أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية














المزيد.....

ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 15:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لنترك جانبا عبارات التنويه، والإشادة، والمديح، والاعتزاز.. بالتجربة التونسية، ولنتجرأ على إزالة الغشاوة عن أعيننا، وتنظيف المرآة حتى يتسنّى لنا رؤية الأمور كما هى دون اللجوء إلى التجميل، والتزويق. ولنبادر بالاعتراف بالأخطاء المرتكبة، والزلاّت والتقصير، وأشكال الانزياح عن المسار الديمقراطى المأمول ذلك أنه لا يمكن أن نفهم ما وصلنا إليه إلا بالتمحيص فى كيفية إدارة الشأن السياسى خلال السنوات الأخيرة. ولابد من الإقرار بأنه لولا المآزق (اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفكريا ودينيا)، التى واجهتها بقية بلدان ما أطلق عليه بالربيع العربى لما أمكن للتجربة التونسية أن تنعت بالتميّز، وأن يعترف الجميع بالنجاح النسبى الذى تحقق.

من السهل أن يسعى أغلبهم إلى تحميل حزب النهضة كلّ المسئولية فيما آل إليه الوضع، وتحويله إلى شمّاعة تُعلّق عليها الأخطاء. غير أنّ النزاهة، والنضج السياسى يقتضيان الإقرار بأنّ الحكومات التى سبقت تشكيل حكومة الترويكا، والتى تلت خروجها من الحكم لم تكن بذلك النقاء والطهر والاستقامة والالتزام بمبادئ تكريس الديمقراطية التشاركية والحكم الرشيد، فهى أيضا ما قدرت الأمور حق قدرها، وما فهمت التغيير الحاصل على مختلف البنى.

ولم يكن بإمكان الفاعلين السياسيين فيها التخلص من الموروث السياسى والثقافى الذى جثم على الصدور طيلة عقود ولذا وجدنا أغلب السياسيين يستندون إلى «خبرتهم» فى إدارة بعض المسائل فينجحون فى بعض الحالات، ويرتبكون فى حالات أخرى، ويسيئون التقدير حين يتعلق الأمر بالتفاعل مع واقع ثورى جديد يكفى أن نشير فى هذا الصدد، إلى طريقة تعامل كل من الباجى قايد السبسى، والمرزوقى مع الإعلاميين إذ ما كان بإمكانهما استيعاب ما يتطلبه العمل الإعلامى من مقتضيات، ولا كانت لهما طاقة «تحمّل» أسئلة الصحفيين، ومناوراتهم، وبحثهم عن المثير فى تصريحات هذا السياسى أو ذاك.


ولئن عيب على النهضة العمل على خدمة أتباعها وتمييزهم عن سواهم من التونسيين، وأسلمة البلاد عنوة، وإقحامها فى أتون حرب الإرهاب، وإعادة التجمعيين إلى العمل، والنشاط، والتضحية بملف الشهداء، والجرحى، وتعطيل العدالة الانتقالية.. فإن بقية الأحزاب لم ترتق إلى المستوى المطلوب بل ظلّت تتصارع من أجل السلطة، وتتنافس بلا هوادة من أجل الهيمنة. واستمرّ القادة فى العراك ليلا نهارا حتى بدت نرجسيتهم جليّة يعرفها القاصى والدانى، وافتضح جريهم وراء المصالح الخاصة ونبذهم للتآزر والتضامن.

ولا يمكن التغاضى عن ضعف أداء أغلب نوّاب المجلس الـتأسيسى ممن تغيّبوا، ولم يشاركوا فى أعمال المجلس، واكتفوا بالغنيمة أو أولئك الذين اتّخذوا المجلس مطيّة لتحقيق مصالحهم، والانتفاع بالامتيازات أو أولئك الذين كشّروا عن أنيابهم، وأبانوا عن رغبة فى التسلّط أو أولئك الذين استهانوا بمصالح الوطن والتونسيين.. حتى عيل صبر الناس، ودعوا إلى طرد النواب، وإغلاق المجلس بعد أن تأزم الوضع.

أما أغلب المثقفين والحقوقيين ومن لفّ لفهم فإنّهم ما كانوا على قدر المسئولية التاريخية إذ تغاضوا عن عيوب أصحابهم وخلانهم واكتفوا بلومهم وعتابهم فى الكواليس. وما كانوا يجرؤون على انتقادهم علنا وكشف عيوبهم مفضّلين ممارسة الرقابة الذاتية، ذلك أنّ عين المحب كليلة لا تريد أن ترى النواقص والعيوب.. تصمت عندما يتعلّق الأمر بنقد الذات، وتستأسد عندما يتعلّق الأمر بكشف هنات الآخر.


ولم يكن التعلّق بالبنى الذهنية التقليدية وبالنظام القديم ممارسة وفكرا وفضاء معرفيا حكرا على أصحاب المرجعية الإسلامية، فـ«الحداثيون» هم أيضا ظلّوا أوفياء لمنظومة بقيت صامدة حتى بعد أن هبّت رياح التغيير. فرأينا تهميشا للشبّان ورفضا لتشريكهم فى اتّخاذ القرار، وهيمنة للتراتبية الهرمية، وتقديسا للأب «الزعيم» وتشبّثا بقراراته حتى وإن تجبّر وطغى، ورأينا تسامحا مع من ظهرت على يده إرهاصات عودة الاستبداد.

ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى الشباب: وقود الثورة إذ إن أغلبهم سرعان ما ركنوا للراحة أو صاروا يبحثون عن مصالحهم حتى وإن تعارضت مع قيم نادوا بها، أو قاطعوا السياسة والسياسيين.

وعلى امتداد السنوات أطلت «البطريكية» برأسها من جديد لتعصف بأحلام المؤمنين بالمساواة والعدالة والكرامة.. ينطق على لسانها السلفيون والنهضاويون والحداثيون على حدّ سواء إذ حصل الإجماع، والتقى الأخوة الأعداء فى أوّل اختبار: تشريك النساء فى العمل السياسى على أساس المساواة التامة وعلى أساس المواطنة الكاملة.

هذه دفعة على الحساب فى انتظار أن يبادر الفاعلون سياسيا وحقوقيا وثقافيا بإجراء وقفة تأمّل ومراجعة للذات. هى لحظة تتطلّب مكاشفة، واستعدادا لتقديم كشف الحساب. فهل تنطلق عمليّة تقويم الأداء، والنقد الذاتى، والمراجعة الفكرية؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها
- السياسة كرنفال
- سفينة النجاة
- على قدر الكساء نمدّ أرجلنا!
- كلّهم فى الهوى سوى
- برگاتك يا حزب!
- المسكوت عنه فى محاربة الإرهاب
- يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون
- نكبتنا فى الطبقة السياسية
- مأزق الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات
- شطحة من شطحات الشيخ
- ما بعد «حلحلة» الأزمات
- شكل آخر من أشكال «التمكين»
- أين نحن من ثقافة الاعتذار؟
- من نحن نوّاب الشعب إلى نحن الشعب
- عندما يتحول الشباب إلى كبش فداء
- ثقافة «التسليك»


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية