أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقافية















المزيد.....

إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقافية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 16:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بداية أحييك لتفضلك بقراءة مقالتي والتعليق عليها. أنا لم أقل أن الصفويين كانوا بالأصل العرْقي فرسا, بل لعلي حاولت أن أكون دقيقا في إختيار المفردة حينما قلت (صفوي الفرس) ولم أقل الفرس الصفويون بالمنحى الذي يفهم على أنه يتضمن إقترابا من ناحية جينية.
وحتى في حالة الأعراق فالمسألة يجب ان تبحث بعيدا عن العنصرية المقيتة, ففي الفرس كما في العرب هناك صالحون وهناك طالحون, وأرجو منك أن تلاحظ إنني لم أضمن المقالة أي تفضيل لقومية على أخرى كما فعلت أنت, ولذا وقفت أنا بإعجاب امام حضارة الفرس العميقة في حين سادت لغتك الإستهانة الواضحة والتصفير الواضح للعرب. فانت تقول بالنص (جزى الله علماء الفرس والصابئة والنصارى واليهود خيرا الذين حفظوا للعرب لغتهم ودينهم وتاريخهم واجتهدوا هم بترجماتهم وابحاثهم في تطوير المعارف التي بين ايديهم انذاك). وأنا معك في ما يخص دور هؤلاء في المشاركة في صنع ما أتفق على تسميته بالحضارة العربية, لكني لست معك في لغة التصفير لناحيتين, الأولى إقرارك أن العرب إستفادوا كثيرا من الفرس والصابئة والمسيحين واليهود هوبحد ذاته دليل على إنفتاح وسلوك عربي حضاري, وهو تأكيد على صيرورة حضارية عربية لا شك انها إستفادت كثيرا من حضارات الشعوب الأخرى وفي مقدمتها الفرس ذاتهم.
ويفيد في نفس الإتجاه أن اقول أن ما من حضارة في هذا العالم إلا وكانت قد إستثمرت فائدة الإنفتاح على الحضارات الأخرى, بل لعل تأكيدك على الأصول التركية للصفويين هي الأخرى دلالة على ان الفرس انفسهم قد إستفادوا من الصفويين الأتراك في تعميق حضارتهم وترسيخ بنائها لما تركه الحكام الصفويون من إنجازات كبيرة في حياة الدولة الفارسية. لذلك فليس العرب لوحدهم المستفيد من حالة التفاعل بين الحضارات والمستمرة على إمتداد التاريخ.
وأمامنا الآن التجربة الأمريكية التي تقول أن الأمريكيين, الذين كانوا في الغالبية من رعاة البقر في بدايات التأسيس, صاروا أكثر المستفيدين من الحضارات المتنوعة, حيث ان تجربتهم الحالية فيها الكثير من بصمات القوميات والأديان الأخرى وفي المقدمة منهم العلماء الألمان واليهود. اما الناحية الثانية التي تدعوني أن لا أكون معك فستتولاها الإشارة إلى التناقض الذي وقع فيه ردك حينما أدرجت هذه الأديان (المسيحيين والصابئة واليهود) في خانة القوميات ناسيا انهم أيضا كانوا عربا أو مستعربين وهم بالتالي متماثلين من هذه الناحية مع الصفويين الأتراك المستفرسيين.
