أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (5) التطهر من عذابات كوكب الأرض بين أحضان ملكة السماء!















المزيد.....

غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (5) التطهر من عذابات كوكب الأرض بين أحضان ملكة السماء!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


[5]التطهر من عذابات كوكب الأرض بين أحضان ملكة السماء
أحسست براحة نفسية لم أستشعرها في حياتي. ثمة شيء ما كالخدر اللذيذ أو كالنشوة أحسست به يسري في كافة أنحاء جسدي.
كنت أبكي على صدر الملكة وأغسل نهديها بالدموع، ولم اعرف أنها كانت تبكي إلا حين أحسست بحرارة دموعها وهي تُلامس جبيني حين ألقت رأسها على رأسي، وظلت تحتويني كطفل رضيع دون أن تتفوه بكلمة.
خاطرني الملك إبليس حين أدرك أنني أنهيتُ تذاهني مع الله:
- هنيئاً لك يا أخي، هنيئاً لك، لقد حلّت روح الله في قلبك!
- ماذا تقول أيهّا الملكَ؟!
- إنها الحقيقة يا أخي!
- وكيف سأصدقك أيها الملك؟
- ألم أُقسِمُ لك قبل أن نصعد من الأرض أنني لن أغويك، فِلمَ راودتك الهواجس وعاودتك الشكوك؟
- لا تؤاخذني أيها الملك فلم يُصدقك أيٌ من البشر منذ آلاف السنين، فكيف سأتخلص من شكوكي وأضع ثقتي المطلقة بك بكل هذه السهولة؟‍‍‍‍!
- أنا في غاية الحزن من أجلك، ولأنك غير قادر على أن تثق بي. ماذا في مقدوري أن أفعل لك لتحسَّ بالأمان والطمأنينة؟
- لا أعرف أيها الملك. أنا في عالم غريب عليَّ، وأجد نفسي أمام خيارات متعددة وصعبة. لا أستطيع أن أتقبّل أياً منها بكل سهولة ولا أستطيع أن أرفضها؟
- هل تحب أن أعيدَك إلى بيتك على الأرض لعلّ نفسك ترتاح وقلبك يطمئن؟‍‍!
- لا لا أرجوك
لا أريد العودة إلى الماضي الذليل
ولا أريد العودة إلى الوحدة والاغتراب
لا أريد الرجوع إلى الفناء
ولا أريد العودة إلى الرصاص
ولا أريد العودة إلى القنابل
ولا أريد العودة إلى الزلازل
ولا أريد القصاص
أريد الخلاص!
*
لا أريد العودة إلى
ليالي الشتات
ولا أريد العودة إلى الحفا
ووأد البنات
لا أريد العودة إلى ظلم
أفلاذ الأكباد
ولا إلى رؤية القيء
على أرصفة المخيمات
لا أريد العودة إلى ظبية
رعيتها ثلاثة وعشرين"قرناً"
بأهداب الجفونِ
وحين احتجت إلى حنانها
مز‍ّقت قلبي بطعن المرُهفات
*
لا أريد العودة إلى بيع
حُثالات برلين
لأُضيع نفسي
وليمتطي الفقراء
و"الأعدِقاء"
والسفهاءُ
رقة قلبي
وكرمي
وشهامتي
وقناعتي
ويدعونني أغرق
في جحيم الدين
والعوز
والليالي المُجحفات
*
لا أريد العودة إلى حضن عدوّي
ولا إلى حضن عديقي
ولا إلى حضن صديقي
ولا إلى ظلمة الغرف
الزوجيّة
والنساء الغبيّات
*
لا أريد العودة إلى صلاة الجنابة
بعد " الإنتصارات "في صولات
الكر والفر والمحبة
ووصال المارقات
لا أريد العودة لأن أكون
إماماً ومصلياً وكومبارساً
في كل الحماقات!
