أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صبحي خدر حجو - وقع المحظور .. يا غلابة















المزيد.....

وقع المحظور .. يا غلابة


صبحي خدر حجو

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 10:22
المحور: حقوق الانسان
    


اطلّع جميع العراقيون الملهوفون ، وبشكل خاص المجموعات الصغيرة القومية والدينية من مكونات الشعب العراقي والتي تشكل بحد ذاتها المكونات الاصيلة والاصلية له . اطلعوا على الدستور
العتيد ، الذي اخيرا طل علينا ( المنشور في جريدة الصباح الجديد ليوم 22 من الشهر الجاري ) ، بعد مناقشات وجلسات ومشاورات ماراثونية بين الكتل السياسية المختلفة ، والتي جربت كل انواع الضغوطات والتأثيرات واستخدمت الكثير من الاوراق مما في الجعب التي يمكن بها ان يسجل كل فريق بعض النقاط لصالحه . ولد الدستور بعملية قيصرية ، وجاءت النتائج كما كا ن يتوقعها البعض ، دستور لا هو علماني ولا ديني ولكن المسحة الدينية الاسلامية واضحة عليه . وبرغم الدور الكبير الايجابي لقائمة التحالف الكوردستاني
والقوى العلمانية في القوائم الاخرى للحد من رغبات وطموحات القوى الدينية الاسلامية بشقيها الشيعي والسني وكبحت تلك الرغبات المنفلتة من اجل طغيان المد الديني على الدستور ، وهم يشكرون ويثمنون على ذلك ، ولكن في الكثير من فقرات الدستور ما يساعد اية حكومة يرأسها رجل مسلم متدين لتحويل البلد الى دولة اسلامية شبيهة بايران او السودان . على كل حال ليس بودنا مناقشة فقرات الدستور رغم اهمية ذلك ولكننا نريد ان نبين ليس الغبن الذي اصاب المكونات الصغيرة الايزيدية والمسيحيين والصابئة فحسب وانما تعرضهم الى عملية اقل ما يقال عنها انها عملية غدر وخيانة . ولا اعتقد انني مبالغ في هذا التقدير ، لأن جميع النشاطات التي كانت تقوم بها مجموعات وافراد ومنظمات تمثل هذه المجموعات واتصالاتها المكوكية مع لجنة صياغة الدستور وكل اللجان المتفرعة عنها ، ومع ممثلي كل الكتل السياسية وقادتها ومع ممثلي القوائم المنتخبة والفائزة الحاكمة ، وتقديمهم المذكرات والعرائض والمظالم والتوسلات وكل ما من شأنه ان يستدر الشفقة والعطف عليهم وعلى قضيتهم ومظلوميتهم والتي اشفعوها بكشوفات عن المظالم والمهالك التي تعرضوا لها على يد الغير والذين يحكمون الان بأسمهم وان تبدلت الاسماء والاشكال . وكل ذلك ولم ينفع هؤلاء المساكين . طبعا قبلها وعلى مدى فترة الماراثون كانوا يتخمون هؤلاء المساكين بالوعود ويقسمون لهم باغلظ الايمان بان قضيتهم مصونة ولاخوف عليها وهي في ايدي امينةّّ ومقابل ذلك كان البشر والفرح يتبدى على وجوه المساكين المصدقين بالوعود ويتناقلون الاخبار والتأكيدات التي اريقت وبسخاء لهم على النصر الذي سيتحقق لاول مرة في تاريخهم المجبول بالدم والدموع ، معتقدين لا بل كان البعض من المتفاءلين كثيرا يجزم بانهم لن يروا اضطهادا ولا تمييزا ولا تهميشا بعد اليوم !

