أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بطولة كوباني وجرائم داعش كشفا عن الوجه القبيح لنهج الدولة التركية!















المزيد.....

بطولة كوباني وجرائم داعش كشفا عن الوجه القبيح لنهج الدولة التركية!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر الزميل هافال زاخوي يوم أمس (22/10/2014) مقالاً مهماً يستحق القراءة والتمعن على موقع إيلاف تحت عنوان "نكسة أممية لتركيا بسبب سياساتها الخارجية الجدلية" لخص فيه الأزمة الفعلية التي يعاني منه النهج الفكري والسياسي لرئيس الدولة الجديد ورئيس الوزراء السابق رجب طيب أردوغان يستحق على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
فمنذ أن بدأت محاولات الترويج عربياً وإسلامياً، ودولياً أحياناً غير قليلة، لنهج وسياسة "حزب العدالة التنمية" والدولة التركية العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أدركت المطب الذي سقط فيه بعض الكتاب الديمقراطيين العلمانيين، مثل الدكتور صادق جلال العظم، في كونهم تصورا أن هذا الحزب يختلف عن بقية الأحزاب الإسلامية السياسية، وأنه أكثر تناغماً مع روح العصر والحضارة الإنسانية ومبادئ الإسلام، وأنه سيقدم نموذجاً علمانيا يقتدى به من جانب بقية الأحزاب الإسلامية السياسية بالدول العربية والدول ذات الأكثرية الإسلامية. وبنفس هذا المطب سقطت أخيراً "مؤسسة أبن رشد للفكر الحر" التي لم نكن نتمنى لها هذا السقوط، حين قررت منح الداعية الإسلامي السياسي التونسي راشد الغنوش جائزة المؤسسة السنوي، (جائزة ابن رشد للفكر الحر)، باعتباره مفكراً إسلامياً منفتحاً على العالم يخدم الفكر الإسلامي المنفتح ويقدم تجربة جديدة تختلف عن غيرها من تجارب قوى إسلامية سياسية أخرى. إن العجالة في تقدير وتقرير الأمور دون أن إعطاء الوقت الكافي للتجربة ولأنفسهم لمعرفة ما تتمخض عنه التجربة المنطلقة من هذا الفكر أو ذاك وهذا النهج السياسي أو ذاك، وفي إصدار "الأحكام السياسية" القاطعة بما فيها كيل المديح والثناء لهذا الشخص أو الجهة التي ما أن يتسنى لها الوقت المناسب حتى تمارس ذات السياسة التي مارسها محمد مرسي في مصر ليثور شباب مصر وشعبه ضد سياسات، ثم يصعب على المانح التراجع عن ذلك حين تتبين الأمور وتخرج الروائح النتنة من تلك التجارب، فيلوذوا بالصمت. إن هذا الأسلوب في منح الجائزة يسهم في توريط أولئك الناس الطيبين الذين وثقوا بهم وبصدق أحكامهم وتقديراتهم! إنه خطأ فادح وخطير يذكرنا بمنح المؤسسة ذاتها جائزة أبن رشد للفكر الحر إلى قناة الجزيرة! وكلنا كان يعرف منذ البدء ما هي العوامل التي جعلت دولة قطر وقناة الجزيرة تمارس لفترة قصيرة سياسية تبدو قومية ليبرالية، ولكن سرعات ما كشفت عن أوراقهما وأهدافها الغاطسة في التطرف الإسلامي والطائفية الفكرية والسياسية. وموقف مؤسسة أبن رشد يتضمن دعاية مجانية لغنوش وحزبه قبل الانتخابات التونسية، التي هي على البواب، سواء أكانت مقصودة أم غير مقصودة، ولكنها تصب في صالحه وصالح حزبه.
كل الدلائل التي تحت تصرفنا تؤكد بما لا يقبل الشك، سواء أكان من الناحية الفكرية أم الممارسة السياسية أن حزب العدالة والتنمية لا يختلف عن أي حزب إسلامي سياسي من أحزاب الإخوان المسلمين (السنية)، وهم جزء من المنظومة الدولية للإخوان المسلمين والتي يرتبط بها حكام قطر أيضاً، والتي تسعى كلها للقفز على السلطة وفرض الشريعة الإسلامية حسب قناعاتها على شعبها، بغض النظر عن تعدد القوميات والديانات والمذاهب والاتجاهات الفكرية في بلادها، هذه الشريعة التي تكونت عبر مئات السنين المنصرمة ولم تتغير بل زادت سلفية وتخلفاً وبعداً عن الوقت الحاضر وعن العصر الجديد والحضارة الإنسانية الحديثة. حزب العدالة والتنمية يعتبر حزباً سياسياً شمولياً يستخدم بعض الآليات الديمقراطية تكتيكيا ولكنها لا تشكل أساساً للحكم وممارسة حقوق الإنسان. وقد كشف عن فكره وذهنيته الدينية المتخلفة والمتعالية والشوفينية في أكثر من قضية في الفترة الأخيرة بعد أن اعتقد بأن الشعب كله خلفه ويملك قوة اقتصادية يستطيع أن يتحرك بها.
