أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جبار وناس - سياحة في أقاليم الفكاهة والحزن....2














المزيد.....

سياحة في أقاليم الفكاهة والحزن....2


جبار وناس

الحوار المتمدن-العدد: 4615 - 2014 / 10 / 26 - 21:35
المحور: كتابات ساخرة
    


سياحة ثالثة
------------------
تأنق أبو الشجر المعلا كثيرا حتى بدا منظره مثيرا أمام زوجته ، لم تتماهل كثيرا حتى ثارت بسؤالها : خير انشاء الله رايح ايزفونك على يا مدلله ؟، لم ينبس بكلمة بل اكتفى بابتسامة خفيفة ، ربت على كتفها : أم شجرتي وأغصان بيتي الوارفة ، خرج مسرعا الى الشارع ، كان بانتظاره سائقه الخاص ومساعده في ادارة الحملة الانتخابية لمرشحهم الأمل الموعود ( بحران بهاري الخنفش ) ،
- الى أي جهة نسير اليوم يا أستاذ سأله السائق ؟
- الى منطقة الطين ،
أخرج مساعده حقيبة كبيرة ، فتحها وكانت مملوءة بعملة الخمسة والعشرين ألف دينار ذات اللون الاحمر فأشار عليه الأستاذ أن يجلس في المقدمة بجنب السائق وعندما تمر السيارة بشوارع وأفرع حي الطين أن يبدأ باخراج الأوراق النقدية ورميها على المارة والواقفين ومن يصفق لهم ومن يرفع يده تحية لهم ،
كان شارع الانتصار المؤزر الأطلالة الأولى التي دخلوا بها فواجهتهم مجموعة من الأطفال يلعبون لعبة الدعبل الأثيرة فنادى عليهم السائق : تعالوا يا شباب كم عددكم ؟ ، أجابه أحدهم : نحن سبعة فرمى عليهم المساعد ( أبو الهيفاء ) أوراقا على عددهم فراح الأطفال يصيحون ويصرخون مما حدا بالعوائل القاطنة في البيوت أن تخرج الى الشارع ، تحركت السيارة متجهة الى شارع الهدف الساطع وقبل أن تدخل فيه كانت هنالك طوابير من الناس تركض وراء السيارة ، توقفت السيارة ، ترجل منها أبو الهيفاء وراح يرمي عليهم بحزمة كبيرة من الأوراق النقدية فحصل تدافع وسقوط الاجسام وتداخلها فلم يعد التميز ممكنا ما بين الاجسام المتداخلة أهي رجالية أم نسائية وما مصير الأطفال ؟ كان الله في عونهم فأجسادهم غضة وشاحبة ،
- تحركوا بسرعة خوفا من كثافة الحشود وتدافعها كانت هذه نصيحة الأستاذ أبو الشجر المعلا ، توجهت السيارة مسرعة فكانت الحشود تتكاثر وتتجمع في كل الشوارع وكأن خبر الأوراق يسري كالنار في الهشيم .
ركضت الجموع خلف السيارة حتى بات الشباب منهم في مزاحمة شديدة مع حركة السيارة في السرعة فقال الأستاذ للسائق والمساعد : أخرجا مزيدا من الأوراق وأقذفا بها عليهم ، ولنذهب بعيدا عن تلك الحشود ، سارت السيارة بسرعة كبيرة اتسعت المسافة بينها وبين تلك الحشود ، توقفت السيارة فنزل منها الثلاثة ، كان الشارع الرئيسي ممتلئا بالناس الغفيرة.
- قال الأستاذ بقيت لديكم أوراق ؟
-نعم أستاذ أجابه الاثنان
-اعطني ورقة واحدة قال لمساعده ، تفحصها ، وقال : أبو الخمسة والعشرين فيه أمل كبير وسار ثلاث خطوات ورمى الورقة في الهواء ،
ارتفعت الورقة في الفضاء وأخذت طريقها فوق الحشود المتجمعة في الشارع الكبير ، تشخصت الابصار باتجاهها ، بدا على الورقة وكأنها حمامة تحلق في الهواء بحركات غير معهودة سابقا في ذاكرة الناس المتجمهرين ،
- كأنها حمامة زاجل قال بعضهم
- يا سبحان الله يحرك الجماد من غير ميعاد قالت عجوز يمسك بيدها أحد أحفادها
- هذا فأل فيه خير لكم أيها الناس فتحركوا أينما يتجه قال الحاج فلحان المولى.
اتجهت الورقة في طيرانها نحو الشرق من الحي فراحت الجموع تتعقبها في في الاتجاه نفسه
- علينا أن نمسك بهذه الورقة قبل أن تقع في منطقة العدس قال مختار منقطة الطين : هيا اسروا فها هم أهالي العدس يتهيأون لللامساك بها ويفوزون فيها وا أسفاه ،
تداخلت الجموع الغفيرة فيما بينها بين أهالي الطين والعدس فيما الورقة راحت تستعرض بحركات جديدة وراحت تسرع في حركتها وكأنها تنوي التحليق فوق منطقة الميت ومنطقة اللازوردي ، اندفعت باتجاهها كل الجموع وراحت تبتعد ،
قال الأستاذ : سكون جيد يسمح لنا بحرية الحركة لنذهب الى مرشحنا بحران ونروي له حكاية يومنا الانتخابي هذا.



#جبار_وناس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياحة في أقاليم الفكاهة والحزن
- هالشكط بكط يا لوح
- من الضوء خذ ما ترى
- ليس من غريب
- ماذا يعني؟
- مَن يصفق؟
- وعن ديرة الحندكوك
- أصفر بنية الوضوح
- في أي مكان
- لمَن...................؟
- بيان في تجليات
- فيظ طارىء
- سؤال
- بماذا يغتسلون ؟
- ضحك على ضحك
- ما ورد في صحيح القلق
- حوارية وطن
- عبق الروح = وطن
- هذه ناري وتلك خبزتي
- مداخن لرقص خاسر


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جبار وناس - سياحة في أقاليم الفكاهة والحزن....2