الاخوانيون تفرغا كاملا لحملتهم الانتخابية تلك. وهذا بطبيعة الحال كان سببا كافيا لتحقيق الاخوان المسلمين نجاحا سواء في الانتخابات النيابية أو الرئاسية.
لكن أحدا لم يتفهم السبب الذي أدى الى فوز حزب النهضة الاسلامي النزعة في انتخابات تونس عام 2011. فنشاط الاخوان المسلمين في تونس لم يكن ملموسا بوضوح قبل رحيل الرئيس زين العابدين. ومن هنا فوجىء التونسيون بوصول حزب النهضة الى كرسي السلطة في تونس، البلد ذو السمات الأوروبية والحضارية المتأثرة بحكم الفرنسيين لتونس لفترة طويلة، اضافة الى قرب تونس من الشواطىء الأوروبية وخصوصا الفرنسية منها، مع حركة تجارية ناجحة بين الدولتين شملت تصدير الزيتون والخمور التونسية التي تفوقت تونس في انتاجها.
الا أنه نظرا لغرابة الظهور الاسلامي المفاجىء وغير المتوقع في تونس، وما تبعه من ارتكاب العديد من الأخطاء التي ارتكبها حزب النهضة أثناء فترة حكمه، كان طبيعيا أن يعزف المواطن التونسي عن اعادة انتخابه. ففي زمن سيطرة حزب النهضة على السلطة في تونس، جرى اغتيال اثنين من قادة الحركات اليسارية والتقدمية في تونس هما شكري بالعيد ومحمد ابراهيم، اضافة الى مقتل عدد من رجال الأمن التونسيين في أكثر من كمين نصبه لهم بعض الاسلاميين المتشددين في جبل الشعانبي، وحصول الأعضاء المنتمين للحركة السلفية الاسلامية، على قدر كبير من الحرية في الحركة في بعض المدن التونسية وخصوصا في مدينة بنزرت، حيث بات الرجال المنتمين للحركة السلفية، هم من يديرون شأن القضاء، ويفصلون في النزاعات بين الأفراد على ضوء مفاهيمهم الدينية في الحركة السلفية، مما بات معه دور القضاء المدني معطلا أو شبه معطل.
وفي مصر أيضا، وبتوجيه من قيادة حركة الاخوان المسلمين، أصدر الرئيس محمد مرسي مراسيم دستورية أفرزت تدخل الرئيس المعزول في حرية واستقلال القضاء، ومنحت سلطات واسعة للنائب العام الذي عينه "مرسي" بطريقة مخالفة للمفاهيم الدستورية المعروفة، الى درجة اقتضت من السيدة "جبالي"، العضوة المخضرمة في المحكمة الدستورية المصرية، الى القول علنا بأن القضاة والشعب قد شعروا بأن رئاسة الجمهورية قد باتت في مكتب الارشاد لحركة الاخوان المسلمين، لا في القصر الجمهوري حيث الرئيس المنتخب من الشعب.
وازاء قيام النائب العام المعين بطريقة غير دستورية، تلبية لتعليمات مكتب الارشاد الاخواني، باستدعاء العديد من السياسيين والاعلاميين والمفكرين للتحقيق معهم في تهم ملفقة، ازدادت حدة الغضب في صفوف الشعب، مما أدى الى ظهور حركة "تمرد" الشعبية التي جمعت ثلاثين مليون توقيع تطالب برحيل الرئيس مرسي، وهو رقم تجاوز كثيرا رقم الثلاثة عشر مليون صوت التي وضعت في صناديق الاقتراع وأعلن بموجبها انتخاب محمد مرسي رئيسا للجمهورية. وأتبعت "تمرد" حركة جمع التواقيع، بمظاهرة شعبية كبرى ضمت أكثر من ثلاثين مليون متظاهر طالبوا برحيل الرئيس مرسي عن كرسي الرئاسة. وعندما رفض الرئيس الاستجابة لطلب الشعب بالرحيل السلمي أو باجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو استفتاء شعبي حول حقه في البقاء في كرسي الرئاسة، اضطر الجيش المصري للتدخل ولعزل الرئيس، مما أنهى حكم مكتب الارشاد التابع للاخوان المسلمين بعد فترة قصيرة من حكمه تخبط فيها كثيرا في كيفية ادارة شؤون مصر.