وهذا النهج الذي تلتزم به وتمارسه الأحزاب الإسلامية السياسية السنية (الإخوان المسلمين) يتطابق من حيث الجوهر بالتمام والكمال مع نهج وممارسات الأحزاب الإسلامية الشيعية والتي لا تختلف عنها إلا ببعض المسائل التشريعية وفي الموقف من تاريخ الإسلام والمسلمين والخلفاء الراشدين ومن جاء من بعدهم وفي البدع التي يمارسها كل طرف! ويبقى الوهم المشترك الذي يجمعهم يتجلى في تصورهم إمكانية بناء "الدولة الإسلامية"، التي إن ظهرت سوف لن تختلف كثيراً، عن "دولة الخلافة" القرقوشية التي أعلن عنها بالموصل رئيس عصابة داعش المجرم إبراهيم عواد البكري السامرائي الملقب أبو بكر البغدادي.
منذ فترة غير قصيرة أصيب رجب طيب أردوغان بالغرور والوهم بكونه قادراً على الإعلان عن هويته الإسلامية أكثر من السابق وأن يتخذ مواقف مؤيدة للقوى المماثلة له في الدول العربية أو ذات الأكثرية الإسلامية في الجمهوريات السوفيتية السابقة، إذ تحرك عليها، وأن يكشف عن أهدافه الفعلية في المنطقة. فبدأ بترويج نهجه وسياساته في مصر وتونس والقوى السياسية المعارضة في سوريا، كما اتخذ موقفاً مناهضا لثورة الشعب المصري التي تصدت لحكم الإخوان المسلمين الشمولي والسياسات التي انتهجها محمد مرسي، ثم تجلى أخيراً في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي كانت تدخلاً فظاً ومرفوضا في الشؤون الداخلية للدولة المصرية. كما يتجلى ذلك في سياساته الداخلية وتخليه عمليا عن الحل السلمي للقضية الكردية حيث ساوى بين داعش ومناضلي حب العمال الكردستاني، إضافة إلى تخليه تدريجياً عن الموقف من العلاقة بين الدين والدولة، أو "العلمانية التركية!". كما كانت مواقفه إزاء الثورة السورية مزيجاً من المراوغة وتفتيت الصف الوطني ودعم قوى الإسلام السياسية المتطرفة والتكفيرية وبشكل خاص جماعة الأخوان المسلمين حيث التحق أكثر قواها بـ "جبهة النُصرة"، وبالتعاون مع قطر، ومن ثم دعم عصابات داعش الإجرامية منذ البدء.
ورغم هذه السياسات المريبة والمكشوفة لم ينكشف الوجه القبيح لنهج الدولة التركية بالنسبة للكثير من دول المجتمع الدولي، أو كانوا لا يريدون الحديث عنها بسبب عضوية الدولة التركية في حلف الناتو. وقد انعكس هذا الموقف سلبياً على الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي باعتبارها الحليف العسكري للدولة التركية.
إلا إن المسألتين المهمتين اللتين وقعتا أخيراً كشفتا عن الوجه القبيح والمزري للدولة التركية ونهجها الشوفيني وتحالفاتها المريبة والمضرة بنضال شعوب المنطقة ضد التطرف الديني والقومي الشوفيني والتعصب والتكفير. ونعني بذلك الدعم الفعلي المشين الذي قدمته الحكومة التركية لداعش في كل من سوريا والعراق من جهة، والموقف التركي المشين من المقاومة الشعبية البطولية لكوباني ضد عصابات داعش من جهة أخرى. وقد تجلى الموقف الأول في التعاون والتفاهم بين الحكومة التركية وداعش في إطلاق سراح كل الموقوفين الترك من أعضاء القنصلية التركية بالموصل وعودتهم سالمين إلى تركيا وقبول تركيا على التحرك الداعشي على حدودها واستقبال جرحاهم في المستشفيات التركية ومرور مقاتليهم عبر تركيا إلى سوريا والعراق بالجملة، ورفضها طويلاً حتى الآن ذهاب متطوعين كُرد من كُردستان تركيا إلى كوباني لمساندة ودعم قوات حماية الشعب الكردي ثم احتجاجها الوقح على إيصال الأسلحة والعتاد لمقاتلي كوباني عبر الجو.
