أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - فى غرفة انتظار الطبيب !














المزيد.....

فى غرفة انتظار الطبيب !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


فى غرفة انتظار الطبيب !
سليم نزال

المكان غرفة انتظار فى عيادة طبيب . على المدخل يوجد صورة لسفينه وسط بحر هائج!
الشخصيات:
جميله و هى فى حوالى الاربعين من العمر.ترتدى ملابس مودرن و قبعة على راسها
ابو قاسم رجل فى حوالى الستين.يحمل عصا يتوكأ عليها
ام فى العشرينيات من العمر مع طفلها
الممرضه شابه فى حوالى الثلاثين

جميله (و قد فقدت صبرها توجه كلامها الى الممرضه ) متى ياتى الطبيب .من غير المعقول ان يتأخر لهذا الحد !
الممرضه (بضيق) قلت لك عدة مرات انه لم يات بعد!
ابو قاسم لكن متى ياتى؟
الممرضه: لا اعرف!
جميله: لك الاتصال مره اخرى
الممرضه : اتصلت عدة مرات لكن لا احد يرد على الهاتف!
ابو قاسم: يا لها من مشكله ما عسانا نفعل الان؟
الممرضه: لا نستطيع ان نفعل سوى الانتظار!
جميله: كيف هذا؟ على الطيبيب ان يدرك ان المرضى فى انتظاره!
الممرضه: (بضيق اكثر ) انه يدرك ذلك مضى عليه ثلاثون عاما فى الخدمة و لا بد ان امرا ما قد حصل!
ابو قاسم: امر ما ,مثل ماذا؟
الممرضه: كيف لى ان اعرف .انا اجلس معكم طوال الوقت ؟
جميله: دعنا نفكر ما الذى يكون قد حصل؟
الام :ما فائدة ذالك؟
جميله :على الاقل نمضى الوقت بضجر اقل!
ابو قاسم: يقولون الغائب عذره معه !
جميلة: مقولة الغائب عذره معه صارت فى بلادنا تستخدم لتغطيه كل غياب فيه تقصير!
ابو قاسم: ماذا تعنى؟
جميله : الطبيعى ان يكون الشخص فى عمله فى الوقت المناسب, و التاخير هو الاستثناء,اليس كذلك؟
ابو قاسم :اجل, لكن الظروف احيانا تحكم الانسان !
جميله (مستفزه قليلا ) عن اية ظروف تتحدث!
ابو قاسم :ظروف الحياة!
جميله(بتصميم): البلاد التى تقدمت عندهم ايضا ظروف الحياة ,لكنهم تقدموا!
الام(التى تتابع الحديث باهتمام ) اه رايت امس فى صورة لماكينة فى اليابان تعمل باسبور فى 3 دقائق ,كم تقدموا !
جميلة:ارايت كيف يتغير العالم و نحن مكانك سر! عندنا نكاد نصاب بالجلطة حتى نحصل على الباسبور !
ابو قاسم: لكن هذه بلاد متقدمة اين نحن منها !
الام (بدات تتحمس اكثر للحوار) لم يولد احد متقدما ,لقد عملوا للتقدم !!

