أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - الحُسين إنسانًا قبل كل شيء














المزيد.....

الحُسين إنسانًا قبل كل شيء


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 18:59
المحور: الادب والفن
    


الأيامُ نفسها من كل عام تتجدد المشاعر التي لا تُنسى ولا تبرد نارها , مشاعر الولاء و الوفاء و العهد لخير خلق الله , هو حاضر في كل نفس تتوق له , هو ملاذ الإنسان وطريقه المستقيم , هو شمعة لا تطفئها ريح السنين ولا توالي الأيام , هو ملجأ الخائف الذي لا أمان له , هو نور الشمس وضياء القمر , هو الخالد رغم لا خلود بهذه الحياة فهي دار فناء , هو سبط النبي المصطفى الهادي ( صلى الله عليه وآله وسلم) ...
لا أتكلم عن فضائل هذا الإمام ولا عن نسبه ولا عن مكارمه ولا عن قضيته التي استشهد من أجلها , بل أتكلم عن الإنسان بداخله , الحُسين إنسان بمعنى الإنسانية لو نظرنا في شخص الحُسين لوجدنا كل المعاني الروحية والنفسية المتمثلة بفكره و اعتقاده , كم حمل بقلبه القيم المثلى وزهد الدنيا ونحن لاهثين وراءها . كيف بي وأنا أستجمع أبجديتي وأحطها عنده , أشعر بالرهبة بالخوف وبالوقت نفسه أشعر بالراحة , أنظر له يمد يده إليّ و يجذبني نحوه , أشم عبق عطره و يُحدثني عن مبادئه , وأنا في رحابه أستمع له , وأستذكر بيتًا للجواهري قال فيه ((كـأن يـدًا مـن وراءِ الضـريحِ ... حمراء مبـتـورة الإصـبعِ ))
أرى كل شيء بوضوح الآن أقف بين يديه وأكتب بشفافيته , ما هي هذه الدمعة المنسابة عليه في كل سنة وكل إنسان حتى لو كان مجحدا بالله عندما يُتلى عليه اسم الحُسين ينتابه شعور غريب كأنه مُنذ خلق لم يسمع اسمه بشر إلا وبكى , فهل خلق الله الحُسين للحزن والبكاء ؟ ... لا ؛ لكن مُنذ سنه 61 للهجرة أو مُنذ ولادته وهو يكبر بين يدي رسول الله ويتلقف أفكاره من لدن إنسان لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيُّ يوحى , وجاء اليوم الذي يصدح به لكل البشر بصوته وصداه و يموت في الجسد فقط فروحه باقية ليوم الدين ...
الحُسين الإنسان نظر بعين مختلفة عن عين أبيه وجده وأخيه وأمه , نظر للدين الذي تأسس على يديه جده وأبى أن يضع يديه بيد طاغية زمانه , وهو القادر على اهلاكه بحرفٍ واحد لكن ليُري البشرية ويكون مثله كمثل عيسى بن مريم خلقهُ الله من رحم أمه وأصبح نبيًا للعالمين , بإنسانيتهِ كسب محبة البشر و بتعاليمه الربانية المنزلة من ربِّ رحيم أرضى مَنْ في قلوبهم رحمة , جاء الحُسين من مدينة جده لكربلاء طالبًا الإصلاح لكنه استقبل بالدماء وبرفع رأسه على الرماح , وسِبي عياله , رغم إنه يعلم كل ما سيجري عليه لكنه جاء ومعه طفله الرضيع و نساءه وشبابه وكل من يمس روحه من الأهل والأصحاب , لو نبتعد عن رتابة الموقف و نتأمل به قليلًا بتلك اللحظة ماذا فكر الحُسين ؟
هل صدح في باله أنه سيترك نساءه و ابناءه صُرع على الأرض أم سيترك من بعده أئمة يهدون للهدى ودين الحق أم هذا هو قدره من الله مكتوبًا أن يذوق الموت ضاميًا ويُرفع رأسه على القنا . كلما أفكر فيه ينتابني شعور أعجز عن وصفه فهل من معجزات الله الحُسين ؟!!
نعم ؛ هو معجزة لا مثيل لها , أ لم يقل الله للنبي إبراهيم اذبح ابنك (اسماعيل) ؟
أ لم يختبر صبر أيوب وصبر يعقوب وصبر يوسف وصبر يونس صاحب الحوت وموسى على كيد فرعون ؟, و ألم ينقذ البشرية على يد نوح في سفينة واحدة تحمل من كل شيء زوجين اثنين ؟, و قبلهم كلهم ألم يعلم آدم الأسماء التي تاب الله عليه بعد أن أكل من الشجرة ومعه حواء وتوارى لهما سوآتهما ...؟
إذن مثل الحُسين كمثل الانبياء فهو من صلب علي ورحم فاطمة بضعة المصطفى , لو نتأمل مرة أخرى ونفترض أن هذا الحدث لم يكن فهل كنا مسلمين الآن ؟ ولو حكمنا يزيد واستمر الحكم لبني امية فهل بقى للإسلام بقية ؟ لا أعتقد لضاع و اندثر ولكنا اليوم أمة تجهل كل شيء ...
الآن في هذه اللحظة لو جاء لي شخصًا وقال لي لما هذا الشيء كله من الحُسين ؟ لكانت اجابتي له لأنه إنسان و لو تجردنا من الإنسانية لكنا نحمل لقب إنسان فقط بلا جوهر , ولو قال لي تكلمي بمنطق أكثر , لقلتُ له : هل في شرع الله وديدن الحياة أن ينزلنا الله بعد أن اخرج أبوينا من الجنة وجعل الأرض لهم مستقرًا ومتاعا ليوم الوقت المعلوم منطق , المنطق هو الإيمان بما جاء الله به على يد الحُسين ومن قبله جدهِ و الانبياء كلهم , ولا نكون كاليهود الذين بقوا يسألون انبياءهم ويسألوا حتى جاء الوقت الذي أرادوه أن يروا الله جهرة , المنطق أن نؤمن برسالة الحُسين ونسير على نهجه و مشواره ونكون كلنا حُسنيين , لكن من لهم عيون لا يبصرون بها و آذان لا يسمعون بها وقلوبًا غلفًا , فهم في الهاوية وما أدراك ماهي نارًا حامية , اللهم اعذنا منها واجعلنا من السائرين على نهج الحُسين و أبناء الحسين وأصحاب الحسين ليوم الدين .



#حنان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحلم بالكثير
- حصاد السنين
- أنت هنا معي
- أنظر حولي
- مبعثرة
- أمسية حنان
- نبضًا للسلام
- عبارات من وحيك
- السحابة البيضاء
- كيف أكتبُك
- عَتب روح
- دعني لوحدتي
- إلى عينيك أكتب
- حين اليأس
- السيميائية والنقد الأدبي
- القدر أحتال عليّ
- رايات الرحيل
- حتى ناءَ
- عندي حلم
- سواك ..... الزمن مستحيل


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - الحُسين إنسانًا قبل كل شيء