وأخيراً بدأ الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي يدركان الأطماع التركية (العثمانية القديمة) بـ "ولاية الموصل" السابقة والتي من ضمنها الموصل وكركوك، أو إقامة منطقة آمنة تمتد لتشمل أراض بالعراق وسوريا لتكون بعد ذلك جزءاً من الدولة التركية، وبضمنها احتلال كوباني وإلحاقها بالدولة التركية. إن تركيا بمواقفها هذه ومساواتها السيئة بين المقاتلين الكرد وعصابات داعش تعبر بوضوح كبير عن الفكر القومي الشوفيني والديني التعصبي الفاسدين اللذين يعششان في رؤوس الحكام الترك، والذي يفترض في الجميع فضحه والتعبئة ضده.
إن اضطرار الحكومة التركية على الموافقة على وصول مقاتلين كرد من كردستان العراق، على وفق القرار السليم لرئاسة وحكومة وبرلمان إقليم كردستان العراق، هو نتيجة منطقة للضغط الشعبي والدولي الهائل على الحكومة التركية واتهامها الصريح بالمساومة والتعاون مع داعش والذي يفترض مواصلته وتشديده، إذ إن تركيا تحفر بنفسها قبرها، كما يقول المثل الشعبي. فأهداف داعش أبعد بكثير من سوريا والعراق، إذ سرعان ما تتجه صوب تركيا أيضاً وتحرك الخلايا النائمة لكل القوى الإسلامية السياسية المتطرفة والإرهابية. إن الشرق الأوسط كله معرض لحملات قوى الإسلامي السياسي التكفيرية والمتطرفة من أمثال داعش والنصرة والقاعدة، وقوى التعصب الشيعية المضادة، هو الذي يتطلب مواجهته والتصدي له وإفشال مخططات كل القوى الإسلامية السياسية المفضوحة والهادفة على إقامة دول "إسلامية" متطرفة في المنطقة، سواء أكانت شيعية كإيران أم سنية كتركيا والسعودية وقطر.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضايا التي توحد جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان في داخل ...
- من أجل إنهاض حركة حقوق إنسان شعبية بداخل العراق وخارجه بمناس ...
- نحو إنجاح مؤتمر جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق الإنسان ببرلين - ...
- الشعب الكُردي ب-كوباني- يقدم نموذجاً مقداماً للمقاومة البطول ...
- سيبقى العراق هدفاً ضعيفاً أمام قوى الإرهاب ما دام الحكم طائف ...
- المأساة والمهزلة في عراق اليوم!! متى يعي الشعب مأساته تحت حك ...
- ماذا يراد للعراق وأهل العراق؟ وماذا يجري في مدينة كوباني الك ...
- التعذيب يلاحق اللاجئين حتى في بلدان المهجر؟ ألمانيا نموذجاً!
- إقليم كُردستان العراق في الواجهة والمواجهة!
- هل سيكف المالكي عن نهجه الطائفي المفتت لوحدة الشعب العراقي؟
- هل من سبيل لمواجهة الطائفية السياسية في حكم البلاد؟
- هل من جديد في تشكيلة الحكومة الجديدة؟
- نداء إلى محامي العراق وقضاته الكرام
- لقاء شفاف مع مسرحيي وسينمائيي العراق في المعهد الثقافي العرب ...
- نداء عاجل للتضامن من أجل إنقاذ حياة ميثاق عبد الكريم الركابي ...
- أين دور الشعب العراقي من الأوضاع الراهنة والمزرية بالبلاد؟
- هل يمكن إيقاف الإرهاب الدموي المتفاقم بالعراق؟
- معاني غياب التضامن العربي وحضور التضامن الكُردي بالعراق ومنط ...
- من أسقط المالكي وأبقى على النظام السياسي الطائفي بالعراق؟ ال ...
- من أسقط المالكي وأبقى على النظام السياسي الطائفي بالعراق؟ ال ...


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بطولة كوباني وجرائم داعش كشفا عن الوجه القبيح لنهج الدولة التركية!