لا أريد العودة إلى لا ظلال
الاتحادات والنقابات
وعُريِ الدُّول
والطائفية
والجنسيات
والقوميات
ونفاق الأحزاب
والحركات
والمنظمات
*
لا أريد العودة إلى الضجيج والضجر
وإلى مكر الأصدقاء
وإلى ناقة هجينة
غدرت بصاحبها
في هزيع من الليل
وإلى عقول من حجر
*
لا أريد العودة إلى الصمت
وإلى جدران حجرتي الضيقة
أو إلى البلاد الحُجرةِ
أو إلى سقَر
لا أريد العودة لأرثي كتبي
التي لبست علي ثياب الحداد
حين بعتها لتجار الكلام
بأسعار بخسة
كي لا أدع القديد
في بيت أولادي
يُفتقرْ
*
لا أريد العودة إلى براءة
غدت حماقة
فكانت خطأ عمري
الذي لا يغتفر
فارقتها
وتأبى أن تفارقني
أردت أن أجعل منها
كائناً إنسياً
فحررتها
وأعفيتها من زخم
التكاثر الفلسطيني
وفضّلتها على نفسي
في المسكن
والملبس
والمأكل
والسرير‍‍!!
ومنحتها حرية العمل
دون أن أدري أن الحرية لا تمنح
لحمارٍ
أو حجر
فقد أصبحت
في سبيل رسالتي -
أسير مكتبٍ
بحجم فرج العقربِ
ولم تشعر بي
وأصبحت هي القمرْ!!
*
أنا متعب أيها الملك
أنا متعب أيتها الملكةُ
ساعِداني !
- خاطِرنا بحزنك أَيهّا الأديبُ
طهر روحك من هموم وآلام
وعذابات الأرض
فهذا يساعدك
على إراحة نفسك
وطمأنة قلبك
ويعمّق توحدك
مع الله القدير.
- آه أيها الملك
آه أيتها الملكة
أحزاني بحجم الكون
ولا أود العودة
إلى الماضي الذليل
فهل أعودُ إلى
مئات الأعدقاء
الذين ما أن علموا
بخواء جيوبي
حتى "لطّوا" مالي
عندهم من ديون
وأنكروا حقوقي عليهم
وتبخروا كالندى
في السماء؟!
*
لا أريد العودة أيها الملك
لأندم على شهامتي وكرمي
الذي فاضت به الموائد في دمشق
قبل أيام الجفاءْ
فأنا لا أحب الندمَ
على الكرمِ
حتى لو كان على البخلاء
والسفهاء
فأنا سليلُ أمّة عريقة
عرفت ذات يوم
بالشهامةِ
والشجاعةِ
والأصالةِ
والسخاءِ
والكبرياءْ
*
آه يا مليكة قلبي
والسماء
تعِزُ علي عراقة أمم
عرفت آن وعشتارَ
وإيلَ وبعلَ
وعناتَ ورعَّ
وتمّوزَ وبراهما
وبوذا والمهافيرا
وكونفوشيوسَ
ولاوتسه
وشوانغ تسه
وزرادشت
ويسوع المسيح
وماني البابليَّ
والنبيَّ محمد
والإسلام
والله العظيم
وابن العربيِّ
وابن رشد
وثربانتس
وشكسبير
وجوته
وهيسه
وروسو
وماركس ولينين
وكازنتزاكي
وإليوت
ومئات مئات العظماء
من الآلهة
والفلاسفة
والأدباء
والحكماء
والعلماء
والشعراء
والأنبياءْ
واندثرت هباءْ
واندثرت هباءْ
*
لا أريد العودة يا مليكة قلبي
إلى شاشة عطّلت ببرامجها
و"جوارحها"
وحماقاتها
ونفاياتها
العقولْ
وإلى صحافةٍ تذرُّ الكلام
على الجفونْ!
وإلى نقّاد وكتّابٍ
طبولْ
*
لا أريدُ العودة إلى
الفسادْ
ونفاق الأقلام
وتمثال الحرية
ورقصة الأمم
ومقهى الأمنِ
والعُروشِ
والقاراتِ
و لا أريد أن أذهب بعيداً!
في الخراب!
و لا أريد أن أعودَ
إلى الرمادْ!
*
لا أريد العودة إلى
الكلام الممنوعْ
والحرُوف الذبيحةِ
واللغات المنحورةِ
والحب المقموعْ
و"الحضارة" المنهطلةِ
من الأقمار الفضائيةِ
والميجروفونات
والمحبة القتيلة
وسلام الخنوعْ
*
لا أريد أن أخون دماء الزّنبقِ
وأصالح خصمي اللدودْ
و لا أريد أن أصفق
للمحررين الأعجفيين
ولا للحالمين
ولا للإخوان والآباءِ المؤمنينَ
ولا أريد السأم على الحدودْ
لا أريد السأم على الحدودْ!!
