أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - -خلف المتاريس- لعبد المجيد التباع تحت مجهر الأستاذة نجية نميلي ( أم عائشة)















المزيد.....

-خلف المتاريس- لعبد المجيد التباع تحت مجهر الأستاذة نجية نميلي ( أم عائشة)


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 03:12
المحور: الادب والفن
    


العنوان ثنائية لفظية ، جملة مكونة من ظرف مكان ( خلف) مضاف إلى المتاريس
و الخلف بتسكين اللام يقصد به : الظهر وهو نقيض قدام
فنقول مثلا : يتحدث الرفيق عن رفاقه في الخلف أي في الخفاء، وراء ظهورهم
وقالوا قديما : خلف له بالسيف إذا جاء من ورائه فضربه
واختلفه : أخذه من خلفه
وقد تكون للخلف معان أخرى لكن ما يدلنا -هنا-على أنها تعني الظهر هي تلك الكلمة التي تلتها وهي " المتاريس"
فالمتاريس جمع متراس خشبة تُوضع خلف الباب لإحكام غلقه وهو -أيضا- مايوضع في طريق العدو لعرقلة تقدمه وسيره
و في كل الأحوال فالمتراس هو اسم آلة على وزن "مِفعال" له وظيفة الحماية ، حماية المنزل من اللصوص مثلا أو حماية البلدة ككل من هجومات العدو
إذا ، نحن أمام صورة متاريس وخلفها نفترض وجود أعداء .
ويبقى السؤال المطروح :أي نوع من الأعداء هؤلاء الذين سيتحدث عنهم المتن ؟
_______________________
المتن :
_____
ذاك الجندي القوي الذي لم تعرف نار العدو طريقا إلى جسده يوما، لا تخطئه النيران الصديقة حين يغادر منزله ليرابط أبدا...
ذلك المحارب المقدام الذي كان يبكي بعد كل معركة ويقبل بلهفة صور أبنائه، مزق كل الصور وبكى بكاء مزلزلا قبل الطلقة الأخيرة ..ذات معركة.
_____
يبتدئ المتن باسم إشارة إلى مشار معرف بأل يمكن أن يكون حاضرا مرئيا كما يمكن أن يكون ذاتا غير حاضرة ( ذاك الجندي) الموصوف ب ( القوة) متبوع باسم موصول للمفرد المذكر أيضا ( الذي) والذي لاتكتمل دلالته إلا بجملة بعده صلة الموصول (لم تعرف نار العدو طريقا إلى جسده يوما)
من خلال هذه العبارة نتعرف على الشخصية الرئيسية في النص حيث إنها شخصية الجندي الذي يخضع لتدريبات تؤهله لحماية وطنه بشكل قتالي ويمكن اعتباره نواة القوات المسلحة
هذا الجندي الذي أضفى عليه السارد صفة الشجاعة والقوة حيث إن نار العدو لم تتمكن من إصابة جسده يوما ، وبذلك ينفي عنه الانهزامية والضعف فهو جندي مقاتل قادر على حماية وطنه .
وإذا كان هذا الجندي الباسل بهذه المواصفات فما الذي جعل السارد يخبر عنه بما يعاكس هذه المواصفات؟
يقول السارد : (لا تخطئه النيران الصديقة حين يغادر منزله ليرابط أبدا...)
بهذه الجملة الخبرية الفعلية المنفية ب ( لا) نتعرف على سر من أسرار هذا الجندي الذي يغادر منزله استجابة لنداء الوطن ويلازم الثغر مخافة هجوم الأعداء ، لكنه في المقابل يتعرض لنيران صديقة .
فكيف ولماذا يتعرض -هذا الجندي- لنيران صديقة ؟
ولماذا وصفها السارد ب " الصديقة" ؟
أ ليدلنا على أن هناك خيانة من طرف أصدقاء له ؟
أم أنها الغيرة ؟ خاصة وأنه جندي ناجح ؟ جعلتهم يخونونه ؟
وإن كانت خيانة ؟ فما نوع هذه الخيانة ؟
ويستمر السؤال مطروحا ، لأن السارد لم يخبرنا في الجزء الأول من النص عن شيء يعيننا على فك لغز هذه الخيانة بل استمر في إضفاء صفات أخرى على هذا الجندي في الجزء الثاني حيث وصفه مرة أخرى بالمحارب المقدام ، كما استمر في توجيه فكرنا إلى الجانب الإنساني الذي يتمتع به هذا الجندي حيث قال : (كان يبكي بعد كل معركة ويقبل بلهفة صور أبنائه)
إن أي جندي مهما كان قوي الشكيمة ، حاد الطبع ،لابد وأن تتوفر فيه صفات أخرى كالحس المرهف والتسامح والحب ..
ولاعجب إن وجدنا جنديا يبكي ك- بطل النص- حين يرى صور أبنائه الذين تركهم في المنزل ، فالجندي إنسان قبل كل شيء،ومابكاؤه إلا بسبب ذاك الحنين الذي يشعر به كل أب بعيد عن فلذات كبده ..فكلما انتهى من معركة ضد العدو ، يقبل بلهفة وشوق على صور أبنائه فيقبلها..
لكن الغريب الذي فاجأنا به السارد وجعلنا نقف مشدوهين نحن - الذين أحببنا من بداية المتن هذا الجندي- هو ماحدث ذات معركة ..
حيث يقول (مزق كل الصور وبكى بكاء مزلزلا قبل الطلقة الأخيرة ..ذات معركة.)
فكيف يعقل أن يمزق هذا الجندي صور أبنائه التي أشبعها تلثيما ؟ ولماذا هذا التصرف من الجندي في هذه المعركة بالذات؟ وماذا يقصد السارد بالطلقة الأخيرة ؟
لاشك أن السارد ينبهنا في هذا الجزء الثاني من المتن إلى الرجوع مرة أخرى إلى عبارة ( (لا تخطئه النيران الصديقة حين يغادر منزله ليرابط أبدا...)
لنضع أصبعنا على موضع السبب ..
لقد كان الجندي يحرس وطنه خلف المتاريس في الثغور لحماية وطنه ولكنه لم يفطن خلال كل المعارك إلى أن متراس باب منزله كان ضعيفا في حماية أهله ،
صحيح أن نيران العدو لم تصبه يوما ، لكن نيران الأصدقاء أصابته في عمق رجولته وشرفه .
لقد كان يبكي بلهفة ويقبل صور أبنائه عند كل معركة ، ولكنه هذه المعركة مزق صورهم قبل الطلقة الأخيرة ..قبل أن يضع لنفسه حدا ويطلق عليها النار وهو الجندي الباسل المغوار.
________________________
خلاصة
لقد وضعنا السارد أمام عنصرين مهمين لاتغتفر خيانتهما :الوطن والزوج
وألهب مشاعرنا بالأسى والحسرة على هذا الجندي الذي لم يخن وطنه بل دافع عنه بكل ما أوتي من قوة حتى أن نيران الأعداء لم تنل منه يوما وفي المقابل نالت منه نيران صديقة، طعنته من الخلف ، وخانته في شرفه .
وحتى إذا سلمنا بكون الخيانة الزوجية أقل جرما من خيانة الوطن ، فكيف يقتنع بهذه"المُسَلَّمة " من يرى في زوجه وطنا له ؟
أليست الزوجة وطنا لزوجها ، وهي السكينة و الاستقرار والملجأ الذي يحن إليه إذا غاب ؟
لقد كانت النيران تشتعل خلف المتاريس ، ولم تكن نيران عدو لكنها كانت نيران أصدقاء ..
وهنا نستحضر قول الشاعر طرفة بن العبد :