ويبقى أن كل ذلك ليس هو بيت القصيد, فما عنته مقالتي هو التعامل (الصفوي - الثقافة) مع إستشهاد الإمام الحسين الذي أجزم أنه على مستويات رئيسة توجه إلى تعميق ثقافة الندم وجلد الذات العراقية العربية المتأسسة على إيغال في تحميل العرب عموما ولأغراض قومية عنصرية جريمة قتل الإمام, وهذا ما أعلنته أنت في مطالعتك الأولى حينما أكدت بشكل توظيفي وتسطيحي على ذلك حينما قلت (باختصار شديد العرب هم من قتل اهل البيت عليهم السلام والفرس وغيرهم من الاعاجم هم من تشرفوا باهل البيت وحمايتهم وهذا من الثوابت غير القابلة للجدل) فإختزلت العرب بيزيد وجمع بني أمية, ناسيا أو متناسيا ان الصراعات لا تبسط وتعوم بهذا الشكل لأن الحسين هو عربي والأغلبية من الذين وقفوا معه أو ثأروا له بعد ذلك كانوا عربا أيضا, ولأنهم كذلك فلماذا لا نقلب الأمور ونتعامل معها بمثل ما تعاملت ليصير من حق العرب بعد ذلك أن يفتخروا بأنفسهم وعلى بقية الأقوام من حقيقة أن الحسين هو منهم, اي لماذا ندخل إلى العرب من خلال يزيد ولا ندخل إليهم من خلال الحسين.
لكني لا أعتقد بصحة ذلك في الحالتين, فلا العرب لهم حق الفخر على الأقوام الأخرى عنصريا بالحسين ولا الآخرون كأعراق لهم حق إدانة العرب لأن منهم يزيد, ففي كلا الأمرين هناك عنصرية مقيتة, وما أطلقته بنفسك على العرب ستكون له إرتدادات مباشرة على الفرس أيضا, فهذا المنطق التعويمي التسطيحي الإستخدامي العنصري هو شبيه تماما بمنطق العنصريين من العرب الذي يسقطون جريمة إغتيال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب على يد أبي لؤلؤة الفارسي على كامل الأمة الفارسية, وسيكون من حق العرب أن يكتبوا على ضريح الفاروق (لعن الله أمة قتلتك) كما كتبها الصفويون على ضريح الإمام الحسين فتُأحذ الأُمتان, الفارسية والعربية, بجريرة قاتل من بين صفوفها بدلا من أن يحسب لها فضل أن كلا الشهيدين منها أيضا.
إن التاريخ لا يقرأ بهذا الشكل, ففي داخل كل أمة ووطن هناك صراعات بينية من الحق الوقوف أمامها بشكل جدي, وهذه الصراعات تختلف وتتباين على مستويات عدة منها ما هو ثقافي ومنها ماهو إقتصادي طبقي ومنها ما هو ديني ومذهبي, ولا يجوز بالتالي تعويم حالة كل مكونات الأمة بقارب صيرورتها النهائية العامة والتي هي تعكس هوية وثقافة القوى البينية المنتصرة في ذلك الصراع المرحلي.
لكن الفكر الديني والطائفي والقومي العنصري السياسي هو الذين يطلب منا أن نصدق ذلك التجريد حينما يدعونا إلى إلغاء كل ما له علاقة بهوية تلك الصراعات البينية ثم الإجتماع في مساحة التخلي عن الحقوق والمحركات الإنسانية مقابل عناوين هدفها الأساسي تعطيل حركة التاريخ وتفتيت محركاتها. بل لعل ما يدور في العراق وفي إيران يعبر تعبيرا أكيدا عن هذا المنهج المتهالك الذي يقوم على تعويم كل الفئات والطبقات الإجتماعية وما يدور بينها من صراعات أو تباينات بينية, هي في الأصل محركات التاريخ الحقيقة, ضمن مفهوم الطائفة والدين. والهدف من ذلك واضح وهو أن تكون المؤسسة الدينية, حزبا أو هيئة, هي الممثل الشرعي والوحيد لكل ناس الطائفة دون أن تترك لغيرها من بقية القوى الإجتماعية فرصة ولو صغيرة لكي يكون لها تأثيرا خارج نطاق الولاء لتلك المؤسسة. وفي نفس الوقت يستهدف هذا التوجه إنهاء كل أشكال الصراعات الإجتماعية ومنعها من الخروج على طاعة الصراع الطائفي.
