أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزمل الباقر - سكينة ... جااااااااااااااااااتكم















المزيد.....

سكينة ... جااااااااااااااااااتكم


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 01:17
المحور: الادب والفن
    




ترجلت عن العربة التي اقلتنا دون مقابل. كان شارع النيل في ذلك الأصيل يسير في اتجاه الغرب الجغرافي ليدرك مدخل جسر القوات المسلحة – والذي يربط مدينة امدرمان بمدينة الخرطوم – وهذا الجسر أو الكوبري قيل أن المستعمر الإنجليزي جلبه من الهند ( جوهرة التاج البريطاني) إلى جمهورية السودان ( رجل إفريقيا المريض ) وكما نقل في السودان ( دا شغل إنجليزي ) كناية عن الجودة، فإن كوبري القوات المسلحة لا زال صامداً بتحدى الزمن والحكومات المتعاقبة وفياً لمهمته: ربط مدينة امدرمان بمدينة الخرطوم مثله مثل كوبري شمبات الذي يربط مدينة امدرمان بمدينة الخرطوم ولتصبح كل مدن العاصمة المثلثة ( الخرطوم ) تربطها الكباري وهذا حديث آخر.

كان هدفي ان اتمشى على الكوبري للمرة الأولى في حياتي رغم انني ابن هذه المدينة وفيها ولدت وترعرعت وعشقت وأكمل دراستي الجامعية، وجدتني اسير الهوينا – إن جاز لي التعبير – واذنايَ منشغلتين عن ضوضاء العربات والدراجات البخارية بإصغائي لأغنية محمود عبد العزيز (الحوت): (حكايتي معاك يا الصيدة. وقبل أن تنتهي كنت اصغي لأغنية لصاحب الروائع: أبو عركي البخيت وهي أغنية: ( بستنشقك ) وقبل أن تكتمل كنت منشغلاً بإلتقاط عدداً من الصور وتسجيل مقاطع فيديو بكاميرا هاتفي المحمول لأرفع بعضها على حسابي الشخصي بموقع انستغرام، أما فيما يتعلق بمكان التقاط الصور ومقاطع الفيديو فهو مكان اقتران النيل الابيض بالنيل الازرق ليشكلا نهر النيل العظيم وفي السودان نسمي هذا المكان بالمقرن وغير مبعدة من مكان التقاء النيلين واقترانهما يقبع حي المقرن الخرطومي وهذا حديث آخر.

ثم اني تركت مكاني قاصداً امدرمان عبر جسرها العتيق وتوقفت لإلتقاط بعض الصور لشجرة نمت في بطن النيل الابيض وترعرعت في كنفه حتى قويت سوقها واعتلت بهاماتها جسد الكوبري واضحت ترنو إليه، كانت الشجرة لإحدى فصائل عائلة الأكاشيات وقد اتخذت سرب من بعض الطيور بيضاء اللون من هذه الشجرة مسكناً.

في اثناء تصويري سمعت احدهم من خلفي يقول: انت بتصور؟!، التفت في وأجبت في حدةٍ: ( أيوه، في مانع؟). ظننت للحظة أن من يسألني – ذلك الرجل الذي في مثل عمر والدي ( رحمه الله) – ينتمي لإحدى الجهات الأمنية، وأن سؤاله الذي بدى بريئاً هو مقدمة لمنعي من التصوير هاهنا، خاصةً واني في مقربة من مكان تفيش البوليس الذي يتخذ من فم الكوبري بجهة امدرمان مقراً للغرفة التي يسكنها.

غير أن محدثي فجاءني حينما اجابني بذات البراءة والطيبة:
-( لا .. مافي مانع!. شفتك بتصور في الحتة دي، قلت أكيد الزول دا فاهم، أها وهسي بتصور في شنو؟).
-( يعني بصور في البحر داااا، وشجرة السنط دي، انت يا عمنا، الطير الابيض الفي الشجرة دي اسمو شنو؟ بشبه طير البقر!).
-( والله ما عارف اسمو شنو!.. وهسي انت ماشي علي وين كدا؟).
-( داخل امدرمان، انا اصلاً من اولاد امدرمان وكدا) .. اردت ان استدرج محدثي للحديث عن مدينة بروفسير: علي المك التي وصفها في إحدى مجموعاته القصصية انها ( مدينة من تراب) وصدق حدسي،
-( انا طبعاً بجي هنا كل يوم أو كل يوم والتاني .. باخد المشوار دا من بيتنا، بتمشى يعني).
-( ايوااا .. انت ساكن قريب يا عمنا!).
-( ايوه في الفتيحاب!).
-( ياسلااااااااااااام .. انتو سكان امدرمان الأصليين بالمناسبة، انتو وناس السروراب!) ابتسم ذات الابتسامة الودودة التي بادرني بها بعد ان سأل سؤاله الثاني. وطال بيننا الحديث وتشعب عن اختلاف سلوكياتنا نحن السودانيين من الخواجات الذين يفدون للسودان بين الفينة والأخرى وتناولنا مسألة الرياضة ونوعية الأكل فرجحت كفة الأجنبي على المحلي. وهذا حديث آخر