*
لا أريدُ غزّة
ولا أريدُ أريحا
ولا أريدُ "العربة"
ولا أريدُ
الجليلْ
لا أريدُ القدسَ
ولا أريد الأقصى والقيامةَ
ولا أريد مكةَ
ولا أريدُ
الخليلْ
لا أريدُ بيروتَ
ودمشقَ
وبغدادَ
وطهرانَ
وباريسَ
وواشنطن
وبرلينَ
وهافانا
وموسكو
وبكين
ولا أريدُ الأهراماتِ
ونهرَ النيـلْ
فأنا لا أتصوّرُ
أنا لا أتصوّر
أن تكون الدلعونا
"هاكيفاه"!
وأن تكون ترشيحا
"بتاح تكفا"
وأن تكون القدسُ
"اورشليم"
وأن تكون مريم العذراءُ
"راحابَ"
وأن تكون دليلة
"أستير"
وأن يكون جُلياتُ
"داود"
وأن يكون كنعانُ
"شمشون"
وأن يكون عِناقُ
أو أن يكون يسوعُ المسيحُ
"يهوذا"
ويكون عبد الناصرِ
"بيغن"
ويكون محمد
"يوشع"
ويكون اللهُ "يهوة"
أو"إيل"
وتكون فلسطينُ
"إسرائيلْ"
فإما أنا وإما هي
وإما المستحيل
فإما أنا وإما هي وإما المستحيل!!
*
يا محمدُ المسلمُ
يا عليُّ الأبيُّ
يا عمرُ العربيُّ
يا آيةُ اللهِ
يا عيسى المؤمنُ
يا إيفان الرهيب
اشمخ بعراقة أمم تندثر
وقاراتٍ تُهْزَم
ولا تحني هامتها
فهي لا تحلم بسلامٍ
ذليلْ
فالله يخيرك، الله يخيرك
بين أديم الأرض الفانية
وبين أن تمنح الكمالَ
والأرزاق
والحكمة
وتبث الحياة في الأرواح
وتبلّغ الأوامر الرّبانية
وتنفخَ في الصور يوم القيامةِ
وتتبوّأ في عرش الله
أمانة اللوح المحفوظ
مكانَ إسرافيلْ
وتتبوأ في عرش الله أمانة اللوح المحفوظ
مكانَ إسرافيلْ!
وتَ تَ تتبوأ في عرش عرش الله الله
أمانة اللوح المحفوظ
مكانَ إسرافيلْ!!
*
أنا أحب جمال عيون السلام
وأدرك أن الياسمين في دمشقَ
يعشق نسيمَ السلام
وأن الورود الجورية الجريحة
في حدائق بيروت
ظمئة للإرتواء من رحيق السلام
وأن الخيول العـربية الأصـيلة
تشرئب بأعناقها،وتطلق قوائمها
في مدى العلو الشاهقِ
وتجمحُ صاهلةً
لتطاول بنواصي رؤوسها
هامات السلام
وأن جراح عمان الدفينة
ترنو إلى كفكفة دموعها
لتضمّخ ضفائرها بشذا
عطر السلام
وأدرك أن الثلج الموحل
في روسيا
عطش إلى التّفلّي
تحت أشعة شمس السلام
وأدرك أن الكلام سئم الابتذال
ومتشوّق لأن يشدو بأشعار السلام
وأن الموسيقا فقدت عشقها
وتُرهّفُ الأوتارَ
لتصدح بألحان السلام
وأدرك أن سماء الكون
تُفرد فضاء صدرها
باكيةً تلوث سدائمها
والجراح التي أحدثتها
المركبات والمكوكات والطّائراتُ
في ظلال قمرها العليلْ
وتتوق حالمة بطلِّ
السلام الجميلْ
غير أني والياسمينَ
والورود
والخيول
وعمّان
والثلج
والكلام
والموسيقا
والسماء
لا نقبل ان يهبط السلامُ
على جثة الرّب القتيلْ
على جثة الرب القتيلْ
***
أنا تعبتُ أيها الملك
تعبتُ أيتها الملكة
أتفّ على الشعر والشعراء
والأدب والأدباء
وكل الفنانين والمثقفين
حين يُطأطئون هامة الشعر
ويحنون رؤوس اليراعات
أمام بريق الدولار
وسحر شاشات البلاط
ويمسحون الذقون
بدماء الخبز القتيل
ولا أتفُّ على المخاتير الطّواويسِ
لأنهم على الأقلِ
منسجمون مع أنفسهم
في شرب نخب يافا
والأقصى، والقيامة
ومحمد، ويسوعَ
وماركس، ولينين
على رُفات هابيلَ
والحسين، وعليٍّ
وعمر، وصلاح الدين
في ظلال سعف النخيلْ**
*
سألوني ياحبيبتي:
ما الفرق بينكَ
وبين الأدباءِ
والشعراءِ
والفنانينَ
والعلماءِ
والزعماءِ؟!
