أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فلسفة ما بعد العولمة ح2














المزيد.....

فلسفة ما بعد العولمة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 08:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك تناقض كبير تعيشه الرأسمالية في طورها الجديد (العولمي) ليس بسبب الرفض ولا بسبب أن الفكرة غير قابلة للعيش ولكن بسبب أسها الذي تم البناء عليه (فكرة المزاحمة ونظرية العبد والسيد) المتأصلة بالأنا الغربية والشمالية هذا المأزق يتخذ صور عديده منها الانهيار الأقتصادي الذي جاء عكس تصورات نظرية العولمة فكل التعاريف التي طرحتها بشكل معياري نجده اليوم حلم لا يمكن التحقق من الوصول إليه بالرغم من التوسع الهائل في الوسائل والسبل المادية والضغط الاعلامي والفكري المصاحب له وحتى النظريات الفكرية التي وجدت في العولمة حاضن لها نراها تتداعى ومنها مثلا مفهوم صراع الحضارات ليحل محله حوار الحضارات حوار التكافؤ والتناظر.
كل المفاهيم المعرفية والمصطلحات المعيارية التي تعلقت بالحرية واحترام تحقيق الذات والتي تم ترويجها عالميا بطريقة شبه أيديولوجية من طرف النظام الرأسمالي نفسه ،لكي تساعد على الرفع من القوى الإنتاجية كشعارات للطور المتجدد من الرأسمالية المعولمة لتقترب أكثر من تحليلات لوك بولانتسكي الذي لا يشتغل بمفهوم الأيديولوجية لكن يؤمن بالفكرة حيث أن المفاهيم المعيارية تنتج في الواقع نقيضتها أو تفرغها من محتواها كلما تعرضت للتجريب والنقد الذي يفكك الأشياء ويهدم أسسها ليعيد قراءتها ويبني شكل أخر من الفكر أن المجتمعات تحافظ على استقرارها عن طريق صراعات مجموعاتها من أجل الاعتراف هذه الفكرة هي التي انطلقت منها في تصوري حول الاعتراف المتبادل، فجميع المجتمعات تتمحور حول دوائر الاعتراف وتسعى لها لكي تسمح لأفرادها بالدخول في اعتراف متبادل لتبني عالم إنساني أكثر وأخلاقي أكثر.
في حوار مع الفيلسوف والمفكر الأقتصادي الاستاذ عمر أكتوف أجري معه مؤخرا يشير إلى الحقيقة السالفة في زيف بعض المعايير الفكرية التي ابتدأت بها العولمة وفرضتها فهو مثلا يفرق بين الاقتصاد الحر وبين الحرية الأقتصادية كما تجلت في الممارسات الأقتصادية اليوم مما أبعدها عن المعنى المعياري للتوجه نحو اللا أخلاقية في تصرفها وتثبيت حدود المعنى لدى زعماء المال العالمي الذي يمنهج الفكر الأقتصادي بشكل أيديولوجي ويضيف مثلا على هذه النظرية قول مستنتج منها يشير إلى التبادلية بين الإنتاج والبيئة وهذا ما أهملته سياسات العولمة المعاصرة ((إن المشكل الأكبر في نظري هو أن هذا الادعاء الكوني يحمل معه الاعتقاد بأن العالم كله يحب الهامبرغر على الطريقة الأمريكية، وأن الجنس البشري في كل مكان تحركه نفس النوازع وهذا هو الخطأ الكبير الذي تدفع ثمنه اليوم الإدارة والتدبير على الطريقة الأمريكية، والذي لطالما تم تقديمه نموذجاً كونياً دون أدنى جهد لفهم ما معنى الخصوصية، واختلاف الآخر يمكننا صنع السيارات أو (السندويتشات) في أي مكان في العالم، لكن النجاح في ذلك يتوقف على جعل هذه المنتوجات متناسبة من حيث الجودة والقيمة مع المنطقة والإقليم)) .