غادرني محدثي بذات الود وبنفس الابتسامة ليواصل سيره. وجدتني التقط له صوره وهو في خطواته تقترب من امدرمان بينما لازالت خطواتي لم تبارح مكانه في منتصف الطريق بين الخرطوم وامدرمان، وعدت من جديد لالتقاط صور وتسجيلات فيديو قصيرة المدة وانا احادث النيل الذي جلس قبالته في الزمان القديم، ذلك الأديب السوداني الذي نعاه الاديب عباس العقاد وقد كان احد جلساء منتدى الأديبة مي زيادة، في الزمان القديم كان معاوية محمد نور يجلس قبالة النيل جهة جزيرة توتي التي تتوسط مدن الخرطوم الثلاث ( الخرطوم، امدرمان والخرطوم بحري) كان معاوية يجلس مكبلاً بالقيود حيث ظل اهل تلك الجزيرة في ذلك الزمان، ان به مسجاً فقد هجر دراسة الطب في جامعة الخرطوم ( كلية غردون التذكارية)، وهاجر لدراسة الادب والاشتغال بالصحافة بالجامعة الأمريكية في العاصمة اللبنانية بيروت.

اجتزت كوبري القوات المسلحة لأدخل مدينتي لم اكن ( حافي، حالق ) كما قال خليل افندي فرح في إحدى قصائده المغناه ( قدله يا مولاي.. حافي حالق ، بالطرق الشاقو الترام)، تشابه سيرة (خليل أفندي فرح) السوداني، سيرة المصري: سيد درويش لدرجة التماثل، كما تماهت سيرة السوداني: التجاني يوسف بشير بسيرة التونسي: ابو القاسم الشابي.

دخلت مدينتي وأنا مفعم بالشجن أو لعلي بتعبير الأديب بشرى الفاضل، صاحب ( البنت التي طارت عصافيرها) كان حالتي كحالة بطل اقصوصته تلك: ( كنت ممتلأ بك، حتى غازلني الناس في الشارع). أو كما قال، ترجلت من الحافلة غير بعيد من مطعم ( الحوش ) ومفردة الحوش في معظم مناطق السودان – حتى في جنوبه المفقود – يقصد بها المنزل الكبير الذي يضم الأسرة الممتدة. وتشتهر امدرمان – في شيء من التحيز من قبلي – بأنها مدينة تكثر بها الحيشان ( جمع حوش ) ويضم الحوش الواحد عدد من البيوت الصغيرة للأسر النووية. ويرتبط الحوش في بعضه بشق في الجدار يسمى ( النفاج ) والنفاج بمثابة باب صغير يجعل التواصل الاجتماعي للأسر النووية سهلاً ومتوفراً في أي زمن.

ولجت للمسرح القومي السوداني وأنا مترعاً حتى الثمالة بكؤوس الأشجان والسيرة الأسيانة لأمدرمان لألتقي بأصدقاء لي وصافح وجهي وجوه درامية توزعت في كافتريا المسرح القومي السوداني لاتحساء الشاي أو عصير الليمون وربما عصير البرتقال - أو البرتكان كما نسميه في السودان- وآخرون تحلقوا حول طاولة بلاستيكية يلعبون الورق كانوا أربعة من الممثلين فحسبت انه يلعبون ( وست ).

لا اذكر آخر مرة دخلت فيها للمسرح، ربما قبل سنوات حينما شاهدت العرض الأول لمسرحية الاديب المسرحي: عمر الطيب الدوش والتي عنونها بعبد الغفار قبل أن تتخذ من ( يا عبدو .. روق ) اسماً مسرحياً لها وتعرض بعد وفاته. كنت بالكافتيريا التي تقع داخل مبنى ( المسرح القومي السوداني ) الذي يطل على النيل الابيض ويفصله عن شارع النيل الامدرماني ( لأن هنالك شارع النيل بالخرطوم أيضاً ) برهة من الزمن قبل أن انضم لجمهور النضارة وأتابع مشاهد المسرحية.

خرجت من المسرح القومي السوداني بعد نهاية العرض فوجدتني أسير راجلاً حتى ميدان الشهداء في مسافة ليست بالقليلة. وكان محركي سعادة غمرتني مردها تفاصيل التفاصيل لمسرحية : (سكينة جاتكم) وداخلتني رغبة عارمة بأن اكتب عن ( سكينة التي جاءتنا ) ، غير أن احجمت عن ذلك لأن أيام العرض لم تتوقف وإن اختار فريق العمل يوم الاحد من كل أسبوع ليكون يوم راحة من اسبوع عرض ممتع ومضني في ذات الوقت. ولأن العرض لم يتوقف ولا أود أن أفسد متعة المشاهدة على جمهور النظارة، سأكتفي بذكر بعض ما لاحظته عيناي وهي عينا مشاهد وليست بعيني ناقدٍ فني للعمل الذي قام بتأليفه وإخراجه الممثل المخضرم: حسبو محمد عبد الله.



