أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - لفظتان متعانقتان














المزيد.....

لفظتان متعانقتان


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


لفظتان متعانقتان
نص ناصر ثابت

لا أغتربُ في حضورك
لأنني وإياك من كونٍ خصوصي جداً
ولا أغتربُ في غيابك، لأنني أحملُ طيفكِ معي دائماً
لا أغتربُ، بل أظلُّ في سياحةٍ ذاتية عبر أثير عينيكِ

كنا دائماً نلتقي في دربٍ ما
عند الحدود الفاصلة بين الوضوح والغموض
يلفنا مزيج من زمجرة البحر وهدوء الغيم وضحك الفراشات
أنا وانت ننظر إلى الشيء ذاته
إلى نقطة ما، في أفقنا الخصوصي
تنظرينَ إليَّ فأشربُ من خمرِ الابتسامةِ الخجلى
وهي التي تطببُ ذاكرةَ الوجعْ
أرى فيها مدى متكاملاً
فأسأل: إلى أين تحاولين الفرار بها؟

أراكِ تنقرين على هذا الزجاج السميك، الذي يفصل بين الوجه والوجه
وبين الوجع والوجع
وبين الذاكرة والذاكرة
أنتِ هنا وأنا هنا
وأنت هناكَ وأنا هناكَ
كلانا يظل في حضرة الآخر
وكل منا ينتمي إلى الآخر
وكلانا يعيش في كوكبِه الخصوصي،
ويدور دوراناً خافتاً لا يشبه إلا العشقَ حولَ الكوكب الآخر

أنت السحاب القادمُ من الهوى
وانا العشبُ الذي ينتظر الغيث
غيثَك الأنثوي الفاخر.
أحبكِ، وكيفَ لا أحبك؟
أحبكِ وأنت ترتبين مواعيدَ القهوة والنبيذ
نبيذنا يستحضر الهوى
وقهوتنا تستحضر الحياة

أكتب عنكِ، ولا تكتبين عني
أكتب لك ولا تكتبين لي
أكتب في حضرة الانتظار
وأضيعُ في التناقضاتِ التي يخلقها الهوى
كإله فوضوي لا يعترف بالقواني والأنظمة.

شاءت القصيدة أن تضعنا على سطرين متقاربين
في لفظتين متعانقتين
في اندماجٍ خفي خلف البلاغة الهيفاء
شاءت أن أشتهي الأمل المتردد الذي يمر على حدودك الذائبة
في لغاتٍ خفيفة المعنى
فراغية الأسى
أرمم اللحظة في اتكاء واضحٍ على غيمة ظللتِ المكانَ
ساعة النشوة المجنونة.
قلنا للريح اهدأي حتى يأتي دورنا في الجنون
وقلنا للجنون اتخذ واقعاً فاخراً آخر
غير هذا الواقع الذي ننغمسُ فيه
كشمسٍ تستعد للمغيب.

سوف أهتدي الآن إلى ما تركته الأصالة فيك
سوف أهش الرغبة كما أهش قطيعاً من الأيائل
سوف ألملمُ حطامي كله حتى أكتب عنك هنا
لا وقتَ لديَّ لأفعلَ ذلك، فأنا مشغول بالحب القادم من عينيك
لا وقت لدي للكتابة عن حطامي الخاص
ولا حياةَ عندي أهديها إليكِ، فأنت التي تهدين الحياة إليَّ
أنت تسيرين في دروبٍ خضراءَ مفروشةٍ بالكلام والجمال والحنون والياسمين
وأنا أتسلقُ جبلاً صخرياً وأسير على حبل مشدود بين قمتين
القمم تؤلمني
لانها تضغطُ على أعصاب الفكرة وتفاصيلها

أرتمي في حضن الشهوة
وأفتش في جسدك عن نقطة ما تشكل مدخلا لهزائمي
وأراقب التفاصيلَ التي تفيض عن حاجة اللحظة الراهنة
أراقبُ الزغبَ اللطيفَ والمسامات
وأراقب اختلاف الألوانِ بين نقاط الجسد المتباينة
أراقب الانثناءات والانحناءات
ورطوبة بعض التفاصيل، وجفاف البعض الآخر
أراقب صوتَ انزلاق النظرة عليكِ
اراقبَ اتساعَ حدقة العين عند الاندهاش
والاختلاف الواضح في لون الشَّعر بين نقطة وأخرى
واراقب استقبال التضاريس للشهوة
أراقب التباين في ذلك
أراقب الشرايين والأوردة تحت الجلد الشفاف
أو تلك النافرة في العنق نتيجة الرغبة الفاقعة
أراقب غيرة الشيء من أخيه في هذا الجسد
أراقب لعبة الشفاه بين الكلام والبكاء والفرح
أراقب حركة الحاجب وتفاعلَه معي في القصيدة التي القيها أمامه
وأراقب المادة الخام للأنف والعنق والجبهة والذقن
وأدخل في لعبة الخجل التي تترقرق على الوجنات، مرة تختفي ومرة تظهر.
أراقب حرارة الجسد عندما تلمسه يدي، وبرودته عندما يلامس الهواء القادم من الغرب
أراقب الركبة ومفرق الشعر والنهدَ والبطنَ والسرة والفراغ الذي بين النهدين النافرين.
اراقب عظام الترقوة وانحناءات القلب الخفية في صميم الصدر الذي يعلو ويهبط حسب الحاجة.
أراقب ما يمكنني أن أراقبَه ولا اترك شيئاً للصدفة
كأنني أضاجعُ نصاً رائعاً في سرير مثقل بالجمال
فيما عدا ذلك أنا مشغول بحبك
مشغول الى غير رجعة
مشغول حد التماهي
مشغول كأنني أرتمي في الوهم الواثق من نفسه
على أبواب الرضا الحديدي

8-5-2014



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيرة الرجل الذي خذل المدينة
- ارتباك
- شارع فارغ - نص ناصر ثابت
- لا
- -عاشقٌ فوضويٌ- - للشاعر ناصر ثابت
- أسمعُ صوتكِ
- ألمٌ حقيقيٌّ على تقاطع الطرق
- نظريات المؤامرة... بين الحوار والإقناع والسخرية..
- دربٌ طويلُ
- هباء
- في سان هوزيه، أمضيتُ بعض الوقت مع ذكرياتي النيئة
- قهوة تستحضرُنا
- أكرر نفسي
- حلم بحرف الغين
- غبشٌ خفيفٌ


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - لفظتان متعانقتان