واذا كانت الخشية الاكبر لدى هذه الاقليات وخاصة الايزيدية منهم من التوجهات المتشددة لدى الاسلام الشيعي الحاكم والمتنفذ لاسباب تتعلق بالفهم الخاطئ لدى الاغلبية من الاخوة الشيعة عن الايزيدية ومعتقداتهم واولياؤهم ، نقول اذا كانت لهذه الخشية مبرراتها المقبولة ولكن ماذا عن موقف الاكراد والتحالف الكوردستاني من مما يعتبرونهم اصل الاكراد ! . حقيقة لا يريد المرء ان يسيئ الظن ولكن ازاء مثل هذه القضية والتي تتعلق بتضييع وتغييب حق شريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي لا يمكن السكوت عنها باي حال من الاحوال ويصبح من الحق طرح التساؤلات المليئة بالشكوك والتي تقبل كل التفسيرات بما فيها التي لم يكن المرء يتوقعها في يوم من الايام . وكما اكدت الكثير من المعلومات ان العديد من مسودات الدستور كانت تحتوي على اسماء تلك المكونات بشكل من الاشكال ، فما الذي جرى يا ترى ؟ علما لم نسمع ولم يقل اي من الاخوة المطلعين والذين كانوا على دراية بالامور وقريبين للمناقشات التي كانت تسود في جميع اللجان المتفرعة من ان الموقف من هذه الاقليات قد شكل نقطة خلاف رئيسية او حتى شبه ثانوية بين الاطراف الرئيسية ! ولماذا كانت التطمينات الشيعية بشكل عام والكوردية بشكل خاص تعطى كل يوم عندما كان الاخوة الايزيديون والصابئة يطرحون قضية ايراد اسمائهم في الدستور !
وبصراحة ما هو جواب التحالف الكوردستاني على الاتهامات المتبادلة بينهم وبين الشيعة كل يريد ان يبرر موقفه ويتهم الاخر بانه السبب في الاصرار على سحب الاسماء من الدستور؟ هل بامكان التحالف الكوردستاني ان يبرر موقفه امام الايزيدية وبشجاعة ؟ ان ذلك مطلوب وبالحاح والاّ ان اصابع الايزيدية بأغلبيتهم ستتوجه للتحالف الكوردستاني على انه كان السبب الاول في هدر هذا الحق المشروع الذي انتظروه على احر من الجمر ! ومن حق الايزيديين ان يسألوا التحالف الكوردستاني اين هو الموقع الخاص الذي يشغله الايزيديون في قلب الاكراد وكوردستان بعد هذا الذي جرى ؟؟ ويسأل الايزيديون بحرقة ألم يكن حري بالتحالف الكوردستاني ان يضع المطلب الوحيد والمشروع للايزيديين ويدافع عنه كما دافع عن امور اخرى بعضها اقل اهمية من هذا المطلب ؟ ! وسيأل الايزيديون التحالف الكوردستاني
ألم تتذكروا الايزيديين وتضحياتهم وشهدائهم والخراب الذي اصابهم والتهجير وتدمير قراهم وسلب اراضيهم وحرق قراهم ومحاصيلهم وابادة اعداد منهم في عمليات الانفال وغيرها من العمليات عند مناقشاتكم ؟ وسيسألون حتما هل كنا رخيصين بهذه الدرجة في حساباتكم ؟ وحتما الكثير من الاسئلة الثقيلة
والتي ربما ستربط بالكثير من التصرفات السابقة والتي لم تجد او يعطى لها تفسيرا واضحا . والشيئ الذي لن ينساه الايزيديون ان اي من التحالف الكوردستاني لم يجشم نفسه العناء ليعطي تفسيرا او تأكيدا او
كلاما علنيا او في وسيلة اعلام او فضائية يطمئن فيها الايزيديون بصريح العبارة رغم ان جميعهم يعلمون القلق والخشية التي كانت تسود لدى الاغلبية الساحقة منهم على مثل هذا الموقف الذي يرون انفسهم فيه !
هل يستطيع احد ان يلوم الايزيدي اذا ما فتش لنفسه او لجأ الى وسائل واساليب اخرى بعد اليوم ليجمع قدراته وينظمها من اجل تثبيت حقوقه ؟ الا يفسح هذا الموقف في المجال للنزعات المتطرفة لدى البعض من الايزيديين كواحدة من وسائل الرد على هذا الاهمال والتهميش والالغاء ؟؟!

