أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.















المزيد.....

رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رســـالـة إلى صديقي الفنان المتفائل...
وهامش عن جــائــزة أبن رشـــد.

كتب لي صديق شاعر وموسيقي سوري مقيم بمدينة ستراسبورغ Strasbourg الفرنسية معاتبا بلطف وأدب وتهذيب, بأنني انتقلت بكتاباتي الأخيرة من طبيعة التشاؤم الإيجابي, كما كنت أذكر دائما.. إلى التشاؤم السلبي.. أو بالأحرى إلى التشاؤم المجرد, أو التشاؤم الكامل...
وكان هذا ردي إليه...
يــا صــديــقــي
جوابا على تعليقك ــ الرسالة على مقالي السابق الموجه للكاتبة السورية المعارضة الطبيعية السيدة ناهد بدوية, وتحولي إلى الخيبة والتشاؤم السلبي.. بعد أن كنت من المنادين بالتشاؤم الإيجابي... الذي يحترف الحذر وترقب النكبة.. وخاصة السعي لإبعادها أو تجنب وقوعها... ولكنني مع الأسف بعد أربعة سنوات من حروب غبية, على الأرض السورية.. من جميع الأطراف المتحاربة بلا أية غاية سوى التفجير والقتل والتفتيت والتهجير والخراب.. ضاعت من قناعتي كل إيجابية.. وعدت إلى التشاؤم بشكله الجذوري الواقعي الكامل... وخاصة بعد أن احتلت جحافل داعش ثلث الأراضي السورية الحالية, وجزءا هاما من الدولة العراقية المتاخمة لما احتلت من الأراضي السورية.. وأعلنت خلافتها الإسلامية, وتوالت المبايعات لخليفتها (المجهول المولد والتاريخ والمنشأ) من عديد من الفصائل الجهادية الإسلامية.. ورفعت أعلامها.. ونشرت وطبقت ومارست شريعتها.. وحكمت محاكمها.. ونفذت العديد من تشريعاتها من الجلد والرجم والصلب والاعدامات المنصوصة في شريعتها الإسلامية التي أخذت مكان كل القوانين المحلية التي كانت ســائرة المفعول... وصارت تمارس تجارة النفط (المسروق) مع عشرات من الدول, بواسطة مافيات تركية ألبانية أوروبية, بأسعار زاحمت الأسعار الأوروبية.. بكل أمان واطمئنان.. ورغم التهديدات الأمريكية ــ الأوروبية ــ العربانية الخداعية الكاذبة... وادعاءات هذه الدول المتحالفة ــ على لا شــيء ــ بضرب هذه الدولة ــ الخلافة وتفكيكها.. بينما في الواقع وبدون أي حياء أو خجل أو فضح مصداقياتها.. تتابع دعم هذه الدولة السرطانية.. وتسهل جميع المساعدات الحربجية والاستراتيجية والتوسعية من الوصول إليها.. لأنه هذا هو مشروعها الأساسي.. خلق بلبلة وفوضى وخراب وموات مستمر في المنطقة.. بلا نهاية.. ودون أي رابح.. مسلسل دالاس عربي كردي تركي سوري أطلسي شيشاني جهادي إسلامي إرهابي... مخرجه ومنتجه السيد باراك أوبــامــا.. مسلسل بلا بداية ولا أية نهاية.. يمكننا أن نسميه مسلسل دالاس الداعشي.. والتشاؤم السلبي الأبدي!!!... وقد أعلمنا السيد أوباما أن هذا المسلسل سوف يدوم أكثر من عشرة أعوام... من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟...