إذا نحن نشهد تبدل بالمفاهيم المعيارية التي تقوم وقامت عليها العولمة هذا التبدل ليس مظهرا فقط بل أنه جوهريا ويتصل حتما بأسس النظام العولمي وما يمكن أن تستبعه من نتائج خطيرة قد تقوض كامل بناء النظام فلكل رؤية قواعد تستند عليها في تبرير وجودها وعندما تتغير القواعد تتغير الصور المتأتية عنها وبالتالي تعطي مفاهيم مغايرة تماما للأصل قد تكون هذه المفاهيم في بعض أوجهها ليست مصاديق للفكرة الأولى وللافتراضات المبدئية هنا تكمن الإشكالية وتكمن أيضا ضرورة البحث عن الصور الجديدة الناتجة وهو ما هو العالم الذي تستهدفه أو تسعى لصنعه أيا كانت النتائج فهي بالمؤكد صورة متطورة أو خارج أطار العولمة التي جادت بها سنوات أواخر التسعينيات من القرن الماضي.
إن حضور التناقضات في البنيان العولمي مع إتباع السنة التأريخية التي تلغي مبدأ الثبات الحركي للفكر وللحضارة وللتجربة الإنسانية العميقة التي أظهرها التبدل والتحول المستمر في حياة الإنسان وخاصة ما هو قريب من الذاكرة تحول الحداثة وما بعد الحداثة وظهور مبدأ الحداثة الانعكاسية وتطورهما نحو ظهور فكر العولمة, كل تلك المبررات تتيح لنا أن نصيغ شكلا من أشكال العالم لما بعد العولمة ولما بعد وبَعدَ العولمة أنه عالم يعود عن مسار الفردية والقطبية الواحدة نحو مبدأ التشاركية في الانطلاق نحو أنسنة الوجود بدل الوجود الكوني المتأطر بقراءات فرضها واقع تشكل في لحظة انهيار معنوي لجانب مهم من طرفي القوة المحركة والدافعة للتطور.
إن أنسنة العالم الكوني والأخذ بضرورات الجانب الروحي وإعادة الاعتبار الحقيقي له ليس فيه تناقض مع التجديد والسعي الحقيقي لأن تكون الحياة الإنسانية أفضل, لقد صاغ الجانب الروحي وعلى مر التاريخ وخاصة تلك الأسس التي تفهم حقيقية الإنسان والتي نجحت بأن تسير فيه عبر الزمن التأريخي دون أن تصطدم بما يمنع من التطور, صاغت وبلورت خطوط الحركة التي نتجت نهاياتها اليوم ما نحن عليه, لقد كانت محرك عظيم دفع عجلة التأريخ دون أن ينكر أحد هذا الدور لكن ما يمكن الحذر منه هي تلك الإسقاطات اللا تنتمي له والتي أدعت زورا تلك المكانة أو أن البعض ألصقها عنوة بالجانب الروحي, الرفض ليس حلا دوما لتلك الإشكالية, الحل وحده بالنقد الموضوعي الذي يسبقه نقد ذاتي للمنهج والوسائل والمقدمات, إنها الوعي بأحقية التجدد وحرية الروح في أن تكون جزءا من الحل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة ما بعد العولمة ح1
- الأنا والهوية المجردة في المفهوم الغربي والشرقي لها
- تناقضات العولمة ج1
- تناقضات العولمة ج2
- لا يا مطر
- التأريخ يبدأ من آدم المتعلم
- لم يكن قبل آدم المتعلم إنسان
- هل حقيقي أن ابن آدم هو أول إنسان ؟.
- حقيقة الخلق الأول
- أبن آدم أول من زرع وحصد وسكن البيت
- الماء وأشياء أخرى
- الصلاة البعيدة _ قصة قصيرة
- الإنسان أبن آدم والحيوان شبيه الإنسان
- مفهوم قضية الخلق في النص الديني
- قراءات في أساطير الخلق الأولى ح3
- المقومات المشتركة بين الأساطير
- قراءات في أساطير الخلق الأولى ح1
- قراءات في أساطير الخلق الأولى ح2
- لماذا يكذب الله علينا ؟.
- نكوص العقل الجمعي عن مدارات الضروريات


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فلسفة ما بعد العولمة ح2