والحق يجب ان يقال ، فقبل ان يلوم الايزيدي الشيعة او الاكراد او اي كان عليه ان يلوم نفسه ، يلوم الامير الذي لم يحسن ادارة امور الايزيدية وترك الامور سائبة ، يلوم المجلس الروحاني الذي رضي بالدور الذي حدد له ، يلوم وجهاء القوم الذين كل يفتش لنفسه عن موقع قدم ومكسب للعروض السخية التي تنهال عليهم من الاحزاب مقابل سكوتهم عما يلحق بقومهم ، يلوم المثقفين املهم المرتجى في تشرذمهم
ومنح ولاءاتهم بشروط هينة او مجانا ، يلوم المراكز والتجمعات التي لم تعرف بعد معنى للوحدة ووضع مصلحة الملة فوق اي اعتبار ، وبالتالي سيتحول الايزيدي الى كتلة هيلامية لا يصدر منها غير الاهات ويوزع اللوم على الاخرين وبالتالي على نفسه ...

وباخلاص يدعو الايزيدي جميع الكتل السياسية وبشكل خاص وخاص جدا التحالف الكوردستاني الى معالجة هذا ماذا نسميه نقص ، اغفال ، اهمال، خدع ، خيانة ، سهو ، اهانة ، ليختار كل حسب قناعته
وتدارك الامر ، والاّ سيكون الايزيدي والمسيحي والصابئي امام خيارات كثيرة وسيكون من حقهم اختيار
ما يعتقدونه من الخيارات التي ستحقق مرادهم . ولن يكونوا محل لوم اللائمين .

وسيكون هؤلاء المواطنون امام اول خيار هو مقاطعة الاستفتاء المزمع اجراؤه في موعده المقرر. فاي مواطن هذا الذي يهان مرات كثيرة عندما يحرم من اول انتخابات " ديمقراطية " وعندما يستنكف الدستور
الذي اهدر المواطن دمه من اجله ، من ايراد اسمه او اسم ديانته او قوميته ، وعندما لا يستطيع ان يحصي المرات التي يذل فيها . ما له والاستفتاء او الانتخابات ؟؟ عندما لا يشعر بمواطنته او ما يثبت انتماؤه للوطن الذي كان هو الاساس فيه والذي كان هو اهله قبل غيره !!.

وبهذه المناسبة الاليمة ادعو جميع الايزيديين بغض النظر عن معتقداتهم او انتماءاتهم السياسية والفكرية
وخاصة المثقفين منهم ، والامير والمجلس الروحاني والوجوه والشخصيات الاجتماعية الخيرة بالتكاتف والتعاضد ونبذ الخلافات الجانبية والعمل على توحيد المواقف التي من شأنها ان تزيل هذه الغمة التي
سيكون تأثيرها السلبي كبيرا جدا علينا جميعا . كما ان الوضع يتطلب التنسيق والتعاون الى ابعد الحدود بين الايزيديين والاخوة المسيحيين بكل طوائفهم والاخوة الصابئة والشبك ، من اجل تدارك هذا الذي جرى بدون وجه حق . فهل من امل يرتجى ؟؟.



#صبحي_خدر_حجو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية وتهنئة ، من بيشمه ركة ، الى بيشمه ركة
- راتب .. وموقـــف ذو مغـــــزى
- هـــلاّ، فرقتّم يا قوم ،بين الاسود والابيض ؟
- عندما يتحول الشك الى يقيـــن
- صبراً ، انها سحابـــة صيف .. يا ملح ارض العراق
- هــل هــــــو ارهـــــاب ام - مقاومـــــة - ، ايها الرفاق ال ...
- الشرع والارهاب .. في مسألة الحجاب
- شكراً ... سيادة الرئيس
- تهنئة مخضبة بالدموع ، الى المقبرة الجماعية رقم .......


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صبحي خدر حجو - وقع المحظور .. يا غلابة