فقلت كالفرقِ
بين من يبحث عن
الله
وبين من يبحث
عن النفط
والدولارِ
*
أنا تعبت يا مليكة قلبي
والسماء
وأنا محتارٌ بين لذة خمر نهديكِ
وبين الفناءْ
ولا أريد العودة إلى الأرض
لأتسلم من
المتنبي و الحلاج
ومُظفّر ودرويش وأدونيس
ودانتي وجوته وهوميروس
ناصية الشعر
لأشدو على أوتار
ليالي حزني
الطويل
فأنا أمضيت عمري
ألوي أعِنّة بحور الكلام
وانحر الشعر في دخيلتي
وأقدمه قُرباناً لروحي
على طبق القوافي
كي لا أهدِمَ القصور
والمعابد
وأزلزل عرش الله
المسـتـحيـلْ
*
تعبت يا مليكة قلبي
من العويل
ولبسِ ثياب الحدادِ
على غزة وصـبرا
والخليـلْ
وبيروت والجنوب
وعدن والكويت
وطرابلس وبغداد
وعلى خيول المسلمين
المتطاحنة في كابول
والذّبيحة في البوسنة
والشهيدة في الشيشان
والشامصة في الجزائر
والصعيـد
والحالمة بيافا
والجليل
تعبتُ من البُكاء والنّدبِ
على جُليّات والحسين
وعليٍّ وهابيل
ولا أريد العودة
إلى الماضي
الذليل
لا أريد العودة إلى الماضي
الذليل
*
لا أريد العودة يا مليكة قلبي
إلى أنسٍ فقدوا الصدق
والودَّ، والبراءة، والأصالة
والذوق، والأمانـة
والإحسـاس
وأضاعوا الشهامةَ
وروح التكافُلِ
والثقة والشجاعة
والكبرياء، والتاريخ
واعتصموا بالكذب والنفاق
والمكر والحقدِ
والجشعِ والغدرِ
والأنانية والغباءِ
والظلم والدولارِ
والبطن والبُخلِ
واللا مبالاة والجُبن
والفُروجِ الشّروجِ
ووأدوا اللـه
والمحبة والعدلَ
والعقـلَ
والإخلاصْ
لا أريدُ العودة
إلى الناسْ
لا أريدُ العودة إلى النّاس!
*
سئمت يا مليكة قلبي
والسماوات
من التشكيك في هويّتي
ومن الأسئلةِ
والتدقيقِ
والزّجرِ
والتحقيق
في كل الدوائرِ
والمرافق
والحواجزِ والحدودِ
ونقاط التفتيشِ
ومحاكم العدالةِ
والمستشفياتِ
والعياداتْ
ومكاتب البريدِ والهاتفِ
ومحطات الباصاتِ
والتكسياتِ
والحافلاتِ
والمطارات
والسفنِ
والموانئ
والطائراتْ
والسفاراتِ
ومكاتب المنظماتِ
والجبهات التقدمية
والحركات التحريرية
والنقابات المهنية
والاتحادات النسائية
ومن قبل المُرافقين
والحراس
والقوّادينَ
أمام أوكار
العاهِراتْ
حتى غدا كوكبي
كُلُّ كوكبي
من المحيط المتجمد الشمالي
إلى المحيط المتجمد الجنوبي
دوائر أمـنٍ
وشرطةٍ
ومخابراتْ
*
قصدت يا مليكتي
شارعاً موحشاً منعزلاً
في كوكبي
لعلّه لا يسألني هويتي
وما أن خطوت عليهِ
حتى انتصب واقفاً
ليقلبني رأساً على عقبِ
ويفتح فماً مهولاً
ويمدُّ يداً مُلطخةً بالسوادِ:
"هويّتك"؟
هتفتُ:
- أمرُك سيدي الشارعُ
استقم على الأقل
لأستعيد توازني
بحق السماواتْ
فلم يقبل أن يستقيم
فأخرجت هوية اتحاد الكُتّاب
وأنا أقف رأساً على عقبِ:
"أديب"؟!
- نعم ورب الكائناتْ؟!
- ماذا يعني أديب؟!
