أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ضياء الدين ميرغني الطاهر - ثورة اكتوبر السودانية ومأزق الازمة الوطنية الراهنة















المزيد.....

ثورة اكتوبر السودانية ومأزق الازمة الوطنية الراهنة


ضياء الدين ميرغني الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 17:52
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


مرور 50 عاما علي ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة ، يفتح الباب علي مصرعيه للولوج الي عمق الازمة الوطنية الشاملة التي يعيشها السودان حاليا . وبما تؤشر له مستقبلا لمرحلة من أدق وأعقد المراحل في ان يكون او لا يكون .
تمر الذكرى الخمسين لثورة اكتوبر 1964 والسودان يعاني ليس من عدم استكمال مهامها فقط بل من التراجع المريع في كل أوجه حياته . تلك الثورة التي شاركت فيها كل قطاعات الشعب السوداني من كافة فئاته، في شعب كان ينبض بالحياة وبالقيم  والمثل  الأخلاقية الرفيعة  وروح الثورة والتضحية والإباء والشمم، وبدور مميز وكبير لليسار السوداني بجناحيه الماركسي ( الشيوعي) والقومي العربي ( البعثي) . وإذ نشير لهذه الحقائق لإدراكنا العميق للمحاولات المستميتة  من اجل محو هذا التاريخ وتزييفه خاصة في ظل استلام السلطة بواسطة الانقلاب العسكرى الذي نفذته عناصر الجبهة الاسلامية او ما يعرف بالإخوان المسلمين او ما يعرف مؤخراً بالمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، وبتحالف  سياسي يظهر ويختفي حسب الحاجة والمرحلة بين أطراف اليمين السوداني الذي تمثله المرجعيات الطائفية والدينية للقوى التقليدية واحتياطيها الممثل في عناصر الجبهة الاسلامية (الاخوان المسلمين - الكيزان). وفي التاريخ القريب والبعيد شواهد لهذا الحلف المتين .
لقد تفجرت ثورة اكتوبر 1964 علي اثر سلسلة من الندوات ، والتي بدأها تيار الاشتراكيون العرب حول قضية الجنوب بجامعة الخرطوم بوب أسطة الطالب آنذاك الرفيق عبد الله محمد عبد الرحمن المعروف ب(الانفزبول) والذي  أصيب بطلقة استقرت  في صدره  في مظاهرات القصر ليستشهد بعدها بعدة سنوات علي اثر مضاعفات إصابته ونحن إذ نذكر هذا الحدث حتي يحفظ التاريخ لأبطال اكتوبر حقهم من الذكر الذي يحاول البعض محوه من ذاكرة الشعب . وانتهت سلسلة تلك الندوات بيوم 21 اكتوبر والتي استشهد علي اثرها الطالب احمد القرشي وأي أدت للانفجار الشعبي الذي احدث ثورة اكتوبر المجيدة.
ثم تكونت جبهة الهيئات من مختلف القوي السياسية بيمينها ويسارها ، وكما حاول البعض والإعلام الرسمي تجاهل الدور الكبير الذي قامت به بعض التيارات والأفراد يحدث  هنا نفس الشئ وتمر ذكري اكتوبر هذا العام ونحن نفقد قبل بضع اشهر واحدا من المع أبطالها واكثرهم نشاطا في تحريك الشارع الاكتوبري،الا وهو الرفيق الاستاذ شوقي ملاسي المحامي الذي شارك بإسهام  في تكوين جبهة الهيئات وكان ممثلا لتيار الاشتراكيين العرب  فيها . بجانب دوره المشهود في اجتماع نقابة المحامين  والذي كان نقيبه الاستاذ عابدين اسماعيل والذي تم إعلان الإضراب السياسي والعصيان المدني الذي اقترحه الاستاذ شوقي ملاسي في ذلك الاجتماع . ومن مجموع خمسة عشر محاميا ضم الاجتماع ثلاث من البعثيين وهم الأساتذة الرفاق شوقي ملاسي وبدر الدين مدثر رحمها الله الي جانب الاستاذ الرفيق  سعيد ميرغني حمور أمد الله في عمره . وقد كلفهم الاجتماع بأخطر الأدوار وهو تجميع توقيعات القضاة والمحامين  علي  وثيقة الإضراب السياسي والعصيان المدني والذي شاركتهم فيه الأستاذة الرفيقة د. صفية صفوت حرم المرحوم الرفيق شوقي ملاسي . كما تشهد ليلة المتاريس جانب اخر من نضال الاستاذ شوقي ملاسي المحامي علي اثر المعلومة التي تقول بتحرك بعض الضباط لإجهاض الثورة ، وذلك عندما ذهب لدور السينما ليعلن من خلال الميكرفون عن هذا التحرك وخروج الجماهير الي الشوارع لإقامة المتاريس لمنع التحرك المضاد . و التي بدأها بإفراغ إطارات سيارته في الطريق لعرقلة اي تحرك ومن ثم قامت الجماهير برمي الأشجار في الطريق بما يعرف بليلة المتاريس. 
وفيما كانت الجماهير تهتف الي الثكنات يا عساكر كان بعضهم يحاول إثناء الجماهير عن ذلك ليضخم الاعلام والتاريخ  عن دورهم الموهوم في ثورة اكتوبر ونذكر هنا بالتحديد شخص الدكتور حسن الترابي . الذي كان عكس تيار الجماهير في ذلك . 
