أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فهد احمد ابو شمعه - نحو فهم افضل لاسباب تخلفنا - الجزء الثاني














المزيد.....

نحو فهم افضل لاسباب تخلفنا - الجزء الثاني


فهد احمد ابو شمعه

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 22:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


انتهينا في الجزء الاول من هذا المقال الى التساؤل : هل الامام ابو حامد الغزالي وحده يتحمل المسؤولية الكامله عن التراجع والانحطاط والتخلف الذي بدأ بالتدريج مع بداية القرن الحادي عشر الميلادي بعد عصر ذهبي دام حوالي ثلاث قرون حملنا فية مشعل العلم والمعرفة ووصلت فيه الحضارة العربية الاسلامية الى ذروة ازدهارها ؟
ولكن قبل الاجابة عن هذا السؤال دعونا نبحث اولا في الظروف والاسباب التى كانت وراء هذا الازدهار الحضاري الكبير في ذلك العصر .
فالواقع انه كان ظرفا تاريخيا اجتمعت فيه عدة عوامل جعلت منه بحق عصر الانجازات العلمية والادبية والفنية , من تلك العوامل الاحتكاك والتواصل مع الامم والحضارات الاخرى كاليونانية والفارسيه والهندية وغيرها بحيث نشطت حركة الترجمة بشكل كبير الامر الذي ادى الى ان اخذ العرب الكثير من المعارف والعلوم من الامم الاخرى واستفادو منها وطوروها , وبنو عليها , وكان ذلك يتم ايضا بدعم وتشجيع من المؤسسة الحاكمة مثال على ذلك ان الخليفة المأمون كان يعطي كل من يترجم كتاب مقدار وزنه ذهبا , كما اسس دارا لهذا الغرض سماها دار الحكمة ,فكان يتم فيها ترجمة الاف الكتب من الهندية والفارسيه واليونانية كمؤلفات ارسطو وافلاطون وغيرهم من فلاسفة وعلماء اليونان وغيرهم , حتى انني قرأت ذات مرة ان بعض المؤلفات التي ترجمت الى العربيه كانت تتلف او تضيع في بلد المنشأ بمرور الوقت بسبب الاهمال او لاسباب مختلفة اخرى فيتم اعادة ترجمتها من اللغه العربية الى لغتها الاصلية , تطورت في ذلك العصر حركة الترجمة الى ابعد مدى مما نتج عنه شلالا وفيضانا واتسونامي من المعارف في شتى المجالات , من العوامل الاخرى ايضا التسامح الديني الذي كان سائدا في المجتمع الاسلامي آنذاك بين كافة الطوائف والاعراق والديانات والذي شكل عامل جذب للعديد من الثقافات التي تمازجت وتلاقحت في اجواء من الحرية نتج عنه ثورة ابداعيه في كافة المجالات وعلى رأسها الفلسفة -ام العلوم والمعارف - والتي قطعت شوطا طويلا في ذلك العصر , حيث ظهرت الكثير من المدارس الفلسفيه التي كان لها اثرا كبيرا في ارساء اسس البحث والتحليل العقلي والعلمي كالمدرسة ( المشائية الارسطية ) التي استندت الى اسلوب الاستدلال بالبرهان العقلي وكان من ابرز اتباعها ابن رشد وابن سينا والفارابي , وعامل اخر هام جدا ايضا هو تعاظم دور فرقة المعتزله كتيار فكري حر , اعتمدت النهج العقلاني في الفكر والعقيدة وفي تفسير وفهم النصوص الدينية مقدمة العقل على النقل مما كان له الاثر الكبير في تحريض العقل على الابداع , وبحسب فلسفتها فان الانسان يمتلك الارادة الحرة وهو مخير في اعماله ومسؤول عنها , وانطلاقا من مركزية العقل كمقياس رئيسي واوحد في الفهم والتأويل قدم المعتزلة الكثير من الطروحات الفكرية التى ساهمت في انارة وتمهيد طريق النهضة الحضارية في ذلك العصر الذهبي , وكان ينتمي لهذه الحركة الكثير من العلماء والفلاسفه وحتى الخلفاء كابن سينا والرازي والكندي والخليفة المأمون الذي بلغ الازهار الحضاري في عهدة اعلى المراتب على الاطلاق ( وفي رأيي الشخصي انه لو اتيح للفكر المعتزلي ان يدوم ويسود ويتطور ويستمر الى يومنا هذا لكنا اليوم في مقدمة الامم ) , وباختصار شهد ذلك العصر تصالحا بين العقل والنقل في حالة فريده من نوعها في التاريخ العربي الاسلامي .
نعود الى السؤآل الذي طرحناه في المقدمة حول ما اذا كان الامام ابو حامد الغزالي وحده يتحمل مسؤولية الانحطاط والتراجع الذي طرأ على عصر الازهار مع نهاية القرن العاشر الميلادي ؟ والاجابة انه بلا شك كان احد المساهمين او احد العوامل التي ادت الى ذلك التراجع , ومن هذه العوامل الاخرى ايضا انه عندما تولى الخليفة المتوكل الحكم بعد المأمون بعقدين من الزمن تقريبا , لم يكن ميالا للمعتزلة , بل على النقيض من ذلك كان ميالا لتيار معاكس تماما هو( القدرية) او (الجبرية) التي تقوم فلسفة اتباعه على ان الانسان مسير وجميع افعاله مكتوبة له ولا ارادة له فيها بل هو مجبور عليها , اضطهد الخليفة المتوكل المعتزلة وحد من حريتهم وصادر بعض مؤلفاتهم , وكذلك حارب المتوكل بعض الفلاسفة العقلانيين فحاكم وسجن الفيلسوف والعالم العربي الكبير ابو اسحق الكندي وصادر مولفاته - ابو اسحق الكندي الذي كان يقال عنه انه اعلم اهل زمانه كان عالما موسوعيا في الفلسفة والفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب - ويقال ان المتوكل تراجع بعد ذلك واطلق صراحه .. وباختصار شهد عهد المتوكل بعض الخصام مابين العقل والنقل مشكلا البذور البدائية الاولى لحركة تراجع تنامت واثمرت انحطاطا في حقب زمنية لاحقة .
هناك ايضا الوزيرالسلجوقي ( نظام الملك الطوسي )الذي عاش في اواسط القرن العاشر الميلادي ويعتبره الكثيرين مسؤولا عن قلب الاوضاع وعن التراجع العلمي والمعرفي حين احدث في الدولة نظام تعليمي جديد سمي آنذاك ( المدارس النظامية ) تم من خلال هذا النظام مأسسة التعليم الديني بحيث اصبح التركيز في هذه المدارس على التعليم الديني السني فقط وما يتفرع عنه من علوم القران وعلوم الشريعه وعلوم التفسير وعلوم الفقه وعلوم الحديث والشروح وشروح الشروح ..الخ .. , وتم اهمال باقي العلوم كالبحوث العلمية والعلوم الانسانية الاخرى .
يتبع



#فهد_احمد_ابو_شمعه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو فهم افضل لاسباب تخلفنا - الجزء الاول
- الثقافة العربية وواقعها المأزوم
- ازدواجية الاخلاق والمعايير في المجتمع العربي
- في تعريف الحداثة وموقعنا منها
- نسبية الاخلاق وفلسفتها وعلاقتها بالدين
- نجيب محفوظ
- مأزق الاسطورة
- العلمانيه كحتميه لتطور الوعي


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فهد احمد ابو شمعه - نحو فهم افضل لاسباب تخلفنا - الجزء الثاني