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد.
.
.
إن الخيانة الزوجية من أصعب ما يمكنه أن يدمر الإنسان وأسرته الصغيرة والمجتمع ككل ،وهي مفتاح الشرور وبسببها تكثر جرائم القتل ..
ف - بطل النص- بكل ما أوتي من قوة وصبر وتحمل وشجاعة أمام العدو ، نراه يضعف ويطلق على نفسه الرصاص ، و كأنه ينتقم لشرفه بانتحاره وإراقة دمه،

لايسلم الشرف الرفيع من الأذى ** حتى يراق على جوانبه الدم ( المتنبي)
.
.
لقد انطلقنا في قراءة النص من العنوان المبهم ، لنصل إلى القفلة المفاجئة التي اعتمدها الكاتب عبد المجيد التباع والتي أثارت فينا الأسئلة ودفعتنا للتخيل والتأويل ...
مستعملا في ذات الوقت تقنية التكرار لإضفاء صورة مثالية للجندي (ذاك الجندي القوي الذي ) (ذلك المحارب المقدام الذي )..
مقسما النص إلى صورتين : حالة الجندي قبل الحدث ( الشك المضمر ) وحالته بعد الحدث ( اليقين) وموظفا الرمز كما في قوله ( النيران الصديقة) ناهيك عن الوصف الجميل.
ويبقى هذا النص - في نظري_ من النصوص التي تحقق هدفها و تخلق تفاعلا ايجابيا مع القارئ .



#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا 12
- أنشوطة الكاتب والناقد صلاح الدين سر الختم علي تحت مجهر الأست ...
- قصة قصيرة جدا و ( صورة)
- الرأي والرأي الآخر على صفحة رابطة القصة القصيرة جدا الالكترو ...
- غواية نصية : من فتنة الكتابة إلى فتنة القراءة : قراءة في قصة ...
- قلبي
- مقاربة قصة قصيرة جدا للدكتور يوسف حطيني من إنجاز : نجية نميل ...
- صديقاتي (1)
- سلسلة صديقاتي
- قصة قصيرة جدا للكاتب :حيدر لطيف الوائلي تحت مجهر نجية نميلي
- -كواكب- الأديبة مريم الحسن تحت -مجهر- نجية نميلي ( أم عائشة)
- مقاربة نص - مسار- للمصطفى كليتي / إنجاز: نجية نميلي
- قصص قصيرة جدا 11
- مصطفى عوض يرسم -بورتريه - ونجية نميلي تكشف عن ملامحه
- الميلودي الوريدي ضيف كرسي الاعتراف على صفحة رابطة القصة القص ...
- مقاربة نص - أشلاء- لعبد المجيد التباع /إنجاز نجية نميلي
- عبد الله الواحدي ضيف كرسي الاعتراف على صفحة رابطة القصة القص ...
- حوار مفتوح مع الدكتور: مسلك ميمون على صفحة رابطة القصة القصي ...
- ضيفة- كرسي الاعتراف -على صفحة رابطة القصة القصيرة جدا في الم ...
- نافذة مطلة على بحر و-آلة خياطة- وقصص قصيرة جدا على صفحة رابط ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - -خلف المتاريس- لعبد المجيد التباع تحت مجهر الأستاذة نجية نميلي ( أم عائشة)