أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - مثل البنات ..!!














المزيد.....

مثل البنات ..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 22:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مثل البنات ..!!
كان يجلس منطويا على ذاته بكل ما للكلمة من معنى ، يضع رأسه بين كفيه وقد أحناه نحو ركبتيه ، مُخفيا بذلك دموعه ...نشيجه ونحيبه الصامت ... كل ذلك لأن فتاة لم تُخلص له ..
-لماذا تنتحب كفتاة ؟؟ قُم ! تحرك وإلا .. !! هل أنت بنت صغيرة لتبكي هكذا ؟؟
ليس هذا بالمشهد الغريب في البيوت العربية . فإذا بكى ، حزن ، عشق ، تلطّف أو تنعّم الذكَرُ في الكلام أو السلوك ، تتم معايرته ، مصارحته وتقويمه بالمقولة الرائجة : لماذ تتصرف "مثل البنات " ؟! ألا تستحي من نفسك ؟! ألا تخجل من تصرفاتك ؟! ماذا سيقول الناس ؟! ثم ، ألستَ رجلا ؟ إذن تصرف كالرجال .. وبلا دلع ستات ..!!
لا يقتصر اسلوب العتاب هذا على الذكور ، بل ينتشر بشكل واسع في اوساط الإناث ، من أمهات ، أخوات ، خالات ، عمات وجدات ، وقد يصل الى الجارات وسائر القريبات ..!!
فالرجل أو الذكر صلب ، لا يُظهر مشاعره أو لحظات ضعفه ، الرجل لا يبكي .!!
مواقف وصفات نغرسها في نفوس أطفالنا الذكور ، بحيث يتحولون مع الأيام الى روبوتات بلا مشاعر . لكن ما العمل ، والحياة تُخفي للإنسان من المُفاجأت ما لم يكن بالحُسبان ؟؟
ولا يزال مشهد صديقي الذي تلقى نبأ مصرع أخيه دهسا تحت عجلات شاحنة ، ما زال المشهد حيا في مخيلتي .... لقد كان الخبر صادما ومُفاجئا ... لكن صديقي وكأن دموعه قد جفت ، فلم يذرف دمعة واحدة .. وقف متماسكا ومتمالكا نفسه ، يستقبل المُعزين ويودعهم ، وأحيانا يُهّون عليهم المصاب ..
فاتحتُهُ بالأمر ، فكانت إجابته غير مُفاجئة ، فتربيته لا تسمح له بالظهور ضعيفا في العلن ، فالبكاء ، النواح واللطم للنساء فقط .. ومع ذلك فحينما إختلى بنفسه ، إنهمرت الدموع من عينيه كشلال هادر .
لكن التربية لا بد إلا وأن تترك أثرها على الفرد . فالرجل أو الذكر العربي عاجز في غالب الأحيان عن التعبير عن مشاعره للأخر ، وخصوصا لزوجته وأبناء أسرته .. !! علما بأن النساء شريكات في هذه التربية ، إلا أن نوبة من الغضب تجتاحهن عندما لا يتذكر الذكر الإطراء على لباسهن أو لا يُلقي على مسامعهن كلمات الغزل .
فهذا العجز في التعبير الشعوري ، هو نتاج لثقافة ، تستهتر بالرقة الشعورية وترى العيب كله ، لدى الذكر في إظهاره لمشاعره أوابراز نقاط ضعفه !! فإظهار المشاعر هو شأن أنثوي ، يُعيبُ ويُشين الرجل والذكر ، إذا ظهر عليه . فهو يكتسب ومنذ نعومة أظفاره ، أن لا قيمة للمشاعر ، بل هي نقيصة وعار .. لذا كن رجلا خشنا ، فظا وغليظ القلب ، لئلا تُتهم بالخنوثة ، النعومة والأنوثة ..!!
ومع أن الثقافة العربية الذكورية ، ومن وراء هذا الموقف ،تقصد إهانة الأنثى ، إلا أنها ومن حيث لا تدري أو ترغب ، تتيح للبنت والأُنثى نموا نفسيا سليما .. بينما تقمع وتُشوه التعبير الشعوري السوي لدى الذكر، لتخلق منه مسخا بلا مشاعر . . .
البنت العربية قادرة على التعبير الشعوري ، بل وقادرة على تشخيص الزيف الشعوري من التعبير الشعوري الصادق ، لأنها خَبرتهُ ومارستهُ ، على عكس الذكر الذي لا يُجيد تشخيص المشاعر ولا التعبير عنها ..!!
كُنتُ أود بل وأطالبُ ، بأن تأخذ البنت حقوقا مساوية للولد في كافة مناحي الحياة ، لكن في هذه النقطة تحديدا ، فأتمنى أن يأخذ الولد حقه في التعبير الشعوري كالبنت ، عسى أن يكون رقيقا ، مرهف الحس وإنسانا فعلا وحقيقة ، فلربما تختفي مظاهر الذبح اليومي ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الدمغة ألشيوعية والزبيبة الإسلامية ..!!
- عُلوم ألثلاث ورقات ..!!
- ماذا يدور داخل -ألجمجمة - ؟!
- التفكير والمُفكّر ..!!
- ألعربية لغة أجنبية بالنسبة للعربي ...(2)!!
- ألعربية لغة أجنبية بالنسبة للعربي .. (1)!!
- أخر ألزمان ..يهود في صفوف داعش ..!!
- زنا محارم ؟؟!! علامات إستفهام وتعجب
- نبش ألقبور ..
- ملالا تهزم ألملالي
- دفاعا عن -الغريزة- ..!!تداعيات على مقال الزميلة روان يونس .
- ألعلاج التصحيحي الإبدالي للمثلية ..!!
- ببساطة ، كوباني لن تسقط ..!!
- فاطمة ، الهولوكوست والخروف ..!!
- من ألشمال تأتي - ألمصائب - ..!!
- باتشا بازي وباتشا بوش ..
- ليس دفاعا عن عميرة هس ..!!
- أنسنة الإله أم حرب على الله ورسوله ؟!
- نتانياهو والعالم ..
- صدام الأعياد .


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - مثل البنات ..!!