ومع ذلك لا بد من القول أن وصول تيار الاسلام السياسي الى السلطة في العالم العربي وفي غيره من الدول، لم يبدأ مع ظهور الربيع العربي في عام 2011 ، لأن تيار الاسلام السياسي بدأ بالوصول الى السلطة في بعض المواقع منذ عام 1979، أي قبل أكثر من ثلاثة عقود من تفجر ما سمي ببركان الربيع العربي.
وكان التحرك الأول في ايران لدى ظهور آية الله روح الله خميني، الذي حل تياره الاسلامي في السلطة في ايران محل سلطة الشاه محمد رضا بهلوي. وتبعه بعد شهور قليلة، ظهور الفرق الاسلامية المقاتلة في أفغانستان، التي مولتها السعودية وسلحتها الولايات المتحدة، بهدف مقاومة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. وبعد أن نجحت تلك الفرق ذات الاتجاه الاسلامي في انهاء الاحتلال السوفياتي، قامت باحلال نظام طالبان الأكثر تشددا في التوجه الاسلامي في سدة حكم أفغانستان. وفي نهايات عام 1989، وقع انقلاب عسكري في السودان حمل الى السلطة جبهة الانقاذ ذات التوجه الاسلامي، وكانت بقيادة الفريق عمر البشير الذي شاركه في السلطة ولو الى حين، الشيخ حسن الترابي الموصوف بأنه ذو توجه اسلامي متشدد.
وفي يوغوسلافيا، خاض الاسلاميون في التسعينات، حربا طويلة انتهت الى تمزيق يوغوسلافيا ذات الاتجاه المسيحي، وظهور جمهورية مستقلة ذات تيار اسلامي هي جمهورية بوسنة والهرسك. كما خاض الاسلاميون في الشيشان حربا طويلة تسعى لانفصال جمهورية الشيشان عن روسيا الاتحادية. وفي عام 1991 أجرت الجمهورية الجزائرية انتخابات برلمانية عامة، وعندما تبين لها أن تيار الاسلام السياسي المتمثل بالجبهة الاسلامية للانقاذ، قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة عالية من المقاعد، لجأت الحكومة الجزائرية الى الغاء تلك الانتخابات، مما أدى لنشوب حرب أهلية في الجبال الجزائرية قادتها عدة مجموعات اسلامية مسلحة. وفي نهايات القرن الماضي وصل الى الحكم في تركيا حزب البناء الاسلامي بقيادة رجب طيب أردوغان، وهو حزب ينتمي الى تيار الاخوان المسلمين وعضو في مجموعة المكتب الدولي لحركة الاخوان المسلمين. وفي عام 2006، أعلنت حركة حماس الاسلامية الاتجاه، والتي سيطرت على قطاع غزة، الابتعاد عن السلطة الوطنية الفلسطينية، والاستقلال بالقرار في القطاع.
وهكذا نلاحظ ان تيار الاسلام السياسي لم يبدأ بالظهور مع ظهور الربيع العربي، اذ أنه قد حقق العديد من النتائج قبل ذلك بعدة عقود. واذا كان أصحاب تيار الاسلام السياسي يحاولون بمنتهى القوة والجدية السيطرة على مقادير الأمور في كل من سوريا وليبيا واليمن، لا بد أن نلاحظ بالمقابل أن حركة طالبان قد أقصيت عن السلطة نتيجة الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001، وأن التحرك الاسلامي في الشيشان قد فشل بعد حرب ضروس خاضها الاتحاد الروسي ضدهم، كما تراجع المد الاسلامي في الجزائر بعد حرب ضروس خاضها الجيش الجزائري ضد مجموعاتهم المسلحة، وتحول المقاتلون الاسلاميون في البوسنة والهرسك نحو الاعتدال رغبة منهم في الانصهار ضمن دول الاتحاد الأوروبي، كما أن تيار الاسلام السياسي في ايران رغم كونه ما زال قائما، الا أنه بدأ يتجه نحو الاعتدال النسبي وخصوصا بعد أن وصل الى السلطة الرئيس حسن روحاني أكثر الرؤساء الايرانيين اعتدالا. وفي غزة وافقت أخيرا حماس صاحبة الاتجاه الاسلامي المتشدد، على تشكيل حكومة توافقية مع السلطة الوطنية الفلسطينية، مبتعدة ولو نسبيا عن تشددها في تيار الاسلام السياسي. وكذلك في السودان، توجه الرئيس عمر البشيرأخيرا نحو الاعتدال بعد زيارة قام بها الى مصر، مهدت لزيارة عبد الله الثني - رئيس وزراء ليبيا للسودان، انتهت بالتأكيد على أن السودان لم ولن يقدم الدعم للمتمردين الاسلاميين في ليبيا، مما قد يؤدي الى انكماش نسبي في قدرات المنشقين الاسلاميين في ليبيا سواء على التوسع في السيطرة على مزيد من المواقع في ليبيا، أو على تزويد الحركات الاسلامية في مصر، وخصوصا في سيناء، بمزيد من الأسلحة التي تهرب عبر الحدود الليبية الطويلة الى داخل مصر .
