أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - مشهد سياسي عبثي في اليمن ...؟















المزيد.....

مشهد سياسي عبثي في اليمن ...؟


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 02:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


المشهد السياسي اليمني يعكس ازمة معقدة متداخلة في معطياتها بين الخارج والداخل بل تقل فيه فرص فاعلية المعطى الداخلي امام المعطى الاقليمي والدولي ..واهم نقطة في هذا التعقيد فشل مسار التغيير وفق الفعل الاحتجاجي او الثورة نظرا لسرقتها والانحراف بمسارها ليتشكل مع هذا الانحراف مظهرا مثيرا للسخرية وهو عودة من قامت الثورة او الاحتجاجات ضدهم ليمسكوا بالسلطة مرة اخرى وفق منهج المحاصصة والغنيمة الذي تم شرعنته باتفاقية الرياض بل وزاد الطين بله ان منحوا حصانة مكنتهم من عدم المسائلة جنائيا وسياسيا .
وهنا يمكننا القول ان مسار التغيير نحو التجديد والمستقبل لن يحقق ظالته لان مراكز القوى التقليدية مع حلفائها من الخارج هم الطرف الاقوى والاكثر تنظيما والاكثر قدرة مالية للانفاق السياسي والتخريبي ، وعليه فان القوى الشبابية والثورية رغم نبل مطالبهم ونظافة ايديهم الا انهم لايمتلكون روافع تنظيمية تمكنهم من التكتل والحشد الممنهج والموجه مما يفقدهم خاصية التاثير المباشر في صناع المشهد السياسي. بل يتأرجحون نحو روافع تقليدية ليرتبطوا بها.
ولما كان الخارج الاقليمي هو المتدخل بشكل مباشر وغير مباشر في الشأن اليمن منذ بدايات القرن العشرين مع اتفاقية الاستقلال من الاتراك ومع اتفاقية الصلح عام 70 واتفاقية لرياض حاليا ناهيك ان الاتفاقية او المبادرة الاخيرة اوكلت مهمة تحقيقها على ارض اليمن الى عشر سفارات اصبحت اثنتان منها صانعتا القرار الحكومي بشكل يومي بل وتتدخل في اختيار الافراد وفق مختلف المناصب الحكومية والادارية العليا. ولأن الاحزاب فاشلة في ادارتها للمسار السياسي كما هي فاشلة في ادارة احزابها وتجديدها فقد ذهبت قياداتها نحو المحاصصة في تقاسم السلطة وهي بهذا الفعل دمرت اسس الدولة في اعتماد الكفاءة والنزاهة والوطنية فيمن يتولي مناصب ادارية وسياسية ولأن هدف الثورة هو دولة المواطنة فان المحاصصة خروجا وانحرافا واضحا عن ذلك الهدف ومن هنا ندرك مدى عمق الازمة اليمنية التي تتداخل فيها عوامل الثورة المضادرة مقابل فاعلية اقل وتنظيم غائب لقوى الثورة الحقيقية.
والامر الاخر ان وكلاء الخارج في اليمن وهم مراكز حزبية وحكومية وقبلية وعسكرية ووفقا لمنطق الغنيمة يريدون جعل اليمن ساحة صراع اقليمية بين ايران والسعودية وهو الامر الذي اصبح واضحا للعيان دون تحليل سياسي فقد استطاعت ايران محاصرة السعودية من ثلاث جهات تقريبا العراق والبحرين واليمن ناهيك عن اذرع ايران الاخرى في اكثر من مكان في المنطقة العربية وهنا تفقد السعودية بعض من حلفائها ويتراجع دور بعضهم كما في تراجع كبير لحلفاء السعودية من رموز القبيلة والاحزاب ومن المسؤوليين الحكوميين ولهذا فهي تستنجد بالتدخل الامريكي ليعيد للسعودية بعضا من دورها وحلفائها او الدخول في ترتيب جديد لخارطة سياسية وفق اللاعبين الجدد ومنطقهم في المحاصصة ايضا . ولان هدف اعادة بناء الدولة بافقها الوطني والمدني لايزال غائب من خطاب الفاعلين في المشهد السياسي فان فكرة الامساك بالسلطة وفق تغيير القاعدة الاجتماعية للسلطة وتغيير قواعد اللعبة تستهوي اللاعبين الجدد الذين دخلوا لاول مرة حلبة السياسية من فوهة البندقية مسنودين بدعم اقليمي ..
ولما كان الرئيس هادي قد حصل على دعم خارجي غير مسبوق ودعم شعبي ايضا فقد فشل في الامساك بالدولة واعادة الاعتبار الى مؤسساتها وهو الامر الذي كتبت بشأنه رسالات علنية عبر الصحف اليمنية والعربية لان منطق الدولة ومؤسساتها وحده يمكنه من تقليل فاعلية الحركات والجماعات المسلحة وفرملة توسعها الميداني لكن عدم ادراك هذا الامر وضيق الافق في تفكير الرئيس ومكتبه ومستشاريه اوصلهم جميعا الى ماهم عليه من وضع مزري بكونهم اسرى لطرف سياسي وعسكري يصنع بقوة بندقيته وانتشاره الميداني مايشا من قرارات سياسية والدليل على ذلك اختيار رئيس الحكومة الجديد الذي لم يكن ليتم الاعلان عنه دون الموافقة المباشرة من هذا الطرف العسكري القبلي واللاعب الجديد في المشهد السياسي.
