أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم صبحي النجار - المثقف العربي والاسلام السياسي















المزيد.....

المثقف العربي والاسلام السياسي


سليم صبحي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 15:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




لعل من أبرز "نجاحات" السياسة الأمريكية في إطار مشروع "الشرق الأوسط الجديد" لا سيما بعد احتلال العراق، إثارة النزعة المذهبية بين المسلمين وتصميم ثقافة الخوف من "الآخر" لكن ما يدعو للأسف أن المسلمين لا يزالون مسكونين بالتاريخ الخلافي، فبدا أنهم يقعون فريسة سهلة عند أول فخ ينصبه الأميركيون ومعهم "إسرائيل" وبعض القوى الغربية.
هذه المقالة ارتأت أن تكون على شكل أسئلة تضيء على واقع العلاقة بين المسلمين والأهم كيفية مواجهة الفتنة بما لا يلغي الآخر ويحصن في الوقت نفسه عوامل ممانعة، ربما باقية، لما يحاك ضد الأمة. مع الإشارة سأبذل جهداً للإجابة على كل سؤال بمفرده.
الأسئلة:
1- ما هي العوامل التي أفضت إلى ظهور بيئة ملائمة لفتنة مذهبية بين المسلمين في العراق وامتداداً إلى بقاع أخرى من العالم العربي والإسلامي، وما دور المثقف في ذلك؟
- من المعروف أن كل ثقف عربي يحاول ترسيخ اسمه ونشر أفكاره، لا بد له من أن يتلمس نقاط الضعف في البلد الذي ينتمي إليه سواء كان هذا المثقف وطناً، أو مبهوراً بالنزعة الغربية "التحررية".
فقد التحق المثقف في العراق بشكل عام، وليس على وجه التحديد، بالبحث عن مغانم خاصة به، ولم يكترث كثيراً بما يعرف حالياً "الديمقراطية" التي يجب أن تحيا في البنية الاجتماعية العراقية، التي روجت لها الآلة الإعلامية الأمريكية، ومن خلفها الآلة الإعلامية الغربية. ووقع المثقف بهذا المعنى أسيراً لتلك الآليتين، وبدأ ينتج وعيه "النقدي" من رحم تلك الآلات الإعلامية. على الرغم من أن بوادر الفتنة المذهبية في العراق، لها ظروفها الموضوعية والتاريخةي، وهي موجودة أصلاً في الثقافة الشعبية تحديداً، ولنحدد أكثر بين "العوام".
وهذا القول لم يأت للتجني على أحد، يكفي العودة، لما كتبه الجبر في المؤرخ العربي المصري، عندما زار العراق، وماذا قال، وماذا شاهد؟ وما ذكره أن هناك خلافات غير عادية وصراعات كبيرين بحي الكاظمية، والمعروف بأكثرية الشيعة، وحي الأعظمية المعروف بأكثرية السنية، وطبعاً الكثير من الإشارات التي يمكن الاستشهاد بها، يكفي الإشارة هنا، إلى الجيش العراقي منذ التأسيس حتى سقوط بغداد، على يد القوات الأمريكية الغازية، تتشكل من ضباط جلهم من مدينة الموصل، ذات الأغلبية السنية. وهناك إشارة أخرى يمكن إضافتها في هذا السياق، عندما وقعت حرب الخليج الأولى في العام 1980، كان يقول بعض المتابعين للشأن العراقي، أن قسم كبير جداً من جنود الجيش العراقي، هم من الشيعة، ومع ذلك صاحب هذه الحرب اضطهاد للشيعة والأكراد، وكانت مجازر حلبجة والأنفال والدجيل، وهنا تشكلت البيئة الطائفية التي جرى إنعاشها بعد سقوط بغداد وقدوم لقوات الأمريكية، ولكن هذا البعض الذي يصور هذه الصورة للبيئة الاجتماعية العراقية، لم يقرأ وجهة النظر الأخرى، والتي تقف على النقيض، أن أثناء الحرب مع إيران، كثير من الجنود وبعض الضباط العراقيين سلموا أنفسهم للقوات الإيرانية، ووقعوا بالأسر، واستطاعت إيران توظيفهم، أو القسم الأكبر منهم، وإعادة تأهيلهم عقائدياً، لينخرطوا في صفوف ما يُعرف بقوات بدر المعارضة الشيعية العراقية للحكم في العراق – البعث، وأطلق على هؤلاء "الثوابين" وشاركوا في غزو العراق، ودخلوا إلى البصرة عن طريق إيران، اثناء غزو القوات الأمريكية للعراق.
وهنا يرتفع السؤال الآتي:
هل الخلاف الراهن مذهبي في أساسه أم أنه خلاف سياسي يتلبس لبوس المذهبية؟
إن الخلاف الذي يطفو على سطح هذه الأمة هو خلاف سياسي يتكىء أصحابه على عصا المذهبية في الخفاء والعلن أحياناً لإثبات الوجود وانتزاع المكاسب لهم. فلم نسمع من السياسيين أنهم يختلفون بسبب تصوراتهم لذات الله، أو في خلق القرآن، أو غسل الأرجل أو مسحها في الوضوء، كما أنهم لم يكفروا القائلين بولاية الإمام علي أو بأحقية الخلافة لأبي بكر وعمر عثمان، ولكن بعضهم يدفعون ببعض الفقهاء المنافقين ليفتوا بتكفير هذه الطائفة أو تفسيق تلك، وينظرون إلى أنفسهم نظرة استعلاء باعتبارهم الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة لهم في النار وواحدة في الجنة، حيث تدعي كل طائفة أنها المعنية بهذا الاستثناء. وهنا يكمن الخطر في سياسة البلاد والعباد، عندما يتسلم المنافقون المسؤولية الزمنية والدينية الذين قبل فيهم: ظاهرهم ديانة وباطنهم خيانة، يدعون خدمة الشعب والوطن، وهم في الحقيقة يخدمون جيوبهم بإفقار الشعب وتخريب الوطن، وبالتالي فإن الأنانية هي السائدة في النفوس، بحيث لا ينفعها نقد. ولكن هناك فئة أخطر مما سبق، وهم الذين نصبوا أنفسهم ديانين للعباد يصفوهم بالنواصب والروافض والكافرين والفاسقين، ويحثون أتباعهم على مقاتلة من يخالفهم الرأي، وتكفير من لم يكن على مذهبهم ويتهمونهم بالزندقة، وينذرون الشقاق بين أبناء الدين الواحد، فعند ذلك يكون هؤلاء العلماء والفقهاء أسوأ ثقافة خحاطئة في عقولهم، أتباعهم، كما اسسها بعض السابقين، وسببوا الكثير من المنازعات الحادة والخلافات المعقدة التي تركت آثاراً سيئة على الناس كلهم، فابتعدت المواقع وانكمشت المواقف وتحركت القوة لتتعسف بالتعامل مع اتباع هذا المذهب أو ذاك بحيث تتحول القضية إلى اعتبار المفردات لافكرية للمذهب وسيلة من وسائل التكفير على مستوى البحث تارة والفتوى أخرى من دون الوقوف على قاعدة ثابتة من الوعي الشامل للدلالات والمفاهيم أو من دون التوثيق للمصادر المعتمدة له، وهكذا يترك هذا الواقع التكفيري والتضليلي أثره السلبي على المستضعفين هنا وهناك بحيث يبتعدوا أو يُبعدوا عن الساحات العامة الفاعلة وعاشوا في عزلة بعيدة عن التفاعل الإيجابي مع الواقع العام.
والسؤال الآن: لماذا أصبح من الضروري الآن أن يقوم المثقفون بالتكفير مجدداً في هذا المشهد السياسي التكفيري السائد في العالمين العربي والإسلامي.
إن السياق الحالي المعروف باسم الإسلامغوبيا في الغرب، يؤكد على أن المثقف العربي لعب دوراً تنويرياً ونقدياً، وفي كثير من الحالات تعريفياً، بطبيعة الثقافة، فليس المطلوب منه أن يكون ضد أو مع أو يمسك العصا من الوسط، فكل هذه الأدوار، يمكن وصفها بالانتهازية، جوهرها التخلف. لذا لا بد من أن يعتقد المثقف، أنه لقد أصبح العالم بالفعل – سواء للأحسن أو للأسوأ قرية صغيرة لا مجال فيها لأية ثقافة منبتة الصلة بغيرها عن الثقافات أن تواصل الحياة، وهل وجدت أبداً مثل هذه الثقافة؟ على الثقافات أن تتبادل الأخذ والعطاء عن طريق التفاعل الحر، وهي ظاهرة ليست جديدة وليستن من إبداع أو اختراع السياق الحديث للعولمة، إن تاريخ الثقافة في العالم ينبئنا أن البذور الأولى للحضارة الإنسانية قد ولدت في أحواض الأنهار، ربما في أفريقيا السوداء، أو في مصر أو العراق، وذلك قبل أن تنتقل الشعلة إلى اليونان، ثم تعود للشرق في صورة الثقافة الهللينية ومع انبثاق الطور الحضاري للإسلام تبلورت ثقافة جديدة استوعبت كل العناصر الحية والخلافة في الثقافات الهللينية والهندية والفارسية وأعادت إنتاجها في مركب جديدن وذلك قبل أن تعيد تصديره على العالم الغربي الجديد عبر صقلية وإسبانيا.