ففكرتُ! فعلاً مع الشارع حقُّ
ماذا يعني أديب؟!
قلت دون تفكير:
أعلّم الناس المحبة والأدب
والأخلاق!
والكفّ عن النزّعاتِ والضغائنِ
والمشاجراتْ
استغرب الشارع الأمر
وتساءَ ل:
- وهل يوجد مهنة كهذه؟‍‍‍‍‍‍!
- أُف إنها مهنة محترمة
أقسم بالعذراءِ
وكل العذراواتْ
ألم تسمع بها؟
قال "لا" وسألني
هويّة غيرها
حتى لو كانت هوية قوّاد
أو سائق شاحناتْ؟!
فنقّزتُ كتفيَّ
وبزّمتُ شفتيَّ
وهززتُ رأسي
فزجرني وانتفض واستقام
ليقذفني بعيداً في الفضاءِ
وقعتُ على عشبٍ ربيعيٍ
في سهب بعيدْ
فرحت،ُ قلتُ هنا لن يسألني
الربيع هويّتي
ولن يخرج لي
أي من المخلوقاتْ
ولم أتنبّه إلا والعشبُ
يتشكل أمامي
لينتصب في هيئة رجلٍ مرعب
ويمدُّ يداً خضراءَ ويهتفُ
"هويّتك"؟!!
هربتُ إلى الصحراء
انتصبت الكثبانُ الرمليةُ أمامي
بهيئة جملٍ مُخيف!
هربتُ إلى البحرِ
خرج لي حوتٌ هائل
هربتُ إلى الغابة
خرجت لي شجرة سامقة
بهيئة فيل!
هربتُ إلى أعالي الجبالِ
هبطت أمامي صخرة
بهيئة رُخ!
هربتُ إلى المحيط المتجمد
خرج لي الثلجُ
في هيئة دب أبيض عملاق
هيّء لي أنه أحد
الديناصوراتْ!
فعدت يا مليكتي وسجنت نفسي
بين جدران غرفتي الضيقةِ
مع أوراقي و أقلامي و أحزاني
لعلني أشعر قليلاً بالأمانِ
وأتوحّد مع اللهِ
ولا يخرج لي أيّ
من أبناء
الزانيّاتْ
*
أنا متعب يا مليكة قلبي
وسئمت من كوني رقماً
في بطاقةٍ
على كوكبٍ يندَثرُ
ولا يعترف إلا
بالأرقام
والبطاقاتْ
ولا يعترف إلا بالأرقام والبطاقاتْ
ولا أريد العودة إلى
الحب القتيلْ
ولا أريد العودة إلى
الماضي الذليل
لا أريد العودة إلى الماضي الذليل
*
مثخن جسدي
مثخن كبدي
مثخن قلبي
مثخن جرحي
مثخن ألمي
مثخن قلمي
مثخن ورقي
مثخن شيبي
مثخن ظفري
مثخن حُلمي
مثخن كرَمي
مثخن عزمي
مثخن عقلي
مثخن سيفي
مثخن فرسي
مثخن حجري
مثخن شهيدي
مثخن طفلي
مثخن حقلي
مثخن وطني
مثخن وطني
مثخن كوكبي
مثخن كوكبي
وكل ما فيّ قتيل
وكل ما حولي قتيل
ولا أريد العودة
إلى الماضي الذليل
لا أريد العودة
إلى الماضي الذليل
***



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (4) ال ...
- شاهينيات : في الخلق والخالق والمعرفة ( 15) الحياة في الموت ، ...
- غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (3)
- غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (2)
- غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (1)
- أقل الكلام في خير ما سطرته الأقلام !
- على هامش الحوار بيني وبين صديقي المؤمن - العقل الحر والعقل ا ...
- ( أصابع لوليتا ) حب وألم وفهم خطأ لسفر أيوب !
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (14)
- -قناديل ملك الجليل - ملحمة الفارس الأسطورة !
- -غريب النهر - سفر الشتات الفلسطيني
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (13)
- البطولة الجماعية في ( فرس العائلة )
- حوار مع صديقي المؤمن !
- سعود السنعوسي يحلق عاليا في - ساق البامبو-
- عزازيل : صراع الكنائس حول طبيعة المسيح؟
- ماذا فعلت بعلاء الأسواني في نادي السيارات ؟!
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (12)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (11)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (10)


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (5) التطهر من عذابات كوكب الأرض بين أحضان ملكة السماء!