|
دروسٌ من الحَرب ضد داعِش
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 14:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عُلماء وخُبراء العالم المُتمَدن ، منشغلون بتسهيل حياة البَشَر ، وإبتكار كُل ماهو مُمتِع ومُفيد .. في حين ان خُبراء ما يُسّمى بدولة الخلافة الإسلامية ، منهمكون في إبتداع وسائل جديدة للتفخيخ والتفجيرات الإنتحارية ! . وإذا كانَ العراق ، عدا أقليم كردستان .. قد تَعّوَد على التفجيرات شُبه اليومية منذ 2004 ، والجيش الإتحادي وقوى الأمن ، قد مّروا بمئات التجارب المريرة ، من خلال تعرضهم طيلة السنوات الماضية ، لسيارات مفخخة وإنتحاريين .. فأن حرس الأقليم أو البيشمركة .. يُواجهون منذ شهرَين فقط ، سيارات كبيرة او تناكر مُحّمَلة بكميات ضخمة من المواد شديدة الإنفجار ، يقودها إنتحاريون . ولكن في الآونة الأخيرة ، لجأتْ الفاشية الداعشية ، وبعد ان نجحَ البيشمركة في عدة أماكن ، في إفشال وصول السيارات المفخخة الى أهدافها ، وتدميرها قبل ذلك .. فأن داعش لجأتْ ، الى " صنع دروع تُغّطي معظم هيكل السيارة ، وجلبِ زُجاج على درجة عالية من المقاومة " .. فتصّوَر الإمكانيات المادية والتكنيكية ، التي تتمتع بها عناصر الفاشية الداعشية .. والذهنية الإجرامية التي تتحكم بروؤسهم العَفِنة . آخر مثالٍ ، على ( إبداعاتهم المريضة ) .. ماقاموا بهِ عصر يوم 20/10/2014 .. حيث توَجَهَ تانكرٌ يحمل 500 كيلوغرام ( أكَدَ ذلك خُبراء عاينوا مكان الحادث )، من المواد شديدة الإنفجار ، يقوده إنتحاري ، صوب قريةٍ قريبة من " وانه " بِمُحاذاة سد الموصل .. حيث كانَ هنالك جمعٌ من البيشمركة وبمعيتهم بعض القادة الميدانيين ، يمسحون القرية المُحّرَرة تواً . شوهدَ التانكر المُتقّدِم ، فوّجهَ البيشمركة نيران أسلحتهم ومن ضمنها ال ر . ب . ج ، نحوه بِكثافة .. لكن التانكر المُفّخَخ الإنتحاري ، رغم حدوث تشققات في الزُجاج وإنبعاجات في الهيكل المُدّرَع ، ظّلَ يتقدم .. وما هي إلا دقيقتَين ، حتى حدثَ إنفجارٌ هائل غير مسبوق ، على مقربةٍ من المجموعة .. أدى الى إستشهاد العديد منهم وجرح آخَرين . * القرية المَعنِية ، تُبعد حوالي الأربعين كيلومتراُ من مدينة دهوك . وبالرغم من هذا ، فلقد سُمِع صوت الإنفجار المدوي في مركز دهوك نفسه . وذلك دليلٌ على الحجم الهائل للإنفجار . * يقول المختصين ، ان قذيفة ال ر . ب .ج ، بإمكانها تدمير السيارة المُفخّخة ، حتى لو كانتْ مُدّرَعة ، قبل وصولها قرب الهدف ( في حالة إرتطام القذيفة بأسفل السيارة ) .. لكن ذلك يعتمد على الصُدفة . ويقولون ان قذائف المدافع المنطلقة من الدبابات ، تستطيع بسهولة ان تُدّمِر السيارات المفخخة الإنتحارية المُدرعة . ولو كانتْ هنالك دبابة واحدة متواجدة في مُحيط مكان البيشمركة في تلك القرية .. لإستطاعتْ بالتأكيد ، إجهاض العملية الإنتحارية الدنيئة ، وأنقذتْ حياة العديد من البيشمركة . * طيلة السنوات الماضية .. كانتْ المجاميع الإرهابية ، تسبُق قُوى الأمن العراقي والجيش .. بِخُطوةٍ على الأقل . كان الإرهاب ( يفعل ) .. وقُوى الأمن تقوم ( بردود الفِعل ) . كان الإرهاب يُفاجئ ، والجيش والأمن ، يتلقون الضربات الموجعة . بدأتْ قوات البيشمركة .. بتعلُم الكثير خلال الشهرَين الماضيَين ، حول أساليب الفاشية الداعشية ، ولكن للأسف ، في كُل درسٍ تتعلمهُ ، تدفع ضريبة غالية ، من دماء أشجع البيشمركة . ينبغي توفير الدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة المناسبة ، في أي مكانٍ يواجهون فيهِ العصابات الإرهابية .. فهذه المجاميع الفاشية المُجرمة .. كُل هّمها وكُل إبداعها ، يتركز في القتل والتدمير ، فهُم أعداء الحياة بإمتياز . ....................... وُضِعْنا في هذا الموقف الصعب : البيشمركة في مُواجهة ما يُسمى دولة الخلافة الإسلامية . هنالك إحتمالٌ كبير ، ان ننجح وننتصر ، ولكن بشرط : .. التنسيق مع بغداد والجيش الإتحادي العراقي ، والتوصل الى حلول سريعة للملفات العالقة / تواصُل الدعم الدولي في كافة المجالات / توفير المزيد من الأسلحة المتطورة / الإرتقاء بالجُهد الإستخباري / توحيد صفوف البيشمركة في كافة المحاوِر . التفجيرَين الإنتحارِيَين الكبيرَين ، في ربيعة قبل أسابيع وفي وانه قبل أيام .. ينبغي ان تكون آخر الدروس المريرة التي نتعلمها . وإيجاد آلياتٍ مُحكَمة ، لإرسال الإنتحاريين الى جهنم ، قبلَ وصولهم الى أهدافهم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بائع العِلكة
-
حَلٌ مُؤقت لإيواء النازحين : القُصور والجوامِع
-
مُستفيدون صِغار .. ومُستفيدونَ كِبار
-
الصَبر .. ثُم الصَبر
-
نِساءٌ .. ونِساء
-
إلى متى ستصمُد كوباني المُحاصَرة ؟
-
المصاريف الأمريكية .. وخضروات البيت
-
- السهرات الإسطنبولية -
-
ثلاثة رسائل من كوباني
-
- أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -
-
اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر
-
- اُمَة مُحّمَد كُلّها تُسّلِم عليك -
-
قَلَم السُلطة .. يكتبُ جميع الألوان
-
تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير
-
بينَ وادِيَين
-
المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
-
- كوبانى - تحتَ النار
-
العَرَب السُنّة الموصلليين
-
( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !
-
الهاتف النّقال
المزيد.....
-
كيف يعمل مرحاض الطائرة على ارتفاع 40 ألف قدم؟
-
-اليونيفيل- تجدد الدعوة للالتزام بالقرار الأممي 1701
-
الحرس الثوري الإيراني يحذر الغرب: الزمن الأول تحول
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك وإسقاط 38 صاروخا و
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب أول في صفوفه شمال غزة (صورة)
...
-
-بعد إقرار ماسك بتناوله-.. الحقيقة المظلمة للكيتامين
-
ما هي الرئة الحديدية؟ وكيف تعمل؟
-
هل يتمكن ترامب من دفع كفالة بقيمة 464 مليون دولار في قضية اح
...
-
الجيش الأميركي يدمّر صواريخ ومسيرات للحوثيين في غارات جديدة
...
-
الصين: عدة مستشفيات تغلق أقسام التوليد جراء تراجع قياسي في ا
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|