أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وضاح طالب دعج - مسرح الطفل العراقي بين التهميش والاهمال














المزيد.....

مسرح الطفل العراقي بين التهميش والاهمال


وضاح طالب دعج

الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 03:27
المحور: الادب والفن
    


مسرح الطفل العراقي بين التهميش والاهمال
لا يخفى على اي مطلع ما للمسرح من مكانة مهمة في العالم المتحضر , لما يوفره من قيم عليا ومفاهيم تعليمية تصل الى المتلقين بشكل اسرع واكثر تقبل , كماهو توفرها في المسرح , لذلك نلاحظ وجود تجارب عدة في الدول المتحضرة لخلق حركة مسرحية فعالة تخاطب المتلقين بمختلف الاعمار وايجاد حالة من التفاعل البناء لدى هذه الشرائح المجتمعية , والاستفادة مما يوفره المسرح من قدرات خلاقة .
وعلى الرغم من ظهور المسرح عند الاغريق منذ الاف السنيين، وتنوع المذاهب التي شهدها تاريخ المسرح العالمي، الا ان مسرح الطفل قد تأخر ظهوره، بوصفه شكلا من اشكال المسرح ونوعا من انواعه، فمسرح الطفل هو مسرح متكامل العناصر ابتداء من النص المعد (للطفل) خصيصا وكذلك الممثلين والمخرج ومجموعة الانتاج ,غير انه يمتاز عن غيره بجمهوره والذين هم في الاصل من الاطفال ولا ضير إن وجد الكبار ايضا , لكن مسرح الطفل يخاطب الاطفال من خلال ما يقدم فغالبا ما تكون الاعمال المقدمة فيه اعمال تحمل قيم تعليمية وتربوية وقصصها تدور حول طفل او حكايات عن الحيوانات او من المروثات الشعبية للبلد الذي تقدم فيه .
وقد اشارت دراسات عدة الى فاعلية مسرح الطفل في تعديل سلوك الاطفال وهذه بسبب قدرة الطفل العالية غلى الاندماج والعيش مع القصص المقدمة وتصور ابطالها واحداثها وهذه القدرة متأتية منذ سنوات عمره الاولى التي يخلق الطفل فيها عالمه الخاص من خلال تخيله لبعض الالعاب وممارسته هذا التخيل على اشكال مختلفة من لعب الفردي والجماعي كل هذا يعبر عن علاقة وطيدة بين الطفل والمسرح دون ان تكون مقصودة من الطفل . لذلك نلاحظ ان المهتمين بهذا النوع قد قسموا مسرحيات الأطفال بحسب موضوعاتها (التاريخية، العلمية، الدينية، الكوميدية، الحيوانية، الاجتماعية) ايمانا منهم في تحقيق اكبر فائدة ممكنه .
مما جعل مسرح الطفل متسما بعدد من السمات التي تجعله مقبولا لدى الاطفال والتـأثير بهم ، وهذا يأتي من خلال وضوح الشخصيات وادوارها وسماتها الاخلاقية والتي تساعد على تقبل الاطفال لفكرة العرض ، كما يجب ان تسير الاحداث على نحو طبيعي من دون اسراع او تصنع ، ولغرض جلب انتباه الاطفال الى العرض يستحسن ان تكون بداية العرض مشوقة والانتقالات مناسبة ونهاية مفرحة تعطي ملامح انتصار الخير على الشر ، ولايفوتنا هنا ان نركز على اهمية سهولة الحوار وبساطته ووضوحه وان يكون الايقاع مناسبا ، وان يتسم العرض بروح الفكاهة، ولكي يؤدي العرض اغراضه التي من اجلها اعد العرض ان يحمل مجموعة من الثيم الاخلاقية والتربوية والمعارف العامة والمواعظ ، ويستحسن عدم الاطالة بمدة العرض وان تكون لغتها مناسبة لاستيعاب وفهم الاطفال.
وبالرغم من ان مسرح الطفل يعد حديثا اذا ما قيس بنشأة وبداية المسرح , لانه قد قطع اشواط كثيرة في التقدم والبناء , فنلاحظ وطبقا للمصادر التاريخية التي تبين انه في عام 1566 م قدمت مسرحية للاطفال في انكلترا بعنوان ( باليموت واركبت) قام بأدائها تلاميذ المدارس في قاعة احدى الكنائس المسيحية، ومن ثم قدم طلاب مدرسة ( سانت بول ) عدة عروض مسرحية ، كما ان تأسيس اول مسرح للاطفال وموجه لهم ، كان في باريس، عندما اقدمت مدام ( دي جيلنس ) على مبادرتها التاريخية في هذا المجال عام 1748.
كما اهتم الاتحاد السوفيتي السابق بمسرح الطفل وانشأ له المسارح والفرق المختصة. ففي عام 1918 أنشأت الدولة مسرح موسكو للاطفال لياخذ على عاتقه الاهتمام بمسرح الطفل، كما كانت هناك اهتمامات في اوروبا وامريكا. ففي امريكا أهتمت منظمة المسرح الامريكي بمسرح الطفل وادخل الى المدارس ليدرس ضمن حصص النشاط الفني ، كما حدث ذلك في الجامعات. ففي عام 1902 انشأ أول مسرح للاطفال في مدينة نيوريوك وقد سمي ( بمسرح الاطفال التعليمي ) ، ويعتبر مسرح ( ايفانستون للاطفال ) الذي انشأ في مدرسة اللغات بجامعة ( نور ثويسترن ) عام 1925 يعد من اول المسارح التي الحقت في المدارس ، حيث اختير له ممثلون من الطلبة المتميزون في فن الدراما.
وفي بريطانيا انشأت ( منظمة الطفل البريطاني) عام 1959 والهدف من تأسيسها هو الاهتمام بتربية الطفل من خلال المحاضرات والتوجيه التربوي. وفي عام 1965 أظهر المعنيون في المسرح البريطاني على ضرورة ايجاد علاقة بين المسرح والافراد، لذلك اهتم مسرح ( بلجريد ) بمساهمة الاطفال الفعلية في نشاطه.
ومن ذلك الوقت تنوعت مسارح الاطفال وحسب نشاطاتها وبرامجها الترفيهية في دول العالم كافة, الى اننا نجد ان مسرح الطفل في العرق مهمش ولايحظى بدعم حكومي لا من وزارة الثقافة ولا من وزارة التربية مما افقدنا وسيلة تعليمية تربوية مهمة جدا في بناء شخصية الطفل العراقي خاصة ونحن اليوم نشهد هجمة شرسة من الارهاب والذي بات يستقطب الاطفال بين صفوفه مستغلا ضعف قدراتهم العقلية في التميز بين الصواب والخطأ , فنتمنى من المعنيون في في تلكم الوازارة الانتباه لمسرح الطفل ودوره المهم .
22/10/2014



#وضاح_طالب_دعج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرح الطفل الوسيلة التعليمية المغيبة
- دعوة للاباء لمتابعة افلام الكارتون
- الدولة الاسلامية والمعركة القادمة
- المسرح والدرما وعلاقهما بالحياة
- اسقاطات فنية على السياسة في العراق


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وضاح طالب دعج - مسرح الطفل العراقي بين التهميش والاهمال