هذه هي مشاعري وأحاسيسي وتحليلاتي لما يحدث في سوريا وفي العراق وفي لبنان وفي عين العرب ــ Kobané وحتى في البلدان الغربية أو الأمريكية التي توجد فيها جاليات عديدة عربية أو إسلامية... أنظر ما حدث أول البارحة بحادثة الاعتداء الإرهابي في مبنى البرلمان الكندي بمدينة أوتاوا الكندية... هل هذا يبشر ويدعو للتفاؤل.. وماذا سيكون مصير غالبية هذه الجاليات بكل هذه البلدان, والتي انخرط بعضها بالحياة الثقافية والاقتصادية والسياسية المحلية, بكل صدق وذكاء.. ولا علاقة لها إطلاقا بغباء هذه الأقليات الضائعة بظلمات التعصب الديني والإرهاب... وقلة منها.. لا تفكر لأسباب عديدة معتمة منخورة.. سوى بقتل الكافر الآخر.. حتى لو أن هذا الكافر الآخر.. قد احتضن أهله وعائلته وسهل له جميع سبل الحياة والتأمين الصحي والتعليم المجاني.. وفتح صدره لأهله بلا مقابل.. مؤمنا لهم جميع حقوق المواطنة الحقيقية.. وكل ما كانوا محرومين منه, طيلة معيشتهم التعيسة ببلدان مولدهم... والبعض من سكان البلد الأصليين الضائعين في متاهات الفراغ والجهالة, فاعتنق الإرهاب عن طريق الأسلمة.. والأسلمة عن طريق الإرهاب.. كأقصر طريق للخروج من انقباض حياته وتعاستها... فاختار قتل أمه وأبيه.. كأقصر طريق للجنة وحورياتها.....
كيف تريدني ألا أقع بالتشاؤم الأسود.. حتى الحاجة القصوى لعلاج نفسي.. إذ أنني أرى ضياع القيم الإنسانية وتفجرها.. وأن بلد مولدي أصبح مخبر تجارب.. حيث استبدل فيه فئران التجارب... بالإنسان السوري... والشعب السوري بكامله.. أو ما تبقى منه!!!.......
هل ترى وأنت المتفائل المؤمن المتسامح والشاعر الحالم الآمل المتأمل.. بأن هناك غــدا افضل بهذه البلدان المشرقية المنكوبة.. وجميع آمالنا بتطور إنساني وقوانين علمانية حديثة تضمن للإنسان حق الحياة والهناء والسعادة والتطور.. أخذت مكانها شــرائع دينية متخلفة صحراوية, لم تعد صالحة للبشر بأي مكان.. تقتل وتسبي وتغتصب وتغزو وتسحل وتنهش الأكباد وتفصل رؤوس الأسرى والأبرياء... دون أي ذنب.. سـوى لأنهم الأخــر؟؟؟!!!...
ماذا تبقى من حضاراتنا التي كنا نتشدق ونتغنى ونفتخر بها... ولم يتبق على أراضي البلاد التي ولدنا بها سوى الخراب والموت.. والأطفال الذين لا يتربون ولا يرون سوى الخراب والموت.. وتكفير الآخر.. يتفرجون ويلعبون قرب مناظر رجم النساء وقطع رؤوس الأسرى. سئمت.. سئمت وتعبت يا صديقي.. حتى أنني أصبحت أرى بالتفاؤل الأعمى عمالة وخيانة.. وتساهلا وتسامحا عما جرى.. وأننا كلنا مسؤولون عما جرى. وأن تفاؤلنا كان تعاميا وغباء.. وحتى مشاركة بخنق بلداننا وتجزيئها وقهرها وسبيها من هذه العصابات الداعشية, التي اغتصبت حرمتنا وكرامتنا وذكاءنا وحرياتنا وثقافاتنا وماضينا وحاضرنا وعقولنا... وكل سياسيي هذا البلد شــركاء.. من سلطة غبية ومن معارضات هيتروكليتية أغبى.
كيف لا أصبح متشائما كاملا, ومصير هذا المشرق الرائع الذي ولدت فيه باع مصيره إلى أمريكا وداعش وإيران وتركيا والسعودية وقطر ومحاربين ملتحين لم تعرف بلادهم يوما أية حضارة؟؟؟!!!...
كيف تريدني أن أتفاءل وأغني وأكتب قصائد ومنثورات مثلك.. وأهلي لا يعرفون إن كانوا سيعيشون غدا.. أو المياه والكهرباء ستعود لبيوتهم ولو لساعات قليلة معدودة.. أو أن صاروخا داعشيا أو سيارة متفجرة ستقتل أطفالهم إن أرادوا الذهاب لمدرستهم بأمان كجميع أطفال العالم...