وجدير بلاذرك في هذا السياق الفيلسوف العربي المسلم "ابن رشد" المشهور في العالم اللاتيني باسم "أفرويس" والذي ساهمت كتاباته في بناء نسق موحد يجمع بين الأرسطاطيسية والتراث الإسلامي، نسق استطاع أن يشيع أنوار العقلانية في أوروبا العصور الوسطى.
والسؤال الثاني الذي يترتب على الإجاب ةبالإيجاب عن السؤال السابق. أعني هل وقف التنوير على ابن رشد المثقف العربي المسلم في نشر التنوير، بالضرورة الإيجابية ستكون النفي، فهناك عشرات المثقفين العرب لعبوا هذا الدور، في الحقب التاريخية المتعاقبة، ويكفي الإشارة على شيخ أزهري، وهو عبد الرزاق، الذي ألف كتاب صغير اسمه "أصول الحكم في الإسلام" سنة 1925، رد فيه على بعض حاشية فؤاد الأول ملك مصر آنذاك، عندما حاولوا إقناعه أي فؤاد، بأن يكون خليفة المسلمين، بعد انتهاء الخلافة "العثمانية" التي لعبت دوراً كبيراً في تأخير الأمة العربية لقرون، وأكد عبد الرازق وقتها، بأنه لا ويجد شيء اسمه "خلافة" وأثار هذا الكتيب غضب كتاب ومثفي السلطان، كما يقال، وسحبوا منه شهاداته العلمية، وتعرض لحملة شرسة من قبلهم: لأن هذا الشيخ الأزهري حاول تقديم رؤية تنويرية للفكر الإسلامي بعياً عن المسلمات والتابوهات، التي أفردتها "الخلافة العثمانية" في عالمنا العربي طيلة حكمها. لكن على الجهة المقابلة كيف ينظر كتاب ألىق بالنا؟ ويكفي الإشارة هنا إلى ذلك المفكر والمؤرخ الفرنسي حديث في كتابه "موعد مع الإسلام" اعتبر فيه أن "إصلاح الإسلام" حتى يستوعب قيم الحداثة ويتعالج مع الديمقراطية سيبدأ من خارج العالم العربي الذي هو ميؤوس منه بسبب هيمنة الأصولية السنية عليه وهي وليدة فشل القومية في توحيد العرب ما أدى إلى نزعة فاشية عدوانية أفرزت ابن لادن، وأن العلاج سيأتي من خارج العالم العربي من تركيا وإيران*. وقد تغري هذه الرؤية.
ما يلاحظ من نجاح ديقمراطي نسبي في العالم الإسلامي غير العربي، في مقابل فشل ديمقراطي عربي واضح. وهذه حقيقة كشفت عنها دراسات ومؤشرات تنموية كثيرة أحلت العالم العربي في مؤخرة ركب الأمم**، حتى ليصبح القول بأن معظم المسلمين وهم غير عرب يتمتعون بمستوى من مستويات الحياة الديمقراطية خلافاً لمعظم العرب لاذين يزرحون تحت حكم أنظمة أقرب إلى الفاشية. هل الأمر عائد إلى بني ةمصوصة في العقل العربي كما يزعم البعض؟ أم هو ثمرة لفشل المشروع القومي ما أورث العرب أزمة وظهور نزعات فاشية؟
والسؤال الأخير في هذه المقالة: هل الدولة تنتج الثقافة على منطقها.
إن الثقافة بمعناها المعرفي والمتجدد والحياتي لا بمعناه التأسيسي من إنتاج المجتمع، والدولة الديمقراطية هي الفا من الحريات تحت سقف القانون، يمكن أن تحمي عملية إنتاج الثقافة من أي عدوان عليها، أو تشويهها، أو الخلط العشوائي المتعسف بينهما. لأن أي خلط بينهما يتحول إلى فوضى تمهد لتأسيس ابتداد مركزي أو استبدادات طرفية يلغي بعضها بعضاً بالعنف الدوري، أي المادي، وغير المباشر، المعنوي، أي التهميش أو التكفير.

* أذكر عرضاً للكتاب المذكور للكسندرا أدلر عند سيدولر أبه. جريدة الشرق الأوسط 30/3/2006.
** التقرير الثاني للتنمية العربية الصادر عن الأمم المتحدة.



#سليم_صبحي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم صبحي النجار - المثقف العربي والاسلام السياسي