الممرضه:(التى كانت تسمع الحديث طوال الوقت بدون ان تتدخل) لكن التقدم يحتاج الى وقت!
الام :اجل يحتاج الى وقت و جهد ,و ربما اجيال لكن يحتاج قبل كل شىء الى قرار بالتقدم!
ابو قاسم:
لكن كيف يبدا !
جميله:يبدا منا جميعا , من المجتمع كله. فى مناخ التقدم تسرى فكرة التقدم مثل الوباء و تخلق مناخ يدعوا لذلك!
ابو قاسم: لا افهم كيف يبدا التقدم اللعين , هل هو بمثابة قرار عسكرى يتخذه قائد الجيش فتتحركت القوات ام كيف؟
جميله: ليس قرار عسكريا ,عدا ان المجتمع ليس ثكنة عسكريه ,لكن لا بد من وجود قرار بل قرارات سياسيه و مجتمعيه .
الام :اذن لماذا لا نفعل ذلك؟
جميله : ,لا اعرف حقيقة لماذا؟ لكن يبدو لى اننا قررنا ان نظل فى مكاننا!
ابو قاسم(مكررا كلمة قررنا ) من قرر ذلك؟
جميله :كلنا قررنا ذلك.حكامنا لا يريدون التقدم,و شعوبنا لا تريد التقدم ,و نحن مكانك راوح !
الام: و لكن الامور ليست بيدنا !
جميله: ان لم تكن بيدنا بيد من اذن ؟
ابو قاسم : انها بيد الحكام و هم نائمون!
جميله :الحكام نائمون ,و الشعب يغط فى نوم عميق!
الام: اعتقد ان الشعب يريد التقدم !من لا يحب ان يكون عنده افضل الجامعات و افضل المستشفيات و اافضل الخدمات للناس !
جميله: الكل يريد ذلك لكن الذى يريد التقدم يتقدم !
ابو قاسم:
لكن الحكام لا يريدون!
جميله: هذا عذر لم يعد يقنع حتى هذا الطفل (و تشير بديها الى الطفل)! لواراد الشعب التقدم لما منعه احد!
ابو قاسم: نحن بانتظار ان ياتى حكام جدد ليقودوا البلاد نحو التقدم !
جميله (ببعض الصدمة ) ننتظر ,كم علينا ان ننتظر ,لقد انتظرنا قرونا و حان الوقت ان نبادر !
ابو قاسم:انت تنكرين دور الدول و هو مهم جدا للتقدم !
جميله لا انكره و لكنه ليس ضروريا .انظر الى الغابه ,هل تعتقد ان احدا اتخذ قرارا بذلك, شجرة هنا و شجرة هناك و مع الوقت صارت غابه ,هكذا هو التقدم!
الام(بصوت منخفض) : انا ايضا اعتقد ان كل شىء باتى بالتراكم !

الممرضه: لكن طاقات الشعب محدوده!
جميله : لكنها ليست منعدمة ,بوسع الشعب ان يفعل الكثير!
ابو قاسم: (متشككا) مثل ماذا؟
جميله(تفكر قليلا): دعنى اعطيك مثالا ؟
هل يوجد مساحة صغيرة للعب الاطفال فى الحى الذى تسكن فيه؟
ابو قاسم: كلا
جميله: اين يلعب لاطفال؟
ابو قاسم: فى الشوارع!
جميله: حسنا .تخيل ان يجتمع اهل الحى .يقولون سنعمل مساحه ليلعب الاطفال .كل واحد يتبرع بما يستطيع.فى اليوم التالى ياتى نجاروا الحى و يصنعون بعض الالعاب فى مساحة من الحى اليس هذا ممكنا؟
ابو قاسم: هذا ممكن!
جميله :عندها يجد الاطفال مساحة للعب بدلا من اللعب فى الشوارع اليس كذلك!
ابو قاسم (منبهرا) نعم!
جميله(بشعور المنتصر): اذن لا داعى لانتظار الدولة !
ابو قاسم (ينظراليها بتمعن )
كلا!
جميله متابعة النظر الى ابو قاسم: اليس هذا تقدما ؟
ابو قاسم(بشعور الهزيمه): انه كذلك!
الممرضه .عذرا للمقاطعه اتصل الطبيب و قال انه فى الطريق الى العياده !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بد من ثورة عربيه ثانيه!
- المطلوب فلسطينيا الحذر الشديد فى هذه المرحلة!
- تلك هى حكاية الانسان
- تاملات فى الذكرى الرابعة لرحيل امى(1)
- الفكرة القاتلة !
- حول مسألة السعادة و هل يمكن قياس السعادة لدى البشر؟
- حول صناعة الصور النمطية؟
- بانتظار وصول الميت! مسرحية من فصل واحد
- اشكالية الصورالنمطية!
- لا مناص من الخلاص من عقلية القبيلة!
- لا بد من تأمل الدرس السكتلندى!
- فى حضرة جلال الدين الرومى
- كيف هى صوره المشرق العربى الان؟
- حان الوقت لحركى حماس و الجهاد الاسلامى ان يفكران بتغيير اسمي ...
- لا شىء هنا سوى الانتظار! مسرحية قصيره .
- اسئلة ما بعد الاستفتاء الاسكتلاندى!
- الافكار القاتلة, و زمن مواجهة الحقيقه.
- هل بدا التفكك السياسى فى اوروبا ؟
- اشكالية معرفة الحقيقة فى الزمن الراهن!
- لا بد من استخدام اليات المعرفه و لا تدعوا الجهلة يقررون مصير ...


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - فى غرفة انتظار الطبيب !