يا صديقي.. جفت وماتت كل إيجابياتي وآمالي وتحليلاتي وأفكاري الثقافية والحضارية والسياسية.. ولم يتبق مكانها سوى يباس وألم وجفاف وحرقة... لأن أهلنا في بلدان مولدنا لا يعيشون كما يعيش الــبــشــر.. بينما نحن نعيش ونشرب ونسمع الموسيقى والأخبار ونحلل ونتمختر ونفصل سياسات الدنيا كلها.. بينما هم بين صاروخ وصاروخ.. وتفجير انتحاري.. ومجنون انتحاري آخر... ينتظرون اللاشيء.. لأنهم تعودوا على الموت واللاشيء.. وانتظار الموت واللاشيء والموت العادي.. والخطر.. وانقطاع الماء والكهرباء, وكل حاجات الإنسان البسيطة اليومية العادية... كأنما الحرب الغبية صارت طبيعة ثانية عندهم.. وصار الاعتياد عليها طبيعة عادية متوازية مع الحياة العادية... وأنا أعيش معهم.. ولا أستطيع غير العيش معهم... لهذا كأنني أموت كل يوم ألف مرة... الف مرة...
هل ما زلت تتساءل يا صديقي, لماذا فقدت عاداتي وفقدت كتاباتي وأفكاري تــشــاؤمــهــا الإيجابي؟... وغرقت بالتشاؤم الكامل... أنا لا أطلب منك أن تفكر مثلي.. أو أن تعيش مثلي.. وخاصة أنني احترم كل اختلاف بأنماط الحياة المتعددة.. ولكل تحليله وآماله ونظرته للحياة... وتفاؤله.. أو نوعية تشاؤمه وأسبابها ومنابعها المختلفة.
لهذا السبب أحترم تفاؤلك وإيمانك وكتابتك وشعرك وموسيقاك.. وحتى تسامحك... ولك الحق.. كل الحق أن تنتقد تشاؤمي الكامل... ولو أنني على قناعة كاملة أن الأيام القادمة.. ســوف تــمــيــل بـك ــ آســفا ــ إلى تــشــاؤمي... لهذا أطلب منك ــ بكل صداقة ومودة ــ أن تترك لي حق التشاؤم...
************
على الـهـامـش
قرأت بافتتاحية الــحــوار نبأ مقلقا هذا الصباح بأن جائزة أبن رشد العالمية (للدفاع عن حرية الفكر) والتي منحت لهذا الموقع بسنة 2010, قد منحت هذه السنة إلى الزعيم السياسي التونسي الإسـلامي المعروف راشــد الـغـنـوشــي... من يدري؟ قد تمنح السنة القادمة إلى "الخليفة" الداعشي أبي بكر البغدادي.. نظرا لتفننه وبراعة أتباعه بقطع رؤوس أسـراهم وكل من لا يوالي "حــريــة أفــكــارهــم".......
اقترح على إدارة الحوار المتمدن, إعادة الجائزة التي حصلت عليها في الماضي احتجاجا على هذا القرار الغير معقول...
هذا النوع من القرارات... ألا يدعو إلى مزيد من الــشــك "والتشاؤم الكامل" بهذه المؤسسات (الفكرية الإنسانية العالمية)؟؟؟!!!..........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة صادقة مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيدة ناهد بدوية
- خمس سوريين... وأردوغان المنقذ؟!...
- عودة داعش إلى القمقم؟؟؟...
- تصريحات أوغلو وصرخات دي ميستورا
- عودة قصيرة للأسبوع الماضي... تفسير.
- عين العرب كوباني... فاجعة الفواجع...
- بايدن وأردوغان... والخراب...
- أردوغان... يبيع عضلاته...
- خواطر سياسية عن -قبول الآخر-... ولفت نظر.
- ديمومة الحرب الغبية...
- داعش... والبترول... والدس الكاذب.
- داعشيات سرطانية...
- حقيقة حقيقية.. مرعبة...
- الخريف العربي... والغربي؟!...
- داعش.. داعش و مؤتمر باريس.. ومقبرة...
- كلمات حزينة...
- العالم... العالم بانتظار قرار الأمبراطور...
- شرطة الشريعة!!!...
- جريمة ضد الإنسانية عاجل
- وعن اجتماع حلف الأطلسي.. وداعش...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.