ومن ليلة المتاريس الي تكوين لجنة التحقيق مع قادة نظام نوفمبر 1958 يمتد دور ونضال الاستاذ الراحل الرفيق شوقي ملاسي والذي كان احد أعضائها . فحري بنا ان يحفظ التاريخ دورهم المشهود . وما كنا لنقوم بذلك لو لا محاولة تزييف التاريخ  وكتابته علي هوي بعض الاشخاص والقوي السياسية ، ولو ان كتابته تمت بتجرد .
لقد قامت ثورة اكتوبر من اجل قضية الجنوب وها هو الجنوب يصبح دولة منفصلة عن السودان بعد مرور ما يقارب الربع قرن من انقلاب الجبهة الاسلامية ( الكيزان). وفي الطريق اجزاء مرشحة للانفصال ،دارفور والنيل الأزرق وفي شرق وشمال السودان .
ولقد كانت ثورة اكتوبر  ، ثورة من اجل الديموقراطية والحرية وها نحن نعيش في أسواء عهود الدكتاتورية والقمع علي مدي تاريخ السودان . الذي يتم فيه اغتيال أبنائه وبناته للطلبه والطالبات بدم بارد وتشريدهم  علي اساس  عنصري وقبلي بعد ان كان السودان  قد تجاوز سابقا هذا التوجه الذميم. وهنا كما هو الحال سابقا يشهد التاريخ. للبعثيين والاشتراكيين العرب نضالاتهم  وقيادتهم للجماهير لخط المصادمة ضد نظام نوفمبر ، في وقت كان يري فيه آخرون ان يتم النضال من داخل مؤسسات النظام النوفمبري . ونجم عن هذا التوجه ، اعتقالي بعض قيادات التنظيم الناشئ في ذلك الوقت كما شهد اعتقال بعض الرفيقات من النساء لاول مرة في تاريخ الحكم الوطني في السودان علي اثر مظاهرة عام 1963 والتي جاءت في أعقاب سقوط نظام عبد الكريم قاسم في العراق  والذي كان شعارها (مصير عبود-مصير قاسم). 
ونتيجة لهذا الاعتقال تمت ممارسة الإضراب عن الطعام والشراب سويا لاول مرة في التاريخ السياسي للسودان.
كما ان ثورة اكتوبر 1964 رفعت شعار العدالة والتطهير وها نحن نعيش في أسواء العهود فسادا وإفسادا  في مؤسسات الدولة والمجتمع . وتفشي المحسوبية وبسط سياسة التمكين للسلطة وحزبها  ومحاسيبها من دون ادني معايير للكفاءة سوي معيار الولاء والتدليس للسلطة الحاكمة .
لقد انتصرت ثورة اكتوبر عبر التحرك  الجماهيري السلمي وها هو الوطن اليوم وقد حمل أبناءه السلاح في كل اجزائه ضد طغمة يونيو الفاشية البشعة بعد ان عبّد بقاء نظامه بالدم .
بعد مرور خمسين عاما علي ثورة اكتوبر التي حققت اكبر قدر من الإجماع الوطني ها نحن نعيش اليوم في ظل سلطة الاسلام السياسي وفي ظل أوسع تمزق للنسيج الوطني وتغذية الروح العنصرية والقبلية وانتشار فهم المصالح الطبقية الضيقة والشخصية علي حساب مصالح أوسع جماهير الشعب وقواه الحيه ومصالح الوطن العليا. فماذا تبقي  لنا من ثورة اكتوبر وبعد خمسين عاما من مرورها ؟
ان كل يوم يمر علي بقاء نظام 30 يونيو انما يمثل إضرارا بليغا بالوطن والمواطن السوداني لذلك فالمطلوب الآن ، نبذ العنصرية والقبلية وتحقيق اقصي درجات التكاتف والوحدة بين أبناء الشعب السوداني. والانتباه لمخططات النظام الإجرامية وبالتحديد لأبناء الشعب السوداني خارج الوطن والذي تقوم به سفارات النظام كما يثبت ذلك التقرير السري  الذي تم نشره أخيرا عن خطة  النظام تجاه السودانيين بالخارج ، ولهذا مقال آخر. 
اننا جميعا مدعوون لاستلهام ذكري وأهداف ثورة اكتوبر المجيدة والعمل الجدي لإسقاط طغمة يونيو الغاشمة .فلتتحد السواعد من اجل ذلك .



#ضياء_الدين_ميرغني_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفهم حقيقة التغيرات العالمية الجارية و الصراع بإسم الديم ...
- نظرة نقديه للحركة القوميه ونموذج حزب البعث (السودان )
- انها انتفاضة الحسم والظفر ولكن ...
- الانتفاضة السودانية الجارية وأولوياتها
- عركي مناضلا ومبدعا وإنسانا
- مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهير ...
- تداعيات التشظي والإبحار عكس تيار الإنفصال
- الموقف الوطنى الصحيح بين المسئولية الوطنية والجنائية الدولية
- ثورات شعبية أم مخططات مجهولة المصدر والمستقبل
- التغيير المنشود والامل المفقود فى المنطقة العربية
- الهبة الشبابية فى السودان مران حقيقي من اجل غدٍ آتٍ سعيد
- نداء الوطن وواجب الساعة وحدة عادلة أو انفصال متحضر !! صرخة ا ...
- فاقان اموم فى حديث الصراحة والوضوح عن قضايا الوحدة والإنفصال
- السودان ومصر:


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ضياء الدين ميرغني الطاهر - ثورة اكتوبر السودانية ومأزق الازمة الوطنية الراهنة