قد يكون في هذا كله اغراق في التفاؤل في قرب انحسار، ولو جزئيا أ و نسبيا، تيار الاسلام السياسي الذي رزح على صدر المنطقة في العقود الأخيرة. وقد يكون تفاؤلا مرده تراجع حزب النهضة في الانتخابات التونسية . الا أنه يظل تفاؤلا محدودا مع بقاء أردوغان الاسلامي في السلطة وازاء تنامي قوة داعش في المنطقة، وهي الفئة الأكثر تطرفا وهمجية في تيار الاسلام السياسي. فالتنامي في قوتها وقدراتها، قد بات يخيف الجميع بشكل واضح أدى الى انتقاد رئيس هيئة أركان سابق للقوات البريطانية، لتسمية داعش بالمنظمة، قائلا بأنها قد باتت دولة بكل ما فى كلمة دولة من معنى.
نرجو ألا يكون ذلك صحيحا، كما نأمل أن يتدارك التحالف الدولي، ان كان تحالفا جديا وحقيقيا، هذا الخطر الذي بات يخيف الكثيرين.
ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الأخوة المغربية التونسية.
عضو في لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين...
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون(
عضو في مجموعة مشاهير مصر - عضو في منتدى العروبة
عضو في "اتحاد العرب" (صفحة عراقية)
عضو في شام بوك.
عضو في نصرة المظلوم (ص. سورية (
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر.
عضو في مجموعات أخرى عديدة.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطار تهدد الخليج، وأخرى تهدد أوروبا، وأخطار تهدد الشرق الأو ...
- كيف تحولت -عين العرب- الى -كوباني-غراد-، وهل سيؤثر ذلك على ا ...
- هل تصبح -كوباني- معركة مصيرية لمستقبل تركيا في حلف -الناتو- ...
- من استدرج من الى حرب سوريا؟ دول الخليج؟ أميركا؟ أم تركيا أرد ...
- هل تصبح -عين العرب- معركة مفصلية تحدد جدية التحالف في محاربة ...
- قصيدة سياسية بمناسبة عيد الأضحى
- الورقة اليمنية وورقة -داعش-، والمتغيرات المتوقعة بسببهما في ...
- هل نقطع رأس داعش أم نقطع رأس المؤامر ة؟
- هل نحارب الفكر السلفي التكفيري بمحاربة العروبة باعتبار بلاد ...
- الأردن وسياسته الضريبية كحل غير مجد لمشاكله الاقتصادية
- من يقطع رأس داعش.. قاطعة الرؤوس؟ ولماذا تتلكأ الولايات المتح ...
- السمات الغريبة التي تميزت بها الحروب في العقد الحالي من القر ...
- الزلزال في غزة، والضحايا من الأطفال الأبرياء، في قصائد الشعر ...
- قراءة في نتائج العدوان على غزة وشعبها الصامد
- من امن المسئول عن الدم الفلسطيني المراق في غزة؟ هل هي اسرائي ...
- هل تصبح غزة غزتين، وهل نكرر أخطاء 1948 و 1967و 2005
- الأكاذيب الاسرائيلية حول معركة غزة، والأخطاء المتواصلة من قب ...
- صوت المعارك في العالم العربي، كما تسجلها قصائد لشعراء محدثين ...
- التطورات غير المفاجئة على ساحة القتال في الشمال العراقي
- ماذا يجري في غزة؟ وما هي ألأسئلة الثلاثة المحيرة حول التطورا ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - لما الاستغراب لوصول الاسلام السياسي الى السلطة في تونس ومصر كنتاج للربيع العربي، مع محاولات لايصاله الى ليبيا واليمن وسوريا؟