ولو عدنا إلى واقعة الإستشهاد الحسيني سنجد أن النهج التحليلي السليم يوجب الإقتراب منها من خلال تلك الصراعات البينية داخل الأمة الواحدة لا من خلال تعويمها وتجريدها من بواعثها الحركية الفاعلة ضمن تلك المرحلة, فلا يكون العرب سيئين لأن يزيد منهم ولا يكونوا فاضلين بسبب أن الحسين منهم, بل أن الحكم عليهم, وعلى غيرهم من الشعوب يجب أن لا يخضع إلى إسقاطات عنصرية إستخدامية توظف التناقض البيني في الأمة ضد الأمة بشكلل عام.
وأرى أن هدف مقالتي السابقة هو الوقوف أمام بعض المناهج التضليلية وفي مقدمتها ذلك الذي يستهدف زرع مشاعر الندم وتعميق مظاهر جلد الذات لدى العراقيين بعد إقناعهم أنهم يتحملون بشكل جَماعي مسؤولية قتل الإمام الشهيد, وأن التكفير عن ذلك الذنب لن يتم إلا من خلال التعبير المستمر عن حالة الندم وطأطأة الرأس والبقاء في تلك المساحة الصِفْرية إلى الابد, وهذا ما يحتاجه الطائفيون سواء كانوا عربا أم فرس. بل لعل هذا ما إنتهى إليه ردك حينما إختتمته بعبارتك التالية (باختصار شديد العرب هم من قتل اهل البيت عليهم السلام والفرس وغيرهم من الاعاجم هم من تشرفوا باهل البيت وحمايتهم وهذا من الثوابت غير القابلة للجدل.)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
رد على مقالتي الأخيرة (إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة) الذي ورد بإسم الأستاذ (عاشق علي) أنقله كما ورد نصا :
تحية للكاتب
بالمناسبة الصفويون ليسوا فرسا , الصفويون ترك اذربيجان فقط للمعلومة البسيطة جدا جدا جدا
في الحقيقة انا اتالم عندما اجد مثقف عربي عراقي نجفي بصري لايعرف بان الصفويين هم من القومية التركية وان اسماعيل الصفوي هو من احد اهم شعراء الترك الاذريين وهذا مثال بسيط صغير وواضح يبين سيل المغالطات في هذه المقالة للاسف الشديد
متى كان للعرب حضارة ودور ومنهج قومي ثقافي متكامل بعد الاسلام ؟؟
جزى الله علماء الفرس والصابئة والنصارى واليهود خيرا الذين حفظوا للعرب لغتهم ودينهم وتاريخهم واجتهدوا هم بترجماتهم وابحاثهم في تطوير المعارف التي بين ايديهم انذاك
لو قلنا حضارة اسلامية فنعم اما عربية فهو غبن لباقي الشعوب التي ادارت عجلة المعرفة بايادي غير عربية
باختصار شديد العرب هم من قتل اهل البيت عليهم السلام والفرس وغيرهم من الاعاجم هم من تشرفوا باهل البيت وحمايتهم وهذا من الثوابت غير القابلة للجدل. ورغم اني لا اؤمن بالفكر القومي ولكن التعصب العربي يبلغ من الشدة ما يفوق التصور



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستشهاد الإمام الحسين ونظرية المؤامرة
- عزرائيل العراقي
- ملالا يوسف .. كل نوبل وأنت بخير
- أدب الشتيمة
- صورة الفقيه وصورة الخليفة
- للتاريخ فم, ولكن أين هي فتحات التصريف
- الحرب الأمريكية ضد داعش ولعبة الإستغماية
- النفاق الدولي والعربي في محاربة داعش
- العثمنة والفرسنة ونحن الذين بينهما
- سامي المظفر .. ليس لأنه إبن عمي, وطاهر البكاء .. ليس لأنه صد ...
- يوم إمتدح المالكي خصميه اللدودين
- ذاكرة الطيور
- الصيد الطائفي الثمين
- وأخيرا سمعت نباحا
- عزت مصطفى .. الموت نظيفا
- لولا علي لهلك عمر (3)
- قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)
- الوهابية التكفيرية اشد خطر على السنة العراقيين مما هي على ال ...
- والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه
- الرهان على البيشمركة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - إلى الأستاذ عاشق علي* .. مطالعات في الهويتين القومية والثقافية