بشكل عام لايمكن القول باطمئنان اننا ازاء عملية سياسية تعيد بناء الدولة بل نحن نفتقد للاسس التي تستقيم على اساسها اي عملية سياسية وهنا يكون العمل توافقات ومحاصصة ومساومات سرية تستخدم خطاب كاذبا نحو الشعب وجوهره منطق الاستقواء والمحاصصة خاصة وان الرئاسة والحكومة واحزاب المشترك والمؤتمر وغيرهم لايؤمنون بالدولة بل اظهروا رغبتهم المتوحشة ونزواتهم الدنئية نحو المحاصصة الامر الذي يؤسس لدولة طائفية جهوية وهو فعل سياسي قبيح يدمر كل مكتسبات الثورة (ثورة سبتمبر واكتوبر ) بل اهم مكتسباتها في الجمهورية كنظام سياسي يرتبط بالشعب ويعزز من المواطنة ودولة القانون وهو الامر الذي ناضل الشعب من اجله وكان ولايزال قبلة الثوار والمناضلين تلبية لحقهم في دولة وطنية موحدة ذات نظام جمهوري لامجال معها للجهوية والمذهبية والمحاصصة .
من المثير للسخرية ان المشهد السياسي تصدره من لاعلاقة لهم بالثورة /الانتفاضة او بدلالاتها الاجتماعية في التغير وفق تعزيز المواطنة والدولة المدنية وان الخارج الاقليمي عبر وكلائه من رموز البداواة استغلوا مطالب الشعب بالتغيير ليعملوا من داخل صفوف الساحات والشباب ضدا على مطالبهم .فارئيس هادي لم يكن يوما ممن يطالبون بالتغيير والاحزاب الدينية لاعلاقة لها بالثورة بل كانت تفضل العمل من صفوف خلفية وفق تنسيق غير معلن مع الحاكم واجهزته المختلفة ...ولان المنطقة العربية اصبحت مستباح لامريكا وقوى غربية واقليمية فالصراع في احد وجوهه بين امريكا وايران وبين ايران وحلفاء امريكا يتجسد ميدانيا في اكثر من قطر عربي من العراق الى لبنان الى سوريا الى البحرين وصولا الى اليمن ولان الجماعات القبلية لم تكن يوما الا وقودا في حروب معارك لاتخدم الوطن فالحروب بالنسبة لها وظيفة اقتصادية هنا ظهرت احزاب وجماعات ومراكز قوى تتفاخر بقوة قبالئلها التي ستصطف مع اطراف اقليمية في تصفيات حساباتها مع خصومها ولو من بوابة اليمن .فتارة تكون القاعدة خادمة لاغراض عالمية وتتخذ من اليمن ميدانا للرماية وتارة تظهر جماعات مذهبية واحيانا اخرى جماعات شبه رسمية تقدم خدماتها مقابل تصفية حساباتها الثأرية محلية هنا الخاسر الاوحد هو الشعب والوطن فلامجال للتفكير فيهمها الامن زاوية العقلية السياسية الانتهازية او منطق ابيزنس السياسي لجماعات تجعل من الحروب وظيفة اساسية لها .
ان واقع اليمن يتطلب اعادة رسم خارطة حزبية وسياسية جديدة وظهور لاعبين جدد من داخل قوى المدنية والديمقراطية لانهم الاكثر تعبيرا عن مسار التغيير وتطلعات الشعب ، اما استمرار مراكز القوى واحزابها سيتضمن بقاء البؤس السياسي وعبثية المشهد من قبل اطراف ولاعبين لاعلاقة لهم بالدولة كمشروع وبرنامج تغييري . ومالم تحدث قطيعة مع القبيلة المصدرة للعنف وتفكيرها وعصبويتها فان اليمن قد لايشهد استقرار في الامد القصير والمتوسط وسيكون المجال مفتوح لاحتمالات الانهيار الشامل للدولة والمجتمع .وادراك هذا السيناريو بكل مخاطره ربما يدفع بكل اللاعبين والقوى السياسية والعسكرية الى التوقف عن العبث السياسي حفاظا لوجودهم جميعا ودراء من انزلاقهم جميعا نحو اتون معركة تلتهمهم دون استثناء . ومن هنا تكون الدولة وفق مشروع وطني ومظاهرها المدنية المؤسسية بداية لانقاذ الوطن والمجتمع باعتبار الدولة القاسم المشترك والتعبير عن الهوية السياسية الجامعة لكل اليمنيين .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوثيين قوة سياسية ام قوة محاربة
- تغييب وتعطيل الجغرافيا السياسية في اليمن
- سوق الشعارات وبيع الاوهام في اليمن
- المصريون يجهلون بلادهم
- التجريف السياسي للعقل الثقافي العربي
- اليمن التي نريد
- جدلية العلاقة بين الديني والسياسي
- الصورة والظل في المشهد السياسي اليمني
- من سبتمبر الى فبراير ..الثورة متجددة
- اليمن بين ثورتين
- جماعة الاخوان ... فكرة تجاوزها التنظيم
- الجمهوريات العربية تبحث عن هوياتها
- نحو رؤية جديدة في السياسات الاقتصادية لدول الربيع العربي
- في اليمن ... بؤس الاحزاب والنخبة
- الربيع العربي يحدث أهتزازات في النظام السياسي الخليجي
- السعودية تجدد مملكتها
- مملكة السيد وجمهورية الشيخ ..صراع الزعامات داخل القبيلة الزي ...
- قطر في عين العاصفة السعودية
- الربيع العربي يبيع النظام الجمهوري ..
- المشهد السياسي اليمني ..تقدير موقف


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - مشهد سياسي عبثي في اليمن ...؟