ثمة ملاحظات:
- قبل ان اشاهد إعلان المسرحية حتى أعتقد جازماً ان الممثل المخضرم: حسبو محمد عبد الله هو ممثل بدرجة ممتاز وقد يقوم بمهمة الإخراج باعتبار ان الاخراج مادة تدرس ضمن مقررات المعهد العالي للموسيقى والمسرح ( كلية الموسيقى والدراما حالياً ). لكن اعتقادي تزحزح كليةً عندما شاهدت التحفة الفنية التي عنوانها ( سكينة .. جاتكم) والتي كتبت بقلم الممثل والمخرج: حسبو محمد عبد الله، لأكتشف متأخراً جداً أنني أمام كاتب مسرحي مبدع.

- بعض مفردات الحوار على خشبة المسرح ضمت كلمات مستجلبة من لهجات آخرى مجاورة، حيث يقول الشاويش ميرغني في بداية المشهد الأول: (.. الناس بلشو مشاكل ... الخ ) و مفردة (بلشو ) هي مفردة تكثر في اللهجة الشامية – إن لم تخني الذاكرة - ويقابلها في لهجة عامية وسط السودان ( بدو ) لتصبح الجملة (...الناس بدو مشاكل). والمفردة التي أشرت إليها قبل قليل هي من المفردات التي ادخلت – مؤخراً - عنوة في العامية السودانية مردها في اعتقادي للدبلجة السورية للمسلسلات التركية التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية في مناطق كثيرة من السودان وخاصة وسط شريحة الشباب باختلافه نوعه وبين السيدات.

- وجود الممثل الكوميدي محمد صالحين ضمن طاقم العمل جعل كل من بداخل المبنى يضحك بصورة متواصلة وكثيراً ما سرت العدوى من النظارة إلى الممثلين على خشبة المسرح وبالعكس.

- في اعتقادي الشخصي أن الممثل: عادل علي، كان فاكهة العمل بتجسيده لشخصية ( نقنقة).

- استخدام المخرج: حسبو محمد عبد الله، ومساعده: حمد النيل خليفه للمدرسة الملحمية في المسرح - والتي خلقها المسرحي الألماني بيرتولد بيرخت – في تنفيذ المسرحية اضفى عليها – في رأيي الشخصي – اجواء حميمية فالنظارة تشاهد الممثلين وهو يغيرون الكواليس فيصير النظارة بطريقة أو بأخرى جزاً لا يجزأ من العمل الفني.

- الممثلة انتصار محجوب والتي تجسد دور ( سكينة ) تجعلك تقسم بأغلط الإيمان أن هذا ليس بتمثيل وإنما واقع يمثل امامك فأنت أمام إمرأة من لحم ودم قد تلتقيها خارج خشبة المسرح ولست امام ممثلة نجحت في تحويل شخصية من ورق إلى شخصية مسرحية.

- إستجابة جمهور النظارة لإلتماس الإذاعة الداخلية للمسرح:( ... أن نقف إجلالاً للسلام الجمهوري لجمهورية السودان) لكنه لم يتفاعل كثيراً مع دخول الممثلين لخشبة المسرح في مشهدهم الأول، إلا من بعض التصفيقات مما اثار استيائي ووجدتني اصفق لوحدي وربما بدافع التحريض ليشاركني آخرون في مسعاي ولعلي نجحت إلى حد ما.

- تمنيت في نهاية العمل وقبل إسدال الستار أن يعتلي خشبة المسرح مساعد المخرج: حمد النيل خليفه ومخرج العمل: حسبو محمد عبد الله، أن يعتليا بعد ظهور آخر الممثلين المشاركين في العمل وهي بطلة العمل: انتصار محجوب. تمنيت ذلك حتى يكتمل عقد كل من أسهم في هذا العمل. لكن تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك صحة حكمة الشاعر العظيم: أبو الطيب المتنبي:-



أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن




مزمل الباقر

امدرمان في 21 أكتوبر 2014م



#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتكاءة على حافة الأسفلت
- هسع في سيرتك .. كنا بنتونس
- حينما يكون الحزن شاسعاً وموغلاً .. (بعض من ذكرياتي مع أبي)
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 5 – 5 )
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 4 – 5 )
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 3 – 5 )
- ( يابا مع السلامة )*
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 2 – 5 )
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 1 – 5 )
- نايل .. الصوت الذي نال استحسان المشاهدين
- سوزان
- عيدج
- مسيح دارفور ( 5 - 5 )
- مسيح دارفور ( 4 - 5 )
- مسيح دارفور (3 - 5 )
- مسيح دارفور ( 2 - 5 )
- مسيح دارفور ( 1 - 3 )
- صباح الثورة
- واتس آب
- اشتياق


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزمل الباقر - سكينة